أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناجح فليح الهيتي - مكفوفو البصر -قصص قصيرة جداً














المزيد.....

مكفوفو البصر -قصص قصيرة جداً


ناجح فليح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 5469 - 2017 / 3 / 23 - 13:52
المحور: الادب والفن
    


كانا وحدهما قي غرفة يتناوبان قراءة القراّن الكريم على جنازة وضعت أمامهما في صندوق، ومع تقدم الليل خيم سكون مطبق مخيف على البيت،
قال الأعمى لرفيقه: أعتقد أن شيئاً مريبا قد حدث، إنني أشك بأن الوفاة وقعت وأن من في الصندوق قد فارق الحياة، مد يده إلى الصندوق، دار حوله، تلمسه من جميع الجهات، علق رداؤه بمسمار ناتئ من خشب الصندوق أعاق حركته، ظن أن من في الصندوق فد أمسك بردائه، صرخ بأعلى صوته وواصل الصراخ، شاركه رفيقه الصراخ، هرع من كان في البيت إليهما، فكوا ردائه، تحدثوا ومكثوا معهما قليلاً، أعادوا الهدوء إليهما وغادروا الغرفة، قال الأعمى الذي بدأ بالصراخ مخاطباً رفيقه: الآن أيقنت أننا لسنا وحدنا في البيت وأن من في الصندوق قد فارق الحياة قبل أن نصل إلى هنا بعد صلاة العشاء.

(2)
كان جائعاً جداً، لم يتناول طعاما منذ يومين، كانت جيوبه خالية منالنقود، سار في شارع الرشيد، وجد أمامه شحاذ مكفوف البصر يستجدي ويمد يداًمملوءة بقطع النقود المعدنية، وقف أمامه، وضع يده تحت يد الشحاذ، قلب بيدهالأخرى يد الشحاذ، تحولت النقود إلى يده، ضحك الشحاذ وقال: أنك تمزح معي، لابد أنك ستعيدها إليَّ، لم يجب، وضع النقود في جيبه وغاب في زحامالشارع، دخل إلى مطعم يعرف عماله، طلب من الطعام أحسنه، أكل حتى شبع، دفع حسابه، عد ما تبقى له من النقود، وجد أنها تكفي لوجبتي العشاء والفطور وأجور الفندق وأجور السفر للوصول إلى مدينته.

(3)
سمع الأعمى يحدث نفسه بفرح :الآن أصبحت مائة، تبعه، دخل الأعمى بيتاً فيهغرف للإيجار، فتح باباً ودخل إحدى الغرف، أخرج علبة أسطوانية منمخبئها، فتحها، وضع فيها قطعة ذهبية كانت تستعمل عملة في العهدالعثماني(ليرة)، أعادها إلى مكانها، ذهب إلى دورة المياه، نسي باب الغرفة مفتوحاً، تسلل هو إلى الغرفة، أخرج العلبة من مخبئها، أخذها وغادر مسرعاًالى بيته، عد مافي العلبة، وجد أنها مائة قطعة ذهبية حقاً.

(4)
أراد الأعمى أن يعبر الشارع، كان يمسك بيده عصا حديدية، أمسك بيده شخص يساعده على العبور، طلب من الأعمى أن يحمل عنه العصا خوفاً أن يضرب بهاسيارة مسرعة، تردد الأعمى برهة لكنه أعطاها له، تناولها الشخص بيده الأخرى، سمع في داخلها أصواتاً، حركها مرة أخرى، تبين أنها أصوات تشبه الصليل، قرر أن يحتفظ بها وألا يعيدها إلى الأعمى ليعرف ما في داخلها، سحب يده من يد الأعمى بعد عبور الشارع، غاب هو والعصا في زحام سوق الهرج قاصداً مسكنه، فتح العصا المتكونة من قطعتين تربطها قطعة واحدة، أَصيب با لدهشة وكاد أن يغمى عليه حين تساقطت أمامه القطع الذهبية التيكانت في داخل العصا.

(5)
كان يُحدثُ رفيقه عصر يوم الخميس في مقهى مكفوفي البصرفي محلة الحيدر خانة ويسأله:ماهذه السرقات التي يتعرض لها جماعتنا ؟ويضيفإنهم لا يعرفون كيف يحافظون على النقود، إنهم لا يعرفون قيمتها ولا يقدروها حق قدرها ويواصل حديثه بصوت منخفضهامساً، إنني أجمع ما أحصل عليه من نقود وأخفيه في هذه اللبادة بين القماش والقطن، إنني أرتديها صيفاً وشتاءًوهي لا تفارقني حتى أثناء النوم، سمع شخص ما قاله الأعمى لرفيقه، إنتظر دقائق قليلة، جاء اليه، طلب منه أن يذهب معه إلى المقبرة لقراءة القراّن الكريم على قبر والده، أغراهبالأجر، إقتاده بعد أن دخلا المقبرة وأجلسه في مكان فيه بيوت كثيرة للنمل أمام أحد القبور، أخذ يراقبه، صعد النمل إلى جسمه، أخذ يقرصه، نزعالأعمى جبته أولاً ثم نزع بعدها لبادته جاء الشخص فأخذ اللبادة، أبتعد مسرعاً، توقف قليلا قبل أن يغادر المقبرة، نظر إلى الاعمى، وجد أنه ينزع ملابسه قطعة قطعة ويتعرى أمام القبور.



#ناجح_فليح_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة قصيدة شعر
- الرحيل الى منابع الحلم
- خمس قصص قصيرة جداً
- فشل الانتفاضات العربية وتأثيرها على المرأة
- قصتان قصيرتان جداً
- مقتطفات من رواية لم تنشر بعد بعنوان حب واعترافات شاعرة على ا ...
- قصة قصيرة جداً-الفيلسوف
- ست قصص قصيرة جداً
- الاصطدام
- قصيدة
- الفيلسوف الراحل مدني صالح ومدينته الفاضلة
- موسم الهجرة إلى الشمال والمقابسات الشكسبيرية
- القلادة


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناجح فليح الهيتي - مكفوفو البصر -قصص قصيرة جداً