|
التبعية الخارجية ، وسلطة العقل الجمعي تكبل قدراتنا الإبداعية
يوسف حمك
الحوار المتمدن-العدد: 5462 - 2017 / 3 / 16 - 20:22
المحور:
الادب والفن
رقعة الفجوة تزداد بين شعوب حضارتها آيلة للسقوط ، وأخرى تتقدم بسرعة مذهلة . في شرقنا المنحوس أغلال سلطوية تكبل العقول ، وقيود سلفية منغلقة هدامة تسد الفكر والوعي . سلطة العقل الجمعي بكل تقاليدها وقيمها الموروثة من عهود الظلام تجعل العقل منفعلاً لا فاعلاً . نعم عقولنا الجمعية سلاح ذو حدين : فهو متحف ذاكرة مجتمعنا وهويته وذاكرته من جهة ، كما هو غلال ثقيلة على قدرات الإنسان الإبداعية ، وتكبل حريته في دوامة لا تنتهي . تبعية ثقافية وعلمية وسياسية واقتصادية لا تزيدنا إلا تخلفاً قاتلاً ، وجهلاً كالحاً يفعل بنا ما لا يفعله المستبد النرجسي بمعارضيه . الاصطدام بالحضارة الغربية معضلة كبيرة لنا للاعتقاد بأن التجرع منها تهديد للدين والهوية . الأدمغة تستنزف عمداً، والكفاءات تهجر ، أراضينا تستفرغ من العلماء للاستطان خارج الحدود ، وتهميش الباحث المتميز . التنمية معطلة في بلادنا ، والطرح لإيجاد الحلول تنقصه الجدية ، ولا استنبات لرافعات النهوض . وعدم تحويل الطاقة الكامنة في الذات ولا استثمارها تنموياً . أو بحسب تعبير أرسطو : ( تحويل الوجود بالقوة إلى الوجود بالفعل ). هناك شعوب خرجت من حروبها المدمرة بائسةً لكنها بالرغبة الصادقة والحركة والصيرورة والإبداع استعادت عافيتها ، واستردت مجدها كاليابان وألمانيا على سبيل المثال . لا رغبة لنا في الاستنهاض ، و لا استعداد لتحرير عقولنا من القهر الخارجي ، و العقل الجمعي البتة . متفوقون نحن في إخفاء السلبيات و التواري خلف إيجابيات عفى عليها الزمن ، و تمجيد البطولات الوهمية ، و الترويج لإخفاقات صادمة ، أو التفاخر بحضارة تلفظ أنفاسها الأخيرة . مشاكل تتفاقم ، و هزائم تترى ، حكام فاشلون لا يغادرون السلطة إلا بقضاء نحبهم ، و توريث الكراسي ، فتحقيق امتيازات عشائرية و أسرية بتشجيع من الخارج . تفتيت الوحدة و التجزئة المتعمدة ، و السباق المحموم بين المعنيين في من يدمر أكثر . الغزو الثقافي و توجيه الفكر ، و الاحتلال غير المباشر بزرع القواعد العسكرية ، و تدمير البنى التحتية و تآكل المجتمع ، و الحروب الأهلية الكارثية و التهجير و الإبادة الجماعية . يقول المفكر و المؤرخ أرنولد توينبي : ( ظهرت إحدى و عشرون حضارةً ، انقرضت منها - 14 - حضارةً ، و لم يبق منها سوى سبع ، ست منها تمر بدور الإنحلال و هي : العربية الإسلامية - الارثوذكسية المسيحية البيزنطية - المسيحية الروسية - الصينية - الهندوكية - الكورية اليابانية . أما السابعة فإن مصيرها ما يزال مجهولاً ) مفكرنا توينبي مصيب فيما قاله . و المفكر يقول الحقيقة على الأغلب ، و قد يكون مصيباً بالكامل لبعض الأحيان ، كما يكون صواب رأيه ناقصاً بعض الشيء فيما يخص أموراً بعينها ، أو ينقصها الكمال .
#يوسف_حمك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
و كأنه يتقصد ألا يخذل جبران خليل جبران
-
إلى عشاق ليس لحبهم عيد
-
ترامب جنون زمن مضطرب
-
دفن اليراع ، و علا صوت الصمصام
المزيد.....
-
مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة
...
-
”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا
...
-
غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم
...
-
-كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
-
«بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي
...
-
إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل
...
-
“قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم
...
-
روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
-
منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا
...
-
قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|