أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سمير عادل - في يوم المرأة العالمي.. تشويه تأريخي وتحريف سياسي متعمد














المزيد.....

في يوم المرأة العالمي.. تشويه تأريخي وتحريف سياسي متعمد


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5451 - 2017 / 3 / 5 - 22:38
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ليس يوم المرأة العالمي هو يوم احتفال او عيد المرأة كما تروج لها سائر الاحزاب والقوى والحركات النسوية البرجوازية الفمنستية، ومنظمات تعرف نفسها بمنظمات المجتمع المدني التي تدور في فلك السياسات البرجوازية وتروج لافكارها ومعتقداتها حول المرأة، وتنظم وتسعى وتعمل بجد لتسويق فكرة ان يوم المرأة العالمي هو "عيد المرأة"، وليس يوم الاحتجاج والنضال ضد التمييز الجنسي الواقع على المرأة.
ان جذور يوم المرأة تعود الى احتجاجات واضرابات العاملات وخاصة في قطاع النسيج في الولايات المتحدة الامريكية في منتصف القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، والتي رفعن فيها شعارات تخفيض ساعات العمل الى 10 - 8 ساعات ورفع الاجور. بيد ان البرجوازية بجميع تياراتها، الليبرالية والديمقراطية والقومية والاسلامية، لا يروق لها يوم المرأة العالمي بأنه يوم احتجاج، وليس يوم احتفال ولا هو عيد المرأة التي ترزح تحت كل اشكال الظلم الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، ولا يقض مضجعها سوى اممية اليوم، حيث تخرج الملايين من نساء العالم يد بيد يرفعن شعار واحد ضد التمييز الجنسي، ويتوحدن في صف واحد مع رفاقهم العمال ضد الطبقة البرجوازية، التي هي ذي محتوى واحد في استغلال النساء ومعاملتها من الدرجات الدنيا، ولكن الاختلاف بينها فقط بالدرجات.
وحتى الحركة الفمنستية، فيوم المرأة العالمي بالنسبة لها، ليس هو يوم احتجاج ضد النظام الطبقي الذي دون تمييز وظلم سواء كان جنسيا او عرقيا او قوميا لا يمكن له الاستمرار وادامة حياته، ولا هو يوم رسخت جذوره في تأريخ الحركة الثورية للمجتمع البشري قادتها المرأة العاملة، ولا هو يوم انهاء ظلم المرأة المرتبط بأنهاء النظام الرأسمالي، بل ان رجعية تلك الحركة تكمن بحرف الانظار عن سبب ظلم المرأة وحصرها بالرجل، وكأن القوانين والقضاء والتشريع من صنع الرجال الصالحين او غير الصالحين، وليس من صنع الطبقات المالكة الحاكمة وبما تتناسب مع مصالحها المادية. انها بالنتيجة تحاول انقاذ النظام الرأسمالي من توجيه حراب نضال المرأة والطبقة العاملة تجاهه.
في العراق، اراد التيار القومي البعثي الالتفاف على يوم المرأة، فمن جهة حاول طمس هذا اليوم ورمزيته وامميته، ومن جهة ثانية اراد الحفاظ على الشكل والمحتوى الرجعي لحزب البعث الذي يقود التيار القومي في العراق. فقد ابتدع يوم ٥ اذار الذي سماه بيوم المرأة العراقية، الذي لا يدل الا على المحتوى القومي بتبني "العراقية" وفصلها عن الجانب الاممي للحركة النسوية، وطمس المحتوى النضالي ليوم المرأة. ويكفي ان نستعرض بشكل مختصر وسريع تاريخ التيار القومي الذي حكم العراق، كأحد اجنحة البرجوازية، فعند حال اشتداد الازمة الاقتصادية عليه بسبب تكاليف حربه القومية مع ايران، حتى انقلب على منجزات المرأة، فتحولت خطابات زعيمه صدام حسين الى خطابات داعية اسلامي كما خطاب اردوغان تركيا اليوم، فطلب من النساء عدم مزاحمة الرجال في سوق العمل، والتفرغ لتربية الاطفال، كما اصدر قوانين ترشيق الدولة في منتصف الثمانينات الذي سرح بموجبها الاف من النساء من الوظائف دون اي ضمان اجتماعي، وفي 1991 اصدر قرار ١١١ لمجلس قيادة الثورة التي يجيز بموجبه قتل المرأة من قبل ذويها لمجرد الشك بها، وفي عام ١٩٩٦ اطلق الحملة الايمانية التي دفعت النساء بالقوة للحجاب وفرض الزي الاسلامي عليها في قطاعات الدولة والتحريض في الجوامع والمساجد ضد النساء، ونتج عنه رش ماء النار او حامض النتريك المسمى بالعامية "التيزاب" على النساء اللواتي لا يلتزمن بالزي الاسلامي وخاصة في المناطق الغربية من العراق. فظهور الحجاب وزي البراقع والخمار الذي فرض على النساء في العراق ونشاهده اليوم، هو نتاج التيار القومي العروبي وحملته الايمانية المسعورة بعد منتصف التسعينات.
اما التيار الاسلامي الذي يحكم اليوم في العراق، فيوم المرأة العالمي اكثر الايام حالكة بالظلام عليه، ولم يجلس ساكن اسوة ببقية التيارات البرجوازية، فقد حاول محو يوم المرأة العالمي من تاريخ المجتمع العراقي، بأحلال ميلاد "فاطمة الزهراء" زوجة الخليفة الرابع علي بن ابي طالب كيوم للمرأة، وبقدر ما هو محاولة لتفريغ المحتوى النضالي ليوم المرأة العالمي، فبنفس القدر هو سعي محموم الى جانب مساعيه الحثيثة في ترسيخ الطائفية في ذهنية المجتمع. فكما يعرفه الجميع ان الهوية السياسية والايديلوجية للتيار الاسلامي بكل اطيافه، هو تكبيل المرأة واستعبادها وتحويلها الى سلعة جنسية واداة لتربية الاطفال، وان يوم المرأة هو احتجاج واعتراض ضد هذه العبودية وانهائها، واحلال المساواة الحقيقية المطلقة بين المرأة والرجل.
بعبارة اخرى ان مساعي جميع الحركات البرجوازية في يوم المرأة تصب جميعها في قلع هذا اليوم من جذوره الطبقية، والتعمية على اساس الظلم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والقانوني على المرأة الذي هو ظلم طبقي سافر.
في يوم المرأة نقول ان الملايين من النساء في العراق اللواتي يمارسن العمل المنزلي، هن جزء من الطبقة العاملة، وان ثمرة عملهن في تربية الاطفال وادارة شؤون البيت، يسرق بشكل سافر من قبل الدولة كما يسرق فائض عمل العمال في المواقع الانتاجية والخدمية، وعلى الطبقة العاملة والحركة النسوية ان تدرج دفع اجور العمل المنزلي في لائحة مطالبها.
في يوم المرأة نقول ان تحرير المرأة في العراق يكون بتمزيق الدستور الطائفي، وقوانين احوال الشخصية والبطاقة الوطنية، وسن دستور علماني وقوانين تكفل المساواة التامة والمطلقة للمرأة مع الرجل وانهاء كل اشكال التمييز الجنسي والعرقي والقومي من تلك القوانين.
ان قضية المرأة هي قضية الطبقة العاملة والحركة الشيوعية، وان تحقيق مطلب المساواة التامة او المطلقة على جميع الاصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والقانونية للمرأة مع الرجل ترتعد منها البرجوازية بكل تياراتها في الغرب او في الشرق، لان بمساواة المرأة مع الرجل يعني ضرب قلعة استثمار الانسان للإنسان الذي يقوم عليه عالمنا المقلوب.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمال والطائفية
- المليشيات والفوضى الخلاقة
- الترهات الدينية والهوية الأيديولوجية
- الكابوي القومي والهيمنة بالبلطجة
- -الديمقراطية- بين نازية ترامب وفاشية الاحزاب الاسلامية في ال ...
- -المصالحة المجتمعية- وسياسة التضليل
- الدين في العراق ونموذج الفاتيكان
- العمال والاسلام الحاكم
- اطلاق سراح افراح شوقي يطرح اسئلة كثيرة على حكومة العبادي
- المافيا تحكم العراق
- حلب وافول عالم القطب الواحد والمضي في التقسيم الطائفي للعراق
- الزيف والتعمية الاعلامية في حلب والموصل
- ماذا يقول العمال الشيوعيون عن موازنة ٢٠١&# ...
- المدنيون في حلب والمدنيون في الموصل
- -الحشد الشعبي- ومستقبل التحالف الشيعي
- الاقاليم السبعة وموقف الشيوعيون
- تحضير ارواح سياسة البعث الفاشي في كركوك والموصل
- التسوية التاريخية بين عمار الحكيم والعمال الشيوعيين
- سرك الفضائح الجنسية والخيار بين الطاعون والجدري
- حثالة البرجوازية والموازنة


المزيد.....




- لبنان.. العثور على جثّة امرأة مقطّعة في المية ومية
- ما هي العوائق التي تواجه النساء في إجراء تصوير الثدي بالأشعة ...
- توصية بتشريع الإجهاض في ألمانيا.. بين الترحيب والمعارضة
- السعودية.. القبض على رجل وامرأة ظهرا بطريقة -تحمل إيحاءات جن ...
- -ملكة جمال الذكاء الاصطناعي-.. الإعلان عن مسابقة هي الأولى م ...
- ازاي احمي المراهق/ة من التنمر؟
- كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2024 والشروط ا ...
- “قدمي الآن” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالمنزل في ا ...
- شروط صرف منحة الزواج ومقدارها والمستندات المطلوبة من التأمين ...
- تطابق الحمض النووي.. شقيقان مراهقان يوجهان تهمًا بـ-الاعتداء ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سمير عادل - في يوم المرأة العالمي.. تشويه تأريخي وتحريف سياسي متعمد