أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - كل التضامن والاحترام لطلاب جامعة واسط المعتقلين















المزيد.....

كل التضامن والاحترام لطلاب جامعة واسط المعتقلين


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 5451 - 2017 / 3 / 5 - 14:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قيل لمعاوية بن أبي سفيان : أنت من الفئة الباغية التي حذرنا منها النبي العربي الكريم، فقال : وكيف ذلك؟ قيل له : لأنك قتلت صاحب النبي عمار بن ياسر في معركة صفين وهو الذي قال له النبي ( يا عمار، تقتلك الفئة الباغية ) فقال معاوية ( إنما قتله علي بن أبي طالب الذي أخرجه لحربي وقتالي).وقد رد الإمام علي حين بلغه كلام معاوية فقال ( فمن قتل الحمزة إذن؟ ) والإمام هنا يفند كلام معاوية بان يقول له بشكل مباشر( وهل تعتبر النبي محمد "ص" هو قاتل الحمزة لأنه أخرجه لحرب وقتال مشركي قريش؟
المنطق ذاته يتكرر مع الطلاب الجامعيين المعتقلين في الكوت : أخرجهم المالكي !
لا وجه – طبعا - للمقارنة بين دهاء معاوية وغباء المشككين بالمعتقلين وبين نبل علي وفساد المالكي، ولكن المنطق يبقى هو ذات هفي دولة ديموقراطية الطوائف !
العبادي من جهته يعترف أنه هو "الباطل" الذي هتف ضده طلاب جامعة واسط: نُقل اليوم عن رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي قوله في مؤتمر لشيوخ العشائر والوجهاء، إنه قد تنازل عن حقه الشخصي في قضية هتافات طلاب جامعة واسط ضده " يا للكرم الحاتمي "، ولكنه لا يستطيع أن يتنازل عن حق القوات الأمنية التي اعتدى عليها المتظاهرون و ختم كلامه بالقول : مشكلتهم مو يمي " ليست معي"، مشكلتهم مع القوات الأمنية، أنا لا دخل لي بالموضوع! شكرا للعبادي على اعترافه – غير المباشر - هذا بأنه هو شخصيا الباطل بشحمه ولحمه، ذلك لأن المتظاهرين كما شاهدناهم كانوا يهتفون ضد الباطل "حاف" ولم يهتفوا ضد "العبادي الباطل"، هذه وحدة. والثانية، فكلام العبادي ودفاعه عن حق القوات الأمنية المعتدى عليها يمكن اعتباره تحريضا إضافيا و تهديدا خطيرا بقمع هؤلاء المتظاهرين المعتقلين وكل متظاهرين يخرجون في المستقبل ضد حكم المحاصصة التابع للأجنبي وترسيخا لعداوة لا معنى لها بين الناس والقوات الأمنية التي يفترض - دستورياً يا بو دستور - أنها وجدت لحمايتهم.
وثالثا وأخيرا: هل يعني العبادي باتهامه للمتظاهرين بالاعتداء على القوات الأمنية أن المتظاهرين شنوا هجوما كاسحا على القوات الأمنية المسكينة المسلحة بالزهور وعلب الشكولاتة وهي مرابطة في قواعدها ومعسكراتها، أم أنها حضرت إلى الحرم الجامعي وشوارع المدينة بسبب الجاذبية الأرضية وقانون المد والجزر، أم أنها أحضرت - ومعها القوات الرديفة غير الحكومية - بأمر من العبادي وسلطاته في المحافظة؟ لا ندري ماذا سيقول مجاهدو ومدنيو ويساريو ذاك الصوب !
أما المشككون بالطلاب الجامعيين المعتقلين في واسط و مَن يتهمونهم بأنهم من أتباع المالكي فيمكن الرد عليهم بالتالي : من يصدق أن هؤلاء الشباب من أتباع المالكي والذي هو نائب رئيس الجمهورية و زعيم الحزب الحاكم ورئيس أكبر ائتلاف انتخابي في البرلمان يعاملون بهذه القسوة فيسقط منهم عشرات الجرحى ويعتقل العشرات ويسجنون دون أن يحاول المالكي وجماعته انقاذهم ؟
لو لم يُعتقل هؤلاء الشباب بعد التظاهرات لقلتم وكررتم الاتهام ذاته : لم يعتقلوا لأن المالكي يحميهم، ولكنهم اعتقلوا وقمعوا بعنف فقلتم الاتهام ذاته فكيف يستقيم الأمر؟ ... ولو أطلق سراحهم في اليوم التالي لقلتم أيضا هم من جماعة المالكي وهاهو تدخل وأطلق سراحهم!
و لكن وعلى افتراض أن بعضهم أو كلهم فعلا من جماعة المالكي، أو أن المالكي دفع لهم- الاتهام بالدفع النقدي أصبح شوربة في أيامنا - فتظاهروا ضد الفساد واستباحة العراق وسرقة ثرواته، فهل يُسقط هذا الاتهام غير الموثق والذي لا دليل ملموس عليه سوى الإشاعات والقيل والقال صفاتهم الأخرى كعراقيين وكطلاب جامعيين هتفوا ضد فساد النظام ومظلومين تعرضوا للقمع والتنكيل والاعتقال؟ لماذا تختفي كل هذه الصفات وتحضر شائعة مريبة وغبية كتشويه مقصود لهم؟ ألا يمكن ان يكون هذا التشكيك محاولة لتسفيه نضالهم من قبل من أفتى بخطأ تحركهم وطالب بطردهم وفصلهم وتبرأ منهم علنا و وصفهم بأبشع الصفات وأقصد السيد الصدر الذي يطلق على نفسه لقب " راعي الإصلاح" ؟
بصراحة، إذا استمر هذا التشويه والتشكيك والإصابة بمرض "المالكي فوبيا" من قبل الصدريين والبارزانيين وذيوله في قيادات من يسمون أنفسهم المدنيين بأي مجموعة تتحرك ضد واقع الحال الفاسد في العراق فلن يجرؤ احد على التحرك مستقبلا ضد النظام فمن هو المستفيد من ذلك سوى حيتان الفساد من حلفاء الاحتلال الأجنبي ونظام المحاصصة الطائفية ؟ أليس التشكيك بهؤلاء الشباب الشجعان إهانة لهم ولكل شريف يريد تغيير واقع الحال؟ أليست هذه مساهمة في الدفاع عن نظام الفساد والمحاصصة الطائفية؟
ولكن دعونا نتساءل بصراحة : ماذا سيحدث لو خرج أنصار المالكي "الحقيقيون" غدا في تظاهرة؟ دعونا نصرف النظر عن الأرقام المليونية من الأصوات التي حصدها نوري المالكي وائتلافه "دولة القانون" في الانتخابات التشريعية الماضية والتي اعترفت بها مفوضية الانتخابات الرسمية المحاصصاتية، لأن هذه النتائج "فيها من العلل والأسقام ما فيها"، ولكنها - مع ذلك - لا تنفي حقيقة أن المالكي نجح خلال ثمان سنوات من الحكم في بناء دولة عميقة وشبكة أخطبوطبة هائلة ومليونية من المنتفعين والبطالة المقنعة العائشة على رواتب الدولة و المقاولين وأشباه المقاولين الفاسدين في ( الشبكة الزبائنية المتطفلة على الريع النفطي ) و رأس حربتهم جيش هائل من ذوي الدرجات الخاصة والمدراء العامين والمدراء العاديين والموظفين الكبار في المؤسسات المدنية والعسكرية. وإذا ما اعتبرنا ان المقتنعين والمؤمنين بشخص وفكر المالكي يساوي صفرا، وإذا ما اعتبرنا أن عشيرته الضخمة "بني مالك" ستكون على الحياد، وإذا ما أضفنا الى هؤلاء آلاف المنضمين الى مجالس الإسناد التي شكلها في عهده وماتزال قائمة وتستلم "أرزاقها" و إلى هؤلاء نضيف عشرات الآلاف وربما أكثر من الفقراء الذين حصلوا على بعض الحقوق كدار سكينة أو راتب من شبكة الحماية الاجتماعية وهؤلاء رغم انهم قطرة في بحر الفقر العراقي ولكنهم طيبون لا ينسون من أحسن إليهم، أو تصوروا أنه أحسن إليهم، وهو لم يفعل سوى أن تفضل عليهم بفتات من حقوقهم وليس من جيبه، ومع كل هؤلاء الذين تقدم ذكرهم ، ومعهم آلاف أخرى من أنصار وقوى الفصائل الحليفة له وهي معروفة بالأسماء وبعضها مسلح حتى الأسنان وجمعنا حاصل الجمع للقوى السابقة كلها، فهل يمكن ان نتصور حجم تظاهرة منظمة ومنسقة جيدا مدفوعة بهاجس فقدان كل شيء وضياع ما بحوزتها الآن؟
والسؤال بناء على ما سبق هو : هل يحتاج المالكي ودولته العميقة هذه إلى مئات من طلبة جامعة واسط ليقوم من خلالهم وبواسطتهم بثورة "إعلامية" قد تتحول إلى ثورة شعبية حقيقية ستطيح برأسه هو قبل رؤوس آخرين ممن يزعمون معارضته ورفع رايات الإصلاح وهم معه في الزورق المحاصصاتي الطائفي ذاته؟
نصيحة: رأيي معروف ومعلن في المالكي في العديد من المقالات كرأس الفساد وحامي الفاسدين والمسؤول عن هزيمة حزيران العراقي فلا تتعبوا أنفسكم بنبش الملفات على طريقة محاكم التفتيش!



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بغداد العباسية 5 و 6 : طعامهم وشرابهم ورواتبهم
- نواب الكويت والتهجمات الفظة على العراق والعراقيين
- الصلاة والبكاء لمنع الغلاء في بغداد العباسية
- أيسر الموصل فرح وسرقات وإطلاق دواعش بالرشى
- التنازل عن خور عبد الله للكريت
- تصحيح.. التنازل عن خور عبد الله للكويت
- تراث/ بغداد في العهد العباسي 1و2: فضائيون في بلاط الخليفة
- تراث- بغداد العباسية1و2
- شخصيات بغدادية قديمة من بغداد العشرينات 3
- شخصيات بغدادية قديمة من بغداد العشرينات2
- شخصيات بغدادية قديمة من بغداد العشرينات1
- ما العلاقة بين لينين وديغول والجلبي؟
- ماذا بعد داعش ؟ خطة لا غالب ولا مغلوب
- الفقه الإسلامي و تعريف الخمر وعقوبته
- هل تحول الحشد الشعبي لمليشيات تدافع عن النظام؟
- قانون منع الخمور التكفيري: أربع قراءات واستنتاج
- معركة الموصل و التدخلات التركية والإيرانية
- الحارث نصير الوثنيين المظلومين وزيد الناقص الخليفة الأموي ال ...
- متابعات : شهداء لا بواكي لهم وتهديدات بابكر زيباري وخلاصة مش ...
- ج2/كارثة جديدة تحيق بالعراق اسمها سد أليسو


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - كل التضامن والاحترام لطلاب جامعة واسط المعتقلين