أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جعفر عبد المهدي صاحب - عرض ديوان الشاعر صباح سعيد الزبيدي ( أحلم أن أعود)















المزيد.....

عرض ديوان الشاعر صباح سعيد الزبيدي ( أحلم أن أعود)


جعفر عبد المهدي صاحب
متخصص أكاديمي في شؤون منطقة البلقان

(Jaffar Sahib)


الحوار المتمدن-العدد: 5476 - 2017 / 3 / 30 - 23:40
المحور: الادب والفن
    


عرض: لديوان الشاعرصباح سعيد الزبيدي (أحلم أن أعود)

أستاذ متقاعد- جامعة الزاوية ليبيا

وصلني طرد بريدي من جمهورية صربيا...ضم بين دفتيه هدية جميلة بعثها لي من هناك الصديق الشاعر صباح سعيد الزبيدي، عبارة عن ديوانه الشعري الجديد والموسوم ( أحلم أن أعود ).
والأستاذ صباح سعيد الزبيدي عرفته منذ أيام شبابه و "شبابي" طبعاً. والـ "طبعأ" هذه تعود الى السنوات الأولى من عقد ثمانينيات القرن الفارط، يوم كان طالباً في كلية الزراعة بجامعة بلغراد في الوقت الذي كان فيه كاتب هذه السطور طالب ماجستير في كلية الحقوق بنفس الجامعة. وافترقنا عند نيلي شهادة الدكتوراه عام 1990، وبقي الزبيدي في العاصمة " اليوغسلافية" بلغراد، هكذا كانت تسمية البلاد قبل التفكك ليلحقوا بها كلمة "السابقة"، ونظراً لإستحالة رجوعي للعراق في في تلك السنة العجفاء التي أختنق فيها المنفذ الحدودي الوحيد بين العراق والأردن (طربيل) بمئات الألوف من النازحين الأجانب من الكويت خصوصاً وأغلبهم من الجنسيات الآسيوية حتى قيل أن أعداد النازحين تجاوزت المليون والنصف. في جو كهذا توجهت الى ليبيا أنا وزوجتي الدكتورة وسن عبد الرزاق وطفلتي الوحيدة آنذاك رغد، على أساس أن تكون ليبيا كمحطة انتظار ليلي حتى تتسنى لنا فرصة العودة الى الوطن، لكن الذي حصل أن موجات كبيرة من أساتذة الجامعات العراقيين أخذوا يتقاطرون على طرابلس للعمل فيها، وهذا ما جعلنا أن نستمر في العمل في جامعة الزاوية الليبية لمدة تزيد على عقدين من الزمن. وطيلة تلك الأعوام بقيت علاقتي مع بلغراد مستمرة حيث أزورها مرة واحدة على الأقل في كل عام بعد أن منحتني كلية الحقوق درجة أستاذ زائر إذ يحتم هذا اللقب العلمي أن أقوم بإلقاء محاضرتين سنوياً على طلبة الدراسات العليا لقسم القانون الدولي والدراسات الدولية في كلية الحقوق بجامعة بلغراد. والأستاذ صباح سعيد بقي في العاصمة اليوغسلافية مقيماً إقامة دائمية، وقد تزوج من الآنسة ليليانيا وكانت فتاة جميلة أعرفها معرفة شخصية إذ كانت طالبة دراسات أولية في كليتنا كلية الحقوق، وهذا يعني تواصلي المستمر معه كتواصلي مع بقية أصدقاء العمر من العراقيين واليوغسلاف.
الديوان يتكون من 140 صفحة، من ضمنها مقدمة بقلم الشاعر والناقد العراقي الدكتور وليد جاسم الزبيدي – عضو هيئة تدريس بجامعة بابل. منذ البدء بلحظة تقليبي صفحات الكتاب شعرت وكأني دخلت في بستان لأول مرة ورغبتي أن أكتشف مناهل أشجار الفاكهة التي أرغبها. عرفت بأن الشاعرَ قد قسّم مؤلَفَه الى أربع فرزات عسل رئيسية، فاستطلعت جميع الفرزات فراق لي أن استعرض الفرزة الأولى بشيء من التفصيل ثم اتناول بقية الفرزات وبايجاز وذلك لأن خاصية الفرزة الأولى يتمحور حولها عنوان الكتاب بمجمله.
وفرزات الشهد الأربع هي:
الفرزة الأولى: جعلها تحت عنوان (الى مدينتي العمارة الحبيبة وتجليات أخرى) وضمت 14 قصيدة، ويسود طابع هذه القصائد نفس مونولوجي، أي أرى الشاعر عبارة عن ممثل وحيد في رواية يؤدي دورها وحيداً على ركح حياة الغربة والبعد عن مسقط رأسه وأحلام طفولته، فهو وحيد يناجي روحه في عدة مواقع ومقاطع من قصائده في هذه الفرزة، فيرسم في قصيدته (الاشتياق في عالم الانتظار) لوحة مؤثرة يخاطب فيها مدينة العمارة حيث يجمع في قرارة نفسه نقيضين الابتسامة والألم المتعاظم فهو يقول:
يؤلمني غيابك يا أميرتي الحسناء
يا شظايا نور في دياجير العمر
أجمل لؤلؤة في الدنيا ...
وقفت أسأل:
هل سيبتسم لي الزمان
وألتقي بكِ؟
أم أبقى في ليل الوحدة
أرقب اطلالة نجم دريِّ
وتتكرر نفس الصورة في قصيدة (دموع على أطلال الذكريات) ومفرداتها الوحدة والحزن والبكاء على الأطلال على شاكلة بكاء أصحاب المعلقات قبل خمسة عشر قرناً:
سأظل أصرخ في وحدتي
المسكونة بالأحزان
فقد تركت هناك الروح جريحة
والجسد هنا ينزف دماً
في ليلة خرساء
أبقى وحيداً
أحترق من لهيب الشوق
تبكي العيون
على أطلال الذكريات
ويبقى الشاعر الزبيدي يناجي العمارة بأبيات حزينة في قصيدته (مناجاة الى مدينتي ) ولسان حاله يقول لعل مدينته تسامحه على اختيار منفاه الطوعي:
آه يا عمارة
ها أنا في الغربة
أتكسع كالمجنون في دروب الهذيان
تتزاحم الأشواق في صدري
وفي معبد الفراق
أصلي نافلة الليل
أطلب من الله الصبر
آه يا سيدة العمر
لازلت رغم تعب الفصول
أتذكر قامات النخيل في بساتينك
وزقزقة العصافير في الصباح
صخب النوارس على ضفاف دجلة
رائحة السمك
أغاني الصيادين الحزينة
وأصداء مجاذيفهم
حين تصطدم بلجة الماء
وها نحن يا أميرتي
نتشارك الجراح
مثل حلم الليل
حين يستريح مع الصباح
ويتذكر الشاعر مدينة العمارة وعگد التوراة، حيث يحوي كنيسا يهوديا وكنيسة نصرانية وجامع. ومدينة العمارة كانت مدينة سلام ووئام تتعايش في أزقتها كل ديانات الأرض، تجمعهم جميعاً رابطة المواطنة والوطن العراق. وفي (ناقوس الذكريات) يقول الشاعر الزبيدي:
حين أسمع دق ناقوس
يرن من أبراج كنائس الغربة
أتوقف ملهوفاً
كالظمآن في البيداء
ولهيب الشوق لعگد التوراة
وناقوس كنيسة أم الأحزان
يزداد اندلاعاً
منذ أن هجرت مدينتي
وتغربت عنها
أصبحت أشتاق أن أرجع يوماً
لمرابع الصبا وكنيسة حارتنا القديمة
حين كنا نصلي فيها
صلاة عيد انتقال السيدة مريم الى السماء.
وفي قصيدته (سأظل أحبك) يعكس الشاعر مدى تعلقه وعشقه لها بمدينته مع الأخذ بأن العشق جريرة في عادات وتقاليد المجتمع السائد، ولايمكن للأنثى أن تفصح عن عشقها لأن ذلك غالباً ما يؤدي الى جرائم "غسل العار" سيئة الصيت، لذا نراه عندما يعلن عشقه لمدينته يعلن في الوقت نفسه تحديه للصلب والرجم:
من أول لقاء ضمنا
وأول عناق وقبلة
تيمني حبك سيدتي
وعلمني أن أتحدى الصَلبَ
وقانون الرجمِ.
ويتذكر الشاعر يوم فراقه لمدينته في ليلية خريفية ممطرة، بقيت تلك الليلة تراوده في أحلامه يراها كغيوم سوداء وكأوراق خريفية صفراء. الى أن يقول:
كل خريف يذكرني بك
كرائحة السفرجل
أجمل هدية من الله
وذكريات عن أيام الماضي البعيدة
هل تتذكرين فراقنا
كان يوماً خريفياً
كنا نستمع الى غناء البلابل
ونودع أسراب الطيور المهاجرة
جاء الخريف مرة أخرى
وعليك أن لا تختبئي
تعالي
ويرثي الشاعر،سحر، طفلة عمرها خمس سنوات، هي ابنة أخيه، اختطفتها يد المنون وهي بعمر الزهور، وقد شبهها بالحمامة البيضاء، وجعل هذا التشبيه عنوان القصيدة:
سحر يا حمامة بيضاء
ترفرف في حدائق الوجدان
تطفيء فيها نيران الأشواق
تهدل للصباح وتبتسم
عانق ظلها وجهي المتعب
فتنسمت شذى مدينة الطفولة
وعطر رائحة الأهل والأحباب
يا جارة النخيل...يا ماء سلسبيل
يا مطراً يطفيء ظمأ الأيام
شمساً تحمل وجه النهار
قمراً على بوابة الليل
يضيء دروب السفر والترحال
وفي مقطوعته القصيرة يتقمص الشاعر دور الشيخ العجوز الذي يمر بسن اليأس المبكر حيث عملت به الغربة عملها وأثرت في وجدانه، ولنتمعن بقراءة هذه السمفونية:
على خاصرة القدر
تربعت الروح
لترتب ما تبقى من فصول العمر
وشظايا الأيام التي تسمرت
على بوابة الغربة
تحت قدميها توقفت عن
الدوران
وقمر رحيل سقط في ريب
الزمان
حين يبدأ القلب يخنق أنفاسه
ويمتليء الوجه بالنعاس والضجر
ستسلمني الروح المنون
وتحفر في جسد الغربة مثواي
ليبقى جلجامش وحده
يبحث عن عشبة الخلود
وآخر قصيدة ضمن هذه الفرزة (الأولى) كتبها الشاعر وأهداها لكاتب هذه السطور بناسبة تقليدي وسام الجدارة الفضي من قبل فخامة الرئيس تومسلاف نيكوليتش رئيس جمهورية صربيا. ويبدو أن الأستاذ الزبيدي سهواً لم يشر الى ذلك في طبعة الديوان. وكان الشاعر قد أرسلها لي وقمت بدوري في نشرها على صفحتي في الفيس بوك، والقصيدة تحت عنوان (إملأ الكأس). يقول في مطلعها:
إملأ الكأس يا صاحبي
وراتشف منه خمر الحياة
اطلق العنان لابتسامتك
الجاثية فوق الشفاه
انظر الى دجى الغربة
ماذا ترى؟ !
لا شيء سوى الآلآم
صراخ الأنين
بكاء الأنين
صليب المنفى
سراب الذكريات
همس الشجون
وأحلام الشوق لوطن الصبا
ها هنا نحن يا صاحبي
مازلنا على أبواب الغربة
نطارد حلمنا الكئيب
الفرزة الثانية: تضمنت هذه الفرزة ثمان قصائد خط الشاعر لها عتوانا يقول ( الى وطني الغالي العراق الجريح وشعبي المظلوم). القصائد الثمان هي:
- مازلت أحلم أنك يوماً ستأوينا...وهي مناجاة عن بعد وحنين ليوم عودة.
- وطن تحوم في سمائه الجوارح.... قصيدة مطولة نسبياً يسرد فيها محنة العراق مع القوى الطامعة فيه.
- حمل بين الذئاب .... يستعرض فيها شرور الوهابية وأخواتها.
- التائهون... ينشد فيها الشاعر أنشودة المآسي التي تتعرض لها موجات المهاجرين من طالبي اللجوء.
- قلوب معلقة بين الأرض والسماء... قصيدة لتلك القلوب المعلقة بالوطن.
- إليكِ يا عراقية.. القصيدة التي اخترناها لاستعراض مقاطع منها في أدناه.
- في رثاء أهل البيت عليهم السلام... ً وهذه القصيدة واضحة جدا من عنوانها الذي اختاره الشاعر.
وقد اخنرنا من هذه الفرزة قصيدة إليك يا عراقية لمضامينها الإنسانية وهي تستعرض مآسي وكدر أكثر من نصف المجتمع العراقي في زمن حافات الحروب التي شهدتها البلاد والتي أطلق عليه الأستاذ الزبيدي تسمية الزمن الأسود:
في هذا الزمن الأسود
وفي عتمة الليل الملبد بالغيوم
أراك جالسة في غرفة الأسى
تسكبين قطرات الدمع
في كأس القَدر
تناجين الله أن يجبر قلبك
ويبقى الشاعر يتأرجح مابين حبال الزمن الأسود وسواد حظ نسائنا في عهد داعش والغبراء، فيلجأ الى التناص ويستعير قول مشهور للنبي داوود ( وهو العدل الذي لا يجور) والقصة مشهورة عن تلك المرأة التي سألت النبي داود عن الله عادل أم ظالم؟ فرد عليها داوود قائلاً: ويحك يا امرأة هو العدل الذي لا يجور.
وطلب منها أن تقص قصتها فقالت انها تغزل بيديها وتبيع الغزل كي تطعم صغارها وبينما هي ذاهبة لبيع الغزل انقض عليها طائر من السماء وخطف الغزل من يدها واختفى في جوف السماء، وبيننا هي تقلب ثنايا الحديث جاء رجل واعطى الى داود مبلغ ألف دينار، وقال له نحن كنا، مجموعة من التجار، على ظهر مركب فحصل ثقب في قعره واوشكنا على الغرق وداهمنا الموت المحتم فأخذنا ندعو الله أن ينقذنا فإذا بطير جارح يرمي علينا قطع قماش من الصوف أغلقنا بقطع القماش تلك ثقب المركب ونجونا من الغرق، فأقسم كل واحد منا أن يتصدق لوجه الله بمئة دينار. فجلبنا إلك مبلغ الصدقة لتتصرف به وتدفعه لمن يستحق. فاستلم داود المبلغ ودفع به للمرأة وقال لها انطلقي لعيالك ( وهو العدل الذي لا يجور الذي لا يجور ). بهذا التضمين البلاغي يحث الشاعر المرأة العراقية على الصبر ومواصلة الكفاح من أجل نيل حقوقها الطبيعية المستلبة منها، فيقول الشاعر:
تناجين الله أن يجبر قلبك
" وهو العدل الذي لا يجور"
آه ...يا جارة القلب
يا أجمل امرأة
وأجمل مخلوق في الكون
لا تبكي
لا تعاتبي
كفاكِ ضعفاً
ولم يكتف الشاعر بالركون الى القدر كي يحل معضلة المرأة العراقية بل يحثها على الثورة ضد قوى الطغيان الذي يضطهدها، ويختتم قصيدته بتناص آخر من خطبة للإمام علي بن أبي طالب وهو يحث الناس على القتال:
ثوري يا ابنة الرافدين
مزقي أكفان الظلم والطغيان
وانفضي عنك غبار الخزي والعار
آه...يا كعبة الأحزان
حماك الله من أهل الفجور
الذين يعبدون في الظلمة
هبل...واللات ...والعزى ...ومناه
ومن أشباه الرجال
" حلوم الأطفال، وعقول ربات البيوت"
الفرزة الثالثة: نسجها الشاعر الزبيدي تحت عنوان ( الى أعداء الإنسانية والإنسان وطواغيت هذا الزمان) وتضم هذه الفرزة ثلاث قصائد سنتوقف في استعراض القصيدة الثانية، أما القصائد الثلاث هي:
- العنف باسم الله...يفضح فيها سلوكيات الحكام الذين ضيعوا البلاد وخدعوا العباد بثوب الدين من السراق والدجالين.
- أبناء زفت الطين...وهي مخصصة لهجاء الدواعش مجرمي الحرب.
- أنجاس الجاهلية...وهي موجهة الى المتشددين السلفين الذين يسترخصون حياة الناس باسم الدين ويرهبون العباد باسم الله.
وفي مقطوعته الشعرية ( أبناء زفت الطين) يشخص الشاعر أبطال جبهة الشر، فقد أجاد في الوصف بلقطة فنية حينما نعتهم بالرجعية التي يسير ركبها عكس عقارب الزمن " يامن تهرولون الى الوراء" فيخاطبهم:
لا رحمةعندكم ولا ضمير
ولا شهيد سيشفع عنكم يوم الدين
يا أحفاد ياجوج وماجوج
وأبناء زفت الطين
كفى بنا بلائكم وجنونكم
يا أخوة يوسف وخصيان الغرب
ذباب الصيف وغربان الخراب
يا من تهرولون الى الوراء

ويستمر عرض المشهد التصويري الشعري للأحداث فيعريهم ويكشف حقيقتهم:
لا تملكون من الايمان شيئاً
فلا دين لكم ولا أخلاق الأنبياء
سنتكم الغدر والبطش
وفتواكم نكاح الجهاد في بلاد الشام
ويتعشم الشاعر بمجيء صبح جديد تتخلص بلاده والأمصار شقيقات بلاده من جور داعش ودعاة السلفية العمياء وشرورهم الذي طال ارواح الابرياء من الناس بلا ذنب اقترفوه،فيناشدهم :
يا ذئاب جائعات عطشى لدم البشر
تستبيحون دماء شعب مثقل بالأوجاع
وتشربون الأنخاب في أوكار البغاء
صبراً يا عراق الرافدين وبلاد الشام
وصبرا يا مصر يا أم الدنيا
بشير صبح قادم
ستعانقه شمس الرجاء
الفرزة الرابعة: قصائد كتبها الشاعر في اللغة الصربية وترجمها الى العربية. وعددها تسع:
شمعة الانتظار، يتأمل فيها الشاعر أن يحل السلام بأرض بلاده بعد أن أنهكتها الحروب وأعمال الإرهاب:
مع ضوء الشمعة أنتظر
تحقيق العدالة لضحايا المجازر
هدية سلام من الله
وانفلاق فجر أفضل
شموع الضحايا: ويستذكر فيها ضحايا الإرهاب من الأبرياء الذين لا ذنب لهم.
عيشي حياتك: وهي دعوة للمرأة في العيش بسعادة وعدم الخضوع للواقع الجائر. ونرى أن مضامين هذه القصيدة تبدو وكأنها مكملة لمضامين القصيدة الواردة في الفرزة الثانية ( إليك يا عراقية) التي كتبت باللغة العربية. ونعتقد بأنه لا ضير في ذلك لأن الشاعر نفسه يجيد اللغتين العربية والصربية، فالأحاسيس هي لنفس الشخص لكن التعبير عنها جاء بلسانين.
أغنية قوية: وهي قصيدة غزلية خالصة بعيدة عن أجواء الحروب والمآسي. يبحر الشاعر فيها في لجاج رومانسية:
وبحر الحب...مد وجزر
فيه أنيني
أركن مثل الطفل
مترع من الحليب
شفتاي تهمس فيك
أني مازلت
أحبك وبقوة
ذكريات ملائكية: وهي قصيدة غزلية ايضاً.
لهيب البعد: وهي قصيدة تتحذ من الحنين ى الوطن العمادالأساس في تركيبها الشعري.
الأم: ويتناول فيها الشاعر مكانة الأم في قلب الأبن البار، فيوصفها أجمل وصف:
الأم هي هبة من الله
شعور ونقاء في الضمير
شمس وضياء في عتمة الظلام
أمي أجمل الفصول في حياتي
هي قلبي الأوحد
بلغراد مدينة شبابي: جميلة هي ذكريات الشباب في حياة العزوبية وفي مدينة خمائلية تضم شعب منفتح لا يعير للعنصرية وزناً،، فهكذا عرفنا الشعب الصربي.
أنا ورييكا والبحر: يتغزل الشاعر بسواحل مدينة رييكا الكرواتية الجميلة التي كانت يوم ما جزءاً من جمهورية يوغسلافيا السابقة يدخلها العراقيون من غير تأشيرة دخول،أما اليوم فأصبحت جمهورية "مستقلة" ومن أعضاء حلف الناتو. والمفارقة الكبرى نرى الأستاذ الزبيدي يدخل كنيسة السيدة مريم في (ترسات) الواقعة على مرتفعات مطلة على حوض رييكا ويرفع يديه الى السماء من أجل عراق يحل فيه الحب والسلام، ولو كنا جنب الشاعر وقت نظمه القصيدة لهمسنا في أذنه العبارة التالية ( صديقي الغالي أيها الزبيدي الطيب لا تفصح عن نواياك علناً فقرب كنيسة مريم يوجد مركز إنصات للناتو) ولكن الشاعر وبحسن نيته قال:
دخلت مقام السيدة مريم في ترسات
وأوقدت الشموع
وصليت صلاة تنساب بكل خشوع
كي ينتشر في العراق والعالم
الحب والسلام
التوبة: وهي آخر قصائد هذه الفرزة نظمها الشاعر على طريقة الترانيم الأكليروسية .
في جولتنا الخطفة هذه في واحة شعر الأستاذ صباح سعيد الزبيدي ارتوينا من ضمأ الشعر حيث الإحساس الشاعري والسبك والحبك اللغوي الرصين والتقيد المفرط بالمحددات السيبويهية في نصوص حاولت أن تلتزم التزاماً واضحاً بوحدة النص وسبكه بأسلوب شاعري محبب.
ونرى أن ديوان صباح سعيد الزبيدي (أحلم أن أعود) هو قد سجل إضافة نوعية للمكتبة العربية في ميدان قصيدة النثر. فهنيئا لنا وله بهذا المنجز الثقافي الرائع.
البرفسور دكتور / جعفر عبد المهدي صاحب
أستاذ جامعي متقاعد – أوسلو – مملكة النرويج











#جعفر_عبد_المهدي_صاحب (هاشتاغ)       Jaffar_Sahib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكثر من أسبوعين في صراعي مع دواعش ليبيا
- عرض كتاب المسرح البيئي العسكري - البدية الجيوبوليتيكية والنه ...
- عرض كتاب: فصول من تجربتي في الفكر والسياسة، للمفكر اللبناني ...
- الإسلام السياسي والإفلاس الفكري- حالة الصين، كنموذج
- البروفسور دكتور عبد الإله الصائغ وعودة طيوره المهاجرة
- عاشوراء بين ثارات الكراهية وثقافة التسامح
- العلاقات العراقية اليوغسلافية 1955 – 1979 نشر وثائق الخارجية ...
- الفقراء أولى بالرعاية لا لهمجية وزير....رسالة مفتوحة للسيد ح ...
- الذكرى التاسعة لرحيل مفكر تقدمي وفيلسوف مجدد....الزميل البرو ...
- في ذكرى اتفاقية دايتون المشؤومة
- سفارة العراق في صربيا... عطاء كبير بإمكانيات محدودة... الأسب ...
- مقترح مشروع إنقاذ العراق
- رسالة مفتوحة الى معالي وزير التعليم العالي
- صديقي عالم الآثار فوزي رشيد لا أعرف فوزي رشيد التكريتي
- الأسبوع الثقافي العراقي في صربيا...سُنة حسنة
- درس من ربيع بودابست
- رئيس دولة يفاجئ كاتب السطور
- الجنس الناعم يبقى لطيفا...ميسون البياتي وكلام عليه تلام
- رواية جديدة لحمودي عبد محسن
- لا يجوز اللطم في حفلات الغناء


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جعفر عبد المهدي صاحب - عرض ديوان الشاعر صباح سعيد الزبيدي ( أحلم أن أعود)