أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سعد عزت السعدي - مفهوم السيادة والمتغيرات الدولية...














المزيد.....

مفهوم السيادة والمتغيرات الدولية...


سعد عزت السعدي

الحوار المتمدن-العدد: 5460 - 2017 / 3 / 14 - 14:11
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


يرتبط مفهوم السيادة بمفهوم الاستقلال فالدولة المستقلة هي الدولة القادرة على ممارسة مظاهر سيادتها على الصعيدين الداخلي والخارجي , ولهذا فأن هذا المفهوم ينطوي على معنيين الاول السيادة وتعني السلطة العليا والمطلقة التي تتمتع بها الدولة لممارسة وظائفها وصلاحيتها داخل اقليمها الوطني دون ان تنازعها او تتدخل فيها اية دولة اخرى وهذا هو المعنى الاساسي والمركزي لمفهوم السيادة ومن جهة ثانية تعني الاهلية التي تتمتع بها الدولة للدخول في علاقات والتعامل على قدم المساواة وهذا المفهوم يلتصق بالشخصية الدولية .
ان الاثار المترتبة على السيادة هي ان الدولة تتمتع بكافة الحقوق والمزايا الكامنة في سيادتها سواء على الصعيد الدولي كإبرام المعاهدات الدولية وتبادل التمثيل الدبلوماسي والقنصلي وأثار المسؤولية الدولية للمطالبة بالتعويض عن الاضرار التي اصابتها او تصيب رعاياها او اصلاح هذه الاضرار , وعلى المستوى الداخلي فللدولة حق التصرف كما يمكنها اتخاذ التدابير التي تراها مناسبة حيال الاشخاص القاطنين في اقليمها وكذلك الحق في التصرف بمواردها الاولية وثرواتها الطبيعية , يضاف الى ذلك المساواة بين الدول اذ ليس هماك تدرج في السيادات معنى ذلك ان الحقوق والواجبات التي تتمتع او تلتزم بها الدول تكون متساوية من الناحية القانونية حتى وان كان هناك اختلاف بينها من ناحية الكثافة السكانية او المساحة الجغرافية .
وفيما يتعلق الامر بالمتغيرات الدولية الراهنة فيمكن القول انه ومع تطور العلاقات الدولية على مر الزمن فأن السيادة الوطنية قد اهتزت لكونها عرفت العديد من التحديات على مستوى القطاعات سواء في المجال الاقتصادي او الاجتماعي او الثقافي سواء ارادت تلك الدول ام لم تقبل , ولعل ابرز هذه الاهتزازات التي عصفت بمبدأ السيادة والتي عرفها النظام الدولي بالعولمة والتي حملت معها تدويل السلع والأفكار رؤوس الاموال على مستوى العالم اضافة الى ماتقدم نجد ان الشركات متعددة الجنسيات والمؤسسات الدولية قد اصبح لها ثقلها الاقتصادي والسياسي في العالم , وعلاوة على ذلك فأن الاتصالات والمعلومات قد وجدت لها حيز كبير في زمن العولمة حيث بدأت من خلالها تتزاحم تيارات العولمة وتغذيها كشبكة الانترنت والتي تمارس دورها الرئيسي في توحدي العالم وزيادة ترابطه واتصاله وكشكل من اشكال العولمة الاخرى تظهر لنا "التجارة الالكترونية" والتي استطاعت جذب ملايين الاشخاص وهكذا فأن العولمة تعتبر نظام يقفز على الدولة والامة والوطن ويسعى وتسعى الى انشاء كيانات كبيرة كالشركات متعددة الجنسيات وغيرها .
واخيراً كمحصلة لما تقدم فأن ارتباط السيادة ارتباطاً وثيقاً بدرجة وحدود الاستقلال السياسي للدولة فالاستقلال هو الذي يتيح لها إعمال مظاهر هذه السيادة سواء داخل اقليمها او في اطار علاقاتها المتبادلة مع غيرها من الدول والأشخاص في القانون الدولي الاخرين , والواقع ان تفاوت الدول من حيث الموارد والإمكانيات يظهر لنا معيار المقارنة بين السيادة كمفهوم قانوني بمعنى وحدة الخطاب القانوني وعمومية القاعدة القانونية الدولية بالنسبة لجميع المخاطبين (الدول) بدون اي تمييز , والسيادة كمفهوم سياسي بمعنى قدرة الدولة الفعلية او الحقيقية على رفض الخضوع لأية سلطة اخرى غير سلطتها هي , فالدولة يمكن ان تكون مستقلة قانوناً ولكنها عاجزة عن اشباع احتياجات مواطنيها مما يعرضها للضغوط وتأثيرات الدول العظمى الامر الذي يجعل من استقلالها منقوصاً .



#سعد_عزت_السعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الآليات القانونية لحماية واسترداد الممتلكات الثقافية العراقي ...
- المياه ........الحرب ألافتك في العراق
- (11) عام في العراق بين الفوضى والتطرف الديني
- نحو إبعاد العسكريين عن الانتخابات...!
- نحو إبعاد العسكريين عن الانتخابات...!!
- أمنيات في الغربة....!
- هيبة الدولة العراقية ...بين الامس واليوم
- عقود الاذعان ...بين سلطة الدولة وسطوة الشركات
- الاكراد ... والشرق الاوسط الجديد
- الحرب والسلم في القانون الدولي
- القانون ... في دولة الا قانون !
- العراق دولة في شقاق ...
- التظاهر... بين حرية التعبير واعمال الشغب
- العراق .... من العزلة الى القمة
- ساعة مع دورية للشرطة العراقية
- النخب السياسية والثقافية في العراق
- إرهاب الفكر أم فكر الإرهاب .!
- ديمقراطية الفوضى ام فوضى الديمقراطية ؟
- ان دعت للحرب فهي صفائح وان دعت للسلم فهي صحائف
- العراق وتونس ومصر وللحديث تتمة.....


المزيد.....




- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سعد عزت السعدي - مفهوم السيادة والمتغيرات الدولية...