أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - ولاءُ الكلابِ والشعب للسلطة (1)














المزيد.....

ولاءُ الكلابِ والشعب للسلطة (1)


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5472 - 2017 / 3 / 26 - 19:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بما أن الشيء بالشيء يذكر لذا فإن انتشار خبر إهداء الروس لستمئة كلب بوليسي للإدارة الذاتية في المقاطعات المعلنة من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي كان مثيراً للاهتمام، حيث جاء في سياق النبأ أن الغرض منهم هو إدخال الكلاب في مجال الحماية والتفتيش في المناطق الكردية بسوريا، هي عملياً ومن النواحي الأمنية طريقة نافعة لمن كان له كامل السيادة على بقعة جغرافية معينة، نعم فرغم أهمية الكلاب من الناحية الأمنية، إلا أن الغريب في الموضوع أن الكلاب ستفيد الإدارة على الأرض فقط، بينما نفس الإدارة لا تمتلك فضاءها، إذ في الوقت الذي تم فيه بحث موضوع الكلاب وإهدائها لإدارة مقاطعة عفرين كانت الراجمات التركية تقصف عشرات القرى والمواقع في منطقة عفرين، لذا فإن وقع خبر تسليم الكلاب مع وقع سقوط القذائف على قرى المنطقة ذكّرنا بذلك الذي لا يملك سقفاً ولكنه يسارع لشراء الثُّرَيَّا ليزين بها بهو بيته، كما ذكّرنا الموقف بمواطنٍ كان يحب تقليد البرجوازيين في اقتناء ما يقتنونه، إذ أنه رغم فقره المدقع ومن باب المحاكاة راح يقتني كلباً علّهُ يصبح في مقام مَن كان منبهراً بهم، ولأن التقليد الفاقع مزعج لنواظر المبصرين فنصحه جارٌ له قائلاً: يا جاري العزيز برأي لو أنك بثمن ما تطعمه للكلب تقوم بشراء غذاءٍ مفيد لابنك الهش والهزيل لقويَ عوده على الأقل وعادت إليه عافيته، وهو على كل حال أولى من الكلب بالعناية وبما تنفقه من المال على ذلك الكائن وأنت فقير الحال.
إذ أن الإدارة الذاتية لو كانت فعلاً معنية بسلامة الناس في المنطقة أمنياً وغذائياً، كان عليها أولاً أن تضع كل جهدها لتأمين الغذاء الضروري للناس الذين أنهكتهم سنوات الحرب وشهورها مع التطويق المستمر للمنطقة من معظم الجهات، وبالتالي تسمح لمنظمات المجتمع المدني بأن تقدم كل ما في وسعها لسكان المنطقة بدلاً من عرقلة أنشطتهم كما تشير إلى ذلك تلك المنظمات! والدليل على ذلك الخلل أن مدينة اعزاز الصغيرة جداً مقارنة بمقاطعة عفرين يعمل فيها ما يزيد عن 40 منظمة معنية بتقديم خدماتها للناس، بينما في كل كانتون عفرين لا يتجاوز عدد تلك المنظمات عن 10 منظمات، وذلك بسبب فرض الإدارة لشروطها الأيديولوجية من جهة ومن جهة اخرى تدخلها السافر بغرض السمسرة والاستحواذ على المردود المالي لتلك المنظمات كما كانت تفعل عائلتا الأسد ومخلوف في عموم سوريا، وحيث يعرف كل المعنيين بالمنطقة بأنها تعاني من الحصار الخانق منذ أكثر من سنتين من جهة تركيا من الخارج ومن الداخل من جهة الكتائب المتطرفة الموالية لتركيا، وكان على الإدارة الذاتية توفير كل الظروف المناسبة لعمل المنظمات، وكان عليها أن تحاول وبشتى السبل الدبلوماسية إيجاد آليه ما لإيقاف القصف على المنطقة سواءً من قبل الجيش التركي أو من قبل الكتائب المتطرفة، وذلك قبل الإنشغال بما هو أدنى منزلةً من أساسيات استمرار حياة الناس وبقائهم، هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى يذكّرنا موضوع الكلاب بقصة الملك الذي قال يوماً عن رعيته أو جنده بأن ( جوّع كلبك يتبعك) فرد عليه أحدهم، وإن أطعمها غيرك تركتك ولحقت به، وهذا الموضوع لا يتعلق بالكلاب ككلاب فحسب إنما هو ينسحب على عامة الناس، حيث يُروى أن ملكاً من ملوك حميَر كان عنيفاً على أهل مملكته، يغصبهم أموالهم، ويسلبهم ما في أيديهم، وكانت الكهنة تخبره أنهم سيقتلونه فلا يهتم بذلك، وبينما امرأته كانت قد سمعت شكوى الكهنة حينئذٍ فقالت لزوجها الملك: إني لأرحم هؤلاء لما يلقون من الجهد ونحن في العيش الرغد، وإني لأخاف عليك أن يصيروا سباعاً وقد كانوا لنا أتباعاً، فرد عليها الملك: (جوع كلبك يتبعك) ولم يمر زمنٌ طويل حتى اتفقت الرعية مع أخ الملك ليساعدهم على قتل أخيه ويجلس هو مكانه، فاستحسن الأمير الفكرة، فوثبوا وثبة واحدة على الملك فقتلوه، فمر به بعد ذلك عامر بن جذيمة والملك مقتول، وكان قد سمع من قبل بمقولة الملك: (جوع كلبك يتبعك) فقال بن جزيمة: (ربما أكل الكلب مؤدبه إذا لم ينل شبعه).
عموماً لا إشكال في وجود الكلاب أو السلاح أو الذخائر، ولكن الأهم من كل ذلك هو الإنسان، الذي سخّر له الرب حسب النصوص الدينية كل موجودات الكون وكائناتها الحية لتقوم بخدمته، وبما أن على المرءِ وفق علي بن أبي طالب: "أخذ الحكمة ولو من أهل النفاق" لذا ستفيدنا في السياق الذي نحن فيه إحدى جُمل الدكتاتور السوري المدفون حافظ الأسد القائل: بأن "الإنسان هو غاية الحياة وهو منطلق الحياة"، لذا على الإدارة الذاتية أن تولي اهتمامها بالإنسان الذي هو وحده مَن سيُدافع عن أرضه وهو نفسه الذي سيطعم الكلاب ويستخدمها بغرض الأمان، فإن غاب ولاء الإنسان لأرضه وسلطته، فلا أهمية حينها لا للسلاح ولا الكلاب.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوروز الإمارات بعيداً عن مناطحات الأحزاب
- شرعية ولا شرعية الإدارة الذاتية
- آذار وحال الوعي قبل الثورة وبعدها
- في مرمى الخط الثالث
- ما بين شنكال ومنبج
- السياسي الكردي بين التهور والموضوعية
- لا تزال الدول الكبرى متفقة فيما بينها على استمرار الحرب في س ...
- عنايت ديكو: لا تزال الدول الكبرى متفقة فيما بينها على استمرا ...
- (E N K S) وتجربة المعارضة العراقية
- اختيار الأسد نكايةً
- كاميران حاج عبدو: يبدي مخاوفه من إعادة إنتاج النظام بسبب است ...
- إيران وإسرائيل العاشرة
- عفرين بدلاً من الباب والرقة
- كاميران حاج عبدو:غياب P Y D عن الأستانا عائد لتخلي حلفائه عن ...
- السموم العابرة للحدود
- مُستحمراً كالبُلهاء
- عزاء صائد الدواعش
- اقتداء المجلس الوطني بالبارزاني
- كأني لقُية أثرية
- أحمد شوقي: نداء (بريمن) جاء ليبرر أفعال من يُمارس سطوته على ...


المزيد.....




- إسبانيا: رئيس الوزراء بيدرو سانشيز يفكر في الاستقالة بعد تحق ...
- السودان: متى تنتهي الحرب المنسية؟
- كأس الاتحاد الأفريقي: كاف يقرر هزم اتحاد الجزائر 3-صفر بعد - ...
- كتائب القسام تعلن إيقاع قوتين إسرائيليتين في كمينيْن بالمغرا ...
- خبير عسكري: عودة العمليات في النصيرات تهدف لتأمين ممر نتساري ...
- شاهد.. قناص قسامي يصيب ضابطا إسرائيليا ويفر رفاقه هاربين
- أبرز تطورات اليوم الـ201 من الحرب الإسرائيلية على غزة
- أساتذة قانون تونسيون يطالبون بإطلاق سراح موقوفين
- الإفراج عن 18 موقوفا إثر وقفة تضامنية بالقاهرة مع غزة والسود ...
- الى الأمام العدد 206


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - ولاءُ الكلابِ والشعب للسلطة (1)