أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ناصر المنصور - الثَّدْيُ والكِتَاب المُقَدِّسُ ج ( 2 )















المزيد.....


الثَّدْيُ والكِتَاب المُقَدِّسُ ج ( 2 )


ناصر المنصور

الحوار المتمدن-العدد: 5451 - 2017 / 3 / 5 - 17:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



(سفر حزقيال 16: 7)
جَعَلْتُكِ رَبْوَةً كَنَبَاتِ الْحَقْلِ، فَرَبَوْتِ وَكَبُرْتِ، وَبَلَغْتِ زِينَةَ الأَزْيَانِ. نَهَدَ ثَدْيَاكِ، وَنَبَتَ شَعْرُكِ وَقَدْ كُنْتِ عُرْيَانَةً وَعَارِيَةً.

تفسير أصحاح 16 من سفر حزقيال للقس أنطونيوس فكري (حز 16: 7)
جعلها الله جميلة، فكم من مدن جميلة وحضارات عريقة وفلسفات وعلوم، لم يبخل الله على العالم بشئ. (وشئ شبيه بذلك فلقد إستمر العالم الشيوعى يسب الله أكثر من سبعين سنة، والله يفيض عليهم قوة وعلم وغذاء..... إلخ). ولاحظ أنه بالرغم من إضطهاد المصريين لشعب الله، قول الكتاب عنهم "ولكن بحسبما أذلوهم هكذا نموا وإمتدوا فإختشى منهم المصريون خر1: 12. الله أعطاهم نمواً عددياً. والله أعطى لبقية الشعوب نمواً ونضجاً عقلياً وصار للعالم جمال ونضج وفكر = نهد ثدياك ونبت شعرك = فالتشبيه بعروس، والعروس لا تخطب إلا إذا نضجت وعلامة النضج للفتاة ثدياها، ألن تستعملهما في إرضاع أولادها. والكنيسة ترضع أولادها لينموا في الإيمان. هذا القول يشير لأن المسيح أيضاً أتى في ملء الزمان (غل 4: 4) بعد أن صار العالم ناضجاً مستعداً لذلك المجئ. واليهود كان لهم ثديان يرضعان منهما أولادهم وهم الناموس والأنبياء. والكنيسة لها أيضاً ثديان هما العهد القديم والعهد الجديد.
عريانة وعارية = تكرار القول فيه إشارة:-
1) لأنها مولودة بالخطية فعريانة إشارة للخطية الأصلية، وعارية إشارة لخطاياها الحالية.
2) عريانة إشارة للخطية، فآدم لم يشعر أنه عريان إلا بعد أن أخطأ، وعارية فيه إشارة للشعور بعدم الإحتياج للمسيح رؤ 3: 17 وبالتالي لا يلجأوا إليه. فالمسيح وحده هو الذي يستر، ورمزا لهذا إستتر آدم بذبيحة.
3) عريانة إشارة لليهود بسبب تعديهم على الناموس، وعارية إشارة للأمم لخطاياهم.

(سفر حزقيال 23: 21)
وَافْتَقَدْتِ رَذِيلَةَ صِبَاكِ بِزَغْزَغَةِ الْمِصْرِيِّينَ تَرَائِبَكِ لأَجْلِ ثَدْيِ صِبَاكِ.

تفسير أصحاح 23 من سفر حزقيال للقس أنطونيوس فكري (حز 23: 21)
الآيات (11-21):-" 11«فَلَمَّا رَأَتْ أُخْتُهَا أُهُولِيبَةُ ذلِكَ أَفْسَدَتْ فِي عِشْقِهَا أَكْثَرَ مِنْهَا، وَفِي زِنَاهَا أَكْثَرَ مِنْ زِنَا أُخْتِهَا. 12عَشِقَتْ بَنِي أَشُّورَ الْوُلاَةَ وَالشِّحَنَ الأَبْطَالَ اللاَّبِسِينَ أَفْخَرَ لِبَاسٍ، فُرْسَانًا رَاكِبِينَ الْخَيْلَ كُلُّهُمْ شُبَّانُ شَهْوَةٍ. 13فَرَأَيْتُ أَنَّهَا قَدْ تَنَجَّسَتْ، وَلِكِلْتَيْهِمَا طَرِيقٌ وَاحِدَةٌ. 14وَزَادَتْ زِنَاهَا. وَلَمَّا نَظَرَتْ إِلَى رِجَال مُصَوَّرِينَ عَلَى الْحَائِطِ، صُوَرُ الْكَلْدَانِيِّينَ مُصَوَّرَةً بِمُغْرَةٍ، 15مُنَطَّقِينَ بِمَنَاطِقَ عَلَى أَحْقَائِهِمْ، عَمَائِمُهُمْ مَسْدُولَةٌ عَلَى رُؤُوسِهِمْ. كُلُّهُمْ فِي الْمَنْظَرِ رُؤَسَاءُ مَرْكَبَاتٍ شِبْهُ بَنِي بَابِلَ الْكَلْدَانِيِّينَ أَرْضُ مِيلاَدِهِمْ، 16عَشِقَتْهُمْ عِنْدَ لَمْحِ عَيْنَيْهَا إِيَّاهُمْ، وَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِمْ رُسُلاً إِلَى أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ. 17فَأَتَاهَا بَنُو بَابِلَ فِي مَضْجَعِ الْحُبِّ وَنَجَّسُوهَا بِزِنَاهُمْ، فَتَنَجَّسَتْ بِهِمْ، وجَفَتْهُمْ نَفْسُهَا. 18وَكَشَفَتْ زِنَاهَا وَكَشَفَتْ عَوْرَتَهَا، فَجَفَتْهَا نَفْسِي، كَمَا جَفَتْ نَفْسِي أُخْتَهَا. 19وَأَكْثَرَتْ زِنَاهَا بِذِكْرِهَا أَيَّامَ صِبَاهَا الَّتِي فِيهَا زَنَتْ بِأَرْضِ مِصْرَ. 20وَعَشِقَتْ مَعْشُوقِيهِمِ الَّذِينَ لَحْمُهُمْ كَلَحْمِ الْحَمِيرِ وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ الْخَيْلِ. 21وَافْتَقَدْتِ رَذِيلَةَ صِبَاكِ بِزَغْزَغَةِ الْمِصْرِيِّينَ تَرَائِبَكِ لأَجْلِ ثَدْيِ صِبَاكِ."

كانت أهوليبة = يهوذا أفضل نسبياً من أختها وسر ذلك وجود الهيكل وسطها، ولذلك فإن الله أعطاها فرصة أخرى أيام حزقيا، فلم تدمر أشور يهوذا، بل حطم الله جيش أشور على أسوار أورشليم (يوم الـ185,000) لينقذ يهوذا وأورشليم معطياً لهم فرصة أخرى. ولكن كانت أشور قد حطمت إسرائيل المملكة الشمالية وهذا معنى الآيات (11-13). وكان المفروض أن تتعظ يهوذا مما حدث لإسرائيل فتترك عبادة الأوثان.
ولكن يهوذا عادت وفسدت أكثر من إسرائيل، بل أن حزقيا فتح قصره وفتح الهيكل للبابليين لإعجابه بهم وظنه أنهم سيكونون له الحليف القوى، وكان فتح الهيكل والقصر للبابليين بمثابة كشف عورة يهوذا لهم (آية 18) أما الشعب ففرح بملابسهم وفرسانهم وخيلهم، فهم فرحوا بكل ما هو غريب وأجنبى وإزدروا بتقاليدهم وبدينهم وإعتبروه حقيراً بجانب الممارسات المثيرة لهذه الشعوب (إش 8:5-8)، بل هم عشقوا صور الكلدانيين، وفرحوا بأن يقيموا أحلافاً معهم. وربما أرسلوا يطلبون صوراً لهياكلهم وأصنامهم ليستخدموها في عبادتهم. وكانت هذه الصور مصورة بمغرة = المغرة هي مسحوق أكسيد الحديد، ويوجد في الطبيعة مختلطاً بالطفال، وقد يكون أصفراً أو أحمر بنياً ويستعمل في أعمال الطلاء.
ملحوظة على الآية 14وَزَادَتْ زِنَاهَا. وَلَمَّا نَظَرَتْ إِلَى رِجَال مُصَوَّرِينَ عَلَى الْحَائِطِ = أليس هذا هو حال كل من يجرى وراء الصور والأفلام الخارجة الآن.
وجفتهم نفسها = هذه طبيعة عبودية الخطية والشيطان، فحين نسلم أنفسنا لهم يستعبدوننا فنكرههم لقسوتهم. وللأسف يستمر الخطاة في السعى وراء شهوتهم من أجل اللذة الجسدية مع أنهم يعلمون أن في توبتهم الخلاص من العبودية التي هم فيها. (هذه مثل ما قال الشاعر" داونى بالتى كانت هي الداء") . وعوضاً عن أن تستنجد بإلهها، ذهبت يهوذا للمصريين أيام يكنيا وصدقيا فهي ذكرت أيام صباها التي فيها زنت بأرض مصر = كما لو كانوا يسترجعون متعتهم بنكهة البصل والكرات التي أكلها الشعب في مصر، أو بالأحرى أوثان مصر فهم عشقوا معشوقيهم = أي إشتهوا من أحبوهم سابقاً أي المصريين وهم في نظر الله لكبريائهم وغباوتهم في وثنيتهم، وتعاملهم مع الشياطين في ديانتهم كالخيل والحمير، فهي في زناها كأنها إشتهت أن تزنى مع حيوانات وهذا شيء بالغ النجاسة. بل في زناها مع هؤلاء النجسين بوثنيتهم دخل فيها نفس النجاسة وكأنها تلقحت بمحبة العبادة الوثنية وهي الزنا الروحي وبما تشمله من زنا جسدي. فهي بهذا إفتقدت رذيلة صباها = أي تذكرت خطايا صباها من عبادة وثنية في مصر، فإشتهت العودة للخطية مرة ثانية.
ولكل هذا يقول الله جفتها نفسي . ونجد التشبيه هنا فيه إشارة لغبائهم فهم لم يفهموا ولم يتعلموا من نتائج ما حدث لأختهم الكبيرة إسرائيل (آية 10) فصاروا كالحمير لا يفهمون. وفي جريهم وراء شهواتهم صاروا كالخيل (إر5: 8).


(سفر حزقيال 23: 34)
فَتَشْرَبِينَهَا وَتَمْتَصِّينَهَا وَتَقْضَمِينَ شُقَفَهَا وَتَجْتَثِّينَ ثَدْيَيْكِ، لأَنِّي تَكَلَّمْتُ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.

تفسير أصحاح 23 من سفر حزقيال للقس أنطونيوس فكري (حز 23: 34)
من إشتهتهم سيكونون هم سبب خرابها. وسيخربها الكلدانيين أي البابليين المكون جيشهم من قبائل مختلفة فقود وشوع وقوع = وهي قبائل من شرق نهر دجلة. وبقايا جيش أشور الذي إنضم إلى بابل بعد خراب أشور بيد بابل. شهراء = مشهورين ولهم أسماء معروفة. ويقطعون أنفك وأذنيك = كانت هذه عادة أشورية، فهم يقطعون أنوف وأذان الملوك والأمراء والعظماء من أسراهم ويضعونهم في أقفاص ويعرضونهم أمام شعوبهم للسخرية منهم. ومعنى يقطعون أنفك = أي ملكها الذي كان ينبغى أن يكون في المقدمة له حاسة التمييز، فيدرك الطريق الآمن ويقود شعبه له لكنه ذهب للطريق الخطر بتحالفه مع مصر. أما المعنى الروحي لنا فثمر الخطية هو فقداننا روح التمييز الذي به ندرك الحق ونرفض الباطل. وأذنيك = هذا يشير لسبى الكهنة ومشيرى الملك الذين عوضاً عن أن يسمعوا صوت الله ويميزوا إرادته ويستمعوا لأنبيائه إستمعوا لشهوات قلوبهم. والمعنى الروحي لقطع الأذنين هو تحجر القلب نتيجة الإصرار على الخطية ومقاومة صوت تبكيت الروح القدس، الذي يبكت على الخطية فحينئذ ينطفئ الروح (1تس5: 19) وما يعود الإنسان يسمع صوت التبكيت . أما بقية أورشليم فتهلك بالسيف = إشارة لهلاك الشعب بسبب هذه التصرفات، وهذا يرمز لهلاك الجسد الذي يتدنس ويهلك بسبب حرماننا من نعمة التمييز وعدم سماعنا لصوت الله. ويأخذون بنيك وبناتك = قد يأخذونهم سبايا أو يقدمونهم محرقات. وهذا يشير لتبديد المواهب والطاقات، فبدلاً أن تقدم لخدمة الله تستخدم لحساب الشيطان. وينزعون عنك ثيابك = الخطية الأولى سببت الإحساس بالعرى، والله من نعمته كسا البشر وستر عليهم، ولكن من يرتد عنه تذهب عنه نعمة الله فيعود للعرى والفضيحة ثانية، إذ حرم نفسه من ستر الله. ويأخذون أدوات زينتك = لقد جعلها الله جميلة وكساها ولكن كل شيء سيذهب للبابليين.وأبطل رذيلتك عنك = إذاً الله سمح بكل هذا ليبطل الرزيلة وليس للإنتقام. وهذا معنى = لا تذكرين مصر بعد.
آية 29 نجد أن الله يحذرهم من ضياع كل البركات التي أفاض بها عليهم، إذ هم إستخدموها في شرورهم، بل قدموها للشر فأصبحوا لا يستحقونها .
وبعد هذه الضربات التي تشربها كما تشرب كأس تحير وخراب. تشربها كما شربت أختها كأسها...... تجتثين ثدييك = المقصود أنها ستتخلى عن كل ما كان يثيرها وتترك عبادة الأصنام تماماً. وبهذا تكره خطيتها، وأليس هذا ما عمله الله مع داود إذ زنى وقتل، فسمح الله بدخول الزنى والقتل إلى بيته، ولنتصور حال داود ليلة هربه من وجه مؤامرة إبشالوم ضده... هل كان يشتاق للخطية مرة أخرى... لا بل هو قد كرهها إذ رأى نتائجها وبهذا تطهر قلبه من هذه الخطايا.
كأس تحير وخراب = هذه حالة من الضياع والتخبط واليأس يصل إليها الخاطئ، فيها لا يدرى ماذا يفعل، فحينما أطفأ الروح القدس داخله، فقد كل إستنارة تقوده في طريقه، فالروح القدس هو روح النصح (2تى1: 7).
ملحوظة :- خرابها جاء على يد من أحبتهم حباً خاطئاً، وهكذا الحب الخاطئ يتحول لكراهية شديدة (راجع قصة أمنون وثامار أولاد داود) ولاحظ أن الله يسمح بهذا لعل الخاطئ يكره هذه الخطية ويتركها فيخلص بدلاً من أن يهلك.

(سفر أيوب 3: 12)
لِمَاذَا أَعَانَتْنِي الرُّكَبُ، وَلِمَ الثُّدِيُّ حَتَّى أَرْضَعَ؟

تفسير أصحاح 3 من سفر أيوب للقس أنطونيوس فكري (أي 3: 12)
هنا أيوب في يأسه يتمني لو كان قد مات عقب ولادته مباشرة. لماذا أعانتني الركب ولماذا الثدي حتى أرضع= الطفل المولود يكون ضعيفًا جدًا. وإن لم تحفظه قدرة الله وعنايته يهلك. والعناية الإلهية وضعت الرحمة في قلوب الأمهات، بل رحمة وشفقة من كل الناس لأي طفل.
وتذمر أيوب هنا معناه، وما فائدة هذه الرحمة والشفقة، ولماذا الركب التي حملت عليها (تدليل الطفل علي الركب علامة الحنان أش 12:66 + تك 23:50) ولماذا أرضعتني أمي، كان الأفضل لكل هؤلاء أن يتركونني أموت صغيرًا من أن أعاني ما أعانيه الآن. ولنلاحظ أن الجحيم هو المكان الوحيد الذي يصلح أن يقال عنه هذا الكلام فهم هناك سيشتهون الموت ولا يجدونه. أما نحن على الأرض فمهما كانت ألامنا، يجب أن يكون لنا رجاء أن الله سيتدخل وينهيها وحتى إن لم يسمح بأن ينهيها فيجب أن يكون لنا رجاء في السماء. ونلاحظ أننا في العهد الجديد لنا إمكانيات أكبر من إمكانيات أيوب في احتمال الآلام بسبب:-
1. التأمل في يسوع المصلوب والمتألم بسبب خطايانا وهو القدوس البار.
2. ثقتنا الأكيدة في حياة المجد الأبدي التي أعدها الله لنا وهذا يعطينا احتمال وصبر. وكانت فكرة القيامة والمجد الأبدي غير واضحة في العهد القديم. لذلك علينا أن لا نلوم أيوب بشدة على كلماته الصعبة.
3. الروح القدس الساكن فينا الآن، وفي كل المؤمنين هو الروح المعزي الذي يعطي عزاء وقت التجربة فمن ثماره السلام الذي يفوق كل عقل. وأيضًا فهمنا أن الآلام هي لكي نكمل، ولذلك فكل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله (رو 8: 28).
أما حالة اليأس والتذمر ضد أحكام الله فتفقد الإنسان سلامه الداخلي، وهي حالة خصام مع الله فيها تزداد حالة الإنسان كآبة فوق ألمه. وهناك من في يأسه يتمني الموت، ومن الأقوال المشهورة "يا رب فلتأخذني الآن فأنا لا أحتمل" ومن مراحم الله أنه لا يستجيب لأنه لو مات الإنسان في يأسه لهلك. فالإنسان الذي يؤمن بالله ومملوء بالروح القدس، يكون مملوءًا من الرجاء والثقة في الله. وبدون هذا الرجاء نصير أشقي جميع الناس. يضاف لهذا أن التذمر وعدم الصبر إذا ملأت القلب يحتقر الإنسان مراحم الله وبركاته، وتخرج الإنسان عن صوابه ويصير ناكرًا للجميل. وهذا عكس قول بولس الرسول "لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح فذاك أفضل جدًا". هنا بولس يشتهي أن يري أمجاد السماء، هو يقول هذا في ملء الرجاء وليس في حالة يأس، والدليل أنه يكمل "لكن أن أبقي ألزم لأجلكم" فهو يريد أن ينطلق للسماء لكنه في تسليم كامل لمشيئة الله يسلم لله قائلًا "إن أردت يا رب أن تعطيني حياة لأخدمك فليكن ليس كإرادتي بل كإرادتك. قول بولس هنا في (في 23:1، 24) فيه منتهي التسليم والرجاء ولنلاحظ أننا حين نشتهي الموت لنكون مع المسيح ولكي نتحرر من خطايانا يكون هذا من عمل النعمة. ولكن حين نشتهي الموت لمجرد أن نتخلص من متاعب هذه الحياة كان هذا دليلًا على اليأس وفساد الإنسان الداخلي.


(سفر يوئيل 2: 16)
اِجْمَعُوا الشَّعْبَ. قَدِّسُوا الْجَمَاعَةَ. احْشُدُوا الشُّيُوخَ. اجْمَعُوا الأَطْفَالَ وَرَاضِعِي الثُّدِيِّ. لِيَخْرُجِ الْعَرِيسُ مِنْ مِخْدَعِهِ وَالْعَرُوسُ مِنْ حَجَلَتِهَا.

تفسير أصحاح 2 من سفر يوئيل للقس أنطونيوس فكري (يوء 2: 16)
هنا الله يطلب منهم توبة جماعية يشترك فيها الكهنة والشيوخ والأطفال بل حتى العريس والعروس فهذا ليس وقت أفراح عالمية والخطر قادم . حجلتها = الخيمة المخصصة للأعراس. مطلوب توبة من نوع توبة نينوى فلأن الخطية انتشرت بين الجميع فعلي الجميع أن يقدموا توبة. بين الرواق والمذبح = على الكهنة الذين كان عملهم تقديم الذبائح بين الرواق والمذبح أن يبكوا في هذا المكان. ويقدموا توبة حقيقية بدموع عوضًا عن العبادة الشكلية. وأن يقدموا توبة في هذا المكان بالذات حيث قتلوا زكريا، وبذلك لا تتسلط عليهم الأمم فيصيروا ضحكة وهزءًا = حتى تجعلهم الأمم مثلًا. أين إلههم = النبي يغار على اسم الرب وهو لا يطيق أن يسمع الأمم يقولون أن الله غير قادر على حماية شعبه، والعيب ليس في عدم قدرة الله بل في خطية الشعب.

(سفر نشيد الأنشاد 1: 13)
صُرَّةُ الْمُرِّ حَبِيبِي لِي. بَيْنَ ثَدْيَيَّ يَبِيتُ.

تفسير أصحاح 1 من سفر النشيد للقس أنطونيوس فكري (نش 1: 13)
النفس أو الكنيسة التى عرفت أن قوة كرازتها هو فى وجود عريسها فيها، إحتفظت به فى داخلها بين ثدييها كصرة مر أى أعلنت إحتمالها الألام لأجله. وهنا إنتشرت رائحته الحلوة للجميع بالأكثر. وصار تعليمها مقبولا لدى الناس بسبب رائحة إحتمالها للألام لأجل مسيحها. وهذا ما يجعل الآخرين يسألونها عن عريسها هذا الذى تحتمل الألام لأجله.

المر = يشير للألم (بطعمه المر) ويشير للرائحة العطرة، فاحتمال الألم لأجل المسيح له رائحة عطرة. بين ثديي يبيت = على صدري بجانب قلبي يبيت. قلبي هو موضع راحته. هكذا كان يصنع القديس يوحنا الحبيب. وتشير صرة المر بين الثديين إلى :-
1- أن مسيحها تألم وكان صرة مر (مملوء ألاماً) وبألامه فاحت رائحة محبته حين فتحت هذه الصرة على الصليب، فملأ حبه قلبها لأنها شعرت بأن حبه أُعْلِنَ أولاً.
2- النفس شعرت بمحبة المسيح إذ فاحت رائحة حبه فملكته عليها ، وعندما صار له مكانا فى قلبها فاحت رائحته منها "لأننا رائحة المسيح الزكية" (2كو2 : 15) . بل قررت النفس إحتمال صليبها كما إحتمل هو لأجلها، فأظهرت إحتمالها الألام والصليب (المر) لأجله، فظهرت كصورة له حاملة صليبها مثله.
1- بعد أن صار المسيح داخل النفس وبين ثدياها، صار هو مصدر تعليمها الذى ترضعه لأولادها لتجذبهم له. (الثديين هما العهد القديم والعهد الجديد وهو مشرع كلاهما).
2- كانت العادة أن الزوجة تعلق صورة زوجها الغائب في عنقها علامة محبتها وولائها له إذ تستقر صورته على صدرها. وهنا نرى أن العروس تظهر صورة عريسها للآخرين أى تظهر محبتها وإخلاصها له، وهكذا نشهد نحن للمسيح أمام الكل.
5- صرة المر أيضاً تشير لعادة عند البنات في تلك الأيام. إذ كن يلبسن صرة مر على صدورهن فيفوح منها رائحة عطرة (كان المر برائحته العطرة هو أشهر عطور ذلك الزمان) . هكذا كل من قبل المسيح وصليبه تفوح رائحته.

(سفر نشيد الأنشاد 7: 7)
قَامَتُكِ هذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ، وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ.

تفسير أصحاح 7 من سفر النشيد للقس أنطونيوس فكري (نش 7: 7)
النخلة= تمتاز بطولها واستقامتها وبأن لها جذور قوية تحصل بها على الماء من العمق. ولذلك شبه القديسين بالنخل "الصديق كالنخلة يزهو" فهو يعيش مستقيمًا ويدخل للعمق، وكلما دخل للعمق يرتوي من مياه الروح القدس. ونلاحظ أن السبعين رسولًا رُمِزَ لهم بسبعين نخلة في العهد القديم (خر27:15). ولذلك كان بيت الله مزين بالنخيل (1مل29:6، 32، 35+ 36:7). ورأينا في سفر الرؤيا السمائيين وقد حملوا سعف النخيل (رؤ9:7) علامة النصرة.
وهكذا قابل الشعب المسيح بسعف النخيل في دخوله لأورشليم (يو13:12)، إذ كانوا يستقبلونه كملك منتصر. وثدياك بالعناقيد= الثديان بهما يُطعمون الأطفال. والثديان يرمزان للعهد القديم والجديد، بهما تُشبع الكنيسة أولادها. ولاحظ أن الثديان هنا مشبهان بالعناقيد فهما مملوءان خمرًا رمز الفرح لذلك يقول القديس بولس الرسول "إن كان وعظ ما تسلية ما ففي المحبة في المسيح" فبدون المسيح لا فرح (في1:2).

(سفر نشيد الأنشاد 8: 8)
لَنَا أُخْتٌ صَغِيرَةٌ لَيْسَ لَهَا ثَدْيَانِ. فَمَاذَا نَصْنَعُ لأُخْتِنَا فِي يَوْمٍ تُخْطَبُ؟

تفسير أصحاح 8 من سفر النشيد للقس أنطونيوس فكري (نش 8: 8)
لنا أخت صغيرة= قد يكون هذا قول كنيسة العهد القديم إذ إنشغلت بالأمم الوثنيين غير المؤمنين (أي أخذت تفكر في طريقة خلاص نفوسهم وهم ليس لديهم شريعة ولا أنبياء). وقد يكون هذا قول كل نفس أحبت المسيح وتذوقت حلاوة الحب إذ انشغلت بكل من لم يعرف المسيح بعد ولم يتذوق النعمة وليس له ثمر روحي بعد. ليس لها ثديان= ليس للأمم الوثنية ناموس ولا توراة، ليس لهم عهد جديد أو عهد قديم، ليس لهم كلمة الله ولا رؤيا إلهية وهكذا كل نفس لم تتذوق لذة الكتاب المقدس. فماذا نصنع لأختنا في يوم تخطب= أي إذا جاء رسول للمسيح ليخطبها له، كيف ستتعرف عليه ؟ فالأخت الكبرى تسند وتصلي للأخت الصغرى التي لم تكتشف الحق الإنجيلي بعد ولم تتعرف على المسيح عريسها. ولعل هذه الآية كانت في فكر مرقس الرسول حينما أتى إلى مصر بعبادتها الوثنية وفلسفتها الوثنية، ما هو المدخل الذي يدخل به لهؤلاء الناس ليكلمهم عن المسيح ويخطبهم عروسا له، وكانت هذه الآية في فكر بولس الرسول حينما وقف أمام فلاسفة الأريوس باغوس في أثينا. ولكن الروح القدس يعطى في تلك الساعة ما نتكلم به. وبولس الرسول يقول لأهل كورنثوس "خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح" وكان يشير لدعوتهم للإيمان بكرازته.

________________________

ملاحظة

تم حذف تفسير سفر النشيد للبابا شنوده الثالث من

موقع الأنبا تكلاهيمانوت القبطي الأرثوذكسي
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مصر

http://st-takla.org/P-1_.html



#ناصر_المنصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثَّدْيُ والكِتَاب المُقَدِّسُ ج ( 1 )
- نشيد الإنشاد وزكريا بطرس والمتطرفون ج2
- الإسلاميون ونشيد الإنشاد وزكريا بطرس ورشيد ج1
- القُرْآن الكَريمُ وبِئْرُ زَمْزَمَ والكِتَابُ المُقَدِّسُ صَ ...
- بولس إسحق بين أهل السنة والأرثوذكس
- بولس والحرية والفكر والإلحاد بين الإسلام والمسيحية
- النبي طه والكتاب المقدس .
- مخلف الشمري ومعركة التنوير في السعودية
- الإرهاب والتعليم بين آل سعود والوزير الجديد
- الإرهاب بين آل سعود وآل داعش ( 1 )
- ابن سعود والإغريق والثيوقراطية والمدنية


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ناصر المنصور - الثَّدْيُ والكِتَاب المُقَدِّسُ ج ( 2 )