أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - سمير عادل - الاحتجاجات العمالية والنضال الاقتصادي والطريق الاخر














المزيد.....

الاحتجاجات العمالية والنضال الاقتصادي والطريق الاخر


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5458 - 2017 / 3 / 12 - 23:09
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


تجتاح المدن العراقية سلسلة من الاحتجاجات العمالية، وتتصاعد وتيرتها وتتوسع رقعتها كل يوم، بالرغم من تدهور الاوضاع الامنية او السعي المحموم للحكومة والمليشيات التابعة للأحزاب التي تشكلها بتضليل العمال وعموم جماهير العراق المحرومة حول الحرب على داعش، في الوقت الذي تشدد الخناق على معيشة العمال واسرهم، اما بتقليل الرواتب والمعاشات او التنصل من عدم دفعها بأوقات منتظمة او بالطرد الجماعي او بتحويل قسم منهم الى التقاعد.
الحكومة العراقية كما قلنا في أكثر من مناسبة وجدت الحرب على داعش فرصة سانحة لتحويل العراق الى سوق حرة، تطلق يدي الشركات واصحاب الاموال كي تصول وتجول وتحت حماية حزمة قوانين جديدة تعيد استثمار العمال وبشروط الشركات. فكما وجدنا ان الطرد الجماعي وخصخصة المعامل والمصانع وقانون سلم الرواتب الموحد وقانون العمل، واستمرار العمل بقانون البعث في منع التنظيم النقابي في القطاع العام، وعدم سن قانون الضمان الاجتماعي للعاطلين عن العمل، كلها قوانين تتيح الحرية للشركات بفرص الاستثمار، واهمها الحصول على عمالة رخيصة. والأدهى من ذلك أطلقت الحكومة العراقية استيراد العمالة الاجنبية من بلاد كبنغلاديش والفلبين والباكستان والهند للتنافس مع العمال العراقيين، لتخفيض الاجور وفرض شروط عمل قاسية لزيادة الارباح من جهة، ومن جهة اخرى توجيه نصال نضال العمال العراقيين ضد رفاقهم العمال من تلك البلدان، بدل من توحيد صفوفهم وتوجيه اسلحتهم النضالية ضد اصحاب الشركات ومصاصي دماء العمال الحقيقيين.
الاحتجاجات العمالية شملت عمال النظافة في ديالى، والعقود في النجف، عمال الاسمنت في كركوك، عمال كهرباء الزبيدية في واسط، عمال الكهرباء في كربلاء وبغداد وعشرات الاحتجاجات العمالية الاخرى في مختلف المدن والعديد من القطاعات.
ان واحدة من مميزات هذه الاحتجاجات تنظم ضمن الاجتماع العام للعمال، والذي يختار الوقت والمكان المناسب ولائحة المطالب والشعارات ووقت الانتهاء وقيادة لهذه الاحتجاجات. اي بلغة اخرى انها عابرة للأشكال والاطر التنظيمية التقليدية مثل النقابات وغيرها. الا ان ما ينقص هذه الاحتجاجات هو كسب دعم قطاعات الجماهير الاخرى لها في المجتمع، ومن جهة اخرى ربط هذه الاحتجاجات ببعضها على المستوى "الوطني" اي على مستوى جغرافية العراق، كي تشكل ضغطا على الحكومات المحلية وعلى الحكومة المركزية في بغداد لتحقيق المطالب العادلة للعمال.
ان الخطوات التي يجب اتباعها لإيصال هذه الاحتجاجات الى تحقيق اهدافها، هو خروج العمال واسرهم في الاحتجاجات، ارسال قادة هذه الاحتجاجات للقاء العمال اكثر القطاعات تنظيما في المجتمع على سبيل المثال لا الحصر"لجنة منتسبي العاملين في القطاع النفطي في الجنوب"، لطلب الدعم المعنوي والتضامن مع هذه الاحتجاجات، تشكيل فرق ميدانية من العمال والمناصرين لقضيتهم الى المحلات ومناطق السكن الاخرى لشرح اوضاعهم وحثهم للخروج في الاحتجاجات معهم، تشكيل فرق ميدانية تجمع التبرعات والدعم المادي لنشر مطالبهم عبر دعاية منظمة في المجتمع، الاتصال الفوري مع القطاعات الاخرى لتشكيل جبهة عمالية على صعيد جميع المدن التي اندلعت فيها الاحتجاجات العمالية والتي لها اهداف ومطالب اقتصادية واحدة وواضحة. ان هذه المطالب هي دفع اجور العمال دون اي تأخير وتحت اي ظروف، منع طرد العمال والموظفين بالعقود، سن قانون ضمان البطالة.
ان تقوية النضال الاقتصادي للعمال، وتحقيق مطالبهم العادلة خطوة كبيرة في تنظيم قسم كبير من المجتمع لرفع وعيه السياسي والاجتماعي في ظل الظروف والاوضاع السياسية والامنية الحالية في العراق. فسد حاجات العمال المعيشية والحياتية وبسواعدهم ونضالهم، يفوت الفرصة في استمرار الغيبيات والخرافات الدينية، والدعايات الفارغة حول مبررات سياسة التقشف والحرب على الارهاب التي يتم ترويجها، وسحب البساط من تحت اقدام القوى الاسلامية والطائفية من تحويل العمال الى ذخيرتها الاجتماعية من خلال استغلال اوضاعهم الاقتصادية والمعاشية، وتحويل العمال الى قوة اجتماعية لها افاق مستقلة عن افاق التيارات والاحزاب والقوى الدينية والقومية التي عاثت في العراق ظلما وفسادا. من جهة اخرى تستطيع هذه الاحتجاجات ان تشق طريقا لقوة اجتماعية صاعدة لها بعدا تاريخيا في عمق المجتمع العراقي، يختلف عن طريق الاحتجاجات التي يقوم بها التيار الصدري والمتوهمين بهم من فئات البرجوازية الصغيرة والمثقفين الذين ضاعت بوصلتهم السياسية، لتحقيق مصالح فئوية وحزبية من اجل اعادة انتاج نفس الفساد والفاسدين ولكن من فئة سياسية اخرى على حساب الفئات السياسية من نفس حيتان العملية السياسية دون استثناء.
ان دور الشيوعيين له اهميته الحيوية في تقوية ودعم هذه الاحتجاجات، وتحويلها الى حركة جماهيرية في المجتمع، وتسليحها بكل الامكانات لتحقيق مطالبها، فكما قال ماركس "هنا الوردة فلترقص هنا" – (الثامن عشر من برومير).



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في يوم المرأة العالمي.. تشويه تأريخي وتحريف سياسي متعمد
- العمال والطائفية
- المليشيات والفوضى الخلاقة
- الترهات الدينية والهوية الأيديولوجية
- الكابوي القومي والهيمنة بالبلطجة
- -الديمقراطية- بين نازية ترامب وفاشية الاحزاب الاسلامية في ال ...
- -المصالحة المجتمعية- وسياسة التضليل
- الدين في العراق ونموذج الفاتيكان
- العمال والاسلام الحاكم
- اطلاق سراح افراح شوقي يطرح اسئلة كثيرة على حكومة العبادي
- المافيا تحكم العراق
- حلب وافول عالم القطب الواحد والمضي في التقسيم الطائفي للعراق
- الزيف والتعمية الاعلامية في حلب والموصل
- ماذا يقول العمال الشيوعيون عن موازنة ٢٠١&# ...
- المدنيون في حلب والمدنيون في الموصل
- -الحشد الشعبي- ومستقبل التحالف الشيعي
- الاقاليم السبعة وموقف الشيوعيون
- تحضير ارواح سياسة البعث الفاشي في كركوك والموصل
- التسوية التاريخية بين عمار الحكيم والعمال الشيوعيين
- سرك الفضائح الجنسية والخيار بين الطاعون والجدري


المزيد.....




- سلم رواتب المتقاعدين في الجزائر بعد التعديل 2024 | كم هي زيا ...
- الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين
- “زيادة 2 مليون و400 ألف دينار”.. “وزارة المالية” تُعلن بُشرى ...
- أطباء مستشفى -شاريتيه- في برلين يعلنون الإضراب ليوم واحد احت ...
- طلبات إعانة البطالة بأميركا تتراجع في أسبوع على غير المتوقع ...
- Latin America – Caribbean and USA meeting convened by the WF ...
- الزيادة لم تقل عن 100 ألف دينار.. تعرف على سلم رواتب المتقاع ...
- “راتبك زاد 455 ألف دينار” mof.gov.iq.. “وزارة المالية” تعلن ...
- 114 دعوى سُجلت لدى وحدة سلطة الأجور في وزارة العمل في الربع ...
- رغم التهديد والتخويف.. طلاب جامعة كولومبيا الأميركية يواصلون ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - سمير عادل - الاحتجاجات العمالية والنضال الاقتصادي والطريق الاخر