أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مهنة أمين - الحرب الاسرائيلية الايرانية ... حتمية تاريخية















المزيد.....

الحرب الاسرائيلية الايرانية ... حتمية تاريخية


مهنة أمين

الحوار المتمدن-العدد: 5477 - 2017 / 3 / 31 - 06:42
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لم يعلن من قبل عن حرب وشيكة , وبهذا الصخب كما هو حال الحرب التي تنوي إسرائيل القيام بها ضد إيران , وعلى حسب المسئولين الإسرائيليين فان مواجهة المخططات النووية الإيرانية يجب ألا تعتمد على المفاوضات الدبلوماسية بل يجب الاستعداد لخوض غمار الحرب الأحادية الوشيكة, حيث أن اسرائيل تنظر إلى الخطر الإيراني بأنه يمثل العدو الأكبر بالنسبة إليها الآن لقربها من تطوير أسلحة نووية, فيما تتعالى الأصوات الدولية المنادية بضرورة اللجوء إلى الطرق الدبلوماسية.

حيث صرح "موشيه يعلون" وزير الامن الاسرائيلي ونائب رئيس الحكومة فيما يتعلق بالسلاح النووي الاسرائيلي قائلا :" ممنوع أن تكون لإيران قدرة نووية عسكرية , بالإمكان وقف قدرة ايران النووية العسكرية , الخيار العسكري ضد ايران هو الخيار الاخير , ولكي يوقف تنفيذ هذا المشروع , وقبل استعمال القوة ضد ايران فان الحلول الممكنة هي العزل السياسي والعقوبات الاقتصادية والمعارضة الداخلية , ولكن هذه الحلول لن تأتي ثمارها دون أن يلوح في الافق التهديد العسكري الواضح ".[1]

إن الحرب الإسرائيلية الوشيكة على إيران حتمية تاريخية فرضتها النخبة الحاكمة في إسرائيل لأن الجدال الدائر لم يكن حول الذهاب إلى الحرب أم لا , بل حول مكان مناقشة خطط الحرب ووقت شنها , فقد أعلنت القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل تكرارا وبصراحة استعدادها لمهاجمة إيران في المستقبل القريب متحججة بالتهديد النووي الإيراني , فقد أبدى المفكرون الاستراتيجيون من جامعة "تل ابيب" قلقا واضحا تجاه البرنامج النووي الايراني من خلال تقرير "التوازن الاستراتيجي في الشرق الأوسط 2005-2006" , حيث اعتبروا ان هذا البرنامج هو خطر حقيقي على المنطقة وانه إذا لم تفرض عقوبات صارمة على إيران فإن مسالة امتلاكها للسلاح النووي هي مسألة وقت فحسب ولم يعد يفصلها الكثير منه عن ذلك , وأنه يجب القيام بعملية عسكرية جوية ضد منشآتها النووية , فهي أكثر استعدادا للقيام بعملية عسكرية ضد ايران وأكثر رغبة في ذلك , بالإضافة الى ما يتميز به الطيران الاسرائيلي من قدرات وإمكانيات التزود بالوقود في الجو فإن الصواريخ المتوسطة المدى التي تملكها تفوق مسافة الألف كلم التي تفصلها عن طهران , وقد ورد في بعض التقارير التي تشير الى عقد صفقة سرية مع الهند تقضي باستخدام اسرائيل للأراضي الهندية من أجل قصف ايران , اضافة الى تواجد سرب كامل من الطائرات الاسرائيلية "F16" بكامل طاقمها وذخيرتها ووجود غواصتين نوويتين في المياه الاقليمية الهندية دليل على استعدادها لشن الهجوم , ومن جهة اخرى أعلنت روسيا عن رصدها لعملية عسكرية إسرائيلية في صحراء النقب لمحاكاة الهجوم على مفاعل نووي مشابه لمفاعل "بوشهر النووي" في سبتمبر 2004.[2]

لقد ظلت اسرائيل متخوفة من أي برنامج نووي في المنطقة يغير موازين القوى, وهذا ما يتضمنه "مبدأ بيغين" بضرب أي منشأة في الشرق الأوسط , حيث اعتبروا أن هذا البرنامج هو خطر حقيقي على المنطقة , ففي23 مارس 2010 خاطب" توني بلير ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو" معا المؤتمر السنوي للجنة العلاقات العامة الامريكية الاسرائيلية "أيباك", وقال بلير في خطابه "إننا لسنا الأطراف الخارجية الوحيدة في هذه الدراما (السلام في الشرق الاوسط), فإيران هي طرف آخر أيضا، لكن ليس لأجل السلام, إنهم يدركون بوضوح عن ماذا يبحثون, نحن أيضا يجب أن نكون واضحين, لا يجب السماح لإيران بالحصول على قدرات تسليحية نووية, عليهم أن يعرفوا إننا سنفعل أي شيء ضروري لمنعهم من الحصول عليها, الخطر كل الخطر يكمن في إذا أحسوا ولو للحظة واحدة أننا سنسمح بأمر كهذا… هذه ليست قضية أمن إسرائيل فحسب, هذه قضية تخص الأمن العالمي، أمني وأمنكم، أمننا جميعا, إن نظام إيران هو أكبر مصدر لزعزعة الاستقرار في المنطقة. وإسرائيل تفهم ذلك جيدا".[3]
ووفقا للسناريوهات والتكهنات سوف ستكون نتيجة الهجوم الصهيوني الوشيك على إيران تصعيد كبير للحرب على امتداد الشرق الأوسط وقد يكون من المتوقع أن تقوم إيران , وهي بلد مؤلف من80 مليون نسمة ذات قدرة عسكرية تفوق ما يملكه العراق بعشر مرات , إضافة إلى قوات عسكرية وشبه عسكرية محفزة وملتزمة إلى حد كبير مثل " قوة القدس, وحدة النخبة في الحرس الثوري الإيراني" التي تعد رأس حربة في العمليات الهادفة إلى تقوية مكانة إيران في المعركة الشاملة التي تديرها ضد الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل, بعبور الحدود داخل العراق وسيقطع الشيعة العراقيون المتعاطفون مع إيران والمتحالفون معها علاقاتهم بواشنطن وسيشاركون في المعركة وستتعرض القوات الأمريكية إلى هجمات ضخمة في المنطقة, حيث أن الوجود الامريكي المكثف على حدود ايران و افغانستان والقواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في دول الخليج يعطي لإيران الميزة الاستراتيجية في حالة المواجهة العسكرية مع الولايات المتحدة, حيث أصبحت القوات العسكرية الأمريكية الموجودة في المنطقة في مرمى الصواريخ الايرانية , ولا تزال مقولة هاشمي رفسنجاني الرئيس السابق لمصلحة تشخيص النظام في ايران ماثلة في الأذهان , فعندما سئل عما ستفعله ايران وهي محاطة بالجيوش الأمريكية من كل الاتجاهات , ماذا بمقدورها أن تفعل وهي محاصرة على هذا النحو؟ كانت اجابته الشهيرة :" لا ندري من يحاصر من ؟" .[4]
ومن المنطقي أن تلقى القوات الأمريكية هزيمة نكراء على يد القوات المسلحة الإيرانية على مستوى الجبهة العراقية والبحرينية نظرا للميزة الاستراتيجية التي تتمتع بها القوات الإيرانية[5], فقد بذلت إيران جهوداً كبيرة لتحسين قدراتها في مجال الحرب غير المتكافئة، وبخاصة فيلق الحرس الثوري, وقد أثبتت إيران بالفعل قدرتها على استخدام قواتها في الحرب غير المتكافئة وغير المنتظمة بطرق عديدة، منها، على سبيل المثال لا الحصر( حرب الناقلات الإيرانية مع العراق، وتسرب النفط والمناجم العائمة في الخليج، واختبارات الفضاء والصواريخ الباليستية بعيدة المدى، وتوسيع نطاق برامج الصواريخ، وسلسلة التدريبات العسكرية للحرس الثوري الإيراني في الخليج للتدليل على قدرتها على مهاجمة الأهداف الساحلية والمنشآت البحرية), فقد أعلنت إيران عن امتلاكها للأسلحة الكيميائية والصواريخ بعيدة المدى وتسعى لامتلاك الأسلحة النووية, هذا وتحاول الولايات المتحدة السعي لمنع إيران من امتلاك الأسلحة النووية مع تطوير الخيارات لردع إيران, هذا وتشير التقارير إلى إحراز إيران تقدماً في تصاميم أجهزة الطرد المركزي، والصواريخ بعيدة المدى، بما في ذلك من تطوير نظم الوقود الصلب، وترجح كذلك قدرتها على تصنيع غاز الأعصاب، وربما القدرة على تصنيع وامتلاك الأسلحة العنقودية, وعلى الرغم من أن إيران هي إحدى الدول المُوقعة على اتفاقية حظر الأسلحة البيولوجية، فإنه ليس هناك من دليل على عدم امتلاكها لهذه الأسلحة أو تطويرها، إما كمكمل أو كبديل للأسلحة النووية , هذا وتفيد التقارير بأنه يمكن لطهران امتلاك القدرة على تطوير أسلحة أكثر تطوراً من الأسلحة البيولوجية المُعدلة وراثياً في غضون السنوات الخمس القادمة[6], بالموازاة مع التقارير التي تؤكد على أن جيوش الولايات المتحدة أصبحت منذ نحو خمسة عشر عاما بيروقراطيات ضخمة, ولم يعد لديها سوى واحد على خمسة من عدد الجنود القادرين على القتال, وحتى في الوقت الراهن, لاتزال موازنة الدفاع أعلى من موازنات باقي جيوش العالم مجتمعة , مع ذلك تشهد هذه الموازنة تراجعا منذ عام 2013 لأسباب اقتصادية وواقعية على حد سواء, فالولايات المتحدة الأمريكية أصبحت تفقد تدريجيا بعضا من تفوقها العسكري الساحق.[7]
لن تتردد اسرائيل في ضرب المنشآت النووية الايرانية , حيث أن سجلها العسكري حافل بالضربات الأحادية التي وجهها الطيران الاسرائيلي للعراق أو سوريا بحجة امتلاكهما مفاعلات نووية , اضافة الى أن هذه الضربة العسكرية حتمية تاريخية تأتي في سياق تعرف فيه الولايات المتحدة الامريكية تراجعا عن مكانتها الدولية بالموازاة مع اقحامها في حرب شاملة في منطقة الشرق الأوسط سوف تفقدها ريادتها العالمية .
الهوامش :
[1] -مدى الكرمل, برنامج دراسات إسرائيل , شخصيات في السياسة الإسرائيلية, المركز العربي للدراسات التطبيقية الاجتماعية 2014.
[2]- عرجون شوقي , المشكلة النووية في الشرق الأوسط وانعكاساتها على استقرار المنطقة , مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في العلوم السياسية فرع العلاقات الدولية, جامعة الجزائر بن يوسف بن خدة , السنة الجامعية 2006-2007,ص,ص:171-172.
[3]- حركة ليندون لاروش العالمية, توني بلير يقود الحرب الصليبية الجديدة ضد إيران . أنظر:
www.larouchepac.com

[4] - د. عبد العزيز شحادة المنصور, أمن الخليج العربي بعد الاحتلال الأمريكي للعراق: دراسة في صراع الرؤى والمشروعات , مجلة جامعة دمشق للعلوم الاقتصادية والقانونية, المجلد 25, العدد الول-2009,ص:605.
[5]- بول روجزر, العمل العسكري ضد ايران التأثير والتداعيات, سلسلة ترجمات الزيتونة عدد 58.
[6]- الكسندر ويلنر – أنتوني كوردسمان ,الصراع العسكري الأمريكي - الإيراني في الخليج . أنظر:
http://www.siyassa.org.eg/
[7]- تييري ميسان , العقيدة الجديدة للدفاع الأمريكي . أنظر شبكة فولتير:
www.voltairenet.org/article186696.html



#مهنة_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزعامة الامريكية للعالم نحو التراجع والانهيار


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مهنة أمين - الحرب الاسرائيلية الايرانية ... حتمية تاريخية