أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الزهراوي أبو نوفله - تراجيدية أنامل الاحتفاء بالغياب / دراسة لقصيدة (غراب البعد) للشاعر المغربي محمد الزهراوي بقلم أحمد الشيخاوي














المزيد.....

تراجيدية أنامل الاحتفاء بالغياب / دراسة لقصيدة (غراب البعد) للشاعر المغربي محمد الزهراوي بقلم أحمد الشيخاوي


محمد الزهراوي أبو نوفله

الحوار المتمدن-العدد: 5478 - 2017 / 4 / 1 - 12:06
المحور: الادب والفن
    


تراجيدية أنامل الاحتفاء بالغياب / دراسة لقصيدة غراب البعد للشاعر المغربي محمد الزهراوي
الصباح الجديد ثقافة يناير 3RD, 2016 التعليقات على تراجيدية أنامل الاحتفاء بالغياب مغلقة 6052 VIEWS
أحمد الشيخاوي*

في قصيدة»غراب البعد» للشاعر المغربي المخضرم محمد الزهراوي أبو نوفل، يُوضع المتلقي إزاء صدمة النص العنونة، مع التأكيد على أن اتجاهات الطقس العام للتجربة في سرديتها إنما ترسم ملامحها هواجس الصوفي والذي كلما قطع مسافات في العمر تسارعت روحه في التّشبّب والتوهج،وتـُرجمت معاناته إلى لوحات من البوح النابض بحمولة تماهي الفني مع الإيديولوجي ، ملتمسا ــ بسلاسة ــ مسامات النفاذ إلى قلوب عشاق الكلمة المتسربلة بالمعنى الجديد.
أراها بِحاراً
بِرُموشِها الطِّوالِ.
عِنْدَها كُلُّ
شَيْء لِمَنْ أرادَ..
هذا المطلع يجترح من المفارقات الشيء الكثير،للبرهنة على أن الغياب هنا يأخذ ضمن أبعاد فلسفية دلالات الحضور القوي والمكثف، لهذه المُختزَلة في أكثر من تيمة كفنُها السواد ولا لون سواه حين تحاصر المرء مشاعر الاغتراب والمنفى في عقر داره هو.
إنها الغائبة المتجلية بحارا والمتمتّعة بشتى مناقب الكمال، فقط لحظة الإيمان بذلك ،إنها مسألة إرادة وتبني قناعة ما قد تخول بعض الفكاك من براثين المأساة.
هِيَ تَعْرِفُني وتَعْرِفُ
ذُنوبِيَ الْكَثيرَةَ>.
وإِلَيْها كَمْ
جُعْتُ يايَدَ الشّعْر.
أُحِبُّ دِيارَها
وهِيَ بِلا بِلاد..ٍ
أُحِبُّها كَامْرأةٍ
لا شَكْلَ لَها..
امْرأةٍ بَعيدَةَ الشّأنِ
كَوْنِيّةَ الْهَوى
والْغِيابِ كَأنْدَلُسٍ.
ضمنيا نلفى مغزى العنونة موزّعا وإن بشكل فوضوي على جسد النص برمّته، بحيث يكاد لا يخلو مقطعا أو وحدة مما يهمس بذلك. هو مناخ استعارات كلية مستوحاة من المقدس، الأروع أن اقتراحها يحدث استنادا إلى قوالب حداثية،و في فرو باعث على الاستئناس بالمعنى المغاير وتقبّله دون أدنى مقاومة.
سابقا،الرؤية/الرموش،والآن،الذنوب الكثيرة،ولاحقا،البروز الخاطف للعنونة/الموت والقبر البعيد.
هذه الكونية التي تستحقّ الهوى كامرأة طيفية بلا أشكال أو حدود، اللهم ما يتسرّب من ذاكرة أمجادها الأندلسية، لينعش الذات الشاعرة ويمنحها نضارة السؤال اللحظي .
بعيدة الشأن هذه، على حدّ تعبير شاعرنا ،والذي تعرفه وكأنه سيد كونه لا ينازعه أحد التسامي بمخيلة ما تنفكّ تجود بتوصيفات أسطورية تليق ومنزلتها ومقامها الوجداني،هي كمكتملة وغائبة/حاضرة، وهو كمتهم بالنقص تسجّله عليه كثرة ذنوبه.
رَأيْتُها وَحْدي
فيما لا يُرى
كانَ ذلِكَ
ذاتَ نَهارٍ>.
هي واحدية يختلقها حلم اليقظة أو واقعية الحلم ، لإرباك ذهنية التلقي،والزّج بها في دوامة استفسارات تعالجها القصيدة عبر شذرات رمزية تلغي كل حواجز التظاهر وتقدم مطارحات أكثر عمقا وجرأة وطاقة على خلخلة إشكالية الغياب كما يصوّره الوعي بالحالة الإنسانية إذ تتقاذفها أسئلة الهوية والانتماء.
وقَديماً سَمِعْتُها
فيما لا يُسْمعُ.
أحِبُّها مَخْفِيّةً.
إذْ مُغْرَمٌ أنا
وأُحِبُّها تُحِبُّ
التّنَكُّرَ فأغْزُوَها
مِثْلَ مَجْهولٍ.
إنا بصدد حالة استثنائية ، يتأتى من خلالها احتلال كل الأزمنة،ويرتقى المجال السمعي ويحتدّ غموضه وضبابيته لتغتدي الإيحاءات وقفا وحكرا على نرجسية ذاتية تدين ما هو قائم، يشف لها فرط الهوى والتتيم بالمنبت، حدّ إقحام نوع أو لون من التوأمة بين الفائت والمتجاوز والخفي والمجهول.
إنّها نَهْرُ انْزِوائِي
ولا أسْبَحُ
فيهِ إلاّ مَرّةً ؟
هو ليس انزواء مرضيا بكل تأكيد ، بقدر ما هو أشبه إلى حدّ بعيد ، بظاهرة إبداعية مترنّمة بلذة المرة في أبديتها حال يتعلق الأمر بالوطن إذ يمارس زئبقيته على منظومة التوصيفات ويأنف ويأبى إلا أن يعلو على شتى النعوت.
فلا هو، أي الوطن، امرأة ولا نهرا ولا أي من بقية العناصر الطبيعية الموغلة في هذيان شاعرنا.
وظِلالُها ذاتُ
الألَقِ فِـي الْمَعارِجِ
خارِجَ الْمعْلومِ أفْياءٌ
لا حَدَّ لَها تَفْتَحُ
الشَّهِيّةَ لِلسَّفَر.
إنّها أنا عَلى
قارِعَةِ الطّريقِ
وصَفْحَةِ الْماءِ
وتَنْتَظِرُنـِي السّاعَةَ.
تَنْتَظِرُنـِي لأِفُكّ
بِالرُّقى كَما فـِي حانَةٍ
أزْرارَها الْخُرافِيّةَ
فَأَشُمّ طيبَها الْمُغْوِيَّ.
إنّها امْرأتـِي الْجَدَلِيّةُ
منْفايَ الْكَوْنِـيُّ
مبْنىً ومَعْنى».
امْرأَةٌ لا تَغْفو!؟
وأنا كَحَيَوانٍ لا
أدْري أيّ مَكانٍ
مِنْها يَنْبَغي أنْ
أُهاجِمَ أوْ أعْبُد.َ
ما الّذي عَلَيّ قوْلهُ
فَغِيابُها يَأكُلُني فـِي
الْجِهاتِ السّبْعِ
تَحْتَ سَماءٍ كُبْرى>.
ولأِنّني فـِي الْغُرْبَةِ
تَحُثُّني إلَيْها الْمَنازِلُ
فَيُثْنيني وهَنُ الْعُمْرِ
غُـرابُ الْبُعْدِ.
والْحُجبُ الّتي
لا تَنْزاحُ؟>.
والْقَبْرُ الْقَريبُ.
إنها وبالمختصر المفيد ،ذلكم المعادل الأنوي الذي في مقدوره تفجير هذا الزخم الباذخ من البوح كتعويض نسبي على الآثار السلبية اللحظية التي قد تخلّفها أحاسيس المنفى الرمزي والاغتراب إذ يخطّ تهويمات وإرهاصات البعد عن الذات.
ويدفع باتجاه خطاب تراجيدي تشكّل ألوانه وظلال متاهاته،إرادة الشاعر المتمرّس والمتمكن من أدواته ،وفانتازياه في الإحتفاء بالحبيبة العجيبة جدا و الغائبة/الحاضرة.

أحمد الشيخاوي
* شاعر وناقد مغربي



#محمد_الزهراوي_أبو_نوفله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غربة وطني المأزوم
- الشاعر الزهراوي والقناع المتداخل / بقلم غازي أبو طبيح الموسو ...
- الفراغ
- عُواء جُرْح
- موكب امْرَأة
- دائماً ..
- تجليات ىالأسلوب الخاص عند الشاعر محمد الزهراوي / بقلم غازي أ ...
- الوعي الإنساني في تجربة شعرية للشاعر محمد الزهراوي أبو نوفل
- البهلول
- خابية نبيذ
- مملكة..بني عبد الحسحاس
- شبابيك
- إن يسألوك..
- منْذ متى ..
- هيَ..وزلّة شِفاه
- رِجْس..
- تحْت سطوع الحِراب فرّ الحبْحَبُ
- مِن مرْفإ السّراب
- كأسُ عِشْقي الأخيرَة
- إلى..قارورَة عِطْري


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الزهراوي أبو نوفله - تراجيدية أنامل الاحتفاء بالغياب / دراسة لقصيدة (غراب البعد) للشاعر المغربي محمد الزهراوي بقلم أحمد الشيخاوي