أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - تبرئة مبارك المسمار الأخير في نعش الثورة المصرية















المزيد.....

تبرئة مبارك المسمار الأخير في نعش الثورة المصرية


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5473 - 2017 / 3 / 27 - 23:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تبرئة مبارك المسمار الأخير في نعش الثورة المصرية
تميم منصور
غالبية شعوب العالم تملك القرارات التي تحدد رغباتها وارادتها السياسية باستثناء الشعوب العربية ، فهي في غالبيتها جديرة بأن تتصدر موسوعة " غينس " بكونها أكثر من بقية شعوب العالم خنوعاً ومعاناة من علل كثيرة متواجدة في جيناتها ، من بين هذه الأمراض المزمنة هذا التسليم المستمر لاستبداد وفساد حكم قادتها وحكامها ، الهزائم النفسية والمعنوية تلاحقها ، الروح الثورية هجرتها بعد ما حل بها فيما عرف بالربيع العربي .
غالبية شعوب العالم اكتفت بثورة واحدة ، لتضعها على سكة الحياة السياسية الموضوعية المتحضرة والمتطورة ، في الولايات المتحدة فان الحرب الأهلية خلفت الدمار والخراب ، لكنها رسمت الطريق السياسي الديمقراطي للشعب في الولايات المتحدة ، في بريطانيا كانت هناك ثورات ضد الاستبداد في القرن السابع عشر ، فأثمرت عن صدور وثيقة تضمن حقوق المواطن عرفت باسم الماغنغا كارتا، فكانت الأخيرة التي وضعت للشعب البريطاني أسس النظم التعددية الديمقراطية ، في فرنسا كانت ثورة واحدة عام 1789 ، صنعت فرنسا جديدة رغم المعاناة ، لكنها عبدت كافة الطرق لمستقبل يتمشى مع الحضارة الحديثة ، حررت الشعب الفرنسي من هيمنة الملكية والكنيسة .
هناك شعوب دمرتها الحروب ، كالشعب الروسي لكن الثورة التي قام بها لينين عام 1917 ، حولت روسيا الى دولة عظمى ، كذلك الحال في المانيا التي خاضت حربين عالميتين ، لكنها عادت وبنت نفسها ، بعد أن أعاد الشعب الألماني السلطة الى يديه ، هذا ما حدث في اسبانيا بعد الحرب الاهلية وإيطاليا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية ، كذلك الأمر في اندونيسيا وماليزيا وايران وافريقيا الجنوبية وغالبية دول أمريكا الجنوبية .
هناك شعب واحد لا زال يزحف في غالبيته زحفاً للوصول الى غاياته للعيش بكرامة ، رغم حدوث أكثر من ثورة واحدة في غالبية الأقطار العربية ، باستثناء دويلات المسخ الخليجي ، ودولة آل سعود ، لكنه حتى الآن لا زال بعيداً عن الوصول الى دار الأمان ، التي تضمن له الحرية والكرامة والتعبير الصادق عن ارادته .
نعترف ان هناك تفاوتاً بين الشعوب العربية في نسبة خنوعها واستسلامها لأقدار حكامها ، فإذا أخذنا الشعب المصري الذي دعم ثورة يوليو بقيادة الضباط الاحرار ، لكنه لم يتحرك ودخل في دور السبات في عهد السادات ، وفي عهد مبارك الذي استمر 30 عاماً ، أصيب الكثيرون بخيبة الأمل من الشعب المصري الذي صبر طويلاً على طغيان السادات وطغيان وفساد حسني مبارك ، لكن كان هناك أمل دائماً بأن سيل المهانة التي الحقها مبارك وزمرته بمصر سوف يتحول الى تيار جارف ، يطهر أرض الكنانة ويغسل العار الذي الحقه مبارك بها ، عار الهزيمة والخنوع والتبعية وفقدان استقلالية القرار .
تدفق هذا التيار في كافة مناطق مصر ، وتحول الى ثورة مميزة ، ثورة شعبية لم يقودها العسكر ، اسوة بالثورة التي وقعت في تونس ، نعم انها ثورة شعبية كشفت عن معدن الشعب المصري الحقيقي ، هناك من تأمل أن تكون امتداداً لثورة يوليو بقيادة الضباط الاحرار ، أي أنها تقوم بإعادة المكاسب التي وفرتها الثورة المذكورة ، والتي سرقها أعوان السادات وأعوان مبارك .
ثورة كانت أهم نتائجها خلع مبارك ، وكان لا بد من تعريته وفضح كل تجاوزاته مع أعوانه وكل القطط السمان التي نهبت أموال وقوت الفقراء والكادحين ، شارك الاعلام المصري بكامله لفضح مبارك وسلط الأضواء على حالات الفساد والمحسوبية والتبعية التي اتسم بها هذا العهد ، لم ينتظر المواطن معاقبة مبارك ومن حوله فقط ، انتظر هذا المواطن ان تكون الثورة سياسية وطنية وثورة اجتماعية ثقافية ، لكن عجلة الثورة توقفت بسرعة لأنها كانت بدون قيادة منظمة ، ملتزمة ، ولأنها كانت ارتجالية أكثر منها واقعية ، فلا برنامج سياسي او اقتصادي ، ثورة خالية من كل الأفكار والمبادئ التي حملتها الثورات التي اعادت السلطة للمواطن ، ثورة تركت هامشاً قيادياً فارغاً ، مما ساعد الاخوان المسلمون على سرقتها ، مستغلة قيادتها التي لم تتمكن من الالتحام مع مطالب الجماهير .
بعد تولي الاخوان المسلمون مقاليد السلطة لم يصدقوا انفسهم ، كانت خطواتهم الأولى تجديد التحالف مع القوى العربية الرجعية ، تحت غطاء الدين ، وتقوية هذا التحالف مع نظام اردوغان المشبوه ، والاستمرار في سياسة مبارك الخارجية بالنسبة لموقف مصر من إسرائيل ، ومن الدول الامبريالية ، بقيت في عهدهم مصر على حالها ، مع الانحراف الى محاور عصور الظلمات ، حيث فرضوا الحصار على المرأة وعلى الكثير من القضايا الفنية والثقافية ، ووقف مد أي تطور فكري وابداعي .
هذا وغيره دفع المواطن من جديد الى الشارع ، لأنهم لم يعودوا بعد الى سباتهم المعهود ، وهذا من شأنه دفع الجيش للتدخل ، والقيام بخلع الرئيس مرسي ومن حوله ، فعاد الأمل الى النفوس ، انتظروا ان يعيد نظام العسكر مصر الى نفسها ، الى شعبها ، الى دورها القومي والوطني ، لكن هذا العهد لا زال يتخبط في قضاياه ومواقفه السياسية المتناقضة غير الواضحة ، لا نعرف هل هو مع الدولة السورية أو ضدها ؟ لا نعرف هل هو مع الارهابين والتكفيرين الذين يهددون الدولة السورية ؟ لا نعرف هل هو مع المقاومة أو ضدها ؟ أما قضية جزيرتي صنافير وتيران وإصرار والسيسي على منحهما للسعودية فكانت قمة العجائب والفضائح التي تُضاف للتساؤل ! أما انضمام مصر الى الحلف – الدنس – المعادي لليمن مع السعودية وباقي اتباعها فهي أيضاً تساؤلات تكاد تصرخ في وجه الواقع المصري .
أما تقييد الحريات ، ومنع التظاهر والاعتماد على المؤسسات التي كانت في عهد مبارك في إدارة البلاد ، كل هذا يؤكد فشل الثورة الثانية خلال ثلاث سنوات والتي تعرف بثورة الثلاثين من يونيو ، لقد عرى هذا النظام نفسه من خلال اطلاق سراح أبناء مبارك بعض الرجال الذين كانوا حوله ، ولكن دق آخر مسمار في نعش الثورتين المصريتين المتتالتين عندما قام القضاء الذي يعمل تحت وضغط سياسي بتبرئة مبارك.
ان أصدقاء مبارك خاصة السعودية وإسرائيل والامريكان ، لم يصدقوا هذه المكرمة من السيسي وحكومته وقضائه ، أن هذه الخطوة ستبقى وصمة عار في تاريخ القضاء المصري ، وفي تاريخ حكم مصر السياسي ، ان تبرئة مبارك واعوانه واسرته يساعد ويشجع غيره على الفساد وعلى نهب أموال الشعب المصري ، هذا التصرف الأحمق أعاد مصر الى نقطة الصفر ، أعادها الى عصر الظلمة الذي بدأه السادات واستمر به مبارك .
ان دماء الآلف شهيد الذين قتلوا على يد شرطة حبيب العادلي وزير داخلية مبارك وغيره من الضباط تلعن هؤلاء ، وتلعن كل سياسي ومواطن يبقى صامتاً ، ولا يقوم بالاحتجاج ورفض التبرئة ، لأن تبرئة مبارك ومن حوله تعني تبرئة عهده الفاسد وتعني عدم مصداقية ثورة الخامس والعشرين من يناير ، بل كانت هناك محاولات بمقاضاته بسبب اتهامه بالاختلاس وسرقة أموال الدولة .
حقيقة ان السيسي غير قادر على مقاضاة مبارك سياسياً ، لأنه ارتدى جلبابه السياسي في كافة المجالات ، أهمها تقييد الحريات في الداخل ، العلاقات والتنسيق مع إسرائيل ، الانضمام الى حلف العدوان على اليمن ، الوقوف المشبوه من محور المقاومة ، والاستمرار في الدوران في فلك التبعية لامريكا ، أما جلبابه الداخلي الذي ارتداه فقد برز في تزايد نسبة الفقر واختفاء الكثير من المواد الأساسية في حياة المواطن مثل السكر ، والغلاء الفاحش ، وهبوط الجنيه الى أدنى نسبة عرفتها مصر .
هذا يحدث على مرأى ومسمع من الشعب المصري ، السؤال متى سيستيقظ هذا الشعب من جديد كي يقول كلمته .



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البادي أظلم
- الخطوة الأولى في طريق العودة وحدة الصف
- هنا دمشق من القاهرة
- الوجه امريكا والعجيزة اسرائيل
- ريفلين وقفزة القط الشرير
- بلدية البيض في القدس
- بالأمية والغيبيات تُحكم الشعوب والبلدان
- وحدها الشعوب العربية قادرة على الزام امريكا بالتغيير
- وماذا بعد الاستقالات ؟؟؟
- الاعلام الإسرائيلي يُسقط نتنياهو بحفرة الشبهات
- حُلم عثمنة تركيا تبدد تحت وقع الإرهاب الاردوغاني
- الأصابع المرفوعة في السجلات المختومة بالقبلة الامريكية
- جدل عقيم وحمى الاتهامات
- الربيع العربي أدخل اسرائيل العصر الذهبي
- صفق أنت فلسطيني
- فيدل كاسترو البصمة التي أوجعت امريكا
- بين فكي كماشة بلفور والتقسيم يعيش الشعب الفلسطيني
- لا يفتح الطريق المسدود امام الفلسطينيين الا الشعب الفلسطيني
- مقاييس التكريم محاطة بالجماجم
- بين الهيئة العربية العليا والقائمة المشتركة


المزيد.....




- تحقيق لـCNN.. قوات الدعم السريع تطلق العنان لحملة إرهاب وترو ...
- ستتم إعادتهم لغزة.. مراسل CNN ينقل معاناة أمهات وأطفالهن الر ...
- أردوغان يريد أن يكمل -ما تبقى من أعمال في سوريا-
- استسلام مجموعة جديدة من جنود كييف للجيش الروسي (فيديو)
- عودوا إلى الواقع! لن نستطيع التخلص من النفط والغاز
- اللقاء بين ترامب وماسك - مجرد وجبة إفطار!
- -غباء مستفحل أو صفاقة-.. مدفيديف يفسر دوافع تصريحات باريس وب ...
- باشينيان ينضم إلى مهنئي بوتين
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 31819 قتيلا ...
- هل مات الملك تشارلز الثالث؟ إشاعة كاذبة مصدرها وسائل إعلام ر ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - تبرئة مبارك المسمار الأخير في نعش الثورة المصرية