أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - الإصلاح التربوي ليس من مشمولات الوزير















المزيد.....

الإصلاح التربوي ليس من مشمولات الوزير


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 5467 - 2017 / 3 / 21 - 16:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في تونس، مازال السيد وزير التربية "ناجي جلول" يكشف عن العنجهية و الارتجالية حتى في أشـد أوقات أزمته السياسية مع نقابات التعليم التي تصر على إزاحته من على رأس الوزارة.
ففيما تم تـفسيره بأنه تـقديم اعتـذار للمدرسين في تصريحاته الأخيرة للإعلام، فهو بغير صريح العبارة و إنما أُقـتُلع تأويل الاعتذار باعترافه بكرامة المدرس بعدما كان قد وصفه سابقا بـ"الصانع" عند التلميذ. و هذه الكلمة تعتبر إهانة في الرأي العام و لا حاجة لنا إلى تـفسيرات أخرى لها، لأنه أصلا قد توجه بذلك إلى الرأي العام من تلاميذ و أولياء. وزير التربية يحط من صورة المدرس الذي قال عنه "أمير الشعراء" بأنه "كاد أن يكون نبيا".. فالشاعر المتطلع إلى بناء وطن أخلاقي و متـنور و متعلم يقول ذلك، أما تصريح الوزير فانه يذهب في الاتجاه المعاكس.
قال السيد الوزير في تصريحه الأخير انه قرر في إطار إصلاح البرامج التعليمية التبكير في دراسة اللغتين الانكليزية إلى جانب الفرنسية منذ السنة الثانية ابتدائي.
يقول "هكتر هامرلي"، الخبير في تدريس اللغة الانكليزية وصاحب كتاب النظرية التكاملية في تدريس اللغة: «يمكننا القول بأن الفشل اللغوي لمذهب الانغماس يعود بشكل رئيسي إلى حقيقة أن مفهومه في تعلم اللغة يستـند إلى خمس خرافات. إن الاعتقاد بهذه الخرافات، لسوء الحظ، ليس مقـتـصراً على الإنسان العادي، بل إن كثيراً من المحسوبين على العلم قد عملوا بهذه الخرافات بدلاً من طرحها وتسفيهها، و من أهم هذه الخرافات هي:

- في تعلم اللغة الثانية، كلما كان الدارس أصغر سناً كان أفضل أداء، أو الأطفال أكثر قدرة على تعلم اللغة الثانية من الكبار.
فمستوى التركيز عند الطفل منخفض و بالتالي ليس من الصحة في كون السن المبكرة تدفع إلى حفظ لغة أخرى، و دليل ذلك هو مستوى الاكتساب اللغوي الحاصل حتى لدى المجازين اللذين تعلموا في إطار التعليم المبكر للغة أجنبية فهم في الغالب لا يتـقـنون اللغة العربية و الفرنسية سواء في الكتابة أو تركيب الجمل، و لا يمكن بالتالي المطالبة بعدم الانتباه لفشل تدريس اللغات عندنا و هو ماثل في الواقع و واضح..
و مسالة اللغة هي الأهم في التعليم لان الفكر لغة و من لا يتقن اللغة لا يتـقن التفكير. و خلق الانفصام اللغوي بتدريس لغة أجنبية في سن مبكرة يخلق انفصاما في التفكير و عدم قدرة على ربط المعرفة بالواقع و اعتبارها منفصمة، و في ذلك غاية سياسية استبدادية منحطة معاكسة لإرادة التقدم و النهوض.
إضافة إلى ذلك فكثرة أعـداد التلاميذ في القسم الدراسي، و ضعف المستوى اللغوي لنسبة هامة من مدرسي اللغة الفرنسية و حتى العربية، و طريقة التعليم القائمة على التلقين و الإجبار الضخ الهائل للمعلومة، و كأن عقل التلميذ مصب لنفايات المعارف و ليس ملتهما لزبدتها، و عديد المسائل الأخرى التي تـقـف وراء عـدم النجاح في تكوين عام مقبول، إضافة إلى الكم الهائل من المواد أي الزمن المدرسي و الحالة المادية لعديد الأقسام و المدارس التي تجعل التلميذ بحق كأنه محشور في سجن وقتي.
و هنا تـتوضح أن الإشكالية متعلقة بجوهر البرامج في شموليتها و علاقتها بالمنظومة التعليمية كاملة.
فمن الواضح أن السيد الوزير يتابع نفس خط البحث عن السهولة في التعاطي مع مسألة وطنية جوهرية و هامة جدا، و ينطـلق من معارف عامة قائمة على أراء عامة و ليست لذوي الاختصاص.
فالمسألة متعلقة بمستوى العقل حسب السن و بمبدأ التدرج و مبدأ النجاعة اللغوية التي يؤكد عديد المختصين في اللغة انه لا يمكن إتقان لغة أجنبية إلا بعد تكوين قاعدة متينة في اللغة الأم في الذهن. فهل تكفي سنة واحدة لتكوين هذه القاعدة؟
أليس من الواضح أن سنوات الابتدائي برمتها ربما لا تكون مستوفية لتكوين القاعدة الأساسية في التمكن من اللغة الأم؟
هذا من الناحية العلمية، أما الجانب السياسي فهو الذي حدد مضمون البرامج التعليمية بشكل عام، و الذي عرف انهيارا ملحوظا في المستويات الضعيفة التي أصبح عليها التونسي في العهد النوفمبري. أما التعليم البورقيبي المكرس للاغتراب اللغوي و الثقافي برغم كونه ذو مستوى رفيع في تدريس اللغة العربية و الفلسفة و المواد الأدبية، إلا أن آفته كانت انه لا يصل بجل المبتدئين في الدراسة إلى التحصل على الشهائد الجامعية، فهي كانت بنسبة عشرون في المائة بشكل عام..
النتيجة بشكل عام كانت انفصال الذهن المتعلم عن الواقع الحي، إضافة إلى عدم اكتساب التفكير العلمي سواء لخريجي العلوم أو الآداب نتيجة الفصل بينهما. و كان الدكتور "محمد الشرفي" قد تعرض إلى هذه المسألة في كتاباته إلا انه حين تـقـلد وزارة التربية لم يتمكن من المزج بين العلوم و الآداب لان الأمر متعلق بقرار سياسي يريد الانفصام عن الواقع و يريد مجرد آلات للاشتغال بها و ليس لعقول تفكر في واقعها لكي لا تكون قوة تغير الواقع..
فمن الغريب مثلا أن يستـنجد مسئول بالنماذج الغربية دون أن يستـنجد بالمختصين. من بين ذلك القائل أن الفرنسي يتعلم الانكليزية مبكرا مع اللغة الأم، و في ذلك مغالطة لأن اللغات الأوربية بمجملها متـقـاربة لأنها نابعة من لغة واحدة هي اللاتينية.
و بما أننا في زمن الثورة لأجل النهوض و التـقدم الحضاري فإن عنوان الحضارة اليوم هو العلم كجوهر و ليس كمعارف. أي كطريقة تـفكير، و بناء ذهنيات علمية يتطلب طريقة علمية محايدة عن السياسي.
لأجل ذلك فإصلاح التعليم ليس من مشمولات أي وزير و إنما من مشمولات هيئة تكون جامعة لعدد من المختصين الشرفاء و ليس المرتزقة و عدد من المدرسين المرموقين و متـفـقـدي التعليم ذوي الخبرة الواقعية و المعرفية.. لا يمكن أبدا إيجاد إصلاح حقيقي للمنظومة التعليمية إلا بهيكلية مثل هذه و في إطار منظومة بديلة ككل و ليس كجزئيات متـفرقة. التدرج من الجزئيات عديمة التـناسق في كلية واحدة هو في الحقيقة استسهال يعبر عن عدم المسئولية و انعدام الروح الفلسفية و بالتالي عدم النجاعة. فالبرنامج يجب أن تكون له روح عامة واضحة تـنعكس في المنظومة بأكملها و في المتعلمين..
يعني تعليم ديمقراطي علمي تـقدمي في مضمونه و هيكليته لأجل وطن حر مستـقـل منيع متـقدم قادر على الإبداع العالمي في كل المجالات..
يعني يجب أن نخرج من عقلية الهزيمة و المذلة و الضعف إلى عقلية القوة و المناعة و الثـقة في النفس و لما لا تكون عقلية قيادة العالم نحو إنسانية جديدة أرقى و أجمل..



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلفنا السعيد المفقود فينا
- قراءة في الإصرار على إقالة وزير التربية
- المشهد الثقافي التونسي يعكس حقيقة ما يدور بالمشهد السياسي
- تونس أمام نهاية الانتقالي ام الثوري أم كليهما؟
- طبول الحرب تقرع من جديد في تونس..
- بين الاحتجاج و دوافعه في تونس
- في الذكرى 31 لتأسيس حزب العمال التونسي
- علاقة -دستويفسكي- بالتحرر الفلسطيني
- في الانتقام ل-شكري بالعيد-
- رسالة الى السوريين حكومة و معارضة
- الصفعة الروسية لايران
- تونس بين ديدان الأرض و ثورتها
- نظرة تونسية للجزائر اليوم
- مساجد لعبادة الله أم الإمبريالية ؟
- المسرح الروماني ضد الإرهاب الاسلامي
- -بشار الأسد- و الناعقون على حلب
- المثقف و الاستبداد
- الفوضى السياسية في تونس
- مارد الاستثمار في تونس
- وقف سلسلة الانتقام في تونس


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - الإصلاح التربوي ليس من مشمولات الوزير