أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عثمان عبدالله مرزوك - اقالة العقل العربي















المزيد.....

اقالة العقل العربي


عثمان عبدالله مرزوك
ناقد و باحث و اكاديمي

(Othman A. Marzoog)


الحوار المتمدن-العدد: 5450 - 2017 / 3 / 4 - 23:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المقصود بالعقل العربي هو المشترك العام للأفكار المسيطرة على المنطقة العربية ومثالها العراق او جملة المبادئ والقواعد الذهنية السائدة في فتره زمنية ما. هذه احدى محاولات تفكيك الأفكار ونقدها من وجهة نضر حداثوية علمية. الحضارة القائمة على النص تموت مع الزمن, النص العربي ابتدئ مع الخليفة الثالث وانتهى بعصر التدوين, وبذلك بنى العقل المغلق غير القابل للصيرورة المستمرة وتكون الصدئ فوق الأساس الإبداعي للنص. محاولة رفع الصدئ ستثير الغبار حتما, لكن ضرورة الصيرورة حتمية أيضا ,مع الزمن تكونت الحقيقة المطلقة وحتمية صحة النص ومستقبلا القياس الارسطي, لا دخان بدون نار ولا نار بدون دخان, والجوهر ثابت, وما الى ذلك من جمل فقدت صحتها بالحداثة العلمية. بينما تسيطر الحقيقة الحتمية على ثقافة ما تموت الحقائق المخترعة لصالح الحقيقة المكتوبة, مثلا الطائرة حقيقة مخترعة ولا تتفق مع المنطق الارسطي. وهنا بعض تعاريف مصطلحات تم استخدامها للوضوح:
البرهان: هو حرية العقل في ممارسة فاعليته بالاستناد الى مرجعيته الذاتية وسلطته الخاصة.
البيان: هو فاعلية تأويلية تقيد نشاط العقل بنص مقدس, او بنص مرفوع الى مرتبة القدسية.
العرفان: فهو الوسط بين البرهان والبيان فاعلية تأويلية وحرية في التأويل اكبر من تلك التي في البيان.
ربما من الصعب تحديد الفترة التي استقال بها العقل العربي وثبت النص عن الكل لكن في اغلب الأحيان نهاية القرن الرابع الهجري حتى القرنين الثاني والثالث كانت معدة الإسلام تستطيع هضم التعددية الدينية فالقاضي أبو يوسف تلميذ أبو حنيفة يقول بحكم الجزية على الوثنين من غير الاعراب وبقائهم على دينهم واستمر ذلك الى انقلاب المتوكل وتضييق الخناق اكثر أيام القادر بالله والقائم بامرالله . اكثر من أسس مبدئ النص على حساب الأفكار كان ابن تيمية الذي آثر الوقوف امام النص مستشهدا بالنص ورفض المنطق الارسطي الذي استخدم بعده لتثبيت النص مرة أخرى, وبذلك اصبح اكثر احتراما ووقارا لدى طائفة المتشددين السلفية , وكونه التربة المسمَدة لنمو المتطرفين فيما بعد. من لحضه قتل الفكر المتنور الى اليوم يعاني العقل العربي من التخندق داخل الموروث المطلق. والثورة على العقل الموروث تستدعي الثورة على المنطق الارسطي حتى الذي يسيطر على العقل المفكر للمفكر العربي والعراقي بحكم التغير الزمكاني. القياس لا يحكم بالضرورة على الصواب. ومرة أخرى , ذرة اليورانيوم التي تتحول الى ثوربيوم بالإشعاع, اضف الى ذلك تجزئة المادة الى بروتون ونيوترون واليكترون والى أجزاء اصغر تدعى (كويرك) حيث يكون حجم الفراغ اكبر من المادة حتى في اكثر المواد صلابة, العقل العلمي يقبل ذلك لكن العقل الموروث وفق المنطق الارسطي القياسي لا يقبل بتغير اصغر جزء من المادة الى مادة أخرى ولم تعد بنفس الصفات, اليوم فكرة الخيميائيين بتحويل الخسيس الى نفيس أصبحت اكثر مقبولية من فكرة ارسطو "الجوهر الثابت"!!! اكبر عائق امام العلم كانت الحتمية وفي الزمن الحالي الثبات والحتمية نقيضان للروح العلمية لهذا العصر, والسكون هو حالة يقين ليس لها ما يبررها, وهذا ما يمر به العقل العربي. البيان الاسلامي ساهم في وأد البرهان الإسلامي. اكثر النقاد يحرصون على إخفاء التآكل الداخلي لإحضار الغزو الخارجي وهو شد ما يحصل الى الان.
في الادب سقط مفهوم الحتمية بضهور التكعيبية التي جعلت الحقيقة تخليق وليست ادراك. وعلميا سقطت الحتمية بضهور النظرية النسبية 1905 زد على ذلك مفهوم ايزنبرغ في اللايقين 1928. كل ذلك كان في الفكر الغربي اين الفكر العربي من ذلك, في الفكر العراقي والعربي لم تسقط الحتمية وسقوطها يسقط النص والعقل الارسطي المسيطر. يبقى السؤال هل يمكن الخلاص من تلك العقلية ؟ كيف الخلاص؟ وأسباب نضوج هذه النمطية في العقل العربي؟
هل سيطر النص على العقل الغربي؟ لماذا هو اكثر انفتاحا؟ بكل بساطة نعم, ففي القروسطية كان النص حتما مطلقا, لكن الترجمة هي التي جعلت من النص فكرة اكثر مما هو نص وغير قابل للأخذ والعطاء. يبقى ان الثورة التي قامت في القرن السابع عشر والتي تلتها في القرن العشرين جعلت العقل الغربي يفهم ان الحقيقة باتت اختراعا وليست ادراك كما لدى ارسطو. حتى يمكن ان يكون ما تدركه مجرد عائق امام الحقيقة كما تفعل زرقة السماء التي ليس لها وجود مادي سوى انها مجرد فرق في اشعة الطيف الشمسية. العقل الغربي نمى اثناء فترة الفلاسفة ما قبل مجيئ المسحية وكون الفلسفة مشغولة بالتجريد وبعيدة عن التجريب جعلها سهلة الموت امام السلطوية الأيديولوجية المسيحية خصوصا بعد تحولها الى الديانة الرسمية للدولة الرومانية عام 325 ب م , حيث تحول العنف اللفظي على الفلاسفة الى عنف جسدي ضدهم. والديانة المسيحية كانت مؤمنة ان الانسان ليس بحاجة الى برهان عقلي بعد ان نزول البيان الإلهي , وان حكمة الرعاع المؤمنين خير من حكمة الفلاسفة المثقفين. بالتدريج تمت محاصرة الفلاسفة في عام 323 ب م تم منع تداول كتب فورفوريوس وحرقها. وفي عام 415 ب م في يوم الصوم الكبير في شهرا اذار تم الطواف بالفيلسوفة هيباثيا ابنة عميد مكتبة الاسكندرية ثيون عارية في الشوارع وتم حرق المكتبة...البيان المسيحي تقدم على البرهان اليوناني المنهار وتم تقديم الباثوس المسيحي على اللوغوس اليوناني. مدينة افامية تولت تصدير البيان الى الثقافة البرهانية في المقابل مدينة حران متهمة بتصدير البيان الإسلامي.
يبقى اتصال اللغة العربية والعقلية العربية لتؤسس الذهنية العربية المشتركة وتبني الثقافة العربية, التي أصبحت عقلية ابداع واتباع بدون تبرير. يبقى العقل العراقي والعربي جزء من العقل العالمي وتاريخه يكمن ببساطة ان الايونيون طبعوا العقل واليونانيون قاموا بتأليهه والحضارات القر وسطية المسيحية والإسلامية ديناه والحضارة الحديثة تعمل على إعادة عقلنته وعلمنته.
الحل هو الاعتماد على معول التكنولوجيا لتهديم كل ما كان ثابتا الطرق على الصدئ يفتك به. والتعليم السليم الذي لا يبني انماطا مسبقة للتفكير, على العكس من مهزلة التعليم العراقي , مثل ما فعل الدكتور أستاذ مادة اللغة حيث نناقش نظريات نشوء اللغة ليبدء بالنص المطلق "وعلمنا ادم الأسماء كلها" ورمى النظريات الأخرى واهمها نظرية التطور بمحاولة اسقاط الإسلام وتهديمه ولعن المؤلف المسكين عن بكرة ابيه, ولا يجوز النقاش هنا طبعا فانت تناقش الله في نصه المقدس, وتحول الدرس الى تربية إسلامية مطلقة. وبدون أي مبرر يبدء كل درس او نظرية بالنص المطلق وإصدار احكام مسبقة امام الدارسين الذين لا يعرفون عن النظريات غير العناوين مما يحول دون محاولتهم حتى الى قراءة نصوص النظريات وليس مريديها وناقديها وهذا صحيح بنسبة 90% على كل الأساتذة من الابتدائية حيث مدرسة اللغة الإنكليزية تعلمنا دعاء الدخول الى الحمام والى الماجستير.... كيف تخلق الروح العلمية الشكاكة وغربلة النصوص ببساطة تسمية النظريات الدينية بانها نظريات دينية وهناك نظريات علمية تقوم على اساس تجريبي وعلمي بدون السبق في النظريات الدينية واعطائها الأولوية وجعلها تبدو صحيحة على الافل دع الدارس يختار الصواب من الخاطئ بدون احكام مسبقة ,...واسفاه!!!!.لا يجوز ربط دعاء دخول الخلاء بنظرية كم الفيزياء ونظرية دعاء الاستيقاض من النوم. ونظرية التطور ب"خلق الله ادم على صورته" وننهيها بالخلاف بين ابن حنبل وابي ثور الشافعي. وربط الطب النفسي بالشياطين والجن والممسوسين, حتى لقد وصل العلم الى مستوى متدني حد الايمان بالخرافات. القول الدارج اليوم هو حكمة المؤمن الذي لا يقرف القراءة والكتابة افضل من حكمة الفيلسوف الذي قرء الالاف الكتب. اما نظرية كل شيء فلم تصل الى مدارسنا لحداثتها لكن نقول للسيد ستيفن هوبكنز نحن نعلم انها سبعة أيام وكما تشاء جهنمية او دنيوية!!!!!ننهض بالعلم فقط



#عثمان_عبدالله_مرزوك (هاشتاغ)       Othman_A._Marzoog#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استقالة العقل العربي
- عشق بغداد لبابل


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عثمان عبدالله مرزوك - اقالة العقل العربي