أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يعقوب زامل الربيعي - رسول حمزاتوف.. لم يرحل بصمت !.














المزيد.....

رسول حمزاتوف.. لم يرحل بصمت !.


يعقوب زامل الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 5450 - 2017 / 3 / 4 - 09:53
المحور: الادب والفن
    


رسول حمزاتوف.. لم يرحل بصمت
.............
بعد معاناة طويلة مع المرض توفي قبل أكثر من أسبوعين (وقت كتابة المقالة )، الشاعر الداغستاني رسول حمزاتوف بعد نزاع طويل مع مرضه الخطير في جهازه العصبي الذي جعله شبه مقعد دون أن تنطفئ شعله نشاطه الذهني والانساني، وان أوقفه عن نظم الشعر، إلا جزع النهاية المتسلل إلى جسده، لم أن يقعد قلبه عن الغناء أو يفقده تفاؤله في الحياة:
".. أنا إنسان الجبال، المولود في قرية ( تسادا ) النائية، في حين أفتقد ذلك قروناً عديدة، وحيث كان بمقدوري سابقاً أن أتحدث عن (داغستان بلدي) يمكنني الآن التكلم عن وطني روسيا وجورجيا، وعن كوكبي الارض ".
جدلية الحياة المبدعة، والتواصل المؤثر والمتأثر مع العالم، كوّنها حمزاتوف الشاعر والروائي الأصيل، حجراً على حجر، منذُ الصبا وحتى لحظة توقف فيها قلبه، هي التي رددها على مسامع الناس والتاريخ:
" بدأت أقرض الشعر في سن مبكرة. ما كتبته كان يبدو لي رقيقاً وسهلاً، لكن حين طبعت أول أشعاري، كنت فرحاً بشكل لا يوصف، وابتهج أصدقائي أيضا ".
عاش والمفاتيح الابداعية بين يديه، لم يكن متسرعاً في أن يقطف ثمار ما زرع من لمحات في روائع الشعر وكنوز القصص الروائية، أو ما غرسه من فسائل يانعة في العمل الاجتماعي والسياسي الذي لا بد لأي من سواه أن يدخر الفلس الأبيض لليوم الأسود نصيباً من بيدر الجهد والمعاناة لزمن الشيخوخة والمرض والركون المفزع انتظاراً لزائر النهاية، بل وجدناه كرواناً يغرد أشد حماسة وحلماً أكثر ما مضى في فترة الشباب والرجولة المكتملة. يغرس النبتة الطيبة تلو الأخرى من غير ما عجز أو وهن، أو شعور بـ" كابوس " بحلول الشيخوخة.
في نفسه مزيج من الألحان والكلمات التي ينشدها على مسامعنا حتى ساعة متأخرة من ليل يقضيه في عالمنا، مسحوراً ومأخوذاً بالآخرين من الذين سبقوه أو عاصروه.
" لقد حمل الشعراء مختلف الاوطان والعصور إلى قريتي الجبلية.. سماء اسبانيا وتربتها، وأنغام إيطاليا وألوانها، ونذور الهند وصولاتها، وحقيقة فرنسا وجمالها. محظوظ أنا .. فقد حمل الشعراء إليّ العالم كله ".
بدأ حمزاتوف حياة الشباب مدرساً بعدما تخرج في معهد غوركي للآداب في موسكو عام 1950 وقبل أن يصدر أول دواوينه عام 1943 باللغة الآفارية. يتذكر حمزاتوف:
" طلب مني مرة أن أنشد شيئاً ما. قرأت قصائد عديدة مترجمة إلى الروسية، ولم يثر أي شيء قرأته استجابة عند ( كاييف ). قال " ليست رديئة !" وحين علق أحدهم ليوفق بين الرأي وحسن الأدب قال كاييف "نحتاج إلى قصائد مختلفة وشعراء مختلفين، عليك أن تدرس يا رسول، يجب أن تذهب إلى موسكو لكي تدرس ".
في موسكو وتحت تأثير مختلف الظروف والشعراء كما أكد : " بدأت أكتب بطريقة مختلفة ". لم تنغلق ذاكرته عن منابع الرؤيا الأولى. وكما كان يحلو له أن يرى زبد بحر متلألأ أمام عينيه، كان ضوء النشأة الأولى أبعد ألقاً في الاصالة.
" إن السخاء ــ الذي لا يحط من مكانة وحرية الشاعر ــ لا يسلبه الخصب والقوة، بل على العكس فهو يعزز منعته واعتداده بنفسه، وبسالة روحه ونبلها، وتعانق موهبة الشاعر ثروة وطنه الثقافية ليغدو ضياء لتربته، ومن التراث العظيم الذي تسلمته من اجدادي ــ الشعراء النجوم في أرض وطني ــ ورثت ثروة ضخمة ألا وهي : داغستان ".
تلك الطيوف، يسوقها بلا سرد مصطنع، تتصل برخاء وبحتمية التحول الكبرى الطبيعية التي مرّ بها متسربلاً بالعافية أمام جمهور منبهر بالفرح.
لم تكن على عينيه نظارة سوداء من الغطرسة أو الاستعلاء الأجوفين، اللذين يصيبان الأديب والفنان والمثقف، في فترة ما، لكي يرفعها ليرى منابع الابداع التي لا بد أن ينهل منها شاباً مثل حمزاتوف في طريق الرجولة الأدبية. وهو الذي ولد في قرية يتسم ابناؤها بالملاحظات الذكية والأدب المتوارث.
" .. هناك قانون غير مكتوب لدى الآفاريين، ينص على أنه عندما يتكلم الكبار ينصت الشباب ويصغون، فكيف باستطاعتي، بعد هؤلاء الشعراء العظام أن أكتب عن بلادي ".
لقد عرف حمزاتوف تواضعه وخفة ظله، والسخرية من الأوصاف الكبيرة، والتضخيم، والذاتية، " الحمد لله لا يقولون لي أنني ذلك العبقري، لأن العباقرة هم أولئك الناس الذين يقومون بأشياء يعجز عنها الآخرون ". أحلم بك بانبهار
كلما نقر المطر النافذة
وجثا ثلج على التل
وعندما تكون السماوات لدى الفجر بلا غيوم
وتزدهي بحنطة الصيف الحقول.
كان حمزاتوف وجدان عصره، وصورة صادقة نابضة لعواطفه التي لم تشبها شائبة طفيليات التكلف والغرور والنفاق. " كل ما أطلبه من الله أن يمد بعمري سنة أخرى. فأنا لم أجد الوقت الكافي لإعادة النظر في المسودات التي كتبتها. وأعتبر حياتي كلها مسوّدة يجب تصحيحها وإعادة النظر فيها ".
لم يقتصر أعجابه " بفارس الشعر الروسي " (كاييف، إنما اضطربت روحه بشعراء روسيا الكبار متأثراً بأفكارهم ومشاعرهم، ابتداء من بوشكين وانتهاءً بتفارودفسكي كما " ... كشف لي شيفجينكو وربلسكي عن اوجاع وأفراح اوكرانيا. وقص لي رستافيلي وليونيدز عن رقة وخشونة جورجيا، وأشعر بالامتنان إلى اسحاق الأرمني لأنه خلفَ لي الزرقة المرتعشة لبحيرة سيفان والقمم الثلجية لجبل ارارات .. ".
هذه الشخصيات الاعلام والشخوص الوطنية الطبيعية، هي من عضدت ساعد الإبداع فيه، كما قويت فيه عزيمة استشراف فرائد الجمال والكلمة الجريئة، كذلك الاحساس الطيب في معاشرة الآخرين عبر البقاع البعيدة.
ولد رسول حمزاتوف في الثامن من سبتمبر عام 1923 في قرية ( تسادا ) الداغستانية
........................
نشرتها صحيفة ( القاسم المشترك ) العراقية الغراء/ العدد ـ 17 ـ السنة الأولى 23/ تشرين الثاني / 2003.



#يعقوب_زامل_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرشيف الأغنية العراقية..
- لحجرة الرأس أولى...
- دفاعاَ عن الوفرة !..
- ما يغري الأصابع ...
- خرافة حلم آخر قصة قصيرة
- ثمة ندم !
- الصحافة العمالية في العراق..
- النص الكامل.. قراءة أولية في سفر نيرودا الخالد.
- الحلم بالوصول..
- الصحافة العراقية بين عهدين...
- بابلو نيرودا.. قد عشت حقاً !
- نص رسالة الروائي عبدالستار ناصر لي...
- الحقيقة بين الواقع والمحتمل المتوقع..
- لستَ نديم المحفل ...
- وداع رائحة...
- حاول إذا !...
- البعد التاسع..
- طقوس ما بعد الوحشة! قصة قصيرة
- عمى الغزارة...
- ليكن البحر أنتَ...


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يعقوب زامل الربيعي - رسول حمزاتوف.. لم يرحل بصمت !.