المنفعةُ الحَدِيّةُ للكراهية

عماد عبد اللطيف سالم

الحوار المتمدن-العدد: 5477 - 2017 / 3 / 31 - 12:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

المنفعةُ الحدِيّةُ للكراهية


صديقُ عدوّي .. عدوّي
وعدوّ صديقي .. عدويّ
و عدوّ عدوّي .. صديقي .
"العدوُّ" هو دالّةُ الهدفِ . هو الهدف المُشترَك . هو الهدف الأخير .. وليسَ الصديق.
تواصَلْ مع الآخرين ، لتَعرِفَ من هم "اصدقاءهم" ، وتُحوّلُهُم إلى "أعداء" .
تواصَلْ مع الآخرين ، لتكتشِفَ عدوّاً قديماً ، وليس للبحثِ عن صديقٍ جديد.
ليستْ خانةُ "الأصدقاء" المُشتَرَكين mutual friends هي المهمّة ، بل خانةُ الأعداء المُشتَركينmutual enemies هي الأهَمّ .
هذا الكائنُ "الافتراضيّ" كانَ عدوّي "الواقعيّ" طيلةَ عقودٍ مديدةٍ ، وهو ما يزالُ كذلك ، وسيبقى كذلك ، ولن يصبحَ صديقي الافتراضيّ أبداً .. مهما عاشَ ، و مهما قالَ ، و مهما كتبَ ، و مهما فعل.
إنّهُ عدوّي ، ليسَ لأنّهُ ما يزالُ حيّاً .. بل هو عدوّي ، حتّى إذا مات .
لا بأس .. هذا موقفٌ "أخلاقيّ" ، و خَيارٌ شخصيّ .
ولكنّ هذا الايمان الشخصيّ بقضية الكراهية ، يتخطاكَ ، ليصلَ إليّ .
أنا أتحوّلُ الى "عدوٍّ" لكَ ، ما أنْ تكتشفَ صداقتي الافتراضيّة ، لواحدٍ من أعداءكَ الواقعيّين.
ما هذه المحنة ؟
أنا .. بماذا أخطأتْ ؟
لم أكُنْ أعرفكم من قبل .. و لم ألتقِ بأيٍّ منكم أبداً وجهاً لوجه.
وجدتكُم هنا ، فأحببتكم جميعاً . وأنا سعيدٌ حقّاً بكم .. و فخورٌ .. و مُمْتنّ .
أنا ، بوجودي معكم ، وبحضوركم معي .. أحاوِلً أن أعيشَ قليلاً .
فمن أينَ تأتونَ بكلّ هؤلاءِ الأعداء ، وبكلّ هذه العداوات .. و تقتلونَ "اصدقائي" ، واحداً بعد الآخر ؟
لماذا تُفسِدونَ عليّ عُزلتي ، إلى هذا الحدّ ؟
في مباديء الاقتصاد ، يُقال عن الشيء "الإضافيّ" ، بأنّهُ شيءٌ "حَديّ" .
وهُنا ، فإنّ الصديق "الإضافيّ" ، هو العدوُّ "الحديّ" .
وهذا العدوُّ الحديّ ، قد يتسبّبُ احياناً ، بخلقِ المزيد من الأعداءِ الحديّين .
وهذهِ (بلغة الاقتصاد) .. هي "المنفعةُ الحَديّةُ" للكراهية .
ما هيَ قصّتكم مع "الأعداء" ؟
ألمْ تشبعوا منهم .. بعد كلّ ما حدثَ .. و يحدثُ الآنَ ..
وما سوف يحدثُ .. فيما بعد ؟؟

#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات