أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الصادقي بومدين - مقاربه أخرى للإسلام السياسي...















المزيد.....

مقاربه أخرى للإسلام السياسي...


عبد الصادقي بومدين

الحوار المتمدن-العدد: 5478 - 2017 / 4 / 1 - 16:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما يحدث في العراق من بروز قوي للإسلام المتطرف والإرهابي، أو لنقل التأويل المتطرف والإرهابي حتى لا ننسب للإسلام كدين هذه الفظاعات التي تتم باسمه، وما ظهر من حضور قوي لمغاربة في ساحة الإرهاب في الشرق، يدعو الى التأمل العميق لاستباق أي تطور مستقبلي وارد وممكن لاتساع رقعه تأثير هذا التيار المدمر للحياة والحضارة والإنسان. تبرز بقوة، مره أخرى، ضرورة بلورة مقاربة جديدة للتعامل مع تيارات الإسلام السياسي. المقاربة التي سادت لسنين، تعتبر أن كل تيارات الإسلام السياسي (مع تسجيل تحفظي على هذا المفهوم غير الدقيق) ملة واحدة، وإن ليس في القنافذ أملس، وإن المعتدلة منها تمارس التقية لحين التمكن... انطلاقا من هذه المقاربة، فلا فرق بين القاعدة وداعش والسلفية الجهادية والسلفية «العلمية» والإخوان المسلمون وحركة النهضة وحزب العدالة والتنمية والعدل والإحسان... كلهم في سلة واحدة لأنهم كلهم إسلاميون، وكلهم إرهابيون! ومن ثمة فالحرب شاملة ضدهم جميعا ولا تستثني أحدا، والعمل على استئصالهم جميعا بدون تمييز. مقاربة، أعتقدها خاطئة، ترتبت عنها ممارسات سياسية وأمنيه محددة، وترتبت عنها نتائج أصبحت واضحة تؤكد فشلها وعدم جدواها كأرضية للتعامل السياسي والفكري والأمني وللمواجهة. وعندما تفشل مقاربة بهذا الشكل الذريع، يصبح من العبث الاستمرار في تبنيها والدفاع عنها وترويجها. أتذكر مقاربة مشابهة كانت رائجة في المغرب بخصوص اليسار خلال الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، أوساط داخل السلطة سوقت بقوة أن كل تيارات اليسار إرهابية، وأن حزب التحرر والاشتراكية الذي تحول فيما بعد إلى حزب التقدم والاشتراكية مجرد تنظيم إرهابي يمارس التقية لحين التمكن من السلطة!. ونفس الشيء بالنسبة للاتحاد الوطني للقوات الشعبية الذي تحول جزء كبير منه إلى الاتحاد الاشتراكي، كانت قولة «ليس في القنافذ أملس» تواجه كل محاولات التميز داخل اليسار وكل تأكيدات الحزبين بالخصوص، إنهما مختلفان نوعيا عن اليسار المتطرف، لكن الحسابات السياسية الصغيرة تسوق للطبيعة الإرهابية لليسار، كل اليسار، بدون تمييز، أذكر أن في ذلك الزمن، كان الإرهاب يعني أساسا تيارات اليسار وعليها أطلق قبل ظهور الحركات الإسلامية بقوة، وكانت هناك تنظيمات يسارية إرهابية فعلا في مناطق مختلفة من العالم تمارس عمليات إرهابيه كان اليسار «المعتدل» ، وهو اليسار الحقيقي، يدينها ويرفض بشده حشره مع تنظيمات نخبوية ومحدودة تمارس عملا إرهابيا بدون جدوى، لذلك فالمقاربة التي تحدثت عنها بخصوص الحركات الإسلامية لا تتضمن أي اجتهاد بل مجرد إعادة إنتاج نفس المفاهيم ونفس الممارسة، مع تغيير اليسار ب «الإسلام السياسي».. مع التذكير بأن هده المقاربة تجاه اليسار في زمن ما، من تاريخ المغرب لم تؤد سوى لتوترات مستمرة والدوران، فيما سماه القائد اليساري الراحل علي يعته بالحلقة المفرغة، ولم تنكسر هذه الحلقة للانطلاق نحو أفق جديد للحياة السياسية سوى بالتوافق التاريخي المعلوم والتخلص من اعتبار اليسار، كل اليسار، مله واحدة يهدد النظام السياسي واستقرار البلد، وتبلور مقاربة جديدة، مقاربة الاعتراف المتبادل والإشراك والاندماج في الحياة السياسية... إنه التاريخ القريب لابد من الاستفادة من دروسه في التعامل مع التحولات والمستجدات...
فما هي المقاربة البديلة بخصوص الإسلام السياسي، أو ما يسمى كذلك؟
حسب رأيي المتواضع، لابد من وضع تمييز داخل هذه الحركات بين تيارات معتدلة لديها استعداد للتكيف مع متطلبات العمل السياسي في إطار المؤسسات، ولديها تأويل للإسلام انطلاقا من فكرة التسامح ومن «لا إكراه في الدين» ومن «أنتم أدرى بشؤون دنياكم»، والاستعداد للحوار والتعامل مع مخالفيهم، والانطلاق من فكرة أنه بالإمكان إبداع مما كان في تاريخ الإسلام وليس العكس كما ترى الأصولية المتشددة، من جهة، وبين تيارات أصولية متطرفة منغلقة يقودها ويسيرها جهلة، ليس فقط بواقع العصر وطبيعة الحياة والتاريخ بل بالإسلام نفسه، وهذه التيارات محدودة ونخبوية بمعنى الأقلية وليس النخبة بمعنى التميز. هذا التمييز ضروري في نظري لبلورة مقاربة تشجع التيارات المعتدلة على تعميق وتطوير خيار الاعتدال، وتساعدها على الاندماج، بشكل عادي وطبيعي، في الحياة السياسية والفكرية المبنية على التعدد والاختلاف.
إن تجربة كل من حزب العدالة والتنمية في المغرب وحركه النهضة في تونس تدعو بقوه إلى تطوير مثل هذه المقاربة، والتي يترتب عنها تعاملا آخر، سياسيا وأمنيا وفكريا، وتركيز المعركة على العدو الحقيقي والتهديد الحقيقي والذي هو الحركات الإسلامية الإرهابية، وهي معركة يتعين على تيارات الإسلام السياسي المعتدل الانخراط فيها بقوه ووضوح كامل. أتذكر أنه رغم ما ذكرت من إدراجنا سابقا (أقصد حزب التقدم والاشتراكية) ضمن القنافذ التي ليس فيها أملس من طرف جهات في السلطة خلال السبعينات من القرن الماضي خاصة، فإن معركة الحزب الإيديولوجية ضد اليسار المتطرف كانت شرسة قوية ومؤثرة، اعتبر الحزب أن الأعمال الإرهابية الفردية أو لجماعات محدودة غير مجديه تؤثر سلبيا على قضية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ولم يتوانى في التنديد بقوة بكل عمليه إرهابيه ينتسب أصحابها إلى اليسار العالمي، موقف صارم بدون هوادة...
اليوم مطلوب من هذا الإسلام السياسي المعتدل، وقد أجازف بالقول إنه عصري بشكل ما، أن يحدد موقفه بوضوح كامل من هذه التنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا وليبيا وجنوب الصحراء... ويدين بقوه ممارساتها الإرهابية واللاإنسانية، ولا ينبغي أن يتوقف الأمر عند تسجيل مواقف مبدئية بل خوض معركة ذات طبيعة فكريه وإيديولوجيه ضد التأويل الضيق والجاهل لبعض الآيات القرآنية، والبحث داخل النص الديني باجتهاد معمق عن تأويل أكثر ملاءمة لخيار الاعتدال، وداخل تاريخ الفكر الإسلامي والمذاهب المتعددة والاجتهادات الفقهية عما ينقض الأصولية المتشددة والإرهابية، سواء كان هذا الإرهاب فكريا أو جسديا. إنها معركة شامله فكرية وسياسية وتربوية، ومن مصلحة الجميع هزم التطرف والإرهاب على كل الواجهات، ولتيارات الإسلام السياسي المعتدل دور كبير في هذه المعركة الكبرى، لكن لابد من الاعتراف المتبادل عوض الإقصاء المتبادل، لابد من حوار جدي وليس حوار العداء والأوصاف الجاهزة والمواقف المسبقة.
هي بعض أسس مقاربة أخرى بدأت تتبلور بالتدريج في أوساط مختلفة، بدأناها في المغرب على المستوى السياسي وعليها أن تتطور على المستوى الفكري، ثم في تونس بشكل فعال ومجدي، وعليها أن تتبلور بوضوح أكبر في القادم من الأيام وعلى أوسع المستويات... وأتوجه بشكل خاص لمكونات من اليسار والعلمانيين، كما أتوجه بنفس القوة لقاده حزب العدالة والتنمية وأطره السياسية والفكرية لأقول لهم: انخرطوا بقوة في المواجهة الفكرية والإيديولوجية للتيارات الإرهابية والتأويلات الضيقة للإسلام كما فعلنا نحن في الماضي تجاه التطرف اليساري، هذا حسب استيعابي المتواضع لبعض دروس التاريخ ولبعض الواقع، وحسب معلوماتي، وما أوتيت من العلم إلا قليلا...



#عبد_الصادقي_بومدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة ممثل حزب التقدم والاشتراكية بالمغرب في المؤتمر الثامن ل ...


المزيد.....




- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الصادقي بومدين - مقاربه أخرى للإسلام السياسي...