عواقب الحوار مع محمد : قطع الرؤوس وضياع الأرزاق

سائس ابراهيم
باحث في الأديان
(Saiss Brahim)

الحوار المتمدن-العدد: 5449 - 2017 / 3 / 3 - 14:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

عواقب الحوار مع محمد : قطع الرؤوس وضياع الأرزاق


سائس ابراهيم
03 مارس 2017

هناك تعارض أبدي بين ما يقوله محمد وأتباعه إلى يومنا هذا وما يمارسونه على أرض الواقع حينما يمتلكون القوة والغلبة
فقد ابتدأت موضوعي هذا بالبحث عن معنى الحوار والنقاش والجدال عند الإسلاميين، ووجدتُ على النت كَمّاً هائلا من المواقع الإسلامية التي تتناول هذا الموضوع، اخترت لكم منها هذا المقتطف اللطيف : "الحوار وسيلةٌ ابتدعها البشر يتبادلون من خلالها الأفكار ويتناقشون في المسائل المختلفة، إذ هو وسيلةٌ ممكنة للوصول إلى الحقيقة وهو كذلكوسيلةٌ لحلّ الخلافات و المشاكل بين فئات المجتمع المختلفة، و قد حاور الله سبحانه ملائكته حين بيّن لهم أنّه سيجعل في الأرض خليفةً ليعبده و يعمّر الأرض، كما حاور سبحانه إبليس حين افتخر بأصله و رفض السّجود لآدم فأمهله الله إلى يوم القيامة و أنظره، فالحياة مبنيّةٌ على الحوار بين البشر فالمعلّم يحاور تلاميذه و الزّوج يحاور زوجته و الأب يحاور أبناءه و الدّول المختلفة كثيراً ما تبعث وفوداً عنها للتّحاور فيما بينها لحلّ مشاكلها المختلفة. ه
ثم رأيت قرآن محمد حينما يتكلم عن الجدال، وهو يحبذه تارة : " أإلاه مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين"، "إدْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ". ه
ويرفضه أخرى كعهدنا دائماً مع نصوص كتاب محمد المتناقضة المتضاربة : "وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ"، "إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه"، "ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام"، "مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ". ه
لكن محمد لم يتوقف عند رفض مجادلة معاصريه، لقد أشرع سيفه ذبحاً وتقيلاً في محاوريه، واستخدم إلاهه في الرد عليهم وشتمهم وتسفيههم، وسأعطي بعض الأمثلة على هذا. ه

اجتمع بعض حكماء قريش، منهم عتبةَ وشيبةَ ابنيْ ربيعةَ وأبا سفيانَ بنَ حربٍ ورجلًا من عبدِ الدَّارِ وأبا البُختُريِّ أخا بني أسدٍ، والأسوَدَ بنَ المطَّلِبِ، وزمعةَ بنَ الأسوَدِ، والوليدَ بنَ المغيرةِ، وأبا الحكم بنَ هشامٍ، وأميَّةَ بنَ خلفٍ، والعاصَ بنَ وائلٍ، ونبيهًا ومنبِّهًا ابنيْ الحجَّاجِ السَّهمِيَّين اجتمعوا فقالوا : يا محمَّدُ واللهِ ما نعلمُ رجلًا من العربِ أدخل على قومِه ما أدخلتَ على قومِك لقد شتمتَ الآباءَ , وعبت الدِّينَ، وسفَّهتَ الأحلامَ وشتمتَ الآلهةَ، وفرَّقتَ الجماعةَ فما من قبيحٍ إلَّا وقد جئتَه فيما بيننا وبينك. ولقد علمتَ أنَّه ليس أحدٌ من النَّاسِ أضيقَ بلادًا ولا أقلَّ مالًا ولا أشدَّ عيشًا منَّا فسلْ لنا ربَّك الَّذي بعثك فليسيِّرْ عنَّا هذه الجبالَ الَّتي ضيَّقت علينا وليبسُطْ لنا بلادَنا وليُجرِ فيها أنهارًا كأنهارِ الشَّامِ والعراقِ، وليبعثْ لنا من قد مضَى من آبائِنا، فإن لم تفعلْ فسلْ ربَّك ملكًا يصدِّقُك بما تقولُ، وأن يجعلَ لك جِنانًا وكنوزًا وقصورًا من ذهبٍ وفضَّةٍ ويُغنيَك على ما نراك تبتغي فإنَّك تقومُ بالأسواقِ وتلتمسُ المعاشَ، فإن لم تفعلْ فأسقِطِ السَّماءَ علينا كسفًا كما زعمتَ أنَّ ربَّك إن شاء فعل، فإنَّا لا نؤمنُ لك إلَّا أن تفعلَ. ه
فقام محمد عنهم وقام معه عبدُ اللهِ بنُ أبي أميَّةَ الذي تابع الحديث، فقال، يا محمَّدُ : عرض عليك قومُك ما عرضوا فلم تقبلْه، ثمَّ سألوك أن تعجِّلَ ما تخوِّفُهم به من العذابِ، فواللهِ لا أؤمنُ لك أبدًا حتَّى تتَّخذَ إلى السَّماءِ سلَّمًا ترقَى فيه، وأنا أنظرُ حتَّى تأتيَها، وتأتيَ معك بنسخةٍ منشورةٍ ومعك أربعةٌ من الملائكةِ، فيشهدوا لك أنَّك كما تقولُ. ه
فانصرف رسولُ اللهِ حزينًا، فأُنزِل عليه ما قاله عبدُ اللهِ بنُ أبي أميَّةَ : وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ ... إلى قولِه : بَشَرًا رَسُولًا. رواه عبد الله بن عباس. ه

حفظها قثم بن عبد اللات في نفسه الحاقدة، فلما استقوى، لننظر ماذا فعل بمحاوريه :

أما عتبه فقد أجهز عليه حمزة وعلي في بدر
أما شيبة فقد قتله حمزة في بدر
أبو البختري العاص بن هشام من زعماء قريش في الجاهلية ولم يكن من الذين يؤذون النبي محمد، بل كان يكف الناس عنه وأبوه هو ابن عم خديجة بنت خويلد، قتله المجذر بن زياد البلوي في بدر
زمعة بن الأسود، ويكنى : أبا حكيمة، قتله أبو دجانة، ويقال : ثابت بن الجذع يوم بدر
عقيل بن الأسود أيضا، قتله حمزة وعلي، اشتركا فيه
الوليد بن المغيرة أحد قادة قريش في العصر الجاهلى، كانت قريش تسميه الوحيد أو وحيد مكة لان قبائل قريش تكسو الكعبة عاماً وهو وحده عام. كتب عنه محمد في قرآنه في سورة المدثر "إنه فكر وقدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس وبسر ثم أدبر واستكبر فقال إن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر سأصليه سقر. هو الوحيد الذي أفلت من القتلة.
أمية بن خلف بن وهب، أحد رؤوس قريش وكبارهم، أُسِرَ في بدر على يد عبد الرحمن بن عوف، ورغم أسره قُتله بلال بن رباح في الأسر. فكان عبد الرحمن يقول : رحم الله بلالاً فجعني بأسيري. ه
عقبة بن أبي معيط من وجهاء قريش قتله عاصم بن ثابت في بدر صبراً
نَبِيهاً وَمُنَبِّهاً ابْنَيْ الحَجَّاج بن عامر بن حذيفة بن سهم، من وجوه قريش وذوي النباهة فيهم، وقًتِلا جميعاً يوم بدر.

ففي موقعة بدرٍ أمر محمّدٌ عبد الله بن مسعود البحث عن جثة أبي الحكم بن هشام فوجده، وهو في آخر رمقٍ، فوضع رجله على عنقه، وأخذ لحيته، ليحتزّ رأسه فنظره أبا الحكم بالعين وقال : لقد ارتقيت مرتقى صعبًا يا رويعي الغنم، مستهزئًا براعي الغنم السّابق الّذي كان على وشك أن ينحر أحد سادة قريشٍ مثل الشّاة. فلمّا احتزّ ابن مسعود رأسه ذهب به لمحمّدٍ وقطع أحد أذني أبي الحكم أمامه، فضحك محمّدٌ كثيرًا على خفّة دمّ ابن مسعودٍ، وقال : أذنٌ بأذنٍ والرّأس زيادةٌ. ويقال إنّ أبا الحكم كان قد أمر بقطع أذن ابن مسعود في السّابق لذنبٍ اقترفه.
فهل تتخيّلون إنسانًا سويًّا يضحك على قطع رأس أحد أعمامه أمامه ؟


النضر بن الحارث
مثقف عصره في قريش طاف بلاد الروم والفرس ونجران وتعلم علومها وعرف أساطيرها وقصصها وتاريخها. يقول ابن هشام في سيرته انه قد قدم الحيرة، وتعلم بها أحاديث ملوك الفرس، وأحاديث رستم واسبنديار، ويقول المستشرق البريطاني مرجليوث في كتابه "محمد ونهوض الاسلام" أنه اشترى كتب اليونان والفرس وعرب الحيرة واطلع عليها
وجاء في كتاب "المنمق من تاريخ قريش" لمحمد بن حبيب البغدادي أنه كان ضمن آخرين من زنادقة قريش : تعلموا الزندقة من نصارى الحيرة.
كل هذه النتف الإخبارية تشكل في مجموعها في نهاية المطاف لوحة مقربة لهذا المثقف المَكِّي الذي أَلَمَّ بعلوم عصره وقصص الأقدمين وأساطيرهم من مصادرها ومنابعها الأصلية وأفسد بها على محمد مزاعم النبوة في طورها المكي.

ألم يؤمن بمحمد في مكة وعلى مدى ثلاثة عشر عاماً أقل بكثير من مئة شخص ؟

تعلمه للعزف والغناء
في بلاد العجم والحيرة تعلم ضرب وعزف العود فلما قدم مكة علّم أهلها، فاتخذوا القينات، وكانت قريش لا تعرف من الغناء إلا النَّصْب َ(وهو ضرب من غناء العرب أرق من الحُداء) حتى قدم النضر هو أول من ضرب على العود بألحان الفرس، فنزلت فيه : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ. ه
كان يقول : اللهم إن كان هذا الذي يقول محمد هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارةً من السماء أو ائتنا بعذاب أليم. فنزلت فيه : اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ : الأنفال
وكان يحدث، ثم يقول : أينا أحسن حديثا، أنا أم محمد ؟ ويقول : إنما يأتيكم محمد بأساطير الأولين
فنزلت فيه : وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ : الأنفال
وسأل النبي : متى تنقضي الدنيا ؟ فنزلت فيه : يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا : الأعراف
وكان يقول : إنما يعينه على ما يأتي به في كتابه هذا جبر، غلام الأسود بن المطلب، وعداس، غلام شيبة بن ربيعة، فنزلت فيه : وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ : النحل
كما نزلت فيه : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلا : الفرقان

قتله :
قال ابن إسحاق: " ثم أقبل رسول الله قافلًا إلى المدينة [بعد غزوة بدر] ومعه الأُسارى من المشركين، وفيهم عقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث حتى إذا كان رسول الله بالصفراء قُتِلَ النضر بن الحارث، قتله علي بن أبي طالب، كما أخبرني بعض أهل العلم من أهل مكة، ثم خرج حتى إذا كان بعرق الظّبية قُتل عقبة بن أبي معيط، والذي أسر عقبة : عبد الله بن سلمة، أحد بني العجلان، فقال عقبة لمحمد حين أمر بقتله : فَمَنْ للصّبْية يا محمَّد ؟ قال : النار. ه

عجباً، إذا كان خصم محمد هو عقبة بن أبي معيط، فلماذا يؤول أبناؤه الصغار إلى النار.

هكذا بدأ الإسلام البدوي وهكذا يستمر اليوم على يد مملكة الشر الوهابية وداعش وجبهة النصرة وطالبان وبوكو حرام والشباب الصومالي وغيرهم.

المعجم : قتل الأسير صبراً أي من حيث الصبر، والصبر في اللغة : الحبس، ويقال للرجل إذا شدت يداه ورجلاه ورجل يمسكه حتى يضرب عنقه. قتل صبراً. (عمدة القاريء، شرح صحيح البخاري، جزء 22، ص 122، باب قتل الأسير صبراً وقتل الصبر). ه

#سائس_ابراهيم (هاشتاغ)       Saiss_Brahim#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل