أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - حكاية الغنج البغدادي














المزيد.....

حكاية الغنج البغدادي


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5474 - 2017 / 3 / 28 - 21:43
المحور: الادب والفن
    


سأل أعرابي يوما أحد ضرفاء بغداد عن مليحة مرت بقربه وتبسمت له...
_ هل كانت هذه الأمة ممن يعرف.
قال نعم وهي جارية لشيخ التجار تمر مرور النسمة الباردة على وجه أحرقه لهيب القيض فترد له ما ينعش القلب ويشعل فيه نارا وقودها الشوق والضمأ.
قال_ وهل كل الجواري يفعلنها؟
قال_ ليس كل الجواري جواري تلهب الكبد....
قال _ هل من وصال يوصلني بها؟
_ قال نعم أصفرك وأحمرك...
قال_ ومن لا يملك منها شيئا....
قال _لله درك فكلام من عسل...
قال_ ولا خبر لي بالعسل ولكن لي طلبا في دبس الأسود.
قال_ أتحفظ من شعر الصبابة تذيب لها مهجة الروح...
قال... نعم
قال فعليك بالربابة وشيء منه تتغزل بها فتلف شباك قلبك على حور قلبها...
ولكن ... قال ليست ليه بقدير....
قال_ فأعرض بضاعتك مزجاة لها وأبني لها قصور الحب بلهفة عين ولوعى قلب....
وهذه لست بمسيطر عليها...
قال_ وما تجيد أذن لتغريها بك وأنت كالبعير الأجرب....
قال_ والله سلبت لبي وضاع قلبي ونسيت الحال فهل من مقال لها يطيب لي ودها؟
قال_ أيها الأبله إذن عليك بالبراز والسيف....
قال_ مذ رأيتها سقطت كل سيوفي التي لم أجرب يوما أن أكشف فعلها وفعيلها...
قال أذن لا باب إلا باب شيخ التجار، قم وأذهب شحاذا في بابه وقل أعطونا مما أعطاكم الله، فإن أجابك فقل له، لئيم وقف باب كريم يطلب الكثير...
قال_ ورب الكعبة ما علمت بنفسي تقبل الشحاذه ولا الجدية في باب الخلق.
قال_ إليك عني أيها الأخرق فقد ضيقت خلقي وعكرت علي يومي وأنت لا تملك حتى كامدفون في التراب ويطلب بعثا وخروجا.
قال_ أفسمت عليك برب الغانجات وأنت الخبير في دروب العشق ألا أنقذتني من هلكتي.
قال_ أسمع أيها البعيد من رام وصل القلوب سكن الدروب وشد على أزمتها حتى ينال المطلوب.
أطرق الأعرابي مليا ثم قال لا والله لن أعود مضارب العشيرة حتى أركب البعيرة.
قال الظريف وكيف لك ذلك وأنت خال الوفاض مما تشتري به الوصال، فشكلك معيوب وجيبك مضروب، من المال مفلس ومن الفاقة تضرس، حداء بالبيداء كأنك صوتك صوت الحمير، بالية ثيابك ورائحتك تزكم الأنوف، لا طويل ولا عريض ولا في العين تسكن ولا في القلب تركن، ورغبتك فوق ركبتك وأنت عاجر عن ترويض قطة فكيف لك بلبوة شرسة أنيابها مفترسه، تقلع القلوب من أكنتها وتهز العروش وعزتها، أذهب أيها الدعي وأبحث عمن لا ترى فيك إلا مسخرة ولا تعطيك إلا تذكره.
قال_ تالله فقد كسرت قلبي وما جبرت.
قال_ أنك أغبى من أن تفهم، فتلك التي راودت نفسك عنها (ترفة) من أمنيات سبقتك لها وبذلت فيها عز نفسي وأرادت أن تقول لي أنك أسوأ من جالست وأردأ من كلمت، تلك الأمة عماك الله زوجي التي خاصمتني من ليال، ومرت تطمن البال عني، فهل أرعويت أم لك مقال أخر.
قال_ كنت أحسبك عاقل فظهر لي ميل عقلك وسفاهى حلمك وأنت تدع ما ليس فيك، ورب الذي أقسمت به الجوار الكنس أنك لشيطان أخرس.
قال بل خرس أخرسك وأبليس ضربك قم عني يا معرة الرجال وسوء المنقلب وتحول الحال، فمذ عرفتك صار نحسك رفيق وضيقت على روحي وسع الطريق، ورب العابسات لأضربنك حتى تفيك أو تستفيق، فكل لحظة معك مأتم وكل فراق لك مغنم، أسمع أيها المتشدق بإبتسامة من تتبغدد لا تتبدد ومن تنظرك بعين صغرى إنما تستصغر شأنك وتحطم أوهامك، فقم من عندي وإلا جعلتك مسخرة وللناس منظر.
قال_ الحمد لله الذي كشف لي الحال وأخبرني عنك عقلك الذاهب إلى زوال.... لقد وعدتني تلك الجارية أنها ستكون لي لو جئت لها بظل لا مظل له ودرب لا يسلكه بشر ولا جان، وها أنا أبحث عن ما طلبت ولي زمن قادم سأنال فيه ما تريد وأضمها لصدري ضما وأكرعها كلبن الناقة كرعا ولا بد من طريق.
ضحك الظريف وقال لمحدثه ما يليق، لقد طلبت منك المحال وبلغت في جهلك فربطت قدميك بألف عقال، عرفت من أجلافها وتركت في مكائدها، فالنساء أيها المسكين من كيدهن ضاع الشيطان وهين وفي أمرعن رهين، ولو علمت فيك خيرا لحدثتك بما يعقل ولكن من خاطبته سفيه وعن البلاغة والفصاحة ضعيف، أنت في عينها دميم وقلب رميم، لا تعرف سرا ولا تكشف أمرا فغباءك ظاهر وجهلك بادي وما عليك من سبيل سألبس خفي ولا أراك خلفي فورب الخلائق ما لقيت من غبي مثلك ولا أبله ينافسك في غيك، لم تلحظ في نفسك ميزة ولا منحت نفسك قدر، الله الله عليك أذهب إلى حمارتك التي تركب فقد شاقها أنقطاعك وعكر مزاجها روية وجهك فأنت ووجه الحمار صنوان لا يفترقان.
وذهب الظريف لحاله وأمسك الأعرابي عصاه يضرب بها الطريق يسأل عن ظل بلا ظليل ودرب لا يسلكه إنس ولا جان.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلام التقسيم وواقع العراق ما بعد داعش ح 2
- أحلام التقسيم وواقع العراق ما بعد داعش ح 1
- لحظة حلم مجنون
- ماهرون جدا نحن الهاربون من جحيم الوعي
- سؤال المعرفة
- المسلمون والنظام العالمي الجديد ح1
- المسلمون والنظام العالمي الجديد ح2
- أمي فلاحة من طبقة النبلاء
- إشكاليات الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان في الإرث الفكري ا ...
- المسلمون وتحديات العصر _ مقدمة وتمهيد
- أليات التوافق بين المشروع التنويري وحقائق العالم المعاصر ح1
- أليات التوافق بين المشروع التنويري وحقائق العالم المعاصر ح2
- حكايات إيمانية
- عتابات كل خميس
- فوبيا العودة إلى المثالية الأخلاقية الدينية
- الأنتصار على الذات
- رسالة الخميس مرة أخرى
- مسائل التجديد الديني 2
- مسائل التجديد الديني
- ملك اليمين... أختراع فقهي وأجتهادي لم يرد به نص ولا حكم منير


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - حكاية الغنج البغدادي