أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رمضان عيسى - سفينة نوح بين الحقيقة والمقدس















المزيد.....

سفينة نوح بين الحقيقة والمقدس


رمضان عيسى

الحوار المتمدن-العدد: 5464 - 2017 / 3 / 18 - 15:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كل حدث له ارتباطات مكانية وزمانية تجعله ممكن الحدوث ، فقصة سفينة نوح وبنائها في ذلك الزمن وبهذا الحجم أمر يحتاج للامكانيات المادية والأدوات التي باستطاعتها أن تنجز ذلك العمل ، كما تحتاج السفينة لعدد كبير من العمال .
والقصة تقول أن نوحا أنجزها لوحده ، والسؤال بعد افتراض بناء سفينة لا تتسع لنوع واحد من الحيوانات التي كانت تعيش على الأرض في زمن نوح ، كيف استطاع جمع كل هذه الكائنات مع أن هناك أسود في أمريكا وفيلة في الهند ودببة في روسيا وعجول في أفريقيا ، فحيوانات مدغشقر لوحدها تختلف كثيرا شكلا ونوعا عن حيوانات باقي العالم ، فكيف جمع كل هذه الحيوانات من كل القارات ، وخزن لها طعاما من لحوم وحبوب وأعشاب يكفيها طوال مدة الطوفان ؟
عقليا ، غير ممكن ، وعصرنا يؤمن بالعلم ومنجزاته التي اكتسبها الانسان بالتدريج ومن خلال النشاط العملي الفعال .
وبالنسبة لقصص مثل قصة نوح والطوفان ، فالحقيقة ممكن كشفها بعد الاجابة على السؤال : هل حدث الطوفان على كامل مساحة اليابسة الموجودة على سطح الكرة الأرضية ، أم حدثت طوفانات كثيرة وفي عصور زمانية متعددة ؟
ان المتتبع للعصور والتغيرات الجيولوجية التي حدثت على سطح الكرة الأرضية يكتشف أنه لم يحدث طوفان واحد يتيم ، بل حدث الكثير من الطوفانات على سطح الكرة الأرضية ، وهذه الطوفانات حدثت قبل وجود الكائنات البشرية ، وأثناء وجودها ، ويبدو أن هناك شعوبا أبادها الطوفان الذي حدث في منطقتها بالكامل ، وهناك شعوب لم يبق منها إلا القليل فجرى سرد متأخر لقصص بعد حدوث طوفانات عديدة في عدة مناطق في العالم أغرقت مناطق وأظهرت يابسة جديدة ، وكل طوفان يخلق خريطة جغرافية جديدة ، بدليل أن آثارا وتماثيلا فرعونية تم اكتشافها في أعماق البحر المتوسط على بُعد عدة كيلومترات مقابل شاطئ الاسكندرية في مصر .
قال عالم الآثار البريطاني آيرفنغ فينكل أن سفينة نوح لم تبن قط ولا رست على جبل أرارات، وأن هناك لوحًا بابليًا عمره 3700 سنة يشرح بأدق التفاصيل كيف يمكن بناء سفينة كهذه. وإنه مقتنع 107 بالمئة بأن لا وجود لسفينة نوح ، مشيرًا إلى وقوعه على لوح طيني بابلي، حُفر فيه 60 سطرًا أنيقة بالكتابة المسمارية التي لا يعرف قراءتها إلا فينكل، وعدد قليل من العلماء في العالم ، وتتضمن شرحًا وافيًا لكيفية بناء هذه السفينة.
والسفينة بحسب النص المسماري قارب دائري، مساحته 3600 متر مربع، مصنوع من الحبال على شكل سلة عملاقة بأضلاع من الخشب لتقوية هيكلها ، ومطلية بالقار من الداخل والخارج لمنع تسرب الماء اليها. ويقول فينكل إن هذا المركب نسخة عملاقة من سفينة يعرفها البابليون حق المعرفة ، وظلت تُستخدم في العراق حتى اواخر القرن العشرين لنقل الأشخاص والدواب عبر الانهار. وقالت صحيفة غارديان البريطانية إن قدرات السفينة على نقل الانسان والحيوان ستُختبر عمليًا بفيلم وثائقي للقناة التلفزيونية البريطانية الرابعة ، يستند إلى دراسات فينكل، بما في ذلك بناء سفينة ضخمة دائرية الشكل. ويقول فينكل إن اللوح الطيني يسرد قصة السفينة في نص أقدم بكثير من روايات الكتب السماوية ، مضيفًا: "ان مؤلفي الكتاب المقدس استندوا إلى روايات قديمة اطلع عليها احبار عبرانيون خلال نفيهم إلى بابل".- ( إيلاف الالكترونية – سفينة نوح غير موجودة ) –
واضح أن القدماء كانوا يبنون السفن من الألياف المجدولة على هيئة حبال يسهل لفها بسهولة ، وتحتاج الى دعامات خشبية قوية لتحافظ على صلابة الجدران المطلية بالقار .
وجدير بالذكر أن السفن تحتاج الى دعامات عرضية وطولية ، وقد يتبادر للذهن أن هذه الدعامات كان يتم ربطها ببعضها بمسامير، كما هو في زماننا هذا ، لا ، انها كانت تشد مع بعضها البعض بلف الحبال عليها وربطها ، وهذا لا يمكن أن يحمي سفينة كبيرة من الانطباق والتحطم تحت ثقل الحمولة وضغط المياه .
فقصة السفينة غير مؤكدة الحدوث كما هي موصوفة بالحجم والحيوانات والصناعة ، بل هي تفسير بَعدي لكيفية بقاء بشر بعد حدوث طوفان في منطقة بلاد الرافدين ، ولكن عقليا هل شمل الطوفان كل مساحة الكرة الأرضية ، فهذا غير ممكن ، لأن هذا يفترض زيادة كمية الماء الى أكثر من عشر أضعاف كمية الماء الموجودة في الأرض لكي تغطي كل اليابسة وجبالها.
ولما كان الناس لا يعرفون أن هناك استراليا ولا أفريقيا ولا أمريكا ولا اوروبا ، فكل الكتب الدينية لم تذكر هذه المناطق - لهذا اعتبروا أنه اذا حدث طوفان في بلاد الرافدين ، وكانت قديما تحدث طوفانات كثيرة وليس واحدا - حسبوا أنه شمل العالم وكتبوا بعد ذلك القصص عن كيفية بقاء الناس بعد ذلك الطوفان ، ومع تناقل القصص على مدى التاريخ ارتدت صفة القداسة والتصديق أنها حدثت فعلا وبهذا الشكل كما وردت في أسفار التوراة .
فقصة الطوفان التوراتية لا يمكن تصنيفها ضمن الأحداث الممكنة الحدوث والتي من الممكن أن يتجرعها العقل ، من حيث أنها تثير الكثير من التساؤلات التي ليس من السهولة ايجاد اجابة معقولة عنها ، ومن هذه التساؤلات :
في التوراة المحرفة قصة طوفان ، وفي القرآن طوفان ، فمن قصته الخرقاء ؟
تقول غمرنا السهول والجبال بماء ، فكل مياه الأرض لا تكفي لغمر هذه الأشياء !!
تقول جمعنا زوجين من كل دواب السهول والجبال وزواحف الصحراء !!
فهل جمع أيضاً زوجين إثنين من كل ما يطير في الهواء ؟
تقول سفينة بطول ثلاثون ذراعاً ، فكيف تم حشر فيها كل هؤلاء ؟
وكيف يجمع فرد وحيد كل هذا ، فهل تحمل وحده هذا العناء ؟
وكيف جُمعتْ حيوانات من كل أصقاع الأرض ، فتلك مهمة كأداء !!
أم هل جاءت دواب الأرض طائعة ودخلت السفينة دون عناء ؟
تقول أدخلنا فيها حيوانات الأرض ، فهل زال ما بينهم من عداء ؟
وتقول جمعنا أزواجا من كل دواب البر ، فكيف وسعت كل هذه الأحياء ؟
تقول ، قلنا فجري يا أرض عيونك ، واسقطي يا غيوم ما بك من ماء !!
وانهمر الماء على السفينة ، فهل حادت الأمطار عنها أم كان لها غطاء ؟
وسارت السفينة المثقلة بالأحياء في بحر أمواجه تعلو الجبال هوجاء !!
يقولون دام مائة وخمسون يوماً وليلة ، فمن أين لهم القوت والغذاء ؟
ويقولون دام مائة وخمسون ليلة ، فكيف عاشت الأحياء في ظلماء ؟
ويقولون عطس أسد في السفينة فولد هِران ، فكيف يصدق هذا العقلاء ؟
كان الطوفان عقابا للعاصين من قوم نوح ، فما ذنب غيرهم من الأحياء ؟
تقول دعا نوح قومه للصلاح ، فماذا عن الأقوام ما بعد خط الاستواء ؟
فكان عقابا لعصاة القوم ، فليس عدلاً أن يشمل غيرهم هذا البلاء !!
يقولون أربعون ليلة ، ويقولون مائة وخمسون ليلة ، فهذا خبط عشواء !!
تقولون ، ابتلعت الأرض ماؤها ، فأين ذهب الماء الذي جاء من السماء ؟
يقولون لم يبق غير ذرية نوح من البشر، فهل كان من معه عُقماء ؟
تساؤلات قالها القس الشهير تيودوريت ، وكثير غيره من العلماء !!
وجودانو برونو قال :" لم يتسع عقلي لهذا"، وأنا لست مع الأغبياء !!
قصصاً يرويها من لم يبلغوا سن الرشد ، ويصدقها الجهلاء !!
***************
فيجب علينا وضع القصص التاريخية في اطار المعقولية والامكانية والواقع حسب زمن حدوث القصة ، ويجب ازالة الصورة السحرية أو الاعجازية عن الحدث أو القصة حتى لا نحشو عقول الأجيال الشابة بقصص ليس لها أساس من المعقولية .



#رمضان_عيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدعاء والاستخارة والنذور لا تحل المشاكل
- = خمسون سؤالاً يجب أن يجيب عليها الاسلام :
- جمعيات التعريف بالإسلام ودورها الارهابي !!
- لماذا تتحمل البشرية خطأ آدم ؟
- ثالثاً : الأيديولوجيا الدينية
- ثانيا : الأيديولوجيا الماركسية
- أيديولوجيات باقية -- 1 - الأيديولوجيا البرجوازية
- المسلم بين التوحش والأنسنة !!
- ماذا تعني الانتخابات ؟
- لانتخابات على الأبواب !!! احذروا : الشعب صاحي وجوعان !!!
- من يصنع التاريخ ؟
- حماس ولعبة التحالفات
- القيَّمْ بين الدين والعولمة
- أوراق فسبوكية
- ما هي الحقيقة ؟
- لماذا لا ثورة ضد حماس ؟
- هل أصبحت حماس برجماتية ؟
- أهم صفات الانسان
- فكرة السلف الواحد للبشرية
- علمية الماركسية تنبع من منهجيتها


المزيد.....




- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رمضان عيسى - سفينة نوح بين الحقيقة والمقدس