أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - يونس الخشاب - كتاب -الاستشراق-للفيلسوف الفلسطيني الراحل -ادوارد سعيد-يحتل المرتبة الثامنة على قائمة افضل مائة كتاب من غير كتب الادب الروائي والقصصي .















المزيد.....

كتاب -الاستشراق-للفيلسوف الفلسطيني الراحل -ادوارد سعيد-يحتل المرتبة الثامنة على قائمة افضل مائة كتاب من غير كتب الادب الروائي والقصصي .


يونس الخشاب

الحوار المتمدن-العدد: 5479 - 2017 / 4 / 2 - 01:45
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


كتاب "الاستشراق"للفيلسوف الفلسطيني الراحل "ادوارد سعيد"يحتل المرتبة الثامنة على قائمة افضل مائة كتاب من غير كتب الادب الروائي والقصصي .

ترجمة واعداد : مظهر كرموش

كتاب (الاستشراق )، هذه التحفة الجدلية التي تتحدى موقف الغرب ازاء الشرق كموضوعة ملتهبة لها علاقة بما يجري اليوم في الشرق الاوسط هي بنفس الاهميةالتي كانت عليها وقت صدور الكتاب عام 1978.فالى جانب العمليات الانتحارية والضربات الجوية وقطع الاعناق تتكرس دراسة جدلية دقيقة من 300 صفحة تتطرق الى اطروحة متشددة لمرحلة ما بعدالاستعمار حيث التصادم الوحشي بين الاسلام والغرب باقيا على حاله. و في الغرب وخاصة في السويد ينظر اليه كفيلسوف حاله حال ماركس وحال غرامشي وباكونين .بينما نادرا ما نسمع في العالم العربي ان (ادوارد سعيد) هو فيلسوفا ينظر الى اقانيم العالم من خلال مجموعة من المفاهيم التي ضمنها في كتابه ودافع عنها ازاء حملة من الهجومات شنها البعض عليه في الغرب .
الاستشراق هو دراسة جدلية لها التاثير العميق على الطريقة التي شن فيهاالغرب الحرب على الشرق ومحاولات اخضاعه خلال على الاقل الفي عام ،منذ الحروب بين اليونان القديمة والفرس من خلال خلال صيغته الاستعمارية المقنعة لثقافته وسياساته. ومنذ نشر سعيد لتحفته قبل فترة قصيرة من اندلاع الثورة الايرانية اصبح كتاب (الاستشراق )موضوع الساعة.واليوم وفي عالم اكثر زعزعة يجب ان يصنف الكتاب في قمة النصوص التي لها علاقة بالازمات الاجتماعية السياسية المعاصرة في القرن الحادي والعشرين.
يعني (سعيد )بالاستشراق ثلاثة ظواهر خاصة بالعالم الغربي مرتبطة ببعضها البعض ارتباطا وثيقا.الظاهرة الاولى هي التسميات الجاهزة التي لا تزال تستعمل في دوائر معينة للبحث الاكاديمي حول الشرق ،الثانية هي طريقةفي التفكير مؤسسة على التقسيم الوجودي (الانطولوجي) والعلوم النظرية بين الشرق والعالم الغربي.هذه الروح الاستشراقية تلقاها وتقبلها عدد كبيرمن الشعراء وادباء الرواية،الفلاسفة ،المنظرين السياسيين،الاقتصاديين واداريي الامبراطورية.الظاهرة الثالثة هي ان البناء السلطوي في الغرب ومنذ العقود الاخيرة للقرن الثامن عشر قد استخدم للهيمنة على الشرق واعادة تشكيله وحكمه "وتوصيفه ،التدريس عنه وحوله واستعماره ومن ثم بسط النفوذ عليه".وقد نجحت الثقافة الاوربية خلال هذه الفترة الزمنية ليس فقط من حكم الشرق "بل حتى من اعادة انتاجه سياسيا، اجتماعيا ،عسكريا، ايديولجيا،علميا وفنيا"


وسعيد كمثقف المعي واسع الاطلاع استنتج من تجربته كعربي فلسطيني يقيم في الغرب نجح في تفحصه للطريقة التي استعمر فيها الغرب المجتمعات الموغلة في القدم والمجتمعات المعقدة لافريقيا الشمالية ،الشرق الاوسط وقارة آسيا من الثقافة الى الدين،كان سيحاجج اليوم ان حروب الخليج وكارثة العراق هي نتائج مباشرة لايديولجية مدمرة وفجة وغير ناضجة تضرب في جذورها عميقا في الذهن الغربي . وقد حاول الكثيرون في الغرب التقليل من اهمية ما اكتشفه( سعيد )وحاولوا تشويه واختزال طروحاته الحاذقة والبعيدة المدى لمواقف الغرب وسلوكه ازاء الشرق جاءت اقرب ما تكون صورة زائفة ومحاكاة مضحكة لما قصده( سعيد).
.ومع ذلك وبعبارات مبسطة فان "الاستشراق"يتفحص تاريخ كيف ان الغرب ، خاصة الامبراطورية البريطانية والفرنسيةخلقت منهجا من الافكار للتعاطي مع "الآخر "من المجتمع الشرقي ،عاداته ومعتقداته.وكما يشرحها سعيد نفسه "درست الاستشراق كتبادل دايناميكي بين مؤلفين افراد والاهتمامات السياسية الواسعة التي شكلتها الامبراطوريات الثلاثة العظمى(البريطانية ،الفرنسية ،الامريكية)والتي في مناطقها التخيلية والثقافية انتجت تلك الاعمال .

اما المؤلفين موضع التساؤل فهم مؤلفو المسرح الاغريقي بضمنهم (هومر) مثل (اسخيلوس)والذي كان اول من شخص الفرس باعتبارهم (من الشرق) في اعمالهم الدرامية على انها غامضة وعلى انها شئ دخيل او مجلوب من الخارج ،نمطية سوف يبين سعيد بالنتيجة انها تتخلل اعمال كتاب مثل (فلوبير)و (دزرائيلي الشاب)،و(كيبلنك) الذي غذت تقاريره عن "الشرق" اعجاب الغرب بالشرق وسحره.ويمضي سعيد بجعل افكاره السياسية اكثر حدة في هذه السردية موضحا ان افكارا كهذه يمكن النظر اليها كانعكاس مباشرللعنصرية الاوروبية والامبريالية.

وما ان نشر كتاب "الاستشراق" حتى انطلقت عاصفة من نيران النقد من كل زاوية تحاول دق اسفين بين الشرق والغرب وانها دراسة للفصل بين الشرق والغرب ،وصرح سعيد في واحدة من مقالاته التي استعادت تلك الاحداث ، ان مفهوم الشرق ضد الغرب كان مفهوما مضللا الى حد بعيد داعيا الى التركيز على ذلك التعاون ومشاركة المصالح بين مختلف الحضارات.
وكانت تلك امالا عبثية ففي ما يقارب الاربعون عاما منذ صدورالاستشراق وظهوره لاول مرة كان الشرق الاوسط ،العرب،والاسلام وقودا وبصورة مستمرة لتغييرات هائلة ،صراع ،وجدل ومؤخرا الحرب .وسعيد الذي هو مدافع لاذع عن دولة فلسطينية مستقلة تم جره الى نقاشات عميقة ساعدت في تسييس الكتاب الذي كان نية كاتبه اولا ، وبكلمات سعيد نفسه (دراسة نقدية انسانية لكي تكون مدخلا لتتابع اكثر للافكار والتحليلات كي تعوض عن صخب انفجارات قصيرة الموقفة للافكار بحيث نقع في سجنها ).
دأب سعيد دوما الى الاناقة والتطوير في مجادلاته و سجالاته . كتب سعيد قائلا "لقد اطلقت اسم "الانسانيات"على ما كنت احاول فعله ، كلمة ربما تصيب بالدهشة اولئك الذين يرون فيه مقاتلا بثبات وغير متسامح في طروحاته.غير انه لم يكن نادما . يقول سعيد "ب(الانسانيات) اعني اولا وقبل كل شئ محاولات لتفكيك قيود" بليك" الذهنية بحيث يستطيع المرءاستعمال عقله الحقيقي تاريخيا وعقلانيا بهدف الفهم الانعكاسي والكشف الحقيقي .بالاضافة الى ذلك ان"الانسانية "مدعومة بمشاعر التواصل الاجتماعي مع تفسيرات اخرى ومجتمعات اخرى وفترات زمنية اخرى:وبكلمة أدق ، ليس هناك شئ ما اسمه انساني منعزل. ربما كانت تراجيدية سعيد هو ان كان عليه ان يمارس قوته كناقد ادبي عظيم في زمن لا صبر لديه لرقة اللغة ورهافتها وليس لديه شهية جدية للفروق الدقيقة لفكرة معقدة.وخلال حياة سعيد المهنية اصبح كل جانب من دراسته قد تقلص الى شعارات ومواقف تتسم بالعنف.
وفي الواقع وقبل ان يرحل سعيد بقليل عام 2003 كتب بقنوط استمرار تاثير ايديولوجيو الاستشراق .فالمكتبات الغربية كتب قائلا "تعج بكتب مليئة بخطب طويلة رثة و غير منصفة تحمل عناوين صارخة عن الاسلام والارهاب ،خطر الاسلام ،تهديد العرب ووعيد الاسلام، جميع هذه الكتب مكتوبة من قبل مجادلين يتظاهرون بالمعرفة منقولة من خبراء يدعون انهم كانوا قد اخترقوا قلب هؤلاءالناس الشرقيين الغرباء.
وبينمايستمر تشبث الولايات المتحدة والقوى الغربية بازمة الاسلام في سوريا ، العراق،مصر،وليبيا يقومون في نفس الوقت باسترضاء امراء النفط من العرب الاغنياء،سوف يبقى الاستشراق النص الذي ترجع اليه وزارت الخارجية ومكاتبها لكي تسد النقص وتستكمل بحثها عن فهم مشترك في النزاع الدائر بين الشرق والغرب.
كان سعيد خصما صاخبا لنظريات حول "تصادم الحضارات ".وجادل ببلاغة ووضوح لصالح التقدم العقلاني "احد اعظم التقدم الانساني ،كتب قائلا بينما كان الجدل يحتدم حوله "هو ادراك ان الثقافات مهجنة وموّلدة ومتغايرة الخواص والعناصر,كما ان الثقافات والمدنيات تعتمد على بعضها الاخرو تتكل تبادليا بحيث انها تستجدي اي وصف دقيق لفردانيتها.."كيف ,يستمر متسائلا"هل بمقدور المرء ان يتكلم عن "المدنية الغربية "من دون ان ادبها الايدولوجي التي اعطت للامم الغربية هوياتها الحالية المختلطة؟ وهذا ينطبق على الواقع خاصة على الولايات المتحدة الامريكية،والتي يمكن وصفها اليوم فقط على انها سبورة او لوح كتابةلمختلف الاجناس والثقافات يتشاركون في تاريخ اشكالي من الفتوحات والابادات وطبعا معظم الانجازات الثقافية والسياسية.
كتب (ايتالو كالفينو) في وصف (الكتاب الكلاسيكي) بانه الكتاب الذي لم ينه كل ما يريد قوله .والاستشراق هو كتاب من هذا النوع.




مظهر كرموش
مدرس متقاعد



#يونس_الخشاب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شمعون بيريز لم يكن وسيط سلام
- اقتصاد الكوارث
- مرحبا بكم في جمهورية العراق الكليبتوقراطية
- - مجزرة بشعة - :نعوم شومسكي عن الهجوم الاسرائيلي على غزة وال ...
- غزة: التقييم الاخلاقي البدائي
- -أنت حطمته ، انه ملكك -
- في المنطقة الخضراء يقيم كورتز
- قبو البصل العراقي
- المتعاونون المشتبه بهم
- المتعاونون المشتبه بهم
- وداعاً أيها العراقي القح
- ادوارد سعيد عن الامبريالية
- عن ابو غريب ..مرة أخرى
- حرب الميليشيات
- دبلوماسية فرق الموت
- الى انظار السادة وزيري العدل وحقوق الانسان المحترمين
- العراق: منطق فك الارتباط - 2
- العراق :منطق فك الارتباط
- العراق : منطق فك الارتباط
- انه الخيار السلفادوري


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - يونس الخشاب - كتاب -الاستشراق-للفيلسوف الفلسطيني الراحل -ادوارد سعيد-يحتل المرتبة الثامنة على قائمة افضل مائة كتاب من غير كتب الادب الروائي والقصصي .