أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الأسعد بنرحومة - الربيع العربي وبشاعة الاستعمار .. ج2















المزيد.....

الربيع العربي وبشاعة الاستعمار .. ج2


الأسعد بنرحومة

الحوار المتمدن-العدد: 5462 - 2017 / 3 / 16 - 09:36
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


أزمة الديمقراطية
يتميز النظام الديمقراطي بمجموعة خصائص أساسية التي لا قيام له بدونها .وأبرز هذه الخصائص الأساسية شيئان وهما:
-السيادة للشعب
-الاقرار بحق الأفراد وحرياتهم وضمانها.
نظرية السيادة:
السيادة هي تلك السلطة العليا التي تملك حق التشريع والتي لا تعرف بجانبها أو فوقها فيما تنظم من علاقات سلطة عليا أخرى.فهي سلطة تسمو فوق الجميع وتفرض نفسها على الجميع بما تملك من سلطة الأمر والنهي العليا ,وصاحب هذه السيادة هو الشعب,فهو مصدر جميع السلطات بما فيها سلطة التشريع .
"الحاكم الديمقراطي يعزل الدين عزلا كليا عن شؤون الحكم ويستبعده عنها استبعادا تاما " عن كواشف زيوف ص694.
فالديمقراطية هي فقط حولت ظاهريا السيادة للشعب بعد أن كانت للملوك وفق نظرية التفويض الالاهي,وكان هذا الأساس الذي بنوا عليه هذا القول هو"نظرية العقد الاجتماعي" توماس هوبيز- جون لوك- جون جاك روسو.
لذلك فحقيقة الديمقراطية أنها نوع من أنواع الحكم الذي تكون فيه السيادة للشعب ليس غير ,وحين انتفظت أوروبا على بطش الملوك وظلم الكنيسة أخرجوها أي الديمقراطية من رفوف الكتب وذاكرة التاريخ وأعادوها من القبور بعد أن دفنها الاغريق بعد فشلها في حكومتي أثينا وأسبرطة.
ولكنها لم تعط شيءا للشعب بل كانت مجرد قناع لرجال الأعمال والمفسدين والمتاجرين بمصير الشعوب.
قال المودودي "فلا ينجح فيه الا من يغري الناس ويستولي على عقولهم وألبابهم بماله وعلمه وذكائه ودعايته الكاذبة ,ثم يصبح هؤلاء الناجحون آلهة لهم يشرعون ما يشاؤون من القوانين". نظرة الاسلام السياسية ص18.
فالديمقراطية حل اختاره الأوروبيون لأن النصرانية ديانة لا تتضمن حلولا لمشاكل الحياة ,ولأن الملوك ظلموا وبطشوا ونجحوا في التآمر مع الكنيسة لحفظ حكمه واستمراره .
في ذلك الزمن ,لا علاقة لما تعانيه أوروبا بما عليه العالم الاسلامي ,اذ لا علاقة بين المسيحية والاسلام ولا رابط بينهما ,فقد كان الاسلام منارة ساطعة في أوروبا ,ونورا تشرئب له الأعناق ويتوق اليه البشر.
لذلك فالديمقراطية التي يروجونها اليوم ,ويجددون لها الدعاية بعد خديعة الربيع العربي هي قضية خطيرة ,بل هي السم المدسوس في العسل فلا يجب التهاون في رفضها ومحاربتها أو على الأقل اعادة التفكير في مضمونها وعدم التسليم بها أو وضعها في مكانة المقد, فهي فكرة بدأ أصحابها في رفضها داخل أوروبا فكيف وهي تخالف الاسلام وتنقضه ؟ ,وهي تكريس للاستعمار والذل والهوان من جديد باخضاع الناس لارادة جماعات قليلةحكاما وأصحاب المال و هم عملاء الاستعمار ومأجوريه في بلادنا ,وهم شرذمة من المرضى وأصحاب شذوذ فكري ورغبة في النفوذ والاستعباد .يقول الله عز وجل"أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله". وقال أيضا"ان الحكم الا لله أمر ألا تعبدوا الا اياه".
وفي قوله تعالى"أفغير الله أبتغي حكما..."قال الشيخ أحمد شاكر:هذه الآيات وما في معناها تدمغ بالبطلان نوع الحكم الذي يخدعون به الناس ويسمونه الديمقراطية .اذ هي حكم الأكثرية الموسومة بالضلال ,وهي حكم الدهماء والغوغاء.
لذلك فالديمقراطية كفر لا يجوز أخذها ولا الدعوة لها ,وهي سبب ما تعانيه الأمة اليوم.
واليوم وبعد أكثر من ستّ سنوات من الربيع العربي يعودون للمربع الأول فيوهمون الناس بأن سبب التخلف والفقر هو فساد المفسدين من حكام ومدراء ,وأن الحل هو استبدالهم بآخرين لكن لا يكونون مثلهم فلا يسرقون ويهدرون المال العام ,ومن أجل مزيد من تضليل الناس تراهم يحاولون اقناعهم للمشاركة في جميع العمليات الانتخابية من رئاسية وتشريعية وبلدية وكأن استبدال شخص مكان آخر سيحل المشكلة وينهي الفساد ,وبهذا يتعمدون اغفال حقيقة أن النظام الديمقراطي الذي يفصل الدين عن الحكم والدولة هو أس البلاء .
وحتى يتمكنّون من التحكم بالجماهير , وفرض الاملاءات عليهم , وصياغة الرأي العام فيهم على نحو معيّن , تمارس السلطة على الشعب ارهابا مدروسا ومعيّنا في الزمان والمكان , لاذكاء الاحساس الغريزي بالوطنية واثارة العداء للآخر والتشبّث بحدود اختارها لهم غيرهم ممن سفك دماءهم قبلا , وعن طريق اثارة الخوف وممارسة الارهاب الفكري والنفسي والمادي تمكنوا من دمغجة شعب كامل ليسير الى حتف مسطّر مسبّقا فيقع في مزيد من الأزمات ...
احياء الرابطة الوطنية عن طريق الترويج "للارهاب"
توالت الأحداث في الكثير من البقاع في البلاد الاسلامية جراء تنفيذ "مشروع الشرق الأوسط الكبير"الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية من أجل الاستعمار والتقسيم عن طريق فرض الحضارة الغربية القائمة على عقيدة فصل الدين عن الحياة "الرأسمالية"ومنه فصل الدين عن السياسة"الديمقراطية "وفصل الدين عن الدولة والمجتمع"الدولة المدنية",وكذلك عن طريق اثارة الحروب والاقتتال بين المسلمين باثارة النعرات القومية والمذهبية والطائقية واحياء الرابطة الوطنية لمزيد ترسيخ فكرة الانفصالعن الأمة وخلق العداء بينها.
وقد وقع الاستنجاد بملف"الارهاب"لاحياء الاحساس بالانتماء الى الأرض وهي الرابطة الوطنية وذلك من خلال اشاعة أجواء الخوف والرعب وتمويل أو صناعة عصابات تتولى الترويج لكل هذا عبر ما تقوم به من جرائم وعنف.
وبالتدقيق في واقع هذه الرابطة أي الرابطة الوطنية نجد أنها رابطة منخفضة لا تصلح للربط بين الناس وهم يسيرون في طريق النهضة.
فهي فاسدة لأنها رابطة غريزية موجودة عند الحيوان كما عند الانسان لأنها سلوك غريزي لا يحدده مفهوم أوجد ه فكر عن الحياة الدنيا بعد أن صار منتجا ومركزا لأنه مبني على فكرة كلية عن الكون والانسان والحياة.
فالرابطة الوطنية في حقيقتها مجرد سلوك غريزي لأنه صدر بناء على الادراك الغريزي وحده وليس مبني على الادراك الفكري,والادراك الغريزي هو مجرد عملية استرجاع للاحساس السابق فقط لكنه ليس فكرا وهو خاص بعملية الاشباع ولا يستطيع الحكم على الواقع أو الأشياء,وبما أن الادراك الغريزي أو التمييز الغريزي موجود عند الحيوان أيضا كما عند الانسان لأنه ناتج عن استرجاع الاحساس بالانتماء الى بقعة من الأرض وهو ما يسمى "بالوطن"وهذا الاحساس يتولد من مجموعة من المظاهر الغريزية منها "الخوف"الناتج عن غريزة"بقاء الذات"أو ما تسمى غريزة حب البقاء فيدفع هذا الاحساس بالخوف للتجمع في مكان محدد كأسلوب لحماية القطيع وهو عينه ما يحصل عند الحيوان عندما يستنجد بعريشه أو عرينه أو جحره كلما شعر بالخطر يهدده.
وكل هذه العملية هي مجرد استرجاع للاحساس الأول ولذلك أطلق عليها بأنها رابطة غريزية منخفضة لا يتوفر يها عملية الربط بمعنى الحكم على الأشياء ما هي وكيف هي ولماذا هي ,أي لا فكر فيها ولم تنتج عن ادراك فكري.
اذن:فالرابطة الوطنية لا وجود للعملية الفكرية فيها ولا الادراك الفكري وبالتالي لا أثر لها حين السير في طريق النهضة,أو حين الربط بين الانسان وآخر.لذلك لا أثر لهذه الرابطة في علاقات الناس وفي معاملاتهم.
وبما أنها ناتجة عن الادراك الغريزي الموجود أيضا عند الحيوان فهي تجعل الأرض وحدودها هي وحدها التي تحدد العدو والصديق ,وبالتالي فهي رابطة تخلق الأعداء وتصنع النفور بين الانسان والانسان ولا تقرب بينهم.
ولذلك لا تستمر هذه الرابطة في الظهور الا باستمرار حالة الخوف والتهديد الخارجي ولهذا وكلما ظهر ضمور هذا الاحساس بالوطنية واختفاء مظاهره يعمد الساسة والقائمين على رعاية الشؤون من أجل اعادة احياء هذه الرابطة الى الابقاء على أجواء الاحساس الجماعي بالخوف وعدم الاطمئنان والرعب وذلك من خلال الترويج للاشاعات والمشاركة في صنعها وبثها كما يعمدون الى التقصير في توفير الأمن للناس,بل وفي أحيان كثيرة "ونحن نتحدث عن البلاد الاسلامية ومنها تونس والواقعة تحت الاستعمار الغربي الكافر"فان هؤلاء الساسة والحكام يسمحون هم بانتشار الجريمة المنظمة والجماعات المسلحة والصمت عن تحركاتها بل وتقديم العون لها كما يفعل النظام الجزائري والتونسي في المنطقة الحدودية بين تونس والجزائر وليبيا أو كما يحصل في جبل الشعانبي من ولاية القصرين بتونس,ويقعلون ذلك لأن وجود هذه الجماعات وأعمالها وحدها تسمح باجراءات استثنائية تقوم بها السلطة لتكبل الشعوب وتقيد تحركاته ومطالبه وتمنعه من مجرد التفكير في التحرر من هذا الاستعمار ,مثل سن قوانين جائرة استثنائية باسم "مكافحة الارهاب" ومشهد "الربيع العربي اليوم مثال حي على هذه الحقيقة.
فالابقاء على حالة الخوف والاحساس بالخطر هو وحده السبيل لايهام الناس بجدوى الرابطة الوطنية .لأنه بدون ذلك لا أثر لها في تحديد المصلحة وفي اجتماع الناس حول هذه المصلحة ,لأن الذي يحدد ماهي المصلحة انما هو الفكر بل وليس أي فكر بل هو الفكر الأساسي الذي يسبق كل فكر وهو "العقيدة".والذي ينظم اجتماع الناس حول المصلحة قصد التمكن من الاشباع انما هو النظام المنبثق عن هذه العقيدة ,والذي يقرب الناس ويجمعه هو وحدة المشاعر التي تحصل تبعا لما يحملون من أفكار ومفاهيم .
وعليه فالرابطة الوطنية هي رابطة منخفضة هدامة تفرق بين الناس ولا تظهر الا في حالة الاعتداء الخارجي والاحساس بالخوف,أما في الحياة الطبيعية للناس وفي السلم وهي غالبا الحالة الدائمة فان هذه الرابطة لا أثر لها... يتبع ...



#الأسعد_بنرحومة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اضطهاد المرأة ... بين رؤية الثقافة وممارسة الفعل
- الر بيع العربي ... وبشاعة الاستعمار : تونس مثالا
- الوطنيّة ... جمع وتوحيد , أم عنصريّة وغريزة
- سوريا والعراق : ربيع العرب أم ربيع أميركا؟
- هل نحتاج فعلا الى ّ دولة مدنيّة - وعلمنة المجتمع؟
- الدّيمقراطيّة : سيادة شعب ؟ أم وجه آخر للاستبداد واستعباد ال ...
- ردّ مستنير على مقال - هل الاسلام هو سرّ تخلّف المسلمين ؟ ّ ل ...


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الأسعد بنرحومة - الربيع العربي وبشاعة الاستعمار .. ج2