أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - في مرمى الخط الثالث















المزيد.....

في مرمى الخط الثالث


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5455 - 2017 / 3 / 9 - 21:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"إن أسوا مكانٍ في الجحيم مخصص لأولئك الذين
يقفون على الحياد في المعارك الأخلاقية الكبرى"
مارتن لوثر كينغ
حسب المقولة أعلاه من غير المنطقي ولا الأخلاقي أن يأخذ المرء دور المتفرج في المِحن العظيمة، أو أن يقف الإنسان مع الممعن في الطعن ضد المطعون، كما أن الانحياز لأي طرفٍ منهما يجب أن لا يكون من منطلق التعصب المذهبي أو الديني أو القومي أو الحزبي، إنما من منطلق مناصرة الحق أينما كان وأياً كان المقصود بالإنصاف، بالرغم من أن حتى الحق نفسه قد لا يخلو من معيار النسبية، ولكن يبقى الميل نحو الحق أخير من الانحياز للباطل وناسه، لذا ففي القضايا المصيرية والمفارق القاسية في دروب الحياة معلومٌ أنه في حال الاِشتباك بين خصمين فإن مَن يمساك بالمعتدى عليه في الهجوم بدلاً من المعتدي هو إما عن غبار يفعل ذلك، أو عن عمدٍ كان متحالفاً مع المعتدي، عندها لن يمت للحياد بصلة قرابة موقفَ ذلك الذي ادّعى بأنه جاء ليفصل بين المتقاتلين.
وفيما يتعلق بالصراع السياسي بين الأطراف الكردية في كلٍ من سوريا والعراق، ففي سورياً بدا الخلاف جلياً بين المجلس الوطني الكردي مقابل الجناح الآخر حامل لواء الهلامية السياسية وما تبقى من الأفكار الستالينية أي حزب الاتحاد الديمقراطي، وفي العراق ما بين حكومة وأحزاب الإقليم وحزب العمال الكردستاني العابر للحدود والمضارب، ونتيجةً لتراشق الاتهامات بين الأطراف المذكورة واعتداء طرفٍ على آخر، ظهر لنا فريق آخر يسمى نفسه بـ: (الخط الثالث) الذي يحاول أن يمسك العصا من المنتصف وهو يحاول أن يظهر نفسه كحركة عدم الانحياز، ومن خلال مكانته في الوسط يحاول أن يرتقي إلى المنصة العدلية ويغدو حَكَماً بين الأطراف الأخرى التي تعيش هواجس صراعٍ سياسي قابل للانفجار في أي لحظة، وذلك بسبب استمرار طرفٍ منهم استخدام كل ما توفر لديه من الوسائل والطرق والحبائل للإيقاع بالأطراف الأخرى بعد إضعافها قدر المستطاع.
إذ بالنسبة للإقليم فغدا حزب العمال الكردستاني عبئاً عليه بدلاً من أن يكون عوناً له، حيث سبق أن تم استخدامهم ضد الإقليم من قبل معسكر مخمور الذي أعدّه صدام حسين لهم قبل سقوط نظام البعث في العراق، وذلك ليكونوا كالطعنة الحاضرة لخاصرة الإقليم، ومن ثم جاء المالكي واستخدمهم ضد الإقليم من خلال التوافق مع طهران وأذرعها في العراق تارةً مع داعش وتارةً مع الحشد الشعبي الشيعي الذي هو عملياً الوجه الآخر لداعش السنة، وهم منذ سنواتٍ بمثابة ظل ثقيل على الإقليم كأخٍ لم يكن مرحباً به منذ سنوات، ولكنه أراد أن يفرض سطوته مراراً من خلال الاتفاق مع طهران ودمشق وبغداد، ليفرض سلطانه على اخوته فرضاً وبالإكراه، نقول أخ غير مرحب به لأن أي أخ يمارس استبداده وسطوته في البيت لا يعود محط ترحيبٍ في الأسرة وفق القيم العصرية في معظم دول العالم، أخ غير محتفى به طالما لم يكن ليلتزم بحدود الأخوة ولا بآداب التعامل معه، أخ من ورثة الفكر الشمولي لا يقبل إلاّ أن يكون سيداً على أخوته رغماً عنهم، بينما نفس الأخ المتوارث قيم الطغاة يطيب له أن يظل عبداً لدى أعدائه، هذا كان بالنسبة لعلاقة حزب العمال الكردستاني مع حكومة إقليم كردستان.
أما في سوريا فهذا الأخ نفسه وبالاتفاق مع أجهزة أمن نظام البعث استطاع أن يفرض سيطرته على كامل المناطق الكردية بقوة السلاح والاحتكام غالب الأحيان إما إلى خداع الناس بالشعارات الترغيبية أو من خلال العنف والترهيب في تعامله مع كل من لا يتوافق مع نهجه ومشروعه الوهمي، حيث ازداد من شراسته على اخوانه بدعوى أنه كبيرهم، ويحمي مصالحهم، ويدافع عن حياض الوطن عنهم، أما ممن يحمي المناطق الكردية لا نعلم تماماً باعتبار أن من يحاربهم الأخ المفترض سبق واتفق معهم، كما أنه على وفاقٍ تام مع طاغية البعث، وفي أكثر من واقعة كانت ثمة تقاطعات بينه وبين داعش نفسه ذلك التنظيم الأشبه بالكائن الخرافي الذي يقتسمون المغانم معه في أكثر من موقع، كما لهم علاقة مع أردأ الفصائل المسلحة التي هي أيضاً ليست أكثر من أدوات لدى بعض الدول مثل إيران وقطر وتركيا.
حيث راح متزعم الأخوة يعتدي مؤخراً على مكاتب اخوته، يحرقها، ويعتقل قادة وكوادر الأحزاب الكردية بالعشرات، ولا يقبل بأي لون آخر غير لونه الهلامي الذي أوصل الناس إلى حالة القرف والنفور من كل الألوان، وفوق كل الاعتداءات والانتهاكات السياسية والأخلاقية والقانونية بحق اخوته بقي الخط المسمي نفسه ثالثاً لابداً في قاع السكون، ويغمض أعينه عن كل تجاوزات وعسف الأخ المستفرد، ولم يصدر عن الخط الثالث ما يدين تصرفات وهيمنة الأخ جبلاوي*، ولا حاول حسب علمي اتخاذ موقفٍ شجاع لا رجعة عنه بخصوص الممارسات التعسفية المرفوضة لذلك الأخ، إنما وتهرباً من اتخاذ الموقف الذي يطالبهم بالجرأة والحزم في الوقوف بوجه سطوته تنحوا جانباً وراحوا يحمّلون طرفي العلاقة مسؤولية ما آلت إليها الأمور، أي غدا الضارب والمضروب على سويةٍ واحدةٍ لديهم، وراحوا من المنصة الثالثة يطلقون أحكامهم التي نراها تفتقر إلى الحزم والجرأة والموضوعية والعدل والإنصاف، ويبدو لنا أن موقفهم أقرب إلى الحياد السلبي، والحياد السلبي حسب رأي الدكتور حسن رمضان "هو من أخطر الظواهر على مستوى الأفراد والمجتمع، فلا يمكن أن تقف على الحياد في موقف يحتاج رأي أو نصح او إرشاد، وخصوصاً إذا كان الموقف يحقق مصلحه أو يصون حق"، علماً أنه قد يكون في دخيلة أغلبهم يلعب فأر الضمير فيهم وهو يقول لهم: مَن لا يتجرأ بنقده إلا على الضعيف لا يعوَّل لا على رأيه ولا على حكمه.
عموماً فالذي يود أن يأخذ دور الوسيط لرأب الصدع بين الأطراف المتصارعة، عليه أن يكون قادراً على إلزام أي طرفٍ منهم بما يراه ضرورياً على أمل إيقاف التشحين وإطفاء شرارة الصراع، علماً أنه بالمعنى الحرفي ليس هنالك صراع، إنما ثمة طرف جائر يعتدي على الطرف الآخر، ويمارس العنف المنظَّم بحقه، ولا يرضى بالأخ إلا مهمشاً أو مُذعناً لشروطه، مع أن الأخ الصلف والمتكبر نفسه يفتقر لشروط السيادة، ويفتقد لأناه أمام الأنظمة التي توجهه بالريموت كونترول عن بُعد، ويبدو واضحاً من خلال سلوكياته أنه حتى أوان كتابة هذه المادة غير مؤهل لأن يأخذ دور السيّد إلا على اخوته الذين يتجرعون مرارة تصرفاته الخرقاء على مضض.
وبخصوص المحاولات الإصلاحية للخط الثالث نقول فهل لديه القدرة حقاً لأن يؤثر على أي قرارٍ من قرارات حزب الاتحاد الديمقراطي؟ وهل استطاع أن يمنع أنصار الحزب المذكور مِن حرق وتخريب أي مكتب من مكاتب المجلس الوطني وأحزابه؟ وهل بمقدور الخط الثالث أن يأمر حزب العمال الكردستاني بالخروج من مناطق لم يجلب وجوده فيها إلاّ المزيد من الخراب والدمار؟ وحيثما انتقل الحزب بنضاله المزعوم حوّل تلك الأماكن إلى أرضٍ موات، وإذا كان الخط الثالث لم يكن يمتلك جسارة النطلق بكلمةٍ منصفة فهل له الحق بأن يكون حكَمَاً؟ طالما كان مطلوباً ممن تبوأ مقام الاحتكام إليه أن يكون عادلاً، وإذا لم يكن قادر على إيقاف المعتدي وفشله في إبعاده أو توبيخه ألا يكون في موقع المتحالف الضمني مع المعتدي؟ باعتبار أن المنطق لا يقبل بأن نمسك بالأعزل وندع المهاجم حراً طليقاً، وحيث أن الإمساك بالأعزل بدلاً من المسلح معناه أننا نساعد المعتدي بأن يحكم السيطرة ويطعن المعتدى عليه بأريحية وإمعان، وهو ما يؤكد بأن مَن كان عليه أن يفصل بينهما ليس إلا مؤازر للمعتدي عن سبق الإصرار.
وفي ختام المقالة نقول بما أن حزب الاتحاد الديمقراطي من السهولة لديه التخلي عن أغلب المناطق التي حررها بدماء مئات الشهداء في الحرب ضد تنظيم داعش، وكمثال حيٍّ وقريب: قُرى منبج التي خسر فيها هذا الحزب الهلامي حسب النشطاء أكثر من 1000 شهيد كردي، وكذلك قبلها وبكل سهولة سلّم قرى أخرى في محيط بلدة تل رفعت لنظام الفرعون أسد، فيا ترى هل بمقدور هذا الفريق المسمي نفسه بـ: (الخط الثالث) إقناع حزب العمال الكردستاني بالإنسحاب من شنكال كما فعلت قوات البيشمركة في كوباني حيث أنها آزرت وحدات الحماية الشعبية من تاريخٍ معين إلى تاريخٍ محدَّد، ثم سلّمت مواقعها بكل احترام لوحدات الحماية، وهل بمقدور الخط الثالث إيقاف اعتداءات حزب الاتحاد الديمقراطي على مكاتب وقيادات وأعضاء أحزاب المجلس الوطني الكردي؟ أم أن مطالب وتوبيخات وملامات وانتقادات الخط الثالث مخصصة فقط للقسم المعتدى عليه؟ باعتبارهم دون المستوى الذي يسمح لهم بالضغط على منظومة حزب العمال الكردستاني التي قد تتنازل وترضخ بكل يسر للأعداء، بينما لا تتمرد تلك المنظومة الشمولية ولا تتفرعن إلاّ على الكرد والحركة الكردية وأينما وجدَ الكردُ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*الشخصية المحورية والأساسية في رواية أولاد حارتنا لنجيب محفوظ.









#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين شنكال ومنبج
- السياسي الكردي بين التهور والموضوعية
- لا تزال الدول الكبرى متفقة فيما بينها على استمرار الحرب في س ...
- عنايت ديكو: لا تزال الدول الكبرى متفقة فيما بينها على استمرا ...
- (E N K S) وتجربة المعارضة العراقية
- اختيار الأسد نكايةً
- كاميران حاج عبدو: يبدي مخاوفه من إعادة إنتاج النظام بسبب است ...
- إيران وإسرائيل العاشرة
- عفرين بدلاً من الباب والرقة
- كاميران حاج عبدو:غياب P Y D عن الأستانا عائد لتخلي حلفائه عن ...
- السموم العابرة للحدود
- مُستحمراً كالبُلهاء
- عزاء صائد الدواعش
- اقتداء المجلس الوطني بالبارزاني
- كأني لقُية أثرية
- أحمد شوقي: نداء (بريمن) جاء ليبرر أفعال من يُمارس سطوته على ...
- غزو المناطق الكردية بذريعة محاربة p y d
- لو أنكَ تافهٌ جداً
- الأسايش من اختطاف الأحياء الى اختطاف الموتى
- وجَع طهران وصفاقة الحرس الثوري


المزيد.....




- تحقيق لـCNN.. قوات الدعم السريع تطلق العنان لحملة إرهاب وترو ...
- ستتم إعادتهم لغزة.. مراسل CNN ينقل معاناة أمهات وأطفالهن الر ...
- أردوغان يريد أن يكمل -ما تبقى من أعمال في سوريا-
- استسلام مجموعة جديدة من جنود كييف للجيش الروسي (فيديو)
- عودوا إلى الواقع! لن نستطيع التخلص من النفط والغاز
- اللقاء بين ترامب وماسك - مجرد وجبة إفطار!
- -غباء مستفحل أو صفاقة-.. مدفيديف يفسر دوافع تصريحات باريس وب ...
- باشينيان ينضم إلى مهنئي بوتين
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 31819 قتيلا ...
- هل مات الملك تشارلز الثالث؟ إشاعة كاذبة مصدرها وسائل إعلام ر ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - في مرمى الخط الثالث