أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ذياب فهد الطائي - في ناحية البو ياسر (عام 1991)














المزيد.....

في ناحية البو ياسر (عام 1991)


ذياب فهد الطائي

الحوار المتمدن-العدد: 5479 - 2017 / 4 / 2 - 11:47
المحور: الادب والفن
    


في ناحية البو ياسر عام (1991)
ذياب فهد الطائي

من قلعة سكر الى ناحية البو ياسر الطريق موحش، فالجزيرة ارض خالية على امتداد اكثر من مئة كيلومتر حتى اول عمران ،عادة ، يستعمل هذا الطريق المهربون وقطاع الطرق بالاضافة الى السيارات التي تنقل الجنائز من المدن والقرى الواقعة على الجهة الشرقية لنهر الفرات
اعترضنا على الطريق الاسفلتي تل ترابي، من الواضح انه قد أعد عمدا، تقدم شاب يرتدي( دشداشة) يرفع طرفها الى حزامه ،المربوط على استدارته محافظ جلدية للاطلاقات ، وعلى رأسه كوفية وبكتفه رشاش
ـ " سيد" عدنان نحن ذاهبان الى النجف... قال مرافقي السائق
شاهد ت بضعة شباب مسلحين يحيطون بالسيارة .... كانوا بأنتظار استطلاع عدنان في حين كانت ايديهم على اسلحتهم ، لم يكونوا يتبادلوا الحديت ...صامتين بشيىء من التوتر ...اعتقد ان سبب ذلك ربما يرجع الى الاخبار غير المشجعة التى تردهم من الجبهات
ـ ستصل ...ولكن كيف أدعكما تذهبان والساعة وقت غداء ! ا لوالد لن يغفر لى هذا، على الاقل الاخ غريب ولا يمكن ذهابه من دون أن نؤدي واجب الضيافة ....كاظم , سأعود بعد ايصال الاخوة للبيت .
لم أرد ولكني استسلمت بهدوء ...عند الباب في مدخل ناحبة البو ياسر استقبلنا رجل في الستين ...ملابسه مما يرتدي اهالي القرى في الفرات الاوسط
ـ أهلا بالضيوف
كان الرجل مبتسما تلوح على محياه مسحة من الطيبة وترتسم في ابتسامته البسيطة رغبة في التسامح، في الغرفة الطينية فرشت حصران من البردي مدت عليها بسط ملونة محلية الصنع مما تشتهر به المنطقة
لم تك الاضاءة جيدة ولهذا كانت صور الجالسين مشوشة ...قد يكون ذلك من تعب السفر والقلق ....نهض الرجال من مجلسهم عند دخولنا .
كان الحديث عن القتا ل ، بسيطا ومباشرا ومفعما بالامل ، لم يك يداخلهم الشك في إن حياة جديدة تبدء الان .
لأبرر سبب سفري في ظروف معقدة قلت بأن لدي سيارة في المنطقة الصناعية في النجف لاصلاحها لانها تعرضت لحادث انقلاب ....في النجف افضل مصلحي السيارات في العراق
أمّن السائق بهزة من رأسه ....نقرت يد نسائية على ظلفة الباب المفتوحة للداخل فقام أبو عدنان
قدموا صحنا كبيرا عليه رز ولحم , قطع كبيرة وأرغفة خبز حارة واناء فيه لبن رائب
لم يك هناك ملاعق أوشوك كانوا يتناولون الرز بالايدي ثم يقتطعون من اللحم حسب الحاجة ، يغرفون شيئا من اللبن بوا سطة ملعقة كبيرة ثم يخلط بالاصابع وتدور اللقمة قبل ان ترتفع الى الفم ...كان الطعام لذيذا ولكني لم أجد رغبة لتناول الكثير , اصر ابو عدنان ان نستزيد لان الطريق طويل ونحن بحاجة الى الغذاء فقد لانجد مطعما او محلا لبيع المأكولات ... ابو عدنان يخدم الجميع ...يقتطع قطعة من اللحم يقدمها لهذا أو يدفع بالرز باتجاه ذاك .
كان مكبر الصوت المنصوب على سيارة يقترب شيئا فشيئا من الداريناشد الاهالي أن يعيدوا ما أخذوه من أثاث ومعدات من مكتب الناحية ومركز الشرطة والمدرسة ويتوعد بأنه عند الساعة الخامسة مساء سيبدأ تفتيش من بيت لبيت عن المسروقات وسيعاقب من لا يعيد ما أخذه على الفور الى بيت السيد عمران أبو عدنان لغرض احصائها والتاكد من عدم الحاق اضرار بها قبل اعادتها الى أماكنها .
قال ابو عدنان ـ الاهالي يكرهونهم ...يكرهون كل رموزهم وقد اعتقدوا ا ن سقوطهم يسمح بالاستيلاء على الممتلكات العامة ... هذا الربط الخطأ ربما بسبب الحقد تجاههم...أليس كذلك ؟
ـ نريد ا ن يفهموا أنه لابد من السلطة لانه بدونها ستعم الفوضى
كان يتحدث ببساطة , ربما لايدري أنه يلخص كما هائلا من المعرفة
حبن غادرت بيت ابو عدنان وناحية البو ياسر شعرت بدفقة امل ،ففي مثل تلك الظروف الصعبة تجد روح التاخي والمحبة والكرم أكبر حتى من هذا القتال المسلح الذي يجتاح الوطن ..انه العراق الذي أعرفه




#ذياب_فهد_الطائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسلحة المعلوماتية
- الحقيقة والوهم
- الاستراتيجية العسكرية للعراق
- علم النفس التربوي وظاهرة الخجل -الدكتورة فاطمة جوني الفياض
- نائب المدعي العام
- احلام مستغانمي وقيادة الجماهير العربية
- اليسار ....مرة أخرى
- سلاسة اللغة وغنائية النص عند الشاعر حبيب الصايغ
- الحلقة الثانية عشر /نوافذ دائرة الطباشير
- الحلقة الحادية عشر/نوافذ دائرة الطباشير
- الحلقة العاشرة /نوافذ دائرة الطباشير
- الحلقة التاسعة /نوافذ دائرة الطباشير
- التناص في القصيدة الحديثة
- الحلقة الثامنة /نوافذ دائرة الطباشير
- الحلقة السابعة /نوافذ دائرة الطباشير
- البناء القصصي في شعر حبيب الصايغ
- الحقة السادسة /نوافذ دائرة الطباشير
- الحلقة الخامسة /نوافذ دائرة الطباشير
- الحلقة الرابعة/ نوافذ دائرة الطباشير
- الحلقة الثالثة - نوافذ دائرة الطباشر


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ذياب فهد الطائي - في ناحية البو ياسر (عام 1991)