أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سارة طالب السهيل - معشوقتي أمي ينبوع حنان سرمدي














المزيد.....

معشوقتي أمي ينبوع حنان سرمدي


سارة طالب السهيل
سارة طالب السهيل

(Sarah Taleb Alsouhail)


الحوار المتمدن-العدد: 5467 - 2017 / 3 / 21 - 16:46
المحور: الادب والفن
    





لكي مني كل الاحترام والتقدير لتفانيك في احتضاني بكل اخلاص، ودون انتظار اي مقابل سوي ان اكون سعيدة وناجحة وراضية .
أما الوداد بقلبي لك فهو وصال دائم بعبق الازهار والرياحين التي زرعتيها طوال السنين بعطفك وحنانك الابدي، فحنانك يا جوهرة القلب يروي قلوب العطاشي ويضمد جروح المجروحين ويسعد قلوب المتأوهين.
نعم يا معشوقتي أحبك وأحترمك معا، فالحب والاحترام متلازمان حتي يقنع العقل والفؤاد معا وتتحقق بهما سرمدية نشوة الحب المخلص .
حبيبتي .. أمي .. سندي كم اتكأت عليك باللاوعي في رحلة حياتي حتي صرت يافعة نابضة بالعقل والعلم والانسانية، بينما حوتني اضلعك الحانية في صغري لتطمئن قلبي الصغير في حياة لم أجد فيها أبي الشهيد.
كم نظرتني عيون قلبك بالأمان لتمحو لحظة خوف من غدر الزمان؟ وكم امتدت يديك لتربط علي كتفي بالثبات النفسي بينما تعانقني نبضات قلبك حتي اليوم أينما ذهبت وارتحلت في رحلة الحياة لتؤازرني وتقوي اراداتي وعزيمتي .
ما أجمل أمومتك يا ست الحبايب عطاء بغير حساب ونور يضيئ لي الدروب، فدفء مشاعرك يمنحني قوة لا تضاهيها قوة، تشعرني وكأني فرخ عصفور صغير ظلت أمه تطعمه وتحنو عليه وتحميه من الطيور الجوارح، وما ان يشتد عوده تعلمه الطير في البرية بجناحي سلام متوازنين حتي لا يسقط فريسة وتظل تشمله برعايتها حتي آخر رمق في حياتها .
كل يوم يمر من عمري أدرك كم انا اشبهك، ولي كل الشرف ان أشبهك، بل أن كثيرا من الاصدقاء يرون ان عواطفي الجياشة ومشاعري تشبه مشاعر زمن الأفلام الأبيض والأسود، حيث الحب الصافي الرائق الذي لا يعكر صفوه شيئ من تقلبات الدهور .
,, اليوم مشهد حدث أعاد لي ذكريات الطفولة، واستعدت قول ( سقراط )" لم أطمئن قط، إلا وأنا في حجر أمي"
ها هو ... وجه أمي الباكي يودعني وأنا أركب السيارة متوجهة للمطار في رحلة للقاهرة، بينما سارعت أمي بخفة لتسحب شالها من عنقها وتضعه على عنقي لتدفئني من البرد بل لتدفئ مشاعري وتوقظ قلبي بنبضاتها المتسارعة، فهل يا تري كانت عيونها تدمع لفراقي أم قلبها؟
سرت في ردهات المطار تلفعني رائحة أمي الذكية الطيبة وتسرقني نظراتها في وداع يعتصر فؤادها، ووسط عدة مواقف مضحكة في ردهات المطار حيث ظن بعض الركاب انني سويدية الجنسية ، خلت وكأن أمي تلف وسطي بذراعيها وتفوح منهما رائحة الحنان الابدي مثلما كانت تفعل معي وأنا طفلة صغيرة واذا بدموعي تنهمر كالمطر طوال الطريق، ولكنها دموع لها مذاق اخر وخصوصية الاحتواء والاحتضان ونشوتهما من قلب مخلص يعطي من ينبوع الهي لا ينفذ .
عندما كنت طفله كانت أمي تحوطني بذراعيها وتضمني الي صدرها، فأخالني في الجنة ونعيمها من سلام وأمان وطمأنينية، ولما كبرت صادقتني واحاطتني بعنايتها الفكرية والقلبية، لكني كعادة مرحلة التكوين الفكري الاول حاولت الانفلات من قبضة تحنانك لكي اكون شخصيتي، سعيت للتحرر والتمرد لاثبت لكي اني كبرت وان لي كيان ناضج، واذا بلمسة من يديكي تمحو كل تمردي وتعيدني إلى المهد فأنت حبلي السري الذي يربطني بالوجود شئت أم أبيت ويعينني علي تحمل مشقاته ويحكي اسرار نجومه ويسرد حكايات لياليه .
عرفت أنني اشبهك بحبك للجميع وعطائك وكرمك وانتمائك للطبيعة ورعايتك حتى للحيوان، وعرفت لماذا سلكت نفس الطريق الذي سلكتيه قبلي في الاخلاص مع مخلوقات رب العالمين من انسان وطير وشجر ومنحتيهم قلبا يفيض بالرحمة والتحنان .
حبيبتي معشوقتي أنا منك وفيك أحيا انصهر فيك وبك لاضمد جروح المجروحين واربت علي قلب مسكين وأزف البشري الهانئة للمحظوظين وامسح دمعة من عين حزين . حبيبتي أحن اليك في وقت وحين خاصة عندما يجافيني النوم فألتمس في الغربة يدك تمسح علي شعري، وتصنع لي كوبا دافئا يسقيني حنانك فيأخذني النوم علي نبضات قبلك . دمتي لي دوام الزرع للماء، والهواء لكل مخلوق
واليوم أهديك رائعة الشاعر العظيم محمود درويش
أحن إلى خبز أمي
وقهوة أمي
ولمسة أمي
وتكبر في الطفولة
يوما على صدر أمي
وأعشق عمري لأني
إذا متّ،
أخجل من دمع أمي!
ضعيني، إذا ما رجعت
وقودا بتنور نارك..
وحبل غسيل على سطح دارك
لأني فقدت الوقوف
بدون صلاة نهارك
هرمت، فردّي نجوم الطفولة
حتى أشارك
صغار العصافير
درب الرجوع..
لعشّ انتظارك !
سارة السهيل



#سارة_طالب_السهيل (هاشتاغ)       Sarah_Taleb_Alsouhail#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اطفال -جهاد النكاح- قنابل موقوتة مالم نعالج اوضاعهم
- العنف حتى فى المدارس
- الهجرة والتهجير وبإسم الدين
- طاقات الكلام بين التحليق والانهزام
- من أين يأتي الحب؟!
- تجنيد الأطفال جريمة إنسانية
- فيوضات الحب تبني الحضارات وتنشر السلام
- كبار الأدباء والمبدعين يحيون يوم الثقافة الفلسطينية بالمجلس ...
- الكاتبة سارة طالب السهيل تشارك فرحة الأطفال بالسنة الجديدة ب ...
- سارة السهيل تشارك فى اضاءة شجرة الوحدة الوطنية فى مزار العذر
- اجراس على الرصيف
- المرأة العربية بين الواقع والطموح
- العنف الطبي يضع الجاني والضحية في قفص الاتهام.
- نعم لنحارب الإرهاب لنحارب الفقر و العوز لنحارب الظلم و الظلم ...
- سارة السهيل تتحدث عن الترجمة وقصص الاطفال
- ندوة عن قصص الاطفال والترجمة بمعرض الكتاب
- آدم و حواء… بقلم سارة طالب السهيل
- الشاعرة والكاتبة سارة طالب السهيل بالمركز الثقافى الملكى بال ...
- خواطر من الصحراء
- مقال جديد بعنوان بدون كلام للكاتبه سارة طالب السهيل


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سارة طالب السهيل - معشوقتي أمي ينبوع حنان سرمدي