أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بدر الدين شنن - يا أمي .. يا أم وجودي وعمري














المزيد.....

يا أمي .. يا أم وجودي وعمري


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 5467 - 2017 / 3 / 21 - 14:59
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يا أم وجودي .. وروحي .. وعمري .
ماذا أقول لك .. ماذا أفعل في عيدك .
الكلمة الحلوة .. النبيلة .. التي تستحقينها .. رحلت معك .
والقدرة المعبرة عن الوفاء .. استلبها الزمن الظالم الرديء مني .. قبل رحيلك وبعده .

أمي .. لما فقدتك .. وأنا أكابد العسف .. والقيود .. وانسداد الأفق ، شعرت أني فقدت كل شيء .. وانسدت تلك النافذة . التي كان الطير يحلم ويغرد فيها .. ناقلاً دون علمه رسائل القلوب .. من أكرم وأعز القلوب .. إلى قلوب تنبض للأم .. والعائلة .. وتنبض للوطن .. وللقضية .
بعد أن افتقدتك صرت يتيماً مرتين .. يتيم الأبوين .. صرت غريباً بين الناس ، لأن لا أحد يوازي حبه لي .. مثل حبك ، ولا حنانه مثل حنانك .. وليس عند أحد الدفء والأمان الذي عندك.. وخاصة حين تتجمد القلوب والأشياء .

ولما خلفت قيود العسف ورائي .. بحثت عن بقايا أشيائك .. هنا وهناك ..لأشم ذرات من مسك رائحتك . وبحثت عن صور لك .. تشع فيها عيناك .. وتحتضنني .. وتوحي لي أن الرابط السحري الإلهي بيننا .. مازال حياً .. ومتواصلاً . لكنني لم أجد ما كنت راغباً فيه . ورطبت بضع دمعات يأسي وحزني .

ولما غربني العسف .. أحسست بالفقد لك أكثر .. ولفقدي للوطن .
وصرت يتيماً متعدد اليتم .. يتيم الأبوين .. ويتيم الوطن . وانفتحت بقلبي جروح ثلاث .. لم تندمل طيلة ما يعادل نصف عمري .. ولن تندمل .. في ما تبقى من فتات العمر .

أمي ..

لقد جاء عيدك العالمي .. ونحن ما زلنا في الحرب .. ما زلنا نقاوم دفاعاً عن الوطن الذي تقدسين .. وفي الحرب كما تقولين .. أنت .. وكل أم .. أم الوطن كله .. مثلما .. قلت .. وكنت .. أيام العدوان على مصر .. وأثناء ثورة الجزائر .. وأيام المذابح التي تعرض لها الشعب الفلسطيني .. وأيام حرب حزيران .. وحرب تشرين .
وكانت مشاعرك ي تلك الأيام العصيبة .. تتحرك وتندمج بمشاعرك .. يوم كنت صبية جميلة يتراكض خلفها جنود السلطان العثماني ومرتزقته .. لقنصها واغتصابها .. وذبحها ..فتدمجين كل المحفزات المثيرة للمشاعر المصيرية في بوتقة إنسانية واحدة .
ورغم ذلك كنت منفتحة دائماً عللا الحياة .. ومتفتحة مع الزهور .. والطفولة .. والحرية .. والحب .. والأمل .

أمي ..

أنت أكبر من الأمومة العادية في الظروف العادية .. كما كل أم .. لقد صنعت منك المذبحة العرقية العثمانية .. وآلام تداعياتها المذلة المؤلمة ، أماً مميزة .. وأن تكوني كما كل أم عايشت المحن والدماء .. أن تكوني أم الإنسان .. الذي كابد ويكابد .. من أجل بقاء بيته .. وأسرته .. ووطنه .
لك النور .. والمسك .. والسكينة المفعمة بالخشوع والجلالة في مثواك المقدس الأبدي .



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنهاء الحرب بالوكالة ومتغيراتها
- مصباح يسرى إلى يسرى الإبراهيمي
- يوم تجديد نضال المرأة الاجتماعي والوطني
- هل يجلب هذا الرجل المختال السلام لسوريا ؟
- المعارضة في الزمن الأميركي الجديد
- آفاق معركة الشعوب مع - الترامبية - الأميركية
- الشعب السوري هو صانع الدستور
- أخي السوري ارفع رأسك - إلى الفوعة وكفريا
- هل تنجح - أستانا - وبعدها إلى جنيف ؟
- فرصة الشرف
- ثيران بلفات .. وأشياء أخرى
- كل عام وأنت بخير يا حلب
- في التحرير والتسوية والطبقات الشعبية
- الاستحقاق السياسي المطروح بعد تحرير حلب
- حلب تنتصر .. وستكمل الطريق
- العقيدة السياسية ومسؤولية تحرير الوطن وحمايته
- حلب تتحرر .. وتتوحد ... ( مرة أخرى )
- بين نداء السلام وقذائف القصف الوحشي
- كل ما في الأمر
- الطريق إلى عرش الشيطان


المزيد.....




- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-
- شوفوا الفيديو على قناتنا وقولولنا رأيكم/ن


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بدر الدين شنن - يا أمي .. يا أم وجودي وعمري