أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الأستاذ الأسعد بنرحومة - الربيع العربي في تونس وبنود مشروع الشرق الأوسط الأميركي: ما بعد الربيع؟















المزيد.....


الربيع العربي في تونس وبنود مشروع الشرق الأوسط الأميركي: ما بعد الربيع؟


الأستاذ الأسعد بنرحومة

الحوار المتمدن-العدد: 5463 - 2017 / 3 / 17 - 19:51
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لم نحتج الى سنوات عديدة بعد انطلاق خديعة الربيع العربي حتى نقول بأنّه لم يكن ثورة شعب , ولم ننتظر سنوات الفشل والاحباط ليكون الموقف مجرّد ردّة فعل على الأوضاع المتردّية ومآلات الحراك سواء في تونس أو ليبيا أو سوريا واليمن , فلم يكن الموقف مجرّد سرد تاريخي ,بل كان بحقّ موقف سياسي وليد اللحظة ان لم يكن سابقا لحدث الخديعة . فالمقالات التي امتلأت بها الصحف منذ 2012 وكذلك تصريحاتي الاعلامية في وسائل الاعلام تكشف بكلّ وضوح عن مواقفي وآرائي من هذه الثورات المزعومة والمقادة قيادة تفصيلية من مراكز القرار الخارجي ...
أعود لهذا الموضوع نظرا لخطورة المرحلة ليس في تونس فقط ولا في بلاد الشّام أو اليمن فقط , بل بسبب خطورة الأيام القادمة وما يبشّرون به من موجة الربيع العربي الثانية والتي قد تطال كلّ من الجزائر وموريطانيا والمغرب وأرض الحجاز ..
" سرّبت منظمة أمريكية تحمل اسم " مجمّعات الخبرة " وثيقة سرّية مؤرخة بتاريخ 22أكتوبر 2010تتناول حقيقة ما سمي بالربيع العربي الذي اعتبرته حركة بعيدة كلّ البعد عن عفوية الشعوب العربية , وهي برنامجا متكاملا وقع اعداده قبل سنوات من أجل خدمة السياسة الأمريكية . الوثيقة السرية بعنوان " مبادرة الربيع العربي والشرق الأوسط : نظرة عامة " . "
فما هي هذه المبادرة ؟ وما علاقتها بمرحلة ما بعد انطلاق الربيع العربي ؟
يقوم المشروع المتفق عليه بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين باقي الدول المجتمعة على تنفيذ النقاط التالية في كامل منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا زيادة باكستان وأفغانستان:

*تشجيع الديمقراطية والحكم الصالح في البلاد الاسلامية لأنه حسب نظرهم فان غياب الديمقراطية يؤدي لظهور التطرف والغلول.
*مبادرة الانتخابات الحرة من خلال تقديم المساعدات التقنية عبر تبادل الزيارات أو الندوات لانشاء أو تعزيز لجان انتخابية مستقلة لمراقبة الانتخاب.مع تقديم مساعدات تقنية لتسجيل الناخبين والتركيز على النساء خاصة.
*مبادرة التدريب على الصعيد البرلماني من خلال تعزيز دور البرلمانات في دمقرطة البلاد الاسلامية وذلك من خلال رعاية دول الثمانية لعملية صياغة التشريعات وتطبيق الاصلاح التشريعي وتمثيل الناخبين.
*مبادرة التدريب على القيادة وخاصة التركيز على المرأة المسلمة وذلك من خلال معالجة أزمة غياب النساء من المقاعد البرلمانيةبزيادة مشاركة النساء.
*مبادرة وسائل الاعلام وهي مهمة يجب أن تتم برعاية الدول الثمانية للصحافيين ولبرامج التدريب المتعلقة خاصة بالشفافية ومكافحة الفساد ,وربط القضاء على الفساد بالديمقراطية والدولة المدنية.وأن يكون كل ذلك تحت اشراف برنامج الأمم المتحدة للتنمية في الشرق الأوسط الذي حدد دور الاعلام في تكريس المجتمع المدني.
*مبادرة التعليم الأساسي من خلال جعل الثقافة الغربية وحضارتها هو المحور الذي يدور حوله التعليم وذلك باصلاح الكتب التعليمية ومبادرة مدارس الاكتشاف.
وقد سخرت المجموعة الدولية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية مجموعة من أدوات الدعم لتنفيذ مختلف هذه المبادرات في البلاد الاسلامية مثل قرار زيادة الدعم لمنظمات غير حكومية في المنطقة من خلال عديد المؤسسات كمؤسسة وستمنستر البريطانية أومؤسسة الدعم الوطني للديمقراطية الأمريكية أو مؤسسة المال للشرق الأوسط أو بنك تنمية الشرق الأوسط أو الوكالة الأمريكية للتمنية أو غيرها...

وبالرجوع الى تونس, سنجد أن جميع المبادرات يتم تنفيذها حرفيا الواحدة تلو الأخرى , ويتم تنفيذها برعاية مؤسسات ومنظمات أمريكية أو أوروبية حسب ما هو منصوص عليه في نص مشروع الشرق الأوسط الكبير, كيف ذلك؟
أما لمبادرة تشجيع الديمقراطية فقد أوكل بها لمجموعة مراكز أمريكية أو أوروبية كمركز الشؤون الثقافية الأمريكية التابع للسفارة الأمريكية بتونس ويعمل هذا المركز على ايجاد نخبة في البلاد مهمتها الترويج للحضارة الأمريكية وتاريخها وقيم الحضارة الغربية الحيوانية,ويتولى هذه المهمة مجموعة من الخبراء من الولايات المتحدة الأمريكية ,وتتمثل مهمته في بناء الديمقراطية وأسس الدولة المدنية.ومن المؤسسات التي تقوم بمهمة الترويج للديمقراطية الغربية المتعفنة مركز الاسلام والديمقراطيةومن زعمائه رضوان المصمودي في تونس ووليام لورنس في أميركا ويعمل هذا المركز على أسلمة الديمقراطية من خلال تقديمها في صورة لا تتعارض مع الاسلام ,ويسخر هذا المركز مجموعة من الشخصيات المحلية المعنية بالشأن الديني مثل نور الدين الخادمي وزير الشؤون الدينية السابق ومنير التليلي الوزير الحالي وغيرهم, كما يتولى المركز عملية تكوين الأئمة والخطباء والوعاظ من خلال اتفاقية وقع امضاؤها بين رضوان المصمودي رئيس المركز ومنير التليلي وزير الشؤون الدينية يوم 23-10-2014, ونصت الاتفاقية على جعل القيم الغربية ومفاهيمها وعقيدة فصل الدين عن الحياة هي أساس هذا التكوين.
أما في يخص مبادرة الانتخابات الحرة والتي تنص على تقديم المساعدات التقنية وتعزيز لجان انتخابية مستقلة فقد أثمرت الجهود الأمريكية والغربية على ظهور الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ,كما أثمرت قانون انتخابي يعالج مشكلة غياب المرأة من خلال "مبدأ التناصف".كما كانت المنظمات الدولية أوروبية وأمريكية هي الراعية لانتخابات 2011و2014 من خلال مئات الملاحظين من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية والذين أشرفوا على تدريب المشرفين على مراكز الاقتراع ,بل ان كامل العملية الانتخابية للانتخابات التشريعية في تونس انطلقت تحت اشراف السفير الأميركي جاكوب والاس من خلال زيارته لبعض مراكز الاقتراع وتشجيعه للملاحظين .

وفيما يخص الاصلاح الضريبي والجمرقي والذي يراد له أن يكون مستجيبا للأهداف الأمريكية حسب ما جاء في بنود منظمة التجارة العالمية كاحدى أدوات أميركا للاستعمار وبسط النفوذ ,فان مهمة تنفيذ هذا البرنامج اليوم في تونس يتم تحت رعاية الوكالة الأمريكية للتنمية USAID والتي افتتحت مكتبها في تونس يوم20-11-2014,وتعمل هذه الوكالة على جعل الأساس لهذا الاصلاح هو حماية أهداف الولايات المتحدة الأمريكية في البلاد.
اليوم في تونس ومنذ مدة يتم الحديث عن الاصلاح التعليم والمنظومة التربوية برمتها , ويقع اقتراح اعادة مناظرة السيزيام وفرض تدريس اللغات الأجنبية في سن مبكرة ,وطبعا وبحجة تعليم هذه اللغات يقع تمرير مفاهيم الحضارة الغربية الحيوانية وقيمها من خلال النصوص الأدبية أو غيرها , قد يظن المرء أن الاصلاح المقصود يخدم طلبة العلم من التلاميذ والطلبة ,ولكن هذا غير صحيح لأن الغرب المستعمر لا يهمه مصلحة البلاد ولا يريد خروج نشء صالح فيها لذلك هو يعمل وتحت شعار اصلاح منظومة التعليم على جعل فلسفته في الحياة وعقيدته وحضارته هي المحور الذي يدور حوله الاصلاح من أجل اخراج نشء غريب عن شعبه وعن أمته وعن دينه وحضارته ,ويعمل المركز الأميركي التابع للسفارة الأمريكية بتونس على تنفيذ مبادرة التعليم الأساسي في مجالات التاريخ والثقافة والحضارة الأمريكية ,ويقوم بهذه المهمة متخصصون أمريكيون وخبراء يتواصلون مباشرة مع الجماهير تحت حماية الدولة الحالية.ومن أبرز نشاطاتها في المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بسيدي بوزيد وتحت اشراف مباشر من السفير الأميركي جاكوب والاس.
وقد سبق كل ذلك عملية حماية كل هذه المبادرات وحماية الأساس الذي يقوم عليه مشروع الشرق الأوسط الكبير وهو فرض الحضارة الغربية الحيوانية وعقيدة فصل الدين عن الحياة وما يعنيه ذلك من استبعاد كلي للاسلام عن الدولة والمجتمع والحياة ,وذلك من خلال رعاية مرحلة سن الدستور الذي كان تحت اشراف كامل لمنظمات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية ,وقد تكررت فضائح المجلس التأسيسي حينها والمتعلقة بوجود أجانب لهم علاقة بصياغة الدساتير حسب الطلب الأمريكي كفضيحة فيلدمان نوح وغيرها ,بل تمت عملية الصياغة تحت اشراف مباشر من السفير الأمريكي جاكوب والس.وهذا ما جعل نهاية كتابة الدستور حدثا افتخرت به أميركا وحلفاءها والأمين العام للأمم المتحدة قبل أهل البلد الذين عبروا عن سخطهم ورفضهم له أكثر من مرة.
ولا يقف التدخل الأميركي أو الأوروبي عند هذا الحد, بل هو تدخل دائم متواصل حتى بعد تنفيذ جميع المبادرات لأنه تدخل يتم تحت أنظار الحكام وهذه الأحزاب الكرتونية ومن معها من منظمات مجتمع مدني لا تستطيع الاستمرار الا من خلال تدفق المال الأجنبي عبر منظمات الغرب الكافر .ولا يمكن ايقاف هذا التدخل الاستعماري المباشر الا بتحرك من الشعب ,تحرك من أهل البلد ,من أهل تونس فيطردوا هذا المستعمر الوضيع الرخيص بأمريكييه وأوروبييه ,قبل ذلك هؤلاء العملاء المأجورين من الحكام ومن وراءه من وسط سياسي مأجور وضيع عميل.
قلنا لم يقف التدخل الأميركي في تونس عند هذا الحد , بل ظهر في مبادرة الأمن والسياسة العسكرية وذلك عبر اللجنة العسكرية المشتركة التي احتضنها الحوار الاستراتيجي التونسي الأميركي والمنعقدة بين12و14ماي2014,والتي تتولى تحديد الاستراتيجية الأمنية والعسكرية للبلاد بما تقتضيه مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية , ومن بين ما تقوم به هذه اللجنة هو ايجاد المبررات من أجل استنفاد جزء من مخزون أميركا من السلاح والعتاد الذي انتهت مدة صلوحيته منذ ثلاثة أو أربعة أجيال من واقيات رصاص أو المناظير الليلية أو كاشفات الألغام أو غيرها , ومن أجل ذلك يقع اتخاذ شعار "مكافحة الارهاب"ذريعة لذلك.
وتعمل الولايات المتحدة الأمريكية في تونس على اخراج فوج من النساء من أهل البلد متضبعات بثقافة الغرب المستعمر ومبهورات بالحضارة الأمريكية والأوروبية الحيوانية,فيحتقرن حضارة بلادهم الراقية التي أنقذت أوروبا يوما ما لما كانت أوروبا تعيش عهد القرون الوسطى المظلمة ,من ذلك ما تقوم به المنظمات الغربية أمريكية أو أوروبية من رعاية للعديد من التظاهرات الخاصة بالنساء من أجل الترويج للديمقراطية والدولة المدنية من ذلك مجموعة الندوات التي تتم في كامل البلاد باسم"الديمقراطية تحتاج الى النساء"كندوة15-11-2014أو ورشة العمل ليوم 12-9-2014 بمقر الجمعية النسائية بسوسة,أو ندوة دار الثقافة ابن منظور بقفصة في 17-11-2014باشراف وزارة شؤون المرأة بالتعاون مع الأكاديمية الأوروبية للنساء ببرلين, أو ذلك المعرض الذي احتضنه مقر الجمعية النسائية بجبنيانة وقد أشرف عليه الدكتورة بهية بجار مستشارة الأكادمية الأوروبية للمرأة فرع برلين.
وتعمل الولايات المتحدة الأمريكية من خلال استغلال بعض المضبوعين بالثقافة الحيوانية الغربية من ديمقراطية وفصل الدين عن الحياة والذي يقدمون أنفسهم كفلاسفة وعلماء ودكاترة من أجل التأثير في عقول المسلمين فيقبلوا بهذه المفاهيم الغربية الكافرة على أنها لا تناقض الاسلام كالدكتور منصف المرزوقي الذي رفع شعار دمقرطة الاسلام,وراشد الغنوشي الذي رفع شعار "أسلمة الديمقراطية"وهاذان الشعاران هما أهم ما جاء في نص مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي تنفذه اليوم أميركا ومعها حلفاؤها في بلادنا تونس وسائر البلاد الاسلامية.
اليوم ,وبعد اتمام المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية وقد سبقها اتمام الانتخابات التشريعية بدأ الحديث عن اصلاح المنظومة التعليمية حسب الشروط الأمريكية التي جاءت في بنود نص مشروع الشرق الأوسط الكبير وذلك من أجل اخراج جيل من الشباب لا علاقة له بحضارته وتاريخه ودينه ,غريب عن شعبه وأمته, يتطلع للغرب وحضارته ,فتسخر طاقاته لخدمة الغرب المستعمر وليس لبلاده,وهذا هو النص المتعلق باصلاح التعليم "ستقوم المبادرة الأمريكية للشراكة في الشرق الأوسط قبل قمة المجموعة الثمانية المقبلة في آذار مارس أو نيسان أبريل برعاية قمة الشرق الأوسط لاصلاح التعليم التي ستكون ملتقى لتيارات الرأي العام المتطلعة الى الاصلاح والقطاع الخاص وقادة الهيئات المدنية والاجتماعية في المنطقة ونظرائهم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ,وذلك لتحديد المواقع والمواضيع التي تتطلب المعالجة والتباحث في سبيل التغلب على النواقص في حقل التعليم,ويمكن عقد القمة في ضيافة مجموعة الثماني توخيا لتوسع الدعم لمبادرة الشرق الأوسط الكبرى عشية انعقاد القمة.".
واليوم هذه التحركات الاحتجاجية التي يدفع بها الاتحاد التونسي للشغل "وهو من أهم أدوات تنفيذ المشروع الأميركي مع باقي الرباعي الراعي للمشروع والذي تسمى"بالرباعي الراعي للحوار"وكذلك الاضرابات والتي ستعرف مزيدا من التصعيد هي من أجل انطلاق تطبيق هذا الجزء من مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي تديره أميركا ,ودائما هي أي أميركا لا تريد اظهار هذه الاصلاحات مفروضة من الخارج ,بل تريدها أن تبدو وكأنها مطلب شعبي من الداخل .

وأميركا أيضا تسير بخطى حثيثة على ربط اقتصاد البلاد بالسياسة الأمريكية وتجعله رهينة لها ويخدم أهدافها واستراتيجيتها سواء من خلال فرض سلطتها عبر رجالها باسم "الاستثمار الأجنبي"الذي يرفعه الحكام لمعالجة أزمة البطالة,أو من خلال اغراق البلاد بالقروض بما يمهد للاستحواذ على جميع مقدرات البلاد من طاقة ومعادن ومناجم,وجعل البلاد سوقا يستهلك ما تنتجه مصانعها .ومن أجل ذلك تعمل أميركا على تنفيذ مبادرة تمويل النمو عبر اقراض المشاريع الصغيرة التي لن تقوى على البقاء والاستمرار فلا تعود بالنفع على البلاد وهو نوع من الحلول التخديرية للشباب العاطل عن العمل,ويتولى مهمة الاقراض مؤسسات مالية أمريكية وأوروبية كمؤسسة المال للشرق الأوسط وبنك التنمية وكذلك البنك الدولي وصندوق النقد الدولي من أجل القروض الكبيرة .
وبعد أن تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها من ضمان صياغة دستور داخل المجلس التأسيسي يستجيب هذا الدستور كليا لأهداف دول الثمانية وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية والتي وقع تضمينها في نص مشروع الشرق الأوسط الكبير سنة2004, فهو دستور يخدم أهداف الغرب الكافر المستعمر ولا يخدم الشعب في تونس, بعد أن تمكنت أميركا من تحقيق ذلك هاهي تتابع تنفيذ بقية بنود مشروعها للاستعمار ,ففي 2-11-2014وعبر أحد أهم المؤسسات التابعة لها والمرتبطة ارتباطا وثيقا بمركز الاستخبارات الأمريكية وبوزارة الخارجية الأمريكية وهو مركز دراسة الاسلام والديمقراطية ,فتحت اشراف هذا المركز اجتمع في نادي الصحافة في واشنطن مجموعة من الخبراء الأمريكيين ويجمعوا على أن أكبر التحديات التي ستواجه الحكومة المقبلة في تونس ستكون جبهتي الأمن والاقتصاد ,وأن الخيار المثالي لموجهة الأزمة هو حكومة وحدة وطنية" . وهذا يعني مزيد من اغراق البلاد بالقروض مع مزيدا من مبادرات رفع الدعم والخوصصة ,الى جانب مزيدا من العمليات الاجرامية"الارهابية"من أجل ايجاد الذريعة للتدخل في البلاد وفرض السياسة الأمنية والعسكرية التي تخدم أهداف أميركا في المنطقة, كما يعني أن سبيل تحقيق ذلك هو ايجاد حكومة"وحدة وطنية"وهو الشعار الذي بدأ بعض السياسيين يرفعونه.
وبعد هذه النظرة الخاطفة التحليلية لكامل عملية السير منذ جانفي 2011,وما صاحب ذلك من تطبيق فعلي لجميع بنود نص مشروع الشرق الأوسط الكبير من أجل الاستعمار فهل يصدق عاقل أن "الربيع العربي" هو ثورة شعب ؟
هل يصدق عاقل أن عملية احراق طارق البوعزيزي نفسه يوم 17ديسمبر2010هي من أنتج الربيع العربي ؟ وقد أحرق أكثر من عشرة أفراد قبل البوعزيزي أنفسهم في ربوع البلاد ولم يحرك الشعب ساكنا؟
هل يصدق عاقل أن الأحداث التي وقعت في تونس هو ثورة شعب ذاتية وعفوية؟ وقد عانى قبل حرق البوعزيزي نفسه أهل الحوض المنجمي كله الويلات ثم الويلات منذ2008ولم يتحرك الشعب عفويا أو ذاتيا؟
ألم تسبق كل هذا الأحداث مجموعة من الأعمال كظهور جماعة 18 أكتوبر وتسريب وثائق ويكيلكس بشكل متعمد وتدريب لقيادات على مقاس أهداف مشروع الشرق الأوسط الكبير تحت اشراف مؤسسات أمريكية وأوروبية وفي مراكز تدريب في نيويورك وواشنطن وفرنسا والمغرب وغيرها ,وهؤلاء جميعا هم من يمارسون اليوم تطبيق أهداف مشروع الغرب الكافر ليس في تونس وحدها بل في كامل المنطقة.
ألا يظهر جليا أن مسلسل "الارهاب"يسير وفق خطة دقيقة حسب مراحل تنفيذ المشروع من أجل صياغة العقول بما يستجيب لأهداف المشروع ,مما يؤكد ما قلناه ومازلنا نردده بأن هذا "الارهاب"مصنوع ومحمي بدقة واحتراف ,وقد أكد رؤوس تنفيذ المشروع أنفسهم هذا الأمر ,فكلنا يتذكر ما قاله خميس قسيلة وهو من زعماء نداء تونس من أن البلاد تقع تحت ضغط دولي واقليمي ,فأما التوافق وأما الارهاب".كما أكده محمد علي العروي في حديثه مع عبد الرؤوف العيادي داخل المجلس التأسيسي من كون الارهاب لا يمكن القضاء عليه لأن أمر له علاقة بأميركا.
اذن:

اليوم البلاد الاسلامية ومنها تونس تتعرض لهجمة شرسة من الغرب المستعمر , وتتم هذه الهجمة باسم خديعة"الربيع العربي"والذي هوتنفيذ لمشروع الشرق الأوسط الكبير الذي أعلنت عنه الولايات المتحدة الأمريكية منذ 2004 في قمة الثمانية. ويهدف المشروع أساسا لفرض منظومة الحضارة الغربية وعقيدة فصل الدين عن الحياة على المسلمين وذلك من أجل استبعاد خطر الاسلام الذي يهدد استمرار حضارتهم.كما يهدف المشروع الى اثارة جميع النعرات من قومية وطائفية ومذهبية واثارة الفتن من أجل ايجاد ذرائع للاستعمار باسم حماية المدنيين وحماية الأقيات , ومن أجل التحضير لمزيد من التقسيم والتجزئة, ويتم تنفيذ هذا المشروع الاستعماري الخطير الذي بات يهدد الأمة الاسلامية وليس أهل تونس أو أهل مصر أو سوريا أو العراق لوحدهم ,يتم تنفيذ هذا المشروع بأيادي أهل البلد من اعلاميين وسياسيين وأحزاب وجماعات ومنظمات وغيرهم, ولكن كل هؤلاء انما يقدمون خدمة جليلة للغرب المستعمر سواء علموا ذلك أم لم يعلموا ,فهم يسبون الاستعمار والمستعمر ويلعنونه جهارا ,لكنهم يمدون اليه أيديهم في السر بل ويساهمون هم في طعن شعوبهم وأمتهم بخنجر مسموم صنعه الغرب المستعمر , فالمليارات من الدولارات التي يقدمها الغرب سواء للمنظمات أو الجمعيات ,وسواء كانت اعلامية أو خيرية أو مهما كانت مهمتها, وهذا الدعم الذي يغدقه الغرب على ما سموه"بالانتقال الديمقراطي في تونس"ليس انفاقا حبا في تونس أو في أهل تونس بل هو من أجل الاستعمار وبسط النفوذ والهيمنة.فهل بعد هذا يستطاب العيش بأموال تأخذونها ثمنا للاجهاز على شعوبكم ؟,ومن يقبل أن يكون من أدوات هذه الحرب على الاسلام والمسلمين باسم"الربيع العربي" وباسم"مكافحة الارهاب".



#الأستاذ_الأسعد_بنرحومة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الأستاذ الأسعد بنرحومة - الربيع العربي في تونس وبنود مشروع الشرق الأوسط الأميركي: ما بعد الربيع؟