أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد مصارع - كلب خالتي قطنه














المزيد.....

كلب خالتي قطنه


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1434 - 2006 / 1 / 18 - 09:59
المحور: كتابات ساخرة
    


ليس كلب خالتي قطنه إرهابيا , انه من نوع كلب الراعي فقط , وهو لا يعيش في البراري ليحمي قطيعه من الضواري , بل يعيش وسط البلدة الكبيرة , حارسا مخيفا لخربة خالتي قطنه .
خالتي فضه تقول عن كلب أختها : هذا الكلب إنسان , ولا ينقصه سوى أن يتكلم .
حوش خالتي قطنه خربة , من بقية آثار مهجورة , ويتكون معظم الحوش من جدران فخارية , وطابوقها بارز كحروف الكتب القديمة المهملة , والملقاة فوق بعضها البعض , فقد تآكل الطين والجص , ومن النادر أن تجد بقعة مليصة تشهد على عمرانه السابق , ومعظم الغرف بدون سقوف , وبعضها يتدلى منها الخوص والقش والحصير , وبقايا أعمدة متآكلة , وبما أن كل انهيار سيبقى على حاله , فلا احد هنا ليزيحه سوى خالتي قطنه , فالبيت مهجور منذ سنوات , وأولاد خالتي قطنة الثلاث هاجروا البلدة الكبيرة نحو السويد .
جدران الحوش الخارجية واطئة , بينما الداخلية عالية , وتخفي الممرات فيما بينها مفاجآت كثيرة , أهونها تقافز دجاجة , أو عنترية ديك , أو عقارب صفر مستفزة الذيول , وقد تنام حية في مكان مرتفع قليلا مكان شباك تهالك خشبه , وخبا لونه فعاد بلون الحية والتراب , ولكن اشر المفاجآت العربيد الأسود الذي يدمدم , ويقف منتصبا ومتحديا, والذي قد يطاردك بصلف شديد , والويل من عضته .
ياله من حوش يخاف المرء من التجول فيه أثناء النهار ؟! .
كلب خالتي قطنه هو الوحيد الذي يضفي بوحشيته وصرامته أمانا على الحوش , وعلى المكان الذي يوجد فيه , أن كان يعرفك , وعلاقاتك الدبلوماسية معه حسنة .
قد يخطي أحد المارة , حين يتخيل الحوش المهجور خاويا , ويشرع بالتبول على أسواره , فانه ما يكاد يفعل ذلك , حتى يسمع زمجرة رهيبة , تجعله يفر فرارا مخزيا , مشمرا , ولا يكاد أن يستر عورته , والسلامة خير من عضة كلب ضخم الجثة , يتبعها الزرق بعشرات الإبر المسمارية الشكل .
كل يحمي نفسه , ولكن كلب خالتي قطنه , يحمي الدجاجات والبيض , وحرمة المنزل من كل إهانة ممكنة , ولذلك لن تجد طفلا واحدا يمتلك الشجاعة في ملاقاة كلب خالتي قطنه .
خالتي قطنه , هي الأكبر بين خالاتي , وزيارتها واجب , ولذلك حضرت مع كنتها وحفيدها الأصغر ياسين , وهو الرضيع في قماطه فوق العربة , وبعد أن تركهم الحارس الأمين , وكان الوقت آذان العصر , يصلون حتى عتبة الصحن الداخلي وجدوه واقفا يهمهم ويرعد بصوت عصبي غاضب , وكأنه يقول :
- أين أنتم ذاهبين , لا تتحركوا .
وخلال ثوان قفز بسرعة كبيرة والتقط ياسين الرضيع من قماطه , ووقف يحمله كرهينة لديه , حتى لا يتقدم أحد منهم خطوة واحدة نحو الغرفة الداخلية , كتمت ألكنة خوفها وندت عنها صرخة أمومة مرتعبة على صغيرها , ولم يتحرك احد , وبعد لحظة تصنم من كتم الأنفاس والدهشة , بادرت خالتي فضة لتهديد كلب خالتي قطنة قائلة :
- اسمع يا وال , (ليك ) هذا ياسين أخوك , و(آني ) فضة أخت أمك قطنة , والله إذا ماتركته وأخليت سبيله , فسأخبر أختي , وستضربك بالنعال , يا كلب ابن الكلب ....
كان الكلب يصغي إليها جيدا , وينظر بحرص بالغ لعويناتها المدورة والمكورة , وحين أحس بفراغ خالتي قطنة من الصلاة , أعاد ياسين الى سريره , ومشى أمام الموكب نحو غرفة خالتي قطنة , واثقا من نفسه كعادته , وحين سمع شكاية عليه , توارى داخل الحوش حتى لاتراه خالتي قطنة فقد أيقن أن خالتي فضه ستسبب له الضرب بالنعال , وكان يسمع من بعيد , الوعيد والتهديد :
- يا وال , ليك , والله ...



#احمد_مصارع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجمع الديمقراطي السوري وامتحان وحدة المعارضة السورية ؟
- درجة كبيرة من الحمق
- رسالتي للزعيم مسعود البر زاني
- نحو الاقتصاد العلمي
- غناء مبحوح بدون روح ؟
- الأخلاق والدين
- بين الخرافة والأسطورة ؟
- الى من أحب
- بعيدا عن الرياضيات
- ليلة ليلاء
- وعي التحدي أم تحدي اللا وعي
- حمام والكلب الفرنساوي
- الحوار المتمدن حر , فلماذا يحار ؟
- السجن
- شعوب (ماع ماع ) , وحكام طغاة رعاع ؟
- الشرق المقلوب ولزوم قلب الغرب ؟ - بقية
- الشرق المقلوب ولزوم قلب الغرب ؟
- الشرق الشوفيني , يساري أم يميني ؟
- السيناريو السوري المتوسط ؟
- المفروض والمطلوب من إعلان دمشق ؟


المزيد.....




- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد مصارع - كلب خالتي قطنه