أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - تونس أمام نهاية الانتقالي ام الثوري أم كليهما؟














المزيد.....

تونس أمام نهاية الانتقالي ام الثوري أم كليهما؟


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 5456 - 2017 / 3 / 10 - 02:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل تعتبر حكومة "يوسف الشاهد" آخر فرصة للمرحلة الانتـقالية الثالثة؟
المرحلة الأولى كانت منذ إعلان هيئة "عياض بن عاشور" للإصلاح السياسي و حكومة "الباجي قايد السبسي" إلى غاية انتخابات أكتوبر 2011 للمجلس التأسيسي. فالانتـقالية الثانية مع سيطرة حكومة النهضة على المجلس التأسيسي و انبثاق الحكومة و رئيس الجمهورية من أغلبيتها حتى سمي النظام بالمجلسي، و الثالثة ابتدأت بالحوار الوطني ثم بانتخابات أكتوبر 2014 حيث الأغلبية لحزب نداء تونس في البرلمان و انتخاب رئيسه السيد "باجي قايد السبسي" رئيسا للجمهورية، و الذي و إن استـقال ظاهريا من الحزب الاغلبي إلا انه تحكم فيه بحيث أخرجه و أخرج أمينها العام من دائرة رئاسة الحكومة التي أوكلت إلى الاوتـقراط أو بالأحرى للسيد "حبيب الصيد" لينفذ أملاءات رئيس الجمهورية، و حين مال هذا الأخير إلى الاتكال على حزب حركة النهضة باعتبارها الأغلبية المنتـظمة بعد انشقاق القيادي في نداء تونس "محسن مرزوق" عنه و إفقار الحزب الاغلبي من أغلبيته، أعلن السيد الرئيس عن مبادرة حكومة الوحدة الوطنية ليزيح "حبيب الصيد" عن رئاسة الحكومة و ليقلب موازين القوى ضد حركة النهضة، الا ان الجبهة الشعبية لم تـتـفـق معه، فاختار اخف الاضرار "يوسف الشاهد".
و اليوم برغم عنوان حكومة الوحدة الوطنية لحكومة "يوسف الشاهد" المتأسسة على وثيقة قرطاج إلا أن عديد الأحزاب الموقعة على الوثيقة سحبت دعمها، و نداء تونس ازداد اهتراءا خاصة بعد تمرد الشق الذي يمثل التجمعيـين، و بالتالي فلن يكون له أي وزن في الانتخابات القادمة. و ها هي حكومة "يوسف الشاهد" تجد نفسها بين أحضان حركة النهضة باعتبارها الأغلبية الفعلية في مجلس النواب و باعتبار انـتـظامها و طريقة تعاملها مع الحكومة، و هي بصفة عامة براغماتية تعرف دائما من أين يؤكل الكتـف، و المهم أن السيد رئيس الجمهورية عادت به الأمور سريعا إلى المربع الذي دفعه إلى إبدال حكومة "الحبيب الصيد".
و طبعا حين نتحدث عن السيد "الباجي قايد السبسي" و خاصة كرئيس للجمهورية فهو يمثل دوائر النفوذ العميقة التي حولت الثورة إلى مسارات انـتـقالية..
حكومة "يوسف الشاهد" تـفـتـقد فعليا الآن للوحدة الوطنية إلا كواجهة لتعايش حركة النهضة مع الخيارات الأساسية في الحكم التي تـقوي شيئا فشيئا من منسوب ارجحيته لصالحها، سواء في الاتـفاقات الاقتصادية و خاصة مع تركيا أو في برنامج الإصلاح التربوي المزمع إحداثه سواء بقي السيد "ناجي جلول" على رأس وزارة التربية أو تمت إقالته حسب رغبة نقابة التعليم الثانوي و التأسيسي، و ذلك بواسطة تكتيك خبيث من طرف حركة النهضة دفعت فيه النقابيين النهضويين إلى التصعيد في القاعدة حتى انقاد اليساريون إلى محاولة التصعيد بجرعة أكثر حدة خوفا من افتكاك النهضويين لمواقع متـقدمة صلب النقابات، و من جهة أخرى كانت قيادات النهضة تطمئن الوزير مما حدا به إلى الارتماء في أحضان حركة النهضة. و لا يخالف الحقيقة من ربط بين مصير الحكومة و مصير "ناجي جلول" و بالتالي فاغلبها بين أحضان النهضة و هي الرابحة في المعادلة الآن بعد أن كانت هي الخاسرة عند اعلان رئيس الجمهورية عن مبادرته لإنشاء حكومة وحدة وطنية..
و لا ننسى هنا أن من بين الأسباب الجوهرية و الأساسية التي جعلت "راشد الغنوشي" ينـقـلب على "زين العابدين بن علي" سنة 1990 هو تعيينه للسيد "محمد الشرفي" العلماني المتـشدد على رأس وزارة التربية. فالإصلاح التربوي مطلب جوهري للغنوشي و الذي من خلاله يرمي إلى إرساء دعائم أخونة الأجيال القادمة. و بما أن اليساريين تجدهم شبه مراهقين مفعمين بالرومانسية الثورية، يتعلقون باللحظة الآنية دون نظرة شاملة فإنهم انقادوا إلى ما يتـناقض مع مواقفهم الفكرية فيما يخص مضمون الإصلاح التربوي، و الذي لا يفكرون فيه الآن مثلما لا يفكرون في أي مسالة يمكن أن تكون ايجابية إلا أن تكون تحت حكمهم الذي لن يكون ربما إلا سنة 2030..
فالحكومة الحالية أثبتـت عدم قدرتها على محاربة الفساد و هو الوعد الأساسي الذي أعلنت عنه، و أصبحت كل البلد تـتحدث عن الفساد و لا نرى أي انجاز حكومي حقيقي و صاخب في محاربته. كما أن هذه الحكومة أعلنت عن تـقـدمها في مسار الخصخصة و البيع لما تبقى من القطاع العام و مواصلة التـفتيت له.. إضافة إلى ذلك و هذا هو المهم هو خسارتها لمنسوب الثـقة الذي هو ضروري لكل عمل حكومي و بالتالي مواصلة الاحتجاجات و تـنامي التهريب و الفساد و تفكك أجهزة الدولة..
و يبدو أن لحظة الصفر التي ستعلن عن نهاية المرحلة الانتـقالية الثالثة لن يكون موعد الانتخابات القادمة، بل الاضطرار إلى إعلان إفلاس الدولة. ساعتها سينـقـلب المشهد بشكل تراجيدي على مجمل المراحل الانتـقالية، و قد بدأت فعلا تصدح الأصوات من أعلى المنابر الاعلامية لتـنادي بشكل أو بآخر بعودة السلطة الموحدة القوية أي الدكتاتورية لإنقاذ البلاد. إنقاذ البلاد من الانهيار الاقتصادي و السياسي و الذي يعني أساسا إنـقاذها من الإسلام السياسي أي من حركة النهضة. حركة الغنوشي التي تبدو كثـقـب اسود لكل من يتحالف معها أو يقـترب إليها و ثـقب اسود للبلد بأسره..
و الرومنسية الثورية مثلما انها لم تكن قادرة على تحويل الثورة الى سلطة بواسطة مجلس قيادة للثورة سنة 2011، و تماهت مع تحويل الثورة الى إصلاح سياسي و انتـقالية نحو تأسيس الديمقراطية الى حين تقوية نفسها، فانها اليوم كذلك تبدو عاجزة عن العودة الى مربع الثورة و اعلان "مجلس قيادة الثورة"، ليضرب الانتـقالي الذي يبدو انه قد وصل الى الطريق المسدود..



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طبول الحرب تقرع من جديد في تونس..
- بين الاحتجاج و دوافعه في تونس
- في الذكرى 31 لتأسيس حزب العمال التونسي
- علاقة -دستويفسكي- بالتحرر الفلسطيني
- في الانتقام ل-شكري بالعيد-
- رسالة الى السوريين حكومة و معارضة
- الصفعة الروسية لايران
- تونس بين ديدان الأرض و ثورتها
- نظرة تونسية للجزائر اليوم
- مساجد لعبادة الله أم الإمبريالية ؟
- المسرح الروماني ضد الإرهاب الاسلامي
- -بشار الأسد- و الناعقون على حلب
- المثقف و الاستبداد
- الفوضى السياسية في تونس
- مارد الاستثمار في تونس
- وقف سلسلة الانتقام في تونس
- بوح معذبي الدكتاتورية في تونس
- مهزلة العراق الجحيمية
- صدمة -ترامب-
- مأزق الراهن


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - تونس أمام نهاية الانتقالي ام الثوري أم كليهما؟