أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - مثقفون يشيعون الاحباط والشعب في محنة - تحليل سيكولوجي















المزيد.....

مثقفون يشيعون الاحباط والشعب في محنة - تحليل سيكولوجي


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 5451 - 2017 / 3 / 5 - 09:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




افادتنا الالفية الثالثة باكتشاف معرفي خطير هو ان هنالك متلازمة بين التطرف والرذيلة بكل مسمياتها،واقبحها الفساد والنفاق والانانية الخبيثة.ومع ان منطق العقل والتفكير المنطقي قد تراجع على صعيد العالم لصالح الانفعالات والمشاعر ،فان تراجعها في العراق تعدى حدود اللامعقول..واكثرها غرائبية ان المواطن ما عاد يعطي صوته في الانتخابات لأصحاب الكفاءات بل يهبه لطائفي متخلف وسارق نهّاب..ولمرات!
والتساؤل هنا:وما الحل؟.هل يبقى الحال كما هو ام ان هنالك امكانية لتغييره؟.وما هي وسيلة التغيير:الثورة؟ التمرّد العصياني؟التظاهر؟. واذا كانت التظاهرات قد استمرت خمس سنوات خائبات،فهل يعدّ مشروعا القيام بثورة او تمرّد والدولة تحارب الارهاب؟
تساؤلات توصلك في النهاية الى ان العراقيين يعيشون في محنة..واخطر ما في المحنة انها تهزم الأنسان نفسيا،وأقسى الهزائم هي الهزائم النفسية،لأنها توصل صاحبها الى العجز التام،مع ان هنالك اكثر من وسيلة للتعامل مع المحنة..ايسرها :الانتخابات التشريعية المقبلة.
لقد تابعت كتابات مثقفين،من غير المحسوبين على السلطة،في الصحف وتغريدات آخرين عبر وسائل الاتصال الجماهيري لاسيما الفيسبوك،فوجدت ان اغلبها تشيع الأحباط في قارئها برسالة خلاصتها:انك ان ذهبت وانتخبت او قعدت في بيتك..فالأمر سيان لأن نتائج الانتخابات محسومة مقدما.اما أسبابهم فتجدها بهذه النماذج من كتاباتهم:
• شعب سلبي رافض لكل فعل باتجاه خلاصه.
• تغيير الحال بالعراق..حلم ابليس بالجنة.
• مع ان اغلب الفاسدين يعترفون بانهم سرقوا الشعب..فان الشعب سيعيد انتخابهم.
• ماذا تسمي شعبا يعيد انتخاب من افرغ ميزانية الدولة وصرفها على اسرته واقربائه،واشترى الفلل في عواصم الدنيا وترك شعبه جائعا؟.
• وماذا تقول لمثقفين هرولوا الى من فشل في ادارة الحكم وباع ثلث العراق ليجملوا صورته فيعود حاكما من جديد؟
• من امتلك السلطة امتلك الثروة ومن امتلك الثروة امتلك (جماعة العكل..جمع عقال)وضمن الانتخابات.
• الشعب الذي ينتخب الفاسدين والانتهازيين والخونة لا يعتبر ضحية بل شريكا في الجريمة" جورج اوريل".
• المثقف العراقي صار رخيصا ياصديقي الا ما ندر.
• كاركيتير صور الشعب شخصا محنيا بارز الخلفية والحكومة ماردا واقفا وقد سددت اصبع يدها الاوسط الى مؤخرته.
ان التحليل السيكولوجي للمثقفين الذين يشيعون الأحباط بين العراقيين يمكن تصنيفهم الى ثلاثة:
الأول:صنف يتصف برهافة الحس اوصلته قسوة المحنة الى الشعور بالاغتراب الاجتماعي..اي حالة من الانفصال النفسي بين المثقف والمجتمع الذي ينتمي اليه.ومعروف عن هذا النوع من الاغتراب انه يوصل صاحبه الى انعدام الأمل ويجعله يعيش طقسا سيكولوجيا في مأتم يجمع بين جلد الذات والنقمة على الناس.
الثاني: صنف وصل الى قناعة بأن مواصلة مشوار التغيير لا تجدي نفعا،وانه معذور.. يكفيه ما خسره نفسيا وماديا في عشر سنوات،وان الرهان على الشعب قضية خاسرة.وبما ان من في السلطة باق رغم الشعب..وان الحاكم محتاج للمثقف..فان عليه ان يغير السكة ليعيش.
الثالث:صنف وصل الى قناعة بأن من اوصل الفاسدين الى الحكم هو الشعب،وانه سيعيد انتخاب نفس الوجوه او اخرى هي (كوبي بيست)..وان شعبا بهذا التدين الغبي والتطرف المذهبي سيبقى ينتخب لصا ارتدى جلباب الدين ولن يسمع صوت المثقف حتى لو دعاه الى انتخاب بروفيسور في الاقتصاد الدولي.
ومع اختلاف الاسباب والتبريرات لدى هؤلاء المثقفين فان كتاباتهم توحّدها رسالة سيكولوجية تدفع بقارئها الى ان يقول لنفسه:(ما دام هذا المثقف الكبير يائس من تغيير الحال..فماذا عساي ان افعل حتى لو ذهبت الى الانتخابات؟).
والمؤسف ان لهذا الموقف استجابة لدى كثيرين مبررين ان مقاطعة الانتخابات تعني نوعا من الاحتجاج وادانة لبطلانها وللدستور ولقانونها..مع انهم يعرفون بان المحافظات الشيعية التسعة سيذهب الملايين فيها للأنتخابات لأسباب تعرفونها،فيما البديل يكون بتحشيد العراقيين بالضغط محليا وعربيا ودوليا لتعديل قانون الانتخابات.
والمؤسف ايضا ان هؤلاء المثقفين يدركون أن أحزاب السلطة تمني نفسها بعدم مشاركة واسعة في الانتخابات كي تبقى في مراكز القرار،لحقيقة سيكولوجية هي ان الانسان حين يكون في محنة فان الانفعالات والمشاعر السلبية تعطّل مراكز التفكير الخاصة بالحلول الممكنة لمعالجة المحنة،وهذا هو الذي يسيطر الآن على هذه الاصناف الثلاثة من المثقفين مع ان الواقع فيه من الاحداث ما يدعو الى التغيير. يكفي ان نذّكر الناس بان ما نهبته احزاب الاسلام السياسي من مليارات يعادل ميزانيات ست دول عربية مجتمعة،وانها احالت الوطن الى خراب وافقرت اهل وطن يعدّ الأغنى في العالم،وانها تخلق الأزمات لتشغل الناس عنها،وأنها عزلت نفسها في 10كيلومتر مربع لتعيش فيها برفاهية وخذلت وأفقرت حتى من انتخبوها،وأن المرجعية التي بح صوتها من اسداء النصيحة لحكامها..جزعت منها ودعت الى قيام دولة مدنية،وان احد قادتها قالها بالصريح (ان الجماهير باتت ناقمة على الأحزاب الأسلامية)،وان ما ارتكبته احزاب الاسلام السياسي يعدّ جرائم كبرى وخيانة ذمة وتهرؤ اخلاق لم يحصل في تاريخ العراق..وان حكوماتها فاسدة باعتراف قادة مكوناتها،والبرلمان العراقي منعوت باقبح اهزوجة شعبية (نواب الشعب كلهم حرامية)،وان التظاهرات ما تزال مستمرة من خمس سنوات..ما يعني ان اسباب التغيير هي اقوى بكثير من اسباب بقاء استفراد احزاب الاسلام السياسي بالسلطة.
ان المثقف الحقيقي ليس ذلك الذي يشيع الأحباط والناس في محنة،ولا الذي ينصب مآتم رثاء النفس وجلد الذات بتغريداته وأشعاره في طقوس عزاء ادمن عليها نفسيا،بل هو اشبه بالنبي..يظهر حين تتردى الأخلاق ويشتد ظلم الناس مبشرا بالخلاص عن يقين،ولدينا من هؤلاء الانبياء جمع كبير يتمتع بالجرأة والشجاعة بينهم من وضع كفنه على راحتي يديه متحديا فاسدين يمتلكون السلطة والثروة والقتلة،وان اصطفافكم معهم يقرّب ساعة الخلاص لشعب اوصله استفراد احزاب الاسلام السياسي بالسلطة والثروة الى ان يعيش بائسا مع انه يعيش في وطن يمتلك كل مقومات الرفاهية.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الظاهرة التر امبية بمنظور علم النفس السياسي
- ترامب بمنظور الطب النفسي - النرجسية الخبيثة
- قراءة في كتاب المخابرات الأمريكية..استجواب الرئيس
- شخصية ترامب - تحليل سيكولوجي (الحلقة الثانية)
- شخصية ترامب - تحليل سيكولوجي (الحلقة الأولى)
- خطاب الى ترامب..دعوة للمشاركة في التوقيع عليه
- سياسيون..يتمنى العراقيون ان لا يرونهم في العام الجديد (دراسة ...
- رأي الأكاديميين والمثقفين في أداء الحكومة وتوقعاتهم للعام 20 ...
- استطلاع رأي في دراسة علمية.
- خمس قضايا لانتشال اللغة العربية من الهزال(لمناسبة يومها الذي ...
- في يوم المثقف العراقي..رجل بحجم وزارة!
- الطقوس الدينية..في دراسة سيكولوجية
- محنة الأطفال..اوجع محن العراق وأخطرها - لمناسبة يوم الطفل ال ...
- ترامب..قراءة في سماته الشخصية ومخاطرها على امريكا والعالم
- ومضات..تنبؤات قاسم حسين صالح -بقلم طه جزاع - جريدة المشرق
- من سيفوز..هيلاري ام ترامب؟.تحليل سيكولوجي
- المؤتمر الدولي العربي الرابع عشر للطب النفسي (تغطية علمية)
- منع الخمور..الطريق الى المحظور - تحليل سيكولوجي
- الارهابيون..من جنسيات وخلفيات مختلفة الى جماعة جهادية.كيف حص ...
- حسين المظلومين و(حسين) الفاسدين


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - مثقفون يشيعون الاحباط والشعب في محنة - تحليل سيكولوجي