أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فائز تركي القريشي - الافتقار للعدالة الاجتماعية














المزيد.....

الافتقار للعدالة الاجتماعية


فائز تركي القريشي
(Faiz Turky)


الحوار المتمدن-العدد: 5479 - 2017 / 4 / 2 - 00:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


منذ طفولتي وانا اعي وادرك مشكلة العراق الاساسية التي لطالما شغلت تفكيري ولم استطع حينها ان اعبر عن ما يجول بخاطري من افكار وتحليلات ولم تتمخض في حينها الصياغة المطلوبة لقلة الخبرة والثقافة التي كنت امتلكها ولكن بمرور الزمن ايقنت ان هذه المشكلة كانت وما زالت تنخر في قلب مجتمعنا ولابد ان تتم الاشارة اليها رغم ان الكثيرين قد اشاروا لها ونظر الكثيرين في هذا المجال واغلبهم من هم في مجال الاختصاص الدقيق اكثر مني لتحديد المشكلة ودراستها ووضع الحلول لها الا انني رأيت ان اكتب ما يجول الان وبالتحديد ما بعد المصائب التي لحقت ببلدنا ، لا اريد الاسهاب في تقديم الموضوع ولذلك سادخل في صلب القضية ان ما عاناه العراق ومنذ عهود بعيدة كان السبب الاساسي فيه هو افتقار العدالة الاجتماعية ولعل افضل طريق لايضاح الفكره هو ان اقدم تعريفاً علميا للعدالة الاجتماعية انا اعتبره افضل تعريف يجمل المفهوم بشكل مختصر وهو تعريف حزب الخضر الكندي حيث يعرفها على انها (توزيع الموارد بشكل متساوٍ لضمان حصول الجميع على فرصٍ متكافئة ، لضمان التطور الإجتماعي والشخصي) ، يمكننا ان نقيم وضعنا الاجتماعي والاقتصادي وفقا لهذا التعريف فنبدأ اولا بتوزيع الموارد هل يتم توزيع الموارد بشكل متساوي على ابناء الشعب بالطبع كلا لا يوجد توزيع للموارد بشكل متساوي اذ ان مجتمعنا حاليا ً ترسخ فيه التقسيم الطبقي وازدادت الهوة بين الطبقات الغنية والفقيرة لا بل ظهرت تقسيمات جديدة لطبقات المجتمع انسحق تحتها نسبة كبيرة من المجتمع وازداد الكثيرين فقراً وبالمقابل ازدادت الطبقات الغنية غناً ولعل من مظاهر التقسيمات الجديدة هو الفوارق الخيالية في الرواتب والمخصصات ما بين الموظف العادي والموظف الذي يعمل في مناطق النفوذ والسلطة العليا في البلد وابسط مقارنة تثبت ما اقول هي ان راتب عامل الخدمة في مجلس النواب العراقي يبلغ مليونان ونصف في حين ان موظف بدرجة مدير قسم في أي دائرة حكومية عادية وحاصل على شهادة اولية راتبه نصف راتب عامل الخدمة المذكورولربما اقل من النصف ليس انتقاصا من عامل الخدمة ولكن هذا مظهر واضح من مظاهر الافتقار الى العدالة الاجتماعية وان اتيت بمقارنة اخرى سيشيب راس البعض مما ساقول ، ناتي الان الى الجزء الثاني من التعريف وهو ضمان حصول الجميع على فرص متكافئة وهذا ايضا نفتقر له في العراق مع الاسف فالفرص تاتي للكثيرين تحت اعتبارات ومعايير غير صحيحة منها العلاقات والفوائد المترتبة من العلاقات المتبادلة والانتماءات الحزبية والعرقية والوساطات والمحسوبية وصلة القرابة الخ من الامور التي ابعدت البلد عن اختيار الكفاءات والاختصاصات المهمة والمعايير الدقيقة في توفير الفرص بعدالة ضمانا للتطور والتقدم مما ادى الى هجرة الكثير من العراقيين الى الخارج وان الكثير من خريجين الكليات لا يجدون فرص عمل الا في الاجهزة الامنية والحراسات والكثير منهم يعملون بمهن دخولها ضعيفة جدا في القطاع الخاص ولا تتناسب مع ثقافتهم ووضعهم الاجتماعي ،.ان فقرنا للعدالة الاجتماعية والاقتصادية افضى بنا الى المشاكل التي نعيشها كالوضع الامني وتفشي الطائفية والعرقية والمناطقية ، واكاد اجزم ان العراق عبر تاريخه القديم والمعاصر لم ينعم شعبه يوماً بالعدالة الاجتماعية رغم توفر الثروات الطبيعية فيه وان السبب الاساسي للافتقار المذكور هو طبيعة الانظمة السياسية التي حكمت العراق في الماضي والحاضر ولقد تجسد الافتقار للعدالة في زمن الطاغية اوضح تجسيد وكنا نعتقد ان نظام الحكم الديمقراطي الذي جاء بعده سيفضي الى توفير العدالة الاجتماعية بمفهومها المذكور في التعريف اعلاه الا اننا صدمنا بجدار اخر بعد الجدار الذي وضعه الديكتاتور وايقنا ان الطريق سيطول ولربما سنموت ولن نحصل او نرى العدالة المنشودة ، من جانب اخر ينظر البعض الى العدالة الاجتماعية على انها فكره فنتازية من غير الممكن تحقيقها او الوصول اليها ولكن في المجال التطبيقي هنالك امثلة امام اعيننا لدول حققت ما تصبو اليه شعوبها رغم افتقار تلك الدول للموارد الطبيعية والثروات منها اليابان والمانيا ودول نموذجية اخرى من الشرق والغرب ولكني تعمدت ان اذكر اليابان والمانيا بالتحديد لخطورة ما مر به البلدين المذكورين من ظروف كادت ان تنهي كل شئ ولكن الدولتين خرجتا من الازمات العصيبة واصبحتا افضل من الدول التي حاربتهم اذا الفكرة قابلة للتنفيذ ان توفرت ارادة حكومية وشعبية لتحقيقها وما زلت اعتقد ان الوقت لم يفت وبامكاننا ان نغير الكثير ابتداءا من انفسنا وبالتالي في المجتمع من خلال التوعية والتذكير الدائم بضرورة العدالة الاجتماعية واهمية توفيرها لننعم بالراحة والامن والرفاه الاقتصادي وعلى اصحاب القرار ان يبدأو بدراسة الوضع الاقتصادي والاجتماعي للبلد لتوفير الحلول المناسبة قبل ان يدخل البلد في مخططات جديدة بعضها مرسوم له من الخارج ولربما حتى من الداخل ولن ينفع الندم بعد فوات الاوان اذ ان الله سبحانه وتعالي نجانا واقتربنا من النصر على الارهاب الداعشي بغيرة وسواعد ابطالنا وشهدائنا الابرار ونحن بحاجة للنصر على انفسنا الامارة بالسوء ولم يعد شعبنا قادر على تحمل ازمات جديدة او عثرات جديدة وليس امامنا الا البناء والتقدم ولن نحصل عليهما بالامنيات وانما بالعمل والتفكير الصحيح وتحقيق العدالة بكافة مظاهرها .



#فائز_تركي_القريشي (هاشتاغ)       Faiz_Turky#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعميم ظاهرة خطيرة
- الحب يصنع الامم
- الى دولتكم بعد التحية
- كي لا يتكرر سيناريو رواندا
- الضبط الانفعالي وتجاوز الغضب طريقك نحو القمة
- القدر بين الحقيقة والخرافة
- العطاء سمة العظماء
- مواطن الخوف
- تحقيق الانجاز
- الايجو
- التغيير الذاتي اولا
- الفرق بين السلطة والتاثير
- مفهوم السلطة في العراق
- البرمجة السابقة للعقل البشري
- ادراك سلسلة التفكير


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فائز تركي القريشي - الافتقار للعدالة الاجتماعية