أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أدهم مسعود القاق - في الذكرى السادسة لانطلاقة ثورة شعب سوريا العظيم














المزيد.....

في الذكرى السادسة لانطلاقة ثورة شعب سوريا العظيم


أدهم مسعود القاق

الحوار المتمدن-العدد: 5463 - 2017 / 3 / 17 - 19:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الذكرى السادسة لانطلاقة ثورة شعب سوريا العظيم
أدهم مسعود القاق، كاتب سوري، ريف دمشق
فاجأت ثورة "الربيع العربي"المشروع الأمريكي الذي يقوم على مبدأ الفوضى الخلّاقة القاضي بتفتيت الدولة الوطنية التي كوّنتها سياسة الاستعمار الغربي الرأسمالي إثر اتفاقية سايكس بيكو1917 ، كما فاجأت هذه الثورة الأنظمة الفاسدة القهرية الخؤونة، ورثة الاستعمار الغربي ودمية أمريكا والصهيونية راهنًا، فاجأتهم في شوارع وميادين العواصم والمدن والقرى بفعاليات شبابية مسيّسة، ولكن من خارج الأحزاب التقليدية المتماوتة.
لقد استفاد هؤلاء الشباب من تقنيات الثورات العلمية المنتصرة لا سيما في الاتصال والتواصل التي انتشرت في أوساطهم، إذ ينحدر معظمهم من الفئات الوسيطة المتسمة بقدر من التحضّر في سلوك أبنائها وتطلعاتهم ومطالعاتهم على أحوال العالم المعاصر، هؤلاء الشباب المعتدّون بوطنيتهم هوية أمتهم الثقافية المبنية على الإسلام، المعادون للاستعمار، والمصرّون على ضرورة التغيير البنيوي في مجتمعاتهم براهنيتها المتخلفة والقهرية، تغييرًا يحمل روح إسلامية واثبة باتجاه التحضّر.
لقد نزل هؤلاء الشباب تساندهم النساء إلى الشوارع بدوافع سياسية واقتصادية واجتماعية لمواجهة أنظمة شمولية فاسدة قهريّة ومن حولها قوى سياسية تدعي التقدمية والعلمانية ومنها تدعي الإسلامية، هذه الدول التي تعاني من إشكالات تتعلق بالطائفية والفساد والجهل والقهر والفقر والعدمية جعلتها أقرب إلى أن تكون جثثًا تحتاج من يواريها التراب.
لقد هدمت فعاليات ثورة"الربيع العربي" أبنيّة مجتمعيّة، وكشفت عن زيف الحياة السياسية العربية ممثلة بتياراتها الأساسيّة(الإسلامية والقومية والاشتراكية والليبرالية)
لم تنته ثورة الربيع العربي، وإن كانت قد همدت جذوتها، مؤقتًا، في البلدان التي انطلقت منها كتونس2010 وفي مصر وليبيا واليمن إضافة إلى العراق، إضافة إلى التي حافظت على طابعها السلمي في المغرب ولبنان والأردن وسلطنة عمان والبحرين، وصولًا إلى دفع فعالياتها إلى العسكرة بمواجهة عنف السلطة والشبيحة والطائفيين في سوريا المؤدّي إلى الصراع العصبوي الطائفي...، والمفسح مجالًا لتدخلات خارجية، وإسقاط الدولة والمجتمع وسط تغلغلٍ لجماعات تكفيرية وطائفية في ساحات الصراع العبثية، أقول وإن كانت قد خفّ لهيبها إلاّ أنّ شباب سوريا لا يزالون يخوضون غمار ثورتهم بكل نبل وشجاعة، حتّى بدت بطولاتهم ملهمة للكثير من الشباب العالمي الذي يعاني من القهر والفقر والظلم والفساد، والدلالة هو تأجّجها منذ بدء الحركات الاحتجاجية السلمية التي جنحت إلى مواجهة الشبيحة وأجهزة الأمن في الميادين والشوارع وصولًا لدفاعهم بأسلحتهم البدائية، وبإرادتهم الفذّة عن الأرض والعرض، كما يحصل في غوطة دمشق الشرقية، وفي شرقي مدينة دمشق مثالًا وليس حصرًا، فشعلة الثورة لا تزال خفّاقة فوق أرض سوريا الحبيبة يأبى رافعيها أن يخفضونها أمام تغوّل السلطة الفاسدة ووجهها الآخر من التكفيريين، ومن ورائهما قوى الفساد العالمي في إيران وروسيا برعاية إسرائيليةّ وتوكيل أمريكي.
بشكل متتالٍ لبّى بعض أفراد الأحزاب السياسية المتنوعة دعوة الشباب المتجاوزين مواقفهم، إلى أن شرعت تلك الأحزاب بركوب أمواج حراك الشباب، فصاغت شعاراته ليتعثّر بخطاه، واتسعت الفجوات بين الأهداف وإمكانية تحقيقها. وإذا كانت الأحزاب تتحمل مسؤولية ما ظهر من خلل في الحَرَاك فأخرجها من دائرة الفعل لمصلحة شباب غير منظمين وعفويين، فإنّ تواطؤ بعض قيادات اليسار واليمين على السواء مع الولايات المتحدة، والسعودية وقطر وتركيا، وإذا شئتم إسرائيل، أعادوا إنتاج النظام القديم في مؤسساتهم، حتّى استُبْدِلُوا بالعسكر لتأدية ذات المهمة الموكلة للأنظمة من قبلهم. وكانت النتيجة توحّش السلطة السورية وتغولها في القضاء على حراك الثورة، مما أفسح المجال لدخول التنظيمات التكفيرية (السنّة) والأحزاب الطائفية (الشيعة) إلى دائرة الصراع.
انكفأ جموع المتظاهرين عن حراكهم مؤقتًا، بعد ان قتل مئات الألوف معظمهم على أيدي سلطة النظام البعثي، وهجّر وجرح واعتقل وغُيّب الملايين منهم، وكذا الأمر في العراق واليمن وليبيا وبدرجات أقل في باقي البلدان العربية.
لاتزال مفاعيل الثورة السورية قائمة، وإذا كان يطفو على سطح أحداثها صراعات بين المستبدين والتكفيريين، فإنّ أبواب الثورة التي جاءت ردٌّا على تاريخ القهر والتخلّف والتجزئة والفساد، وتعبيرًا عن رفض المشروع الأمريكي التفكيكي (الفوضى الخلّاقة) للوطن العربي لاتزال مشرعة على الرغم من كل هذا الخراب والموت والتهجير. ولعلّ استئناف الكفاح بالوسائل السلمية التي ابتدعها شباب الثورة، وخلق حالة تنظيمية لحراكهم، وكسب المزيد من المؤيدين، وتجنّب معاداة الجيش والمؤسسات الراسخة في الدولة القطرية، إضافة إلى الاشتغال على رؤى فكرية برنامجية سياسية مرتكزة على الجدل مع التجربة ذاتها ومع التاريخ من خلال الاستعانة بالفكر العربي التنويري هي سبلٌ راسخةٌ بغية الخروج من النفق المظلم الذي دخلت فيه القوى السياسية التي تعلن تأييدها للثورة السورية نتيجة تواطؤ سلطة النظام مع معارضة صنّعت على مقاسه، ولكنّ الثورة التي لم تكن إلاّ استجابة لنداء حركة التاريخ، لابدّ أن تنتصر.
أدهم مسعود القاق، كاتب سوري، ريف دمشق
[email protected]



#أدهم_مسعود_القاق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين رياض الترك ومنتهى الأطرش الآن؟
- العيوب النسقية الثقافية
- المقاومة الثقافية وشباب الربيع العربي
- الثوّار السوريون يكذّبون رؤية نوال السعداوي في الحاكم بأمر ا ...
- مؤتمر مراكز البحوث العربية والتنميّة والتحديث بالقاهرة: -نحو ...
- الثورة السورية بؤرة ثورات الربيع العربي، ومؤتمر الرياض
- وفاة الأستاذ منذر الشمعة، في غربته القسرية
- التنوخيون الدروز وسط التنوع الجغرافي والمجتمعي في بلاد الشام
- اقتراب ثوّار سوريا من الوثبة الأخيرة
- التناص والمناص، قراءة تطبيقية جبران، مريم المجدلية، ودرويش، ...
- شهيدة ميادين الحرية شيماء الصباغ في القاهرة
- المذهب الرومانسي، جبران خليل جبران لايزال حيّاً
- عن الثورة السورية، بيان معاذ الخطيب، وكيلو وكيلة وعبد العزيز ...
- طالبات وطلاب الدراسات العليا والتعليم المفتوح السوريون المسج ...
- لسلفيون هم الأكثر جهلاً بالتراث
- كلمة ألقيت في كلمة أقيت في جلسة المراجعة الدورية لسوريا في م ...
- ملامح في نظرية جماليات التلقي
- إخضاع الفتاوى الدينية والنصوص الطائفية الفاعلة في مجريات الث ...
- أهمية تحديد التخوم بين المصطلحات النقدية الحديثة - بحث تطبيق ...
- تيمة الفساد في رواية الرجل المحطم وفقاً للنقد الموضوعاتي


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أدهم مسعود القاق - في الذكرى السادسة لانطلاقة ثورة شعب سوريا العظيم