أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يوسف عودة - مواقع التواصل سلاح ذو حدي














المزيد.....

مواقع التواصل سلاح ذو حدي


يوسف عودة
(Yousef Odeh)


الحوار المتمدن-العدد: 5479 - 2017 / 4 / 2 - 14:05
المحور: القضية الفلسطينية
    


مواقع التواصل سلاح ذو حدين
يوسف عودة
لكل أمر إيجابياته وسلبياته؛ وهذا إصلاً ينطلق من مبدأ الحياة والقائم على أن لكل أمر نده، فالخير نده الشر، والصدق نده الكذب، والعدل نده الظلم، وإذا كان الخير إيجابي بطبعه فالشر سلبي بمكنوناته، وبالتالي هذا هو المبدأ المتاح للعمل به في الحياة بشكل عام، وهو يمتاز بالعدل لمن أراد الخير لنفسه، ويمتاز بالخبث لمن جعل على عينيه غشاوة، فلم يعُد يبصر الأشياء الجيدة من حوله. وبتقدم علوم الحياة وظهور وسائل تكنولوجية عديدة جعلت بل سهلت من عمليات التواصل بين أقطاب المعمورة، وزادت من مصادر المعرفة والمعلومات وذلك لسهولة تواجدها ونشرها على الشبكة العنكبوتية، كل هذا خلق أنواع من الإيجابيات التي يسرت على الناس بكافة أطيافهم وجنسياتهم مسألة الحصولة على المعلومة، وبنفس الوقت جعلت من العالم قرية صغيرة، وعمدت مواقع التواصل الاجتماعي بكافة أنواعها إلى تقريب وجهات النظر أحياناً وإبعادها في أحيان أخرى. وأضحت بمثابة سلاح ذو حدين إن لم تجيد إستخدامها فلربما تكون من ضحاياها.
وهذا ما بات يعرف في أيامنا بالجرائم الإلكترونية، وبدأ بأخذ أشكالاً متعددة داخل المجتمعات، ولعل المجتمع الفلسطيني يعاني هو الأخر من هذه الظاهرة وبشكل ملفت للعيان، حيث كثُرة في الأوانة الأخيرة قضايا الإبتزازات الناتجة عن مثل هذه الجرائم، ولعل النسب التي أشار إليها الناطق بإسم الشرطة الفلسطينية في العديد من المواقع الأخبارية، لدليل قوي على أن هذه الجرائم باتت تهدد النسيج الاجتماعي وتقلق وتخيف الناس الذين لم يستطيع البعض منهم حتى اللحظة إدراك كيفية التعامل مع هذه القضايا، خاصة وأن المجتمع المحافظ له ضرائبه التي لا يمكن للبعض تجاوزها، فتشير إحصائيات الشرطة إلى حدوث ما يقارب الـــ 400 جريمة منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية آذار منه، وأما في العام 2016 فقد بلغت الجرائم الإلكترونية في الضفة الغربية فقط ما يقارب 1327 جريمة، وهذا بالطبع مؤشر خطير على وجود مثل هذه الجرائم التي تؤثر بشكل سلبي في حياة الناس.
وللأسف لا يوجد قانون فلسطيني مختص حتى اللحظة بمثل هذه الجرائم، وبالتالي فإن التعامل مع مرتكبي الجرائم الإلكترونية يتم على أساس أنها جرائم واقعية، أي يتم التعامل معهم وفق نصوص قانون العقوبات الأردني الصادر عام 1960 والمطبق بالأراضي الفلسطينية، حيث يتم تحويل قضاياهم إلى جرائم واقعية تنطبق مع النصوص الواردة في القانون، وبالتالي يتم تقديمهم للمحاكم على نصوص قانونية لا تصلح لقضاياهم، وهذا أيضا من العوامل التي تُخيف الناس من تقديم الشكاوى في هذا المضمار، بسبب عدم وجود قانون رادع يجعل من الجاني عبره لغيره. إلا أنه ونظراً لخصوصية الوضع في فلسطين وللحفاظ على الترابط الوطني، ولأهمية إدراك الجميع بنوايا الاحتلال وما يمكن أن يُحيكه ضد هذا الشعب، وللحد من مثل هذه الجرائم، بادرت الشرطة الفلسطينية إلى إنشاء وحدة متخصصة بالجرائم الإلكترونية من طاقم متخصص هدفهم إيقاف أو بالأحرى الحد من عمليات التشهير والإبتزاز التي تحدث على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبالطبع التعامل مع هذه القضايا والجرائم لا يقع على عاتق أحد بعينه أو على عاتق جهة معينة، بل يقع على عاتق الجميع وبالمقام الأول "الأهل" الذين يتوجب عليهم توعية أبنائهم ومراقبتهم بإستمرار، والسؤال الدائم عنهم وعدم ترك مسافات بين الأباء والأبناء، فمثل هذه المسافات يُولد الفتور في العلاقات وبالتالي تقود الى كوارث لا يحمد عقباها، وأيضا يتوجب على الجميع الوعي والإدراك لأهمية إشراك الشرطة في مثل هذه القضايا حتى لا يكون الإنسان عرضه للإبتزاز وما شابه من قضايا قد تؤثر سلباً عليه، والأهم من هذا كله "أحفظ تُحفظ".



#يوسف_عودة (هاشتاغ)       Yousef_Odeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنتصار جديد للمرأة الفلسطينية
- العبرة بالفكرة
- نظرة على بعض قضايا المرأة
- التغيير بمناهج الحياة
- مراهنات
- عادة يجب دثرها
- إغتيال الأمل
- من صور الإنتخابات المحلية
- خربشات (11)
- خربشات 10...
- سِجَال...
- أسس حياتُنا...
- يُحكى أن...
- الحاجة للآخر
- تعددت الأصوات والهدف واحد
- حتى يلج الجمل في سم الخياط
- بإنتظار الثامن من آذار العام القادم
- ترتيب الأوراق بعد خلطها
- يوسف عودة
- ثغرات بحاجة لحل


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يوسف عودة - مواقع التواصل سلاح ذو حدي