أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نضال الربضي - قراءة في الوجود – 9– عن الوعي، الإرادة و أصل الأفعال.















المزيد.....

قراءة في الوجود – 9– عن الوعي، الإرادة و أصل الأفعال.


نضال الربضي

الحوار المتمدن-العدد: 5476 - 2017 / 3 / 30 - 00:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قراءة في الوجود – 9– عن الوعي، الإرادة و أصل الأفعال.

يعتبر ُ الإنسان ُ الحديث وعيـَـهُ الشعوري و إدراكه المحسوس جزءا ً أصيلا ً منه، مُفترضا ً أنه كان دائما ً موجودا ً، و أن َّ الحالة العقلية َ التي تمكِّنُه من تأمُّل الحوادث و فهمها، ثم الانطلاق ِ من الفهم نحو الاختيار فالفعل، كانت هي بدورها أيضا ً موجودةً معه منذ ُ بدءِ وجوده، أي أنَّه ُ يعتبر العقل و التعقل و التفكير المنطقي سمات أساسية أصيلة في الطبيعة البشرية. لكن َّ جولة ً بسيطة في رحاب علم النفس تفتح ُ لنا آفاقا ً أوسع َ من الفهم، نستطيع ُ بواسطتها أن نتبين أن الوعي المُدرَك و المحسوس (الشعور) ما هو إلا التطور اللاحق للدماغ البشري عن سابقه: الوعي غير المُدرَك و غير المحسوس (اللاشعور).

تحدثنا في المقال السابق عن تأثير اللاشعور على الفعل، بواسطة العمليات العقلية غير المُدرَكة، و التي تتداخل مع العمليات العقلية الناتجة عن الإدراك، و بيَّنا بمثالِ محاولة عالم النفس و مؤسس علم النفس التحليلي سيجموند فرويد استذكار اسم الفنان الذي رسم لوحات كاتدرائية أورفيتو Orvieto، كيف يفرض ُ اللاشعور سلوكا ً مُغايرا ً لاختيارات الفرد الشعورية، و وصلنا مع بعضنا عزيزي القارئ إلى النتيجة البسيطة بأن َّ: الإرادة و الحرية ليستا مُطلقتين لكن مقيدتين و محدودتين، و أودُّ اليوم َ أن أستفيض َ قليلا ً في الحديث عن أصول الأفعال الإنسانية الأولى عند الإنسان البدائي.

في هذا المقال سنتبيَّن ُ أن الأصل عند الإنسان البدائي هو الفعل، و أن محاولة تفسيره و ربطه بالوعي هي عملية لاحقة له بعد أن يتم إتيانُه، وسأستدلُّ على هذا بالنتائج التي وصل إليها الدكتور: كارل جوستاف يونج بعد أن حلَّل ما يزيد على 80 ألف حُلم، و ضع خلاصة َ مدلولاتها في كتابه (مع شركائه): الإنسان و رموزه Man and His Symbols (م1)

يقول الدكتور كارل في الفصل الأول "الاقتراب من اللاشعور (الوعي غير المُدرك، أو اللاوعي)"، في باب: "الأنماط الأولية في رمزية الحلم" ما معناه أن المظاهر و الاستجابات العاطفية تنتج عن بُنى و تراكيب نفسية تسمى الأنماط الأوَّلية Archetypes ، و هي ميول نفسية للتفاعل مع الأحداث بطريقة مُعينة تمت وراثتها (أي جينيا ً)، و يشرحها بالتفصيل في أبواب الكتاب المختلفة، لنفهم بدورنا أنها تُعتبر بمثابة تراكيب مُتطورة للنفس، أي لتجلي الوعي و العقل المُدرِك، كنتيجة مباشرة لتطورالدماغ العضوي، و يضيف ُ فكرةً ثوريَّة ً بكل المقايس بأن َّ التطور العضوي للجسد يرافقهُ بالضروره تطور دماغي(في العقل و الوعي) و تطور في النفس (المشاعر الأحاسيس و الميول)، ينتجون جميعاً تلك الأنماط الأولية، و تتم وراثتهم بشكل جمعي عند بني البشر.

يحذِّر الدكتور كارل من الوقوع في خطأ افتراض أن النفس البشرية هي فقط وعيُها المحسوس، و يستخدم كلمة النفس هنا بمعنى مُرادف للدماغ في تجليه كوعي و عقل في مستوييهما الشعوري و اللاشعوري، لا بالمفهوم الديني للروح؛ فعنده يكفي أن تولد َ كإنسان لتحصل َ بمجرد ولادتك على بُنى نفسية و ميول تشترك ُ فيها مع الجنس البشري بأجمعه، و بالتالي فإن تفسير كثير ٍ من الأحداث لا يمكن ُ أن يتمَّ سوى بالعودة ِ إلى تلك الميول النفسية، و استكشاف ِ علاقتها بوعي الإنسان الأول، و هو وعي بدائي غير محسوس لكن على أعتاب المحسوس.

على سبيل المثال يتحدث الدكتور كارل عن تجربته الشخصية مع المواطنين الأصلين لجبل إليجون Elgon في إفريقيا (على حدود كينيا و أوغندا) فيقول ُ أنهم يخرجون من أكواخهم عند بزوغ ِ شمس الفجر، و بنمطٍ يومي، لينفخ كل ٌّمنهم في يديه أو يبصق فيهما، ثم يمدهما باتجاه أول خيوط الشمس و كأن كلَّ واحد ٍ فيهم يقدمّ: نفسَه، لإلههم مُونْـجُوُ Mungu. لاحظ هنا ارتباط مفهوم النـّــَــفـْس بكلمة الـنّـَــفــَــس و فعل التنفس في العربية، هذا الارتباط الذي نجده في المفهوم البدائي للإنسان الأول بين ذات القوَّة المحركة لجسده و بين التنفس كفعل.

اعتقد َ الدكتوركارل أن مواطني جبل إليجون يعبدون الشمس و أن مُونْـجُوُ Mungu هو اسمها، وحين أخبرهم بذلك، ضحكوا لفكرته التي اعتبروها سخيفة بأن مُونْـجُوُ Mungu هو الشمس، و صححوا له الفكرة حينما أخبروه لدهشته بأن مُونْـجُوُ Mungu هي لحظة الشروق نفسها، لا الشمس المُشرقة، لكنهم عجزوا عن أن يشرحوا له سبب ما يقومون به كل صباح، و كان إجابتهم بانهم ورثوا هذا الأمر و أنه ما يجب أن يحدث كل صباح.

هذه الفكرة "وجوب أن يحدث" يُعلَّلها الدكتور كارل بأن أصول الأفعال عند الإنسان البدائي نتجت عن وعيه اللاشعوري القريب من وعي الحيوانات، و على أعتاب الوعي الشعوري، بل إنه يذهب إلى أن َّ الأسلاف الأوائل لمواطني جبل إليجون كانوا أقل َّ تفكـّـُرا ً و إدراكا ً من معاصريه، لأن َّ وعيهم الشعوري كان ما زال بدائيَّا ً جدَّاً، وبالتالي إدراكُهم لما يدورفي دواخلهم كان أقل َّ بكثير من لاحقيهم من معاصريه، بمعنى آخر: كان الإنسان البدائي كقاعدة ٍ عامَّة مدفوعا ً بغرائزه و انفعالاته اللامحسوسة و اللاشعورية أكثر بكثير مما كان يعيه، فكان يفعل ُ دون أن يعرف َ: لماذا يفعل، ثم َّ يحاول لاحقا ً أن يجد َ التفسير،،،

،،، تأمَّل قارئ العزيز ما يقدِّمُه لنا هذا الاكتشاف من فهم ٍ عميق ٍ لأصول ِ الفعل و بالتالي يُجبرنا على العودة ِ إلى مفاهيم: الوعي و الإدراك و القدرة على التميز و الُحرِّية للاختيار و القُدرة على الاختيار و اتخاذ المقصد و القيام بالفعل المقصود، و بالضرورة للعودة لإعادة تعريف المسؤولية و مداها.

و دعونا في معرض ِ الحديث عن الدوافع نتساءل ُ عن إمكانية ِ المقاربة بين الإنسان الحديث و سلفه البدائي، في محاولة لفهم الأول على ضوء الثاني. و سوف نجد ُ أننا لم نغادر الدوافع البدائية كتفسير للسلوك، و إن كُنَّا نجد اختلافا ً جذريا ً بين الإنسانين الذين نقارب بينهما، لأن واقع درس ِ الأنثروبولوجيا كعلم ٍ يبحث في تاريخ الإنسان و حاضره، و ما يتعلَّق به من نُظم و صفات اجتماعية، و يتفرع إلى دراسة تاريخه البيولوجي و تطوره، يدلُّنا على أن ذات الدوافع التي جعلته يخترع دياناته و آلهته و جميع الكائنات المفارقة للواقع و الحيَّة عنده فيما يمكن تسميته: ما وراء الطبيعة، و التي تعيش ُ في مُخيِّلته (أي عقله الواعي الشعوري و اللاشعوري)، ما زالت حاضرة ً بقوَّة ٍ في إنسان القرن الحادي و العشرين، إنَّما تسيطر ُ الإرادة ُ المتطوِّرة ُ النامية على سلوكه ليقوم َ بالفعل بعد أن تخلص من الخوف و الخرافات التي كانت تعصف ُ بالإنسان البدائي، مع استبداله شتى أنواع الاعتمادات على: الأدوية، المهدئات، القهوة، الكحول، و الطعام كمُحفِّز اتٍ بطقوس ِ ديانات إنسان ما قبل التاريخ، و حالات الوجد التي كان يجب ُ أن يصل َ إليها بالترانيم و حلقات الرقص، لكن مع تأدية ِ هذا الإنسان الحديث ثمنا ً باهظا ً جدَّا ً مقابل التخلص من الخرافة و الطقوس و هو: فقدانه للتبصُّر الداخلي، أي إحداث القطيعة بين شعوره و بين لاشعوره، و بالتالي خسارته للتوازن النفسي و نشوء العُصاب و العُقد الداخلية التي تفرض نفسها على شعوره، و تجعله يأتي بأفعال ٍ لا يعلم سببها أو مصدرها، و تُنشئ الخلاف بينه و بين محيطه، أو تتسبَّب ُ له بالإحراج، أو تمنعه من التطوِّر في العمل، أو تُبقي شخصيته أسيرة َ سياق ٍ مُعيَّن محدود لا يُمكِّنُه من الارتقاء في الوعي ليبلغَ أعلى مستويات التحقُّق الممكنة بحسب إمكانياته المدفونة و الممنوعة من الخروج،،،

،،، يمدُّ الدكتور كارل الفكرة َ السابقة على استقامتها إلى أن يبلغ َ تمامها َ فيقول أن المثل الشهير: حيثما كانت هناك إرادة، فهناك طريق(وسيلة، طريقة، حل) Where there is a will, there is a way ما هو إلا خرافة اخترعها الإنسان الحديث. و هو لا يقصد هنا أنه لا توجد إرادة، بالعكس فلقد أثبتها سابقا ً، إنَّما يقصد ُ أن ما يظهر ُ لنا من إرادة كدافع ٍ للفعل هو في حقيقته مجرد قشرة ٍ خارجية و سطح ٍ رقيق لماء ٍ شديد العمق من الدوافع البدائية اللاشعورية و التي أسماها كما أوضحنا: الأنماط الأوَّلية Archetypes، و التي لا يُدرك ُ الإنسان وجودها إلا ربَّما بشكل ٍ بسيط ٍ غامض.

بمتابعة ِ القراءة في الباب اللاحق "روح الإنسان" يستكمل ُ الدكتور كارل اقترابه من اللاشعور في مقاربة بين النمطين الإنسانين في الغرب و الشرق، حيث الأول رأسمالي فردي، و الثاني اشتراكي جماعي، فيخلُص هنا أيضا ً إلى أن َّ الدوافع في النمطين واحدة لكن َّ التعبير عنها مُختلف، ففي الشرق الاشتراكي هناك حُلم ٌ بدائي طفولي بجنَّة ٍ على الأرض يتساوى فيها جميع البشر، و هو غير المعقول إلَّا إذا كانوا خالين من الأنانية و النزعة الفردية النرجسية، و الدافع البيولوجي لتأكيد الذات و التفوق، فينتهي بالتالي إلى القمع و الكبت و الظلم، بينما في الغرب يتم تحقيق الذات عن طريق نظام ٍ يشجع الفردية و الأنانية، و يُطلق اليد للتملُّك، فتستعر المنافسة و يكثر الأذى، و ينتهي هو الآخر بدوره إلى القمع و الكبت و الظلم،،،

،،، نمطان ِ مختلفان للتعبير عن نفس ِ الدوافع يؤدِّيان إلى ذات النتائج، لأن َّ الطبيعة َ التي ينبثقان ِ عنه كبشر: مشتركة، و بالتالي تظهر ُ فيها ذات ُ الأنماط و البُنى النفسية الموروثة تطوُّريا ً و جينياً.

دعونا نُغلقُ كتاب الدكتور كارل، و ننظر ُ في ما نعرفُه عن الإنسان، لنجدَ أنه كيفما فحصناه و من إينما اقتربنا منه لا بدَّ أن نجد َ تلك الدوافع و البُنى النفسية اللاشعورية ظاهرة ً بقوّة ٍ لا يمكن تجاهلها أو تحيدها، و تُضطر ُّ كل ُّ الأنظمة ِ أن تعترف َ بوجودها و أن تتعامل َ معها، تحت أسماء ٍ مُختلفة كما رأينا سابقا ً حينما اقتربنا منها من زاوية النظام الاجتماعي الاقتصادي السياسي بشقَّيه: الرأسمالي، و الاشتراكي، و سنجد ُ أن الأنظمة الدينية َ بدورها أيضا ً قدَّمت تفسيرات مختلفة و مناهج متعدِّدة للتعامل مع تلك الدوافِع و البُنى:

- في البوذية نجد ُ الحقائق النبيلة َ الأربعة التي تُلخِّص حالة الإنسان، حيث تُسبِّب الرغباتُ و الدوافع لتحقيق حالات ٍ مادِّية: الألم، بحكم استحالة تحقيقها، و بالتالي يبقى الإنسانُ حبيس دورة الولادة و الموت، و لا يستطيع التحرُّر سوى بأن يتوقَّف عن: الرغبة و محاولات التحقيق، و يتَّخذ منهجا ً ثُمانيَّ الجوانب في الحياة و عندها فقط سينعتق. نجد ُ في هذا المنهج الثماني اعتناقا ً لمبادئ: المسؤولية، العزيمة، الصدق، النزاهة في السلوك، المعيشة على قدر الحاجة، استثمار الجهد على وجهه الصحيح، الحضور الذهني المتقد و التأمُّل،،،

،،، لاحظ عزيزي القارئ كيف يحصل البوذي بالتأمُّل على جائزة التبصُّر الداخلي، و بالحضور الذهني المتقد على جائزة الوعي الشعوري، و بكل ما سبق على اكتمال ِ فهمه لذاته و بالتالي تحقُّق ِ توازُنِه الداخلي.


- في الإسلام نجد الدوافع اللاشعورية في الإنسان في سورة الشمس في الآيات السابعة حتى العاشرة "و نفس ٍ و ما سواها، فألهمها فجورها و تقواها، قد أفلح من زكّاها، و قد خاب َ من دسَّاها"، و هي التي تُعبِّر ُ بوضوح عن إمكانية ِ إتيان الفعل الشرير و الجيِّد، الذان ألهمهما الله للنفس، و الإلهام ُ هنا تعبير ٌ ديني، بديلُه في بحثنا العلمي مفهومُ: وراثة البنُى النفسية (الأنماط الأولية Archetypes) جينيا ً، و اشتراك جميع البشر بها.

- في المسيحية أيضا ً تتلقَّى النفس ُ إلهامها بالتقوى حيث يرد ُ في سفر التكوين الفصل الأول الأية السابعة و العشرين "فخلق الله الانسان على صورته على صورة الله خلقه ذكرا و انثى خلقهم"، لكن َّ الإنسان يرتكب ُ الخطيئة فيدخل الموت ُ إلى العالم كما يقول الرسول بولس في الرسالة إلى أهل رومية الفصل الخامس الآية الثانية عشرة "من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس، إذ أخطأ الجميع" ، مما يدلُّ على وجود المقدرة على فعل الخطيئة و إلا لما استطاع َ الإنسان فعلها (أي لو كانت خارج مقدرته)، و هو الذي يشي بأنه قد تلقى إلهاما ً بالفجور. هنا أيضا ً و كما في الإسلام نجد ُ مفهوم: وراثة البنُى النفسية (الأنماط الأولية Archetypes) جينيا ً، و اشتراك جميع البشر بها.

لن نبحث َ في هذا المقال المنهجين الإسلامي و المسيحي في مقاربة الدوافع اللاشعورية لأن الحديث سيتشعَّب ُ بشكل كبير ٍ سيُبعدنا كثيرا ً عن هدف ِ هذا المقال كما شرحُته ُ في بدايته؛ فالإسلام و المسيحية كدينين ليسا موضوع المقال في ذاتِه، إنَّما حضرا كونهما نظاما حياة ٍ لما يقارب ُ الأربعة َ مليارات ٍ من البشر يعيشون في ظلِّ أنظمة ٍ اقتصادية ٍ و سياسية ٍ و اجتماعية ٍ و ثقافية ٍ مُختلفة، و يؤِّثران عليها، و يتأثَّران ِ بها، بشكل ديناميكي تفاعُلي يومي،،،

،،، هذه الجزئية الديناميكية قطعة ٌ فُسيفسائيَّة ٌ هامة في لوحتنا الإنسانية التي يحضُر ُ فيها الإنسان كموضوع، و أنظمتُهُ كمظاهر و أدوات لمكنونِ نفسه.

يحسن ُ بنا و قد اقتربنا من ختام ِ هذا المقال، أن نتأمَّل أطفالنا و مراهِقينا بل و شبابنا على أعتاب ِ مرحلة ِ الرشدِ، لنقارن َ نموَّهم العقلي في مراحله المختلفة و اتِّزان أفعالهم على طول ِ خطِّ الرشاد، فنجعله بمثابة ِ أداة ِ استرشاد ٍ و قياس لخط ٍّ آخر هو خط ُّ تطوُّر الوعي الإنساني عبر ملايين السنين فيكون َ وعي ُ الطفل على أداة القياس المُعادل لوعي الإنسان حينما انفصل َ عن الأنواع الحيوانية، و يصير َ وعيُ المراهق الأول بمثابة ِ وعي ِ الأنواع الإنسانية ِ الأولى المُكتشفة ِ للأدوات الحجرية و ما بعدها، بينما يُعادل ُ وعي شبابنا وعي َ مُنشئِي الحضارات الأولى الزراعية، مع الاعتراف بفارق القياس،،،

،،، أما لو سألنا: ماذا يُعادل ربيع العمر ِ و الكهولة على خط ِّ التطور نجد ُ الإجابة َ واضحة ً صريحة ً في كتاب الدكتور كارل بأننا لم نصل لهذا المستوى المتقدم في الإرادة و الحُريِّة و المقدرة على فهم النفس و الدوافع و التحكُّم ِ بها بعد، و بأن وعينا ما زال َ في بدايته!

أشكر ُ لكم وقتكم و جهدكم في القراءة!

----------------------------------------
المرجع:
م1: تحميل نسخة PDF من كتاب الدكتور كارل يونج: الإنسان و رموزه Man and his symbols ، نسخة إنجليزية.

https://monoskop.org/images/9/97/Von_Franz_Luise_Marie_Jung_Gustav_Carl_Man_and_His_Symbols_1988.pdf




#نضال_الربضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في الوجود – 8– عن الوعي، الإرادة و المسؤولية – 2
- قراءة في الوجود – 7 – عن الوعي، الإرادة و المسؤولية – 1
- للمرأة في يوم عيدها - تحية المحبة و الإنسانية.
- شكرا ً أبا أفنان و لنا لقاء ٌ في موعد ٍ مناسب.
- عن اللغة العربية و دورها في: بناء الهوية و التعبير عن الثقاف ...
- اعتذار للأستاذ نعيم إيليا - دين ٌ قديم حان َ وقت ُ سداده.
- قراءة في مشهد ذبح الأب جاك هامل.
- قراءة في اللادينية – 9 – القتل بين: الحتمية بدافع الحاجة و ا ...
- إلى إدارة موقع الحوار المتمدن.
- عن هزاع ذنيبات
- قراءة في الفكر الأبوكاليبتي – 10 – ما قبل المسيحية – 5.
- بوح في جدليات - 19 - خواطرُ في الإجازة.
- لهؤلاء نكتب.
- عن محمد علي كلاي – نعي ٌ و قراءة إنسانية.
- قراءة في الفكر الأبوكاليبتي – 9 – ما قبل المسيحية – 4.
- طرطوس و جبلة - ملاحظة تختصر ُ تاريخا ً و حاضرا ً و منهجاً.
- قراءة في الفكر الأبوكاليبتي – 8 – ما قبل المسيحية – 3.
- مدخل لقراءة في الثورات العربية - ملخص كتاب - سيكولوجية الجما ...
- بوح في جدليات - 18 – ابصق ابصق يا شحلمون.
- قراءة في اللادينية – 8 - ضوء على الإيمان، مُستتبَعاً من: علم ...


المزيد.....




- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- خلل -كارثي- في بنك تجاري سمح للعملاء بسحب ملايين الدولارات ع ...
- الزعيم الكوري الشمالي يشرف على مناورات مدفعية بالتزامن مع زي ...
- الاحتلال يقتحم مناطق في نابلس والخليل وقلقيلية وبيت لحم
- مقتل 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة
- بالصور: زعيم كوريا الشمالية يشرف على مناورات -سلاح الإبادة- ...
- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نضال الربضي - قراءة في الوجود – 9– عن الوعي، الإرادة و أصل الأفعال.