أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد الواسطي - 60 دقيقة مَعَ ألأمير سلطان بن عبدألعزيز















المزيد.....

60 دقيقة مَعَ ألأمير سلطان بن عبدألعزيز


حميد الواسطي

الحوار المتمدن-العدد: 5450 - 2017 / 3 / 4 - 14:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بِسْمِ اٌللهِ .. وَبَعدُ ، هذِهِ المقالَة ستستعرض فرصة عظيمة كانَ المَلِك السُعودي الراحل فهد بن عبدالعزيز آل سعود قد وفرها لصالِح العِرَاق عامَّة وللرئيس العِرَاقي صدام حسين ونظامه بشكلٍ خاصّ.. ولَكِن صدام وقع في خطأٍ مُزدوَج ولَم يستثمر فرصة السُعوديَّة لغبائهِ وأرسَلَ مَن هُوَ أغبى - نائبه عزة الدوري ليتفاوض مَعَ الرياض تفاوضاً غريباً وهزيلاً.. حسبَمَا أخبرني الأمير ألراحل سلطان بن عبدالعزيز آل سعود (شقيق المَلِك) والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وَوزير الدفاع – حينذاك في حِوَارٍ مَعهُ ﻟ 60 دقيقة.

عِندَمَا كُنتُ لاجئاً في الأراضي السُعوديَّة (1991 – 1995) وفي ديسمبر 91 تلقيَّتُ دعوة فاخِرَة مِنَ الأمير سلطان في مقره بالرياض.. وفي غرفة الإنتظار جاءني بَعدَ وقت قليل مرافق الأمير , المقدم منيع بإستقبالهِ البَديع وأدى لي التحيَّة العسكريَّة واٌصطحبني إلى مدخل مكتب الأمير حيث مدير المكتب - اللواء علي، وكانَ الأمير سلطان واقفاً في طلعتهِ البهيَّة وإبتسامته الحفيَّة في وسَط مكتبهِ متهيِّئاً لإستقبالي وإستغرقت المقابلة معه ساعة كامِلَة - 60 دقيقة.

ومِنَ الأُمور الرئيسيَّة الَّتِي دارت في الحِوَار ما سمعته مِنَ الأمير سلطان أنَّ شقيقه المَلِك الراحل فهد كانَ قد وفر فرصة عظيمة للعِرَاق وللرئيس العِرَاقي صدام حسين.
روى الأمير سلطان لضيفهِ كاتب السطور – المقدم في الجيش العراقي السابق ومُقدَّم اِنتفاضة آذار الشعبانيَّة ما مضمونه: ((عندما غزا الجيش العراقي الكويت ومباشرة تدخل أخي خادم الحرميَن الشريفيَن (الملك فهد) بالإتصال هاتفياً بالرئيس صدام لتهدأة الوضع وحلّ المشكلة بأيِّ صورة وبأسرع ما يُمكِن؟ ولَكِن دون جدوى!؟ فالمَلِك يُحاوِل ويُعاوِد الإتصال مرَّات عديدة ومُنذَ حوالي الساعة الثالثة صبَاحاً (بَعد منتصف ليلة 1 / 2 اُغسطس 1990 أو في بدايَة الغزو العِرَاقي للكويت) ولَكِن الجانب العِرَاقي أو مساعدي صدام يخبرونه بأنَّ صدام حسين مشغول وغير موجود (غير متيسِّر) !؟ ولَم يحضر صدام ليُهاتف المَلِك فهد إلاَّ في التاسعة صباحاً !؟ أيّ بَعدَ ست ساعات مِن إنتظار المَلِك فهد الَّذِي حيّا صدام ولاطفه وحاوَلَ إسترضائه قائلاً: إن شاء الله خير أبو عدي وعسى ما شرّ ويمكن أن يكون أحد قادة الفرق دخل بجيشه الكويت سَهواً أو بدون أمر أو بعِلم منك ..؟!) هنا المَلِك فهد يستخدم الحكمة والعقل ويُحاوِل أن يُبسِّط الموضوع لإطفاء الشر وخمد نار الفتنة ويَجد مخرجاً لطيفاً لصدام حسين محاولاً إنهاء المشكلة بطريقةٍ عربيَّة وأخويَّة وذكيَّة..؟ ولَكِن كُلّ ما قاله صدام: ((سأرسل لكَ عزة (الدوري)). وفعلاً وصل عزة الدوري (نائب صدام) عصر نفس اليوم إلى الرياض واِجتمَع مَعَ المَلِك السُعودي فهد بن عبدالعزيز وبحضور ولي العهد - وقتذاك – الأمير (الراحل) عبدالله بن عبدالعزيز والأمير سلطان بن عبدالعزيز واُمراء آخرين.. وبعد فتح الحِوَار بَينَ الطرفيَن السُعودي والعِرَاقي خصُوصاً وأنَّ السعوديين يريدون وقتها حلّ الأزمَة العِرَاقيَّة – الكويتيَّة الَّتِي دخلَت حرب وبأيِّ طريقة وإرضاء صدام إلى أبعد الحدود الممكنة.. ولَكِن فاجأهم عزة الدوري قائلاً: أنا جئت مِن بغداد مبعوثاً مِنَ السَيِّد الرئيس صدام حسين لأنقل لكُم ثلاث نقاط ؟؟؟ قالَ المَلِك فهد وما هي؟ قال: (أوَّلاً – الكويت عِرَاقيَّة، وثانياً – الكويت رجعت للعِرَاق وستبقى عِرَاقيَّة، وثالثاً – ما عِدنا (ما عندنا) شيء ويَّاكم (لَيسَ عندنا نِيَّة أو قصد ضد السُعوديَّة) وطرقَ عزة الدوري أيضاً بأنَّ العِرَاق سوفَ لَن ينسحب أبداً مِنَ الكويت. قالَ له المَلِك فهد: لا بُدّ أن نتناقش ونتباحث عن حلّ وَوسيلة إنسحابكم مِنَ الكويت ... قالَ عزة: أنا غير مُخوَّل أن أقول سوى هذِهِ النقاط الثلاثة وجئت لأنقلها إليكم ..!! قالَ له المَلِك: هذا شيء غير معقول أن تأتي مِن بغداد وبالطيّارة لتنقل لنا ثلاث نقاط (مُمكِن أن تنقل بالهاتف) ولَكِن نحن نريد أن نتفاهم ونتباحث لحلّ الأزمَة؟ قالَ عزة: لَيسَ عندي ما أقوله وأنا مبعوث السَيِّد الرئيس صدام حسين لأنقل لكم رسالته وهِيَ الثلاث نقاط وأنا غير مُخوَّل أن أضيف عليها..؟! عندهَا غضبَ المَلك ومعه ولي عهده ونائبه الثاني وقال له الملك فهد : والله ستنسحبون مِنَ الكويت شئتم أم أبيتم والكويت سترجع لأهلهَا وستخسرون...!!

ومِن هذِهِ القصَّة أخبرني الأمير سلطان الَّذِي كانَ حاضراً في إجتماع الوفد العِرَاقي برأسة النائب عزة الدوري والمَلِك فهد وولي عهده وبعض أُمراء آل سعود وتبيَّنَ مِن خِلالِ حديثه بأنَّ المَلِك أو آل سعود أرادوا أن يجدوا أيِّ مَخرَج لحلّ الأزمة العِرَاقيَّة الكويتيَّة وكانَ عِندهُم إستعداد ورغبة أن يرضوا صدام حسين إلى أبعد درَجَة ممكنة مقابل إنسحاب فوري للجيش العِرَاقي مِنَ الكويت.. وأنَّ الأمير سلطان إعتبرها نصيحة لصالِح العِرَاق ولإنقاذ الكويت وفرصة لا تعوَّض للرئيس صدام حسين وقال: كانَ المفروض مِن صدام أن يأتي ويُقبِّل رأس (ويَشكِر) أخي خادم الحرمين ..

أقول: إنها فعلاً كانت فرصة عظيمة لو أنَّ صدام حسين إستجابَ للمَلِك فهد وحقنَ بها الدماء وتجنب الدمار والحصار عَلَى العِرَاق وتجييش الجيوش سِيَّمَا أنها كانت تمهيداً لنهايته مَعَ نظامه وإحتلال العِرَاق وإذلال شعبه ما دامَ أنَّ هناك فرصة فاخِرَة ينسحب بها مِنَ الكويت مقابل الشروط الَّتِي كانَ يريدها (حقاً كانت أو باطلاً) وفي كُلِّ الأحوال أنه وبمُجرَّد غزو الكويت ولو ليوم أو يومين فقد رَدَّ الإعتبار مِن إهانة تلقاها الوفد العِرَاقي مِنَ الكويتيين (في آخر مُفاوضة أو تفاوِض- قُبيلَ الغزو الكويت - بَينَ العِرَاق والكويت بالسُعوديَّة كانَ رئيس الوفد العِرَاقي النائب عزة الدوري، والوفد الكويتي برئاسة ولي العهد سعد العبدالله وأنَّ الأخير قالَ كلاماً للوفد العِرَاقي بما يسيء إلى سُمعة العِرَاقيّات !!!) فمقابلها قد هرَبَ أمير الكويت وولي عهده وآل صباح مِنَ البلاد في سَوَاد الليل. إلاَّ أنَّ صدام حسين وقع في خطأٍ كبير ومُزدوَج بغزوهِ غير المُبرَّر للكويت وعدم إستجابته لنداء مَلِك السُعوديَّة بإنسحاب الجيش العِرَاقي مقابل تحقيق ما يُمكِن للعِرَاق أو لصدام حسين الَّذِي كانَ غبيّاً ونائبه عزة الدوري كانَ ولا يزال أغبى وهُوَ حالياً يصرخ مِن جحر أو مأوى بَينَ الأحراش ويتحدى ويدعى أنه عَلَى رأس مُقاوَمَة عِرَاقيَّة وهمية أو لا وجود لهَا وقبلها قال أنَّ الأميركيين - حسَب إدعاء عزة – إذا إستطاعوا أن يسحبوا معداتهم مِن فيتنام ففي العِرَاق سوف لَن يلحقوا بسحبِ معداتهم !!؟ (طائراتهم ، دبَّاباتهم ، عجلاتهم ، بوارجهم .. !؟)

في ألختام ، كان لقائي بألأمير الراحل سلطان بن عبدالعزيز لقاءاً ودياً وأخوياً.. وكما يقال عن الأمير سلطان أنه لا يجتمع مع أي زائر حتى وَإن كان وزير الدفاع الأميركي أكثر من نصف ساعة (*) لأسباب خاصة؟ مُمكن تبيانها لِمَن يَسأل أو تسأل عنها من خلال التعليقات.. بَيدَ أنَّ لقائي مع الأمير قد إستغرق 60 دقيقة ولولا صلاة ألظهر لكان اللقاء أطول، ولكن أذن ألمؤذن واصطحبني الأمير معه إلى مسجد وزارة الدفاع وصليت بجانبه جماعة ثم ضيَّفني 40 يوماً في فندق الضيافة التابع لوزارة الدفاع السعودية..



#حميد_الواسطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجنيس غير ألعِرَاقيين رَدّاً علَى مردخاي كيدار
- مِن عجيب خلقه ((الدماغ)) !!
- أللاجئين ألفلسطينيين تعقيباً لرسالة مردخاي كيدار
- (الديكتاتور) عبدألكريم قاسم !! رَدّاً عَلَى صلاح المختار
- مِن ألزعيم قاسم ألمُحاصَر بوزارة ألدفاع إلى ألشعب
- بسَبَب عبدألكريم قاسم تم تعذيبي في الكلية العسكرية
- تجربتي مَعَ عزة الدوري - نائب صدام حسين
- تجربتي مَعَ زعيم الفقراء الخالِد عبدألكريم قاسم
- أبو بكر وَعُمَر مَن شظا ألإسلام وَلَيسَ علي بن أبي طالب رَدّ ...
- مُعلِّمَة عِرَاقيَّة وَمُعلِّمَة أستراليَّة !!
- علي بن أبي طالب - 1
- نسبة الملحدين في العالم الاسلامي 99% !!
- هَلْ مِن بَينِ ألأنبياء نِسَاء ؟
- ألمُساواة بَينَ ألرجُل وَألمَرأة مَفهوم ظالِم رَدّاً علَى حم ...
- إذا كانت فلسطين يَهوديَّة؟ فالكويت عِرَاقيَّة رَدّاً علَى أل ...
- للفلسطينيين أقول: طُز باٌلقضيَّة ألفلسطينيَّة !!
- رَدّاً علَى قصيدة سُمو ألشيخ محمَّد بن راشد آل مكتوم
- رَدّاً علَى (نبُّوة) نهى ألزبرقان !!
- رَدّاً علَى قصيدة عباس چيچان
- للسيسي وَألمِصريين فقط !!


المزيد.....




- فرنسا تدعو روسيا وليس بوتين للمشاركة في احتفالات ذكرى إنزال ...
- الكرملين: كييف تسعى لوقف إطلاق النار خلال الألعاب الأولمبية ...
- الإيرانية والإسرائيلية أيضا.. وزير الخارجية الأردني يؤكد -سن ...
- المتنافسون على السلطة في ليبيا -يعارضون- خطة أممية لحل الأزم ...
- وزيرا الدفاع الأمريكي والصيني يعقدان أول محادثات منذ 18 شهرا ...
- باريس -تدعو- روسيا من دون بوتين للاحتفال بذكرى إنزال الحلفاء ...
- زيلينسكي يوقع قانون التعبئة الجديد لحشد 500 ألف جندي إضافي ب ...
- أوكرانيا أرادت تصفية الصحفي شاري واتهام روسيا باغتياله
- الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس: إسرائيل سترد على إيران في ا ...
- لافروف: الولايات المتحدة وحلفاؤها يشعرون بقلق متزايد بشأن عم ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد الواسطي - 60 دقيقة مَعَ ألأمير سلطان بن عبدألعزيز