أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - 51 الدين والخمر والطاغوت وماركس















المزيد.....

51 الدين والخمر والطاغوت وماركس


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 5455 - 2017 / 3 / 9 - 10:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


51
هذه هي الحلقة الحادية والخمسون من مختارات من مقالات كتبي في نقد الدين، حيث نكون مع المقالات المختارة من الكتاب الثالث «مع القرآن في حوارات متسائلة»، وتحتوي هذه الحلقة على موضوعات قصيرة مستوحاة من نصوص قرآنية، وتطبيقاتها من زاوية نقد الدين على الدين نفسه.

آيات الخمر والطاغوت وتطبيقها على الدين
وجدت في الدين، بما هو في الواقع، وبقطع النظر عما إذا كان وحيا إلهيا أو نتاجا بشريا، وبقطع النظر عما إذا كان حال الدين منذ نشأته على ما وجدناه بين أيدينا، أو طرأ عليه ما طرأ على أيدي ورثته؛ وجدت في هذا الدين ما ينطبق عليه المعنى في آيتين من آيات تحريم الخمر، وآية من آيات التلازم بين الإيمان بالله والكفر بالطاغوت.
آيتا الخمر
سورة البقرة (219)
يَسأَلونَكَ عَنِ الخمرِ وَالمَيسِرِ، قُل فيهِما إِثمٌ كَبيرٌ وَّمَنافِعُ لِلنّاسِ، وَإِثمُهُما أَكبَرُ مِن نَّفعِهِما، وَيَسأَلونَكَ ماذا يُنفِقونَ، قُلِ العَفوَ، كَذالِكَ يُبيِّنُ اللهُ لَكُمُ الآياتِ لَعَلَّكُم تَتَفَكَّرونَ.

سورة المائدة (90 – 92)
يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِنَّمَا الخمرُ وَالمَيسِرُ وَالأَنصابُ وَالأَزلاَمُ رِجسٌ مِّن عَمَلِ الشَّيطانِ، فَاجتَنِبوهُ لَعَلَّكُم تُفلحونَ. إِنَّما يُريدُ الشَّيطانُ أَن يّوقِعَ بَينَكُمُ العَداوَةَ وَالبَغضاءَ فِي الخمرِ وَالمَيسِرِ وَيَصُدَّكُم عَن ذِكرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَل أَنتُم مُّنتَهونَ. وَأَطيعُوا اللهَ وَأَطيعُوا الرَّسولَ وَاحذَروا، فَإِن تَوَلَّيتُم فَاعلَموا أَنَّما على رَسولِنا البَلاَغُ المُبينُ.
من وحي آيتي الخمر
يَسأَلونَكَ عَنِ الدّينِ، قُل فيهِ مَنافِعُ لِلنّاسِ وَإِثمٌ كَبيرٌ [قُدِّمَت المنافع على الإثم]، وَّإِثمُهُ أَكبَرُ مِن نَّفعِهِ. وَيَسأَلونَكَ ماذا يُنفِقونَ، قُلِ العَفوَ وَالتَّسامُحَ، كَذالِكَ يُبيِّنُ اللهُ لَكُمُ الآياتِ لَعَلَّكُم تَتَفَكَّرونَ. يا أَيُّهَا النّاسُ إِنَّما الدّينُ الَّذي أَكثَرِكُم عَلَيهِ مِن عَمَلِ الشَّياطينِ، أَوِ جَهلِ الجاهِلينَ، فَاجتَنِبوهُ لَعَلَّكُم تُفلحونَ. إِنَّما يُريدُ شَياطينُكُم مِن حَيثُ يَعلَمونَ، وَجُهّالُكُم مِن حَيثُ لا يَعلَمونَ، أَن يّوقِعوا بَينَكُمُ العَداوَةَ وَالبَغضاءَ فِي الدّينِ وَالمَذهَبِ، وَيَصُدّوكُم عَن ذِكرِ اللهِ وَعَنِ جَوهَرِ الإيمانِ وَروحِ الصَّلاةِ، فَهَل أَنتُم مُّنتَهونَ. وَأَطيعُوا اللهَ وَأَطيعُوا العَقلَ وَالضَّميرَ رَسولَيهِ وَاحذَروا، فَإِن تَوَلَّيتُم، فَاعلَموا أَنَّما على رَسولِ اللهِ مِن لَدُن عُقولِكُم وَضَمائِرِكُم البَلاَغُ المُبينُ.
نعم، فالدين، والتدين، والتمذهب، وتسييس الدين، والتزمت في التدين، والتعصب الديني والمذهبي، والغُلوّ في الولاء، والتصعيد في العداء، عندما تكون عوامل صدّ عن سبيل الله، وعن ذكرِ الله حق ذكره، وعنِ جوهرِ الإيمان، وعن روحِ الصلاة، وعنِ الإِنسانية والمروءة والرحمة والمحبة والسلام، وعن العقل والتعقل والعقلانية والاعتدال، وعن القسط والعدل والإنصاف والصدق والبِرّ، أفلا ينبغي أن يُنتهى عنه، وألا تكون طاعته متعارضة مع طاعة الله وما يمليه العقل والضمير الإنسانيان، اللذان هما بحق الرسولان من الله، والدليلان عليه، والرقيبان من لدن الإنسان رقابة ذاتية؟ وألا ينبغي الحذر من كل ذلك طاعة لله، وحفظا لإنسانية الإنسان، وانسجاما مع متطلبات العقل؟
استفاد المرجع محمد حسين فضل من آية «يسألونك عن الخمر والميسر»، ليحرم كل ما كان ضرره أكثر من نفعه، لأن الآية جعلت الإثم والنفع كمتقابلين متضادين، وبما أن الإثم هو المحرم دينيا، فضده المباح أو الحلال، وضد النفع الضرر، إذن ما كان ضرره أكثر من نفعه فهو حرام، لأنه يُعَدّ حسب الآية بل حسب سيرة العقلاء إثما، وما كان نفعه أكثر من ضرره، فهو حلال (مباح)، أو مستحب (مندوب) أو واجب (فرض)، ومن هذا الفهم استنبط الحكم بحرمة التدخين. وأنا طبقت نفس النص القرآني على الدين نفسه.
آية الطاغوت
البقرة 256:
لا إِكراهَ فيِ الدّينِ، قَد تَّبَيَّنَ الرُّشدُ مِنَ الغَيِّ، فَمَن يَّكفُر بِالطّاغوتِ وَيُؤمِن بِاللهِ فَقَدِ استَمسَكَ بِالعُروَةِ الوُثقى لَا انفِصامَ لَها وَاللهُ سَميعٌ عَليمٌ.
إذا كان الطاغوت ليس إلا ما طغى، بمعنى أنه تجاوز حده، وإذا كان الطاغوت بمعناه القرآني هو كل ما جُعل ندّاً لله، وما كانت علاقته بالله علاقة عرضية، وليست طولية، وإذا ثبت لنا أن الدين، لا أقل في واقع الناس وعلى الأعم الأغلب، ولو دون التعميم والإطلاق، قد تجاوز حده فطغى، وكان نِدّا لله، وذا علاقة عرضية، وليست طولية به سبحانه، وعاملا رئيسا من عوامل الصَّدّ عن سبيل الله، عندها يكون الدين مصداقا من أبرز مصاديق الطاغوت، فكأنما يكون عندها معنى الآية، وبالاستعاضة أعلاه:
لا إِكراهَ فِي الدّينِ، قَد تَّبَيَّنَ الرُّشدُ مِنَ الغَيِّ، فَمَن يَّكفُر بِالدّينِ وَيُؤمِن بِاللهِ فَقَدِ استَمسَكَ بِالعُروَةِ الوُثقى لَا انفِصامَ لَها وَاللهُ سَميعٌ عَليمٌ.»
أو:
لا إِكراهَ فِي الدّينِ وَلا في عُمومِ الإيمانِ، قَد تَّبَيَّنَ لِمَن تَبَيَّنَ رُشدُ العَقلِ مِن غَيِّ الخرافَةِ، وَرُشدُ الإِيمانِ مِن غَيِّ الدّينِ، فَمَن يَّكفُر بِعُمومِ الطّاغوتِ، وَبِخُصوصِ الدّينِ، وَيُؤمِن بِاللهِ وَحدَهُ، مِن دونِ واسِطَةٍ بَينَهُ وَبَينَ اللهِ مِن دينٍ أَو رَسولٍ أَو إِمامٍ، وَيُنَزِّههُّ حَقَّ تَنزيهِهِ، فَعَسى أَن يَّكونَ قَدِ استَمسَكَ بِجَوهَرِ الإِيمانِ، وَبِثَمَّةِ عُروَةٍ وُّثقى، عَسى أَلّا يَجعَلَ اللهُ انفِصاماً لَّها، وَاللهُ سَميعٌ عَليمٌ.
إذن من آمن بالله ووحده، ونزهه عن شرك المشركين، ووثنية الوثنيين، وغُلوّ المغالين، وخرافة الخرافيين، وعن الكثير مما نسبت إليه الأديان، أو نسب إليه المتدينون من شتى الأديان، ومن آمن بقِيَمه سبحانه ومُثُله، واعتمد العقل والعقلانية والعدل والإنسانية والسلام وجوهر الإيمان لا شكله، فقد كان حنيفا أي منحرفا عما انحرفت به الأديان عن العقل وعن فطرة الله التي فطر عليها الإنسان، ومُسلِما لله وحده، لا لنبي مُدَّعٍ أو مُدَّعىً، ولا لكتاب مُدَّعىً أو مُتَوَهَّمة قدسيته وإلهيته وقطعيته، مُعرِضا عن كل الطواغيت التي اتُّخذت أندادا من دون الله من عقائد مضرة للإنسانية، وصدت عن سبيله، عندها فقط لعله يكون قد استمسك بالعروة الوثقى، أو بعروة وثقى، التزاما بنسبية الحقائق في العالم النسبي للإنسان، عسى ألا يجعل الله انفصاما لها، كونها توثقت بوثاق العقل والضمير، وكان الله عليما بدوافع ونوايا ذلك المؤمن المُكَفَّر من قبل أصحاب الأديان، أدعياء احتكار الحق والحقيقة والإيمان والتقوى، سميعا لدعائه الذي نطقت به نفسه قبل لسانه، وتحرك به سعيه قبل أن تسعى له صلاته. ولعل الملحد المتأنسن أو الساعي للتأنسن، الذي لا يؤمن بإله الأديان ولا بأي إله، هو أقرب إلى جوهر الإيمان بالله وتنزيهه، من أكثر الذين اتخذوا الإله الذي نحتته الأديان ربا وإلها من دون الله.
آية الإفساد في الأرض
البقرة 30:
وَإِذ قالَ رَبُّكَ لِلمَلاَئِكَةِ إِنّي جاعِلٌ فِي الأَرضِ خَليفَةً قالوا أَتَجعَلُ فيها مَن يُّفسِدُ فيها وَيَسفِكُ الدِّماءَ وَنَحنُ نُسَبِّحُ بِحَمدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ، قالَ إِنّي أَعلَمُ ما لا تَعلَمونَ.
ثم نقرأ النص على النحو الآتي:
وَإِذ قالَتِ المَلاَئِكَةُ لِرَبِّهِم لِمَ لا تُنزِلُ لِلنّاسِ ديناً، قالَ أَأُنزِلُ إليهم مَّا يُّفسِدونَ بِهِ فِي الأَرضِ وَيَسفِكونَ الدِّماءَ، وَمِنَ النّاسِ مَن يُسَبِّحُ بِحَمدِي وَيُقَدِّسُ لي مِن غَيرِ دينٍ، إِنّي أَعلَمُ ما تَعلَمونَ، قالوا لا عِلمَ لَنا إِلّا ما عَلَّمتَنا إِنَّكَ أَنتَ العَليمُ الحكيمُ.
طبعا على فرض وجود الملائكة. وبالمناسبة قد صدر لي عام 2007 كتاب اخترت له (لا لِدينٍ «يُفسِدُ فيها ويَسفِكُ الدّماء») عنوانا له.

كارل ماركس والآية 256 من سورة البقرة
أمامنا نصان؛ مقولة لكارل ماركس، وآية قرآنية من سورة البقرة.
كارل ماركس:
«كل شيء يحمل في نفس الوقت بذرة نقيضه»
الآية 256 – سورة البقرة:
«لا إِكراهَ فِي الدّينِ، قَد تَّبَيَّنَ الرُشدُ مِنَ الغَيِّ، فَمَن يَّكفُر بِالطّاغوتِ وَيُؤمِن بِاللهِ فَقَدِ استَمسَكَ بِالعُروَةِ الوُثقى، لَا انفِصامَ لَها، وَاللهُ سَميعٌ عَليمٌ.»
من حق كل شخص أن يتساءل عن المشترك بين النصين، أو لنقل عن العلاقة بينهما، وهذا ما أحاول هنا أن أبينه. إني وجدت وأنا أتأمل في هذه الآية أنها تختزن المعنى الذي يذهب إليه كارل ماركس، بكون كل شيء يحمل بذرة نقيضه. ففي معنى من المعاني التي يمكن أن نستوحيها من الآية، ولا أقول التي نفسر بها الآية، وجدت، كما مر آنفا، أنها يمكن أن تفهم على نحو يكون الإسلام حاملا لنقيضه. وبسبب العلاقة بين هذه الآية وما بعدها، أي الآية 257 بحدود الموضوع المطروح هنا، رأيت أن أورد النص الكامل لكلا الآيتين اللاحقتين لآية الكرسي. ومنطوق الآيتين هو:
«لا إِكراهَ فِي الدّينِ؛ قَد تَّبَيَّنَ الرُشدُ مِنَ الغَيِّ، فَمَن يَّكفُر بِالطّاغوتِ وَيُؤمِن بِاللهِ فَقَدِ استَمسَكَ بِالعُروَةِ الوُثقى، لَا انفِصامَ لَها، وَاللهُ سَميعٌ عَليمٌ. اللهُ وَلِيُّ الَّذينَ آمَنوا، يُخرِجُهُم مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النورِ، وَالَّذينَ كَفَروا أَولِياؤُهُمُ الطّاغوتُ يُخرِجونَهُم مِّنَ النّورِ إِلَى الظُّلُماتِ؛ أُولائِك أَصحابُ النّارِ، هُم فيها خالِدونَ.»
مصطلح «الطاغوت» في القرآن، والوارد في النص آنفا، هو:
1. كل ما يطغى، بمعنى كل ما يتجاوز حده.
2. كل ما يتخذ موقع التعارض والتناقض مع حقيقة وجود الله، وتوحيده، ونفي العبودية عمن سواه سبحانه.
3. كل ما يتحول إلى عامل طغيان وعنف وإفساد وظلم.
فإذا ما تحول الدين إلى مصداق من أبرز المصاديق لمفهوم «الطاغوت»، بانطباق المعاني الثلاثة المشار إليها آنفا، أي إذا تجاوز حدّه، وإذا اتخذ موقع التعارض والندية مقابل الله، وإذا تحول إلى أداة للطغيان والعنف، يتخذ الدين موقع التقابل مع حقيقة الإيمان بالله سبحانه على نحو التعارض والتنافر والتنافي، فيكون المطلوب عندها نفي الدين كمصداق للطاغوت، والتحول منه إلى الإيمان بالله في ضوء العقل والفطرة الإنسانية. فكأننا بالآية تريد أن تقول:
«لا إِكراهَ فِي الدّينِ [بل ولا حتى في عمومِ الإيمان، إذ الإكراه على شيء تكريه له، وهذا يتعارض مع مفهوم الدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، ومن هنا فإنه] قَد تَّبَيَّنَ [لمن تبين] الرُّشدُ مِنَ الغَيِّ، [والصواب من الخطأ، والعدل من الظلم، وكل المعاني الجميلة من المعاني القبيحة، وذلك بضرورة العقل والفطرة الإنسانية، أو بضرورة كل من العقل الفلسفي والعقل الأخلاقي، وذلك سواء للدينيين أو لغير الدينيين، للإلهيين أو لغير الإلهيين. فإذا ما مورس الإكراه في الدين، ومورس التعسف فيه، وجرت باسمه مصادرة حرية الناس في العقيدة، وأُسِّس لثقافة الكراهة للآخر المغاير في العقيدة بنسبة أو بأخرى، ومورس بالتالي العنف والإرهاب، وتحول الدين إلى طاغوت،] فَمَن يَّكفُر [عندئذ] بِـ[هذا الدين] الطّاغوتِ[ـي]، وَيُؤمِن بِاللهِ [إيمانا عقليا، أو يلتزم بمبدأَي العقلانية والإنسانية]، فَقَدِ استَمسَكَ [بحقٍ] بِالعُروَةِ الوُثقى، [التي من الممكن جدا أن تكون] لا انفصام لها، [حيث عسى ألّن يجعل الله فرصة لانفصامها،] وَاللهُ سَميعٌ عَليمٌ [بحقيقة الأمور، و] اللهُ وَلِيُّ الَّذينَ آمَنوا [بجوهر الإيمان العقلي به سبحانه، بل هو ولي الذين استقامت إنسانيتهم، حتى لو لم يؤمنوا]، يُخرِجُهُم مِنَ الظُّلُماتِ [التي هي بما في ذلك ظلمات الدين بكل ما يزخر من خرافة ولاإنسانية، وإن تألق في كثير من طروحاته العقلية والإنسانية، وينقلهم] إِلَى النّورِ [الذي هو نور العقل والإيمان العقلي]، وَ[أما] الَّذينَ كَفَروا [بالعقل وجوهر الإيمان، وتمسكوا بشكل الدين وقوالبه الجامدة ونصوصه، أو تاجروا بالدين، وأصروا، وعاندوا ضرورات العقل والفطرة الإنسانية، فـ] أَولِياؤُهُمُ الطّاغوتُ [ومؤسسة وفكر الطاغوت الديني، أو الطاغوت السياسي، أو الثقافي، أو الاجتماعي، أو الاقتصادي]، يُخرِجونَهُم مِّنَ النّورِ إِلَى الظُّلُماتِ؛ [من نور العقل والإنسانية إلى ظلمات الدين الخرافي والعنفي؛] أُولـاـئِكَ أَصحابُ النّارِ، [نار الندم والخزي، وليس بالضرورة نار جهنم،] هُم فيها خالِدونَ [، أي ماكثون مكوثا طويلا نسبيا، حتى يجعل الله نهاية لأمد الخلود، أي المكوث الطويل، بحسب درجة الاستحقاق، وعلى ضوء موازين العدل والرحمة].»
إذن عندما يتحول الدين إلى مصداق من أبرز المصاديق لمفهوم «الطاغوت»، لا بد من الكفر به، والتمسك بالإيمان العقلي، فتكون الشهادتان:
«نَشهَدُ أَلّا إِلـاـهَ إِلَّا الله، وَنَشهَدُ أَنَّ العَقلَ رَسولُ الله».
أو لعل بإمكاننا أن نقول أننا نشهدُ ألّا إلـاـهَ إلّا الله، ونشهدُ ألّا دينَ إلّا الإيمان، وألّا رسولَ إلّا العقل، ولا إمامَ إلّا الضمير الإنساني، ولا كتابَ إلّا تجربةُ الحياةِ الذاتيةِ وعُمومُ التجربةِ البشرية.
وهكذا وجدنا أن قول:
«مَن يَّكفُر بِالطّاغوتِ وَيُؤمِن بِالله»
كأنه مساوق لمعنى:
«مَن يَّكفُر [بِالدّينِ] وَيُؤمِن بِالله»
ومن هنا حمل القرآنُ بذرةَ نقيضه، فنقض القرآنُ العقلي القرآنَ النصي، ونقض العقلُ دعوى الوحي.
21-22/03/2008



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 50 مقدمة «مع القرآن في حوارات متسائلة»
- 49 صفحات الختام من كتاب «لاهوت التنزيه»
- 48 تعليقات مسلم معتدل وحواراتي معه 5/5
- 47 تعليقات مسلم معتدل وحواراتي معه 4/5
- 46 تعليقات مسلم معتدل وحواراتي معه 3/5
- 45 تعليقات مسلم معتدل وحواراتي معه 2/5
- 44 تعليقات مسلم معتدل وحوارات معه 1/5
- 43 مضمون مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 7/7
- 42 مضمون مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 6/7
- 41 مضمون مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 5/7
- 40 مضمون مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 4/8
- 39 مضمون مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 3/8
- 38 مضمون مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 2/8
- 37 مضمون مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 1/8
- عندما تشكل الانتخابات تهديدا للديمقراطية
- 36 الإيمان بالله مقدمة لنفي الدين
- 35 الدينية واللادينية والإلهية واللاإلهية
- 34 الله: أبوته للإنسان وتجسده فيه وذكورته
- 33 مرة أخرى مع دعوى النبوة للأديان الإبراهيمية
- 32 الأديان الإبراهيمية ودعوى النبوة


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - 51 الدين والخمر والطاغوت وماركس