أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق سعيد أحمد - من يجلس على عرش مصر














المزيد.....

من يجلس على عرش مصر


طارق سعيد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5474 - 2017 / 3 / 28 - 01:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كيف أثر حادث البطرسية الإرهابي على خريطة وزارة الأوقاف؟ لماذا وضعت خطة توحيد الخطبة لتنفذ على مدار خمس سنوات؟


في مصر الآن لا تنفصل القرارات الوزارية وغيرها قيد أنملة عن مزاج وتوجهات وأحلام وسياسات من يجلس على العرش، الغالب الأعم تخرج عيناه من كهوف جمجمته شاخصة راصدة كل تحركات ملامح وجه الرئيس، لا ملامح الفقر والعوز والمرض على الوجوه المنتشرة في بر مصر هائمة تبحث عن لقمة عيش ومعلقتان سكر وقرص لمرض السكري أو ضغط!، المهم ارضاء جنابه، فبدون أي مبالغة لا تدور في ذهن أي من الوزراء كلمة واحدة إلا وهي آتية من قاموس الرئيس، ولا تمر على لسان أحدهم إلا وإن كانت مرت على لسانه، ولم ولن يتخذ منهم أي قرار إلا وإن كان يدور في فضاءه، والشعب يغور في ستين داهية المهم وكل المهم أن يرضى من يجلس على العرش.
لا يشك أحد في أن مشهد ليلة خطاب "من يجلس على العرش" أمام أهالي شهداء البطرسية كان مفجعا وصادما للجميع، ومازالت قلوبنا عليه تنفطر، كما تنفطر على كل مصري استشهد إثر عملية إرهابية خسيسة، ففي خطابه صباح الفاجعة وقت ما أعلن عن اسم الإرهابي الذي فجر نفسه داخل الكنيسة، وجه بعض الرسائل المباشرة لكل أصحاب العمائم وكانت ومازالت بمثابة سلك الكهرباء العاري المتصل مباشرة بمحول ضغط عالي “كلبش” به شخص منحوس في ليلة شتوية كاحلة.
لا أحد يعرف على وجه التحديد والدقة ماذا دار بينهم وبين رئيسهم في كواليس مجلس الوزراء على اعتبار أن ما يقال في هذه الجلسات أسرار دولة ولا يمكن أن تقع في أذن الشعب، لكن أثر ما حدث بعد ذلك كفيل أن يشرح كيف كانت الأجواء المتوترة والموضوعات المطروحه على مائدة الجلسات التي عقبت حادث البطرسية الإرهابي، وكل ما يمكن أن يقال هو أن رئيسهم "بستفهم آخر بستفه وظبط الكلام معاهم ووراهم "..." والعين الحمرا.
وعطفا على ذلك نعيش ما نحن عليه الآن من تخبط بدءا من قانون الفتوى "أبو رخصة" ووصولا إلى آخر تداعيات لسعة الكهرباء التي تمثلت في قرار الموقر المبجل وزير الأوقاف بتوحيد خطبة الجمعة "مش بس كدا" بالفعل وضعوا خطة ومسودة لتستمر هذه المهزلة لمدة خمس سنوات كاملة، هيجيني واحد هيسألني اشمعنى خمس سنوات يا أستاذ؟ يعني ما ينفعش سنة نجربها على عقلنا الأول ونشوف هتركب عليه ولا لاء وبعد كدا نمدها لخمس سنوات ولا حتى عشرة؟ أقول له أنا بمنتهى الوضوح والشفافية والمباشرة يا صديقي العزيز وزير الأوقاف اللي قال إن الجسر الذي سوف يمتد بين مصر و السعودية والذي ستقام قواعده على جزيرتي تيران وصنافير مذكور في القرآن أكيد هو متأكد بأن السيسي هيكمل فترة رئاسية تانية أيوه احسبها معايه سنة + أربعة = خمس سنوات بالتمام والكمال.. واضح.

إذا بدت الأفعال التي تأتي في اطار تنظيم الحياة حولنا بشكل أو بآخر تضعنا خارج دوائر الحوار، بل وتفرض فرضا علينا، فيتعين مع ذلك أن نتبنى مبدأ المساءلة، وأعني بذلك مساءلة أنفسنا على وجه الخصوص، حتى نجيب على السؤوال المطروح وهو كيف أسهمنا نحن مع اختلاف أدوارنا في انتاج تلك اللحظة؟ وما هي الخيارات الممكنة للمشاركة في مايدور ويحاك؟ وما هي الإمكانات المفقودة حتى نسلك الطريق الأفضل؟.. أليست مصر هي وطننا جميعا؟.

المدهش هو أنهم مقتنعون أو بمعنى أدق يحاولو اقناعنا بأن خطبة الجمعة الموحدة والمعدة مسبقا والمنشورة على موقع الوزارة هي جزء لا يتجزء من الحرب على الإرهاب! وهي أيضا سيكون لها مفعول السحر على السامعين لها في تنظيم وترتيب الأفكار وأيضا سوف تهذب النفوس وتؤصل لسماحة الإسلام!، وعلى حسب كلام الدكتور محمد جمعة وزير الأوقاف أنه قال "إن كل سنة من السنوات الخمس القادمة تتضمن 54 موضوعا متنوعا من مختلف المجالات، وسيتم استطلاع الأمة، وإن أولى خطب العام الأول من الأعوام الخمسة تبدأ في شهر مارس، وإن فلسفة الخطبة تقوم على التنوع وعد الإفراط في جانب دعوي أو فكري على حساب الجانب الآخر أو إهماله، حيث عنيت الخطة بمختلف المحاور الفكرية فضمت القيم الأخلاقية والوطنية، ومعالجة قضايا التطرف والإرهاب، وتناول قضايا العمل والإنتاج والشباب والأسرة والمرأة وذوي الاحتياجات الخاصة والإيمانيات، والمناسبات الدينية والوطنية، والقضايا العامة، كما أن الخطة الدعوية، رغم ارتباطها بالموضوعات المقترحة لخطبة الجمعة، فإنها أعم وأوسع من موضوع الخطبة حيث تهدف إلى تشكيل وعي عام إيجابي ومتكامل بالقضايا العامة والعصرية الهامة، وتجمع بين ذلك ومساحة الاجتهاد الواسعة، وطالب الوزير العلماء والأئمة والمهتمين، بقرأة الخطة بروح منفتحة، حيث تتلقى الوزارة أية ملاحظات أو مقترحات بشأنها، وأنها لم ولن تكون قيدا على التفكير والإبداع، لأن الأمر في الشأن الدعوي أوسع من خطبة الجمعة، وسيتضمن الدروس اليومية والندوات والمحاضرات والقوافل الدعوية بالمساجد والمدارس ومراكز الشباب، وقصور الثقافة والتجمعات المختلفة عمالية وغيرها، إضافة إلى وسائل الإعلام المتعددة مقروءة ومسموعة ومرئية، مما يتيح مساحة واسعة من الإجتهاد والإبداع".


أعتقد أن قرار توحيد خطبة الجمعة واختيار موضوعاتها مسبقا سيكون له ردود أفعال كارثية أقلها هي تنميط الدين والتحرك في مساحات ضيقة سوف تتحدد بين المصلي والخطيب في الورقة التي يحملها الأخير في يده وكأننا في كُتاب كبير اتسع ليشمل بر مصر كله الفرق بينه وبين الكُتاب القديم هو أننا سنقرأ الخطبة قبل الذهاب إلى المسجد!.

هامش: توحيد خطبة الجمعة قرار اتخذه وزير الأوقاف الحالي وصدر حكم محكمة القضاء الإدارى بالإسكندرية والذى حسم مصير الخطبة الموحدة بمصر ورفض دعوى 80 مواطنا تتعلق بالمطالبة بإلغاء قرار وزير الأوقاف بتوحيد الخطبة.



#طارق_سعيد_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الإرهابية- تحترق بأفكارها الشيطانية
- أول القصيدة.. كفر -فنجان شاي- يضع النقيب في ورطة بيان عاجل.. ...
- اختفاء مؤسسة الأزهر... -الشريف-
- «إلي أنا».. قصيدة من ديوان «تسيالزم- إخناتون يقول» للشاعر طا ...
- الحرب التي تُدار في الخفاء -2-
- الحرب التي تُدار في الخفاء
- -7 دال- سيلفي مع عالم.. -هيثم عبد الشافي-
- حواري مع الأديب مصطفى نصر
- -اللاوطن- عقيدة السلفية الوهابية الأولى
- موقع الإخوان والسلفيين على الخريطة المصرية
- احذروا هذه القصة.. -7 دال-
- ط
- 2016 .. يحقق ينتظر 100 أمنية لمبدعين مصر
- ليس بالقانون وحده ينتهي الإرهاب.. بالعقل ايضا
- أشرف ضمر.. يفتح قبر الأسئلة البسيطة
- -ميزو- المهدي المنتظر
- 9 صور
- حرب السلفيين ضد الدولة المدنية لن تنتهي
- رسائل دموية
- البحث عن دور.. للوجه الجديد -رمضان عبد المعز-


المزيد.....




- إبراهيم عيسى يُعلق على سؤال -معقول هيخش الجنة؟- وهذا ما قاله ...
- -حرب غزة- تلقي بظلالها داخل كندا.. الضحايا يهود ومسلمين
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق سعيد أحمد - من يجلس على عرش مصر