أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمد شوقى السيد - وصف مصر بالعبرى – تفاصيل الاختراق الاسرائيلى للعقل المصرى د/ رفعت سيد احمد















المزيد.....



وصف مصر بالعبرى – تفاصيل الاختراق الاسرائيلى للعقل المصرى د/ رفعت سيد احمد


محمد شوقى السيد

الحوار المتمدن-العدد: 5448 - 2017 / 3 / 2 - 18:21
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


وصف مصر بالعبرى – تفاصيل الاختراق الاسرائيلى للعقل المصرى د/ رفعت سيد احمد
مقدمه
بداية ما قرأت عدد من الكتب الجميله للدكتور حلمى مراد حيث اعتاد على تلخيص مجموعه من الكتب وكتابه مضمون الكتاب مختصرا فى عده اوراق ويقوم بنشر عدد من الكتب التى اختصرها فى كتاب واحد موفرا على القارئ مجهودا كبيرا حيث يوفر له قراءه عده كتب فى كتاب واحد – راودتنى الفكره عندما ارجع لاستذكر الكتب التى قراءتها من قبل ففكرت باختصارها من عده ورقات وفكرت ايضا بنشرها على موقعى ليستفيد منه كل من يريد
يعد هذا الكتاب من الكتب الهامه جدا ويعد استكمالا لكتاب اختراق العقل المصرى للدكتور الكبير رفعت سيد احمد استاذ العلوم السياسيه بالقاهرة والذى يرصد فيه اهم دراسة قام بها لأهم نتائج كامب ديفيد وهى محاولات اختراق العقل المصرى خاصة والعقل العربى عامه من خلال قنوات الربط المشترك المباشر وغير المباشر عبر وسائل وأدوات عديدة اهما ( الاستشراف – البحوث الميدانيه المشتركه – ازدواج النظام التعليمى والعمل على غربيته – مراكز الابحاث الامريكيه والاسرئيليه بمصر وغيرها من الوسائل العديدة ) ورصده عبر هذه الدراسات ان احتلال الاوطان يسبقه بانتظام وكأنه قانون ثابت لتطور مجتمعاتنا عمليه اختراق للعقل العربى فقد سبق الاحتلال الاوربى البريطانى لمصر 1882 عمليه وصف مصر والتى قامت به الحمله الفرنسيه بالقرن التاسع عشر والذى اصبح المرجع الاساسى للاحتلال ونهب ثروات مصر .

وصف مصر بالعبرى – تفاصيل الاختراق الاسرائيلى للعقل المصرى د/ رفعت سيد احمد

عاش العالم العربى والاسلامى قرونا عديدة من الاحتلال ومحاولات الاستغلال ونهب الثروات كانت كل تلك المحاولات تمثل تهديدا مباشرا ومواجهه مباشره لاحتلال الاراده وما ان وضعت الحرب العالميه الثانيه اوزارها حتى دخل الاستعمار الغربى مرحله جديدة نسبيا هى مرحله الولوج الى العقل العربى والمسلم اولا قبل التسلل الى الارض والاقتصاد انطلاقا من مسلمه اساسيه مفاداها ان احتلال العقل اسبق بمراحل من احتلال الارض فالذى يملك الارض بإمكانه ان يقاتل حتى يحصل على ارضه او يموت دونها اما اذا ما امتلك عقله الذى يرسم له خطط القتال سهلت السيطرة عليه ومن هنا بدأت ألاستراتيجيه الغربيه ( الاوربيه والامريكيه ) تخطط لعمليه تحكم واسعة النطاق للعقل السياسى والثقافى العربى مستخدمه خبرتها الطويلة فى استعمار العالم من خلال احدث وسائل السيطرة
اتى ما يسمى بالبحوث الميدانيه المشتركه بين علماء ومؤسسات البحث العلمى الغربيه ذات الصلة الوطيدة بأجهزة المخابرات وصناعه القرار السياسى الغربى والصهيونى
لماذا يحتلون العقل
الاهتمام باحتلال عقول هذه الشعوب نشأ اساسا لمؤازره الاتجاهات التوسعيه الاستعمارية المتكررة فى العالم العربى والتى تطلبت مسحا اجتماعيا وثقافيا شاملا للعقلية التى ستقاتلها فيما بعد وستنهب ثرواتها ومن ثم جاء العديد من الوسائل اهمها ( الاستشراف – ازدواجية النظام التعليمى وغربيته – خلق نخبه مثقفه تمتد جذورها خارج الحدود .. الخ )
يأتى احتلال العقل العربى امتدادا مباشرا لما سمى بوظيفة العلم والعلماء فى ألاستراتيجيه الغربيه فى خلق مرحله ما بعد الحرب العالميه الثانيه فعندما نعلم ان وكاله المخابرات المركزيه الامريكيه بميزانيتها الضخمة السنوية كانت خلف انشاء واستمرار العديد من الجامعات الامريكيه فى دول العالم الثالث مثل ( الجامعه الامريكيه ببيروت والقاهرة - كليه نكومبى الدوليه بزامبيا – بعض جامعات الاكوادور – ارجواى – المكسيك وغيرها )
ولاختلاف ادوات احتلال العقل تأتى الصحافه فى مقدمه تلك الادوات فتأثير الصحافه فى العقل كبير وقد ضبط فى كثير من العالم الثالث عده نماذج لصحفيين متلبسين بالتجسس لصالح المخابرات المركزيه الامريكيه
نماذج من ابحاث احتلال العقل العربى
يعد من اهم واخطر المؤسسات التى انشئت فى العالم العربى ( المركز الذى انشأته اسرائيل بالقاهرة عام 1982 المركز الاكاديمى الاسرائيلى بالقاهرة ) بعد اتفاقيات كامب ديفيد والذى تولى رئاسته كلا من شيمون شامير ثم جبرائيل واربورج واشير عوفاديا وهم من عتاة الباحثين الذين تربوا على ايدى الموساد الاسرائيلى كما سيتضح وبنظره سريعة على الابحاث السياسيه والثقافية والاجتماعية التى قام بها المركز منذ انشائه تبرز لنا وبوضوح عمق الخطر الذى يمثله كاداه متقدمه للموساد الاسرائيلى تجاه العقل المصرى خاصة والعقل العربى عامه فهو مثلا يبحث فى الاصول العرقيه للمجتمع المصرى وفى كيفيه تفتيت مصر طائفيا وفى الوحدة الثقافيه والعقائدية بين اليهودية والإسلام وفى الشعر الحديث وقضايا التعليم والزراعة والميكنة الزراعيه حياه البربر والبدو وكيفيه السيطرة عليها – تأثير السلام على العقل العربى
قامت اسرائيل ايضا ببعض الابحاث الهامه فى مصر من خلال المركز الثقافى الامريكى من خلال اليهودى الشهير ليونارد بايندر لماذا يهتمون بهذه الجوانب بالذات لماذا يتغلغلون فى احشاء المجتمع العربى اذا لم يكن هدفهم ابعد من مجرد الاحتكاك العلمى البرئ والتعاون الثقافى فهل تكفى قائمه ابحاث تلك المراكز ومجالاتها كدليل ادانه عملى على فلسفه الاختراق الغربى للعقل العربى
الاحتكاك العلمى مع الغرب حضارة ام اختراق
استخدام المنهج التاريخى النقدى لمناقشه ما حدث لواقعنا الحضارى العربى خلال المائتى عام الاخيره من تطور فان ثمة نتيجة هامه يمكن الاستناد اليها وهى ان عمليه الصدام مع العرب ثقافيا وعسكريا تكمن خلفه وبانتظام الاسباب الرئيسيه لتخلفنا وتشرذمنا السياسى والثقافى خاصة فى غياب الاراده السياسيه الواعية والقيادات الحاكمه القوية بسياساتها ومؤسساتها ولنا فى نموذجى محمد على وجمال عبد الناصر من جهة وإسماعيل وأنور السادات من جهة اخرى دلالات موحية ففى النموذج الاول كانت المنطقه العربية قويه مؤسساتها ساهمت بعمليات النهضة والتنمية المستقلة من خلال الادراك الواعى للقيادتين بالوظيفة الحضاريه التى يقع عليها فكانت النهاية الدرامية لمحمد على فى اتفاقيه لندن 1840 وجمال عبد الناصر بعد حرب 1967 والذى حدث فى النموذج الثانى اسماعيل والسادات هو استقدام الغرب نفسه اقتصاديا وثقافيا وعسكريا كدليل حى على انه فى غياب القياده الحضاريه الواعية المستقلة يتبعه عمليه استقدام الغرب يمثل التطور الطبيعى فى شكل العلاقات الدوليه بين المجتمعات التابعه والمجتمعات المتبوعة - من هنا نصل الى نتيجة مؤداها ان انكسار مشاريعنا القوميه والاجتماعية وتدهورها ارتبطت دائما بالاحتكاك الغربى وان الغرب دائما مستعدا للصدام معنا حسب استعداد التربه السياسيه والاجتماعية وتوافر الاطار الحضارى الذى يستقبله فلعله ليس من قبيل الصدفه انه قبل افتراس مصر بالاحتلال الاوربى البريطانى 1882 سبق ذلك الحمله الفرنسيه بالقرن التاسع عشر بوضع ( وصف مصر ) الذى مثل الآداه المرجعيه لكل عمليات النهب الاقتصادى والاجتماعى الذى عاشته مصر حتى ثوره يوليو 1952 وعليه فان طوال المائتى عام الاخيره من تطور مع الغرب نستنتج انه يسبق الاحتلال العسكرى الغربى محاولات فهم واختراق للعقل العربى اولا من خلال نشاط العلماء والمؤسسات العلميه الغربيه اى ان احتلال الاوطان يسبقه بانتظام وكانه قانون ثابت لتطور مجتمعاتنا عمليه احتراق للعقل العربى
ومن ثم فالاحتكاك العلمى للغرب ومؤسساته البحثيه يأتى دائما خلفه اغراضا سياسيه مبرمجه تهدف الى احتلال العقل العربى اولا تمهيدا لاحتلال الاوطان اقتصاديا وعسكريا ثانيه
الفصل الثانى
(اليهود المصريون الدور والاتجاهات فى اطار استراتيجيه الاختراق الاسرائيلى )
يتضح فى هذا الفصل دور اليهود المصريون فى مرحله ما بعد زيارة السادات للقدس ودورهم فى قضايا التطبيع وكيف اثرت اتفاقيه كامب ديفيد وزيارة السادات على المجتمع المصرى
فبعد ان تم للاستراتيجية الاسرائيلية تحييد اهم القوى العربية المواجهه لها عسكريا وسياسيا منذ زيارة رئيس هذه القوه لها فى نوفمبر 1977 بدأت مرحله جديدة عملت اسرائيل على عده وسائل اولها العمل على اعاده اليهود العرب الى اسرائيل بكافه الطرق ولوسائل كما عملت ايضا على استخدامهم داخل اوطانهم فى تحقيق ألاستراتيجيه الاسرائيلية فى الاختراق الثقافى وكيف لم تستخدمهم اوطانهم وتستخدمهم مصر لصالحها فى خدمه الصراع العربى والاسرائيلى مثل نماذج متعددة مثل التكريم الثقافى التاريخى لليهود المصريين من قبل القياده السياسيه ومن قبل المجمع العلمى المصرى هو وصول البروفيسور اليهودى الشهير ( حاييم ناحوم ) الى عضويه مجمع اللغة العربية واستمراره فى هذا المنصب حتى وفاته عام 1962
استثمار عدد من كبار اليهود المصريين الرأسماليين لحاله السلام بين الحكومتين المصريه والاسرائيليه وحاله الانفتاح الاقتصادى الاستهلاكى الملازم له فى خلق سوق اقتصاديه مصريه تابعه للسوق ألاقتصاديه الاسرائيليه ساهمت الاداره الامريكيه من خلال وكاله التنمية الدوليه الامريكيه لتذليل اى عقبات نحو الاختراق الاقتصادى الاسرائيلى ولعبت اسماء اقتصاديه وسياسيه تعاونت مع كبار الرأسماليين اليهود مثل ( عثمان احمد عثمان – كامل الكفراوى – عصمت السادات – محسن التونسى – صلاح نبهان – المهندس الزراعى محمد عبد الوهاب – محمد حاتم محمود البكل – حسن مجدى ومصطفى مجدى ) كما عمل اليهود المصريين على اعمال التجسس والتجارة معا وتم القبض على عدد من التشكيلات الاساسيه
الفصل الثالث ( التطبيع وأزمة الهوية فى مصر – الدور والنتائج )
نظرا لقله الدراسات التى تعرضت لتأثير الوجود الصهيونى على الهويه العربيه والعلاقات الخاصه بين مصر واسرائيل على الهويه العربيه تتطلب الاجابه على عده تساؤلات – ماذا تقصد بالهويه العربيه – هل خلق السلام ازمه هويه فى مصر – ما حجم التأثير على النخبه المثقفه من المصريين
التعريف بالهويه العربيه نقصد بها وفق التعريف المبدئى لعلماء الاجتماع السياسى من المفاهيم المركبه المستعاره من علم النفس نتيجه لقيام الدول الجديده فى افريقيا واسيا بصفه خاصه من مجموعات غير متجانسه من القبائل المختلفه عرقيا ولغويا وثقافيا ويعد هذا التعريف الاكثر استخداما فى علم الاجتماع السياسى وهو يعنى بالاساس ( الوعى بالانتماء ) وبالتالى تحديد نطاق وحدود واولويات الانتماء للمواطن داخل وطنه ان الهويه القوميه بهذا المعنى تتكون من لغه واحده ووطن واحد ومنظومه من التجارب والخبرات التاريخيه للجماعه – الهويه العربيه وفق هذه التعريفات تعد بحق تعبيرا عن الوعى بالانتماء العربى الاسلامى الحضارى عند المواطن العربى بانتداد النطاق الجغرافى لحدود الوطن العربى وهى بهذا المعنى احساس نفسى اجتماعى وسياسى بالتمايز عن الغير وهى نتاج المعيشه المشتركه والتقابل التاريخى والتنشئه الاجتماعيه والسياسه الواحده بين الشعوب العربيه والهويه العربيه عندنا تمثل المستوى الاول للانتماء لدى المواطن العربى وهى بهذا المعنى ليست المستوى الاخير فهناك الهويه الاسلاميه الاكثر شمولا ولكنها لا تصح لدى انسان هذه المنطقه ( المحدد جغرافيا وتراثيا وسياسيا) دونما المرور والتسليم موضوعيا بالمستوى الاول مستوى الانتماء العربى والهويه العربيه بهذا المعنى تتكامل ولا تتناقض مع الهويه الاسلاميه وهى تتصادم آليا بل ويتوقف وجودها فى تصورنا على مقدار تصادمها مع الوجود الصهيونى بفلسطين العربيه
تحدث الازمه فى الهويه داخل هذه الاقطار اذا ما حدث خلل فى احد المكونات البنائيه لهذه الهويه والتى استقرت حول اللغه والتاريخ والتجارب والاهداف والوطن واخيرا ضروره التمايز والصدام مع هويه الكيان الصهيونى
ملامح أزمه الهويه فى مصر بعد عام 1977
شهدت الفتره التاليه لزياره رئيس اكبر دوله عربيه لاسرائيل بعض الخلل فى المكونات الاساسيه للهويه العربيه وكانت القطاعات الشعبيه على اختلافها (فلاحين عمال موظفين ) هم اكثر القطاعات التى اهتزت لديهم قناعات انتمائهم العربى واكثر القطاعات التى تأثرت بما روجته اجهزه الاعلام الرسميه بفشل البديل العربى فى حل معضلات الواقع المصرى سياسيا واقتصاديا وبالمقابل أهميه البديل الامريكى والاسرائيلى مصحوبا بخلفيه الصلح وعلاقات السلام وإنهما سوف يؤديان الى حل للمعضلات المصريه وبالتالى امكانيه قبولها داخل النسيج الاجتماعى المصرى الامر الذى يعنى ضرب احد المكونات والركائز الاساسيه للهويه العربية فى مصر ( ركيزة التمايز والصراع مع الوجود الصهيونى ) وكانت بالفعل الفرصه التاريخيه للكيان الصهيونى ان يستثمر تلك الحاله المرضيه فى الهوية العربية والتى اوجدتها اجهزه الاعلام الرسميه وجهاز الرئاسة فى مصر بقياده انور السادات رجل امريكا بالشرق فكانت عمليات الغزو السياسى والثقافى المنظم – انشئ المركز الاكاديمى الاسرائيلى بالقاهرة عام 1982 والذى اتجه وعمل على زعزعه عناصر الهويه القوميه فى مصر من أساسها من خلال شبكه علاقاته واتصالاته بالمؤسسات البحثيه والهيئات العلميه ومن خلال ابحاثه الميدانيه فى الاصول العرقيه للمجتمع المصرى وكيفيه تقسيم مصر طائفيا ( وغيرها من الابحاث فى الوحدة الثقافيه والعقائدية – ذكر المؤلف قائمه بالأبحاث التى قام بها المركز منذ انشائه حتى عام 1985 )
ولقد واكبت عمليات الغزو الثقافى الصهيونى المنظم تلك دورا لبعض المثقفين المصريين تجاه نفسالهدف الصهيونى لضرب اسس الهوية القوميه العربية فى مصر بدأت بدعوات التركيز على فرعونيه مصر والمصريين عملت مؤسسه الرئاسة على هذا الهدف – ثم تلاها دعوه الى حياد مصر فى مسألة الصراع العربى الصهيونى فى نفس الوقت الذى بدأت العلاقات تسوء بين السادات والجماعات الاسلاميه والتى عمل نفسه على نشاطها بداية حكمه لمواجهه الناصريين والقوميين وزاد الطين بله معاداته للثورة الايرانيه وفى نفس الوقت عانت الاقليه المسيحيه من مهادنه السادات للجماعات الاسلاميه مما دفع بعض قادتها الى الاستفاده من العلاقه الخاصه بينهم وبين الولايات المتحده فى الضغط على نظام السادات استغلت اسرائيل كل تلك الاحداث فى ضرب واذكاء الصراع غير المسبوق بين عنصرى الجماعه الوطنيه المصريه ( مسلمين واقباط ) مما هدد مصر فى نهايه عصر السادات بأزمه هويه حقيقيه لولا المقاومه التاريخيه للمثقفين الوطنيين بمؤسساتهم الصحفيه والنقابات المختلفه وغيرها - يوضح الكاتب بعد ذلك عدد من الابحاث بالارقام يوضح مدى تأثير القطاعات المختلفه فى مصر حول انطباعهم تجاه التطبيع بين مصر واسرائيل
الفصل الرابع
سيناريو الاختراق / تفاصيل الاختراق الثقافى الاسرائيلى لمصر
بعد ان قدر للعلم الاسرائيلى ان يرفرف فى سماء القاهره عاصمه اكبر دوله عربيه اسلاميه بعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد دخلت المنطقه العربيه مرحله التوتر السياسى والقطيعه بين الاقطار العربيه والحروب البارده بين الاطراف العربيه بعضها البعض مما ساهم فى تفتيت الجسد العربى وتهميشه
جذور الاهتمام الثقافى الامريكى الاسرائيلى بمصر والمنطقة العربيه
حيث يحدثنا التاريخ ان اول اهتمام امريكى بالمنطقه كان مع بدايه القرن التاسع عشر وتحديدا عام 1815 وكان اهتماما تبشيريا حين عين المجلس الامريكى الخاص بالبعثات التبشريه الاجنبيه بعثات ممثلين له فى القدس وعهد اليهم بمهمه تكوين بعثه تبشيريه بالمدينه المقدسه وطبيعيا ان تواجه هذه البعثات العقبات السياسيه والدينيه والقانونيه اذا كان القانون العثمانى السائد حينها يحرم اى نشاط تبشيرى للمسيحيين الغربيين خاصه فى الانحاء الاسلاميه التى تمثل رموزا دينيه كالقدس ونتيجه لهذه العقبات حولت الاستراتيجيه الامريكيه اهتمامها الثقافى ناحيه التعليم ( دس السم بالعسل ) وكانت البدايه بمدارس الاحد فافتتح المبشرون اول مدرسه رسميه لهم فى بيروت عام 1824 وتدريجيا اخذت مدارس المبشرون ترتفع الى المستوى الجامعى والكليات وفيما بين عامى 1860- 1901 افتتحت العديد من الكليات الشهيره والتى من اهمها كليه روبرت 1863 وكانت فى اسطنبول بتركيا والكلية البروستانتيه السوريه فى بيروت 1866 وهى التى عرفت فيما بعد باسم الجامعه الامريكيه ببيروت والجامعة الامريكيه بالقاهره عام 1919 وإحصائيا بعد التغلغل الثقافى الامريكى فى الشرق الاوسط ففى تركيا كان هناك 36 مدرسه امريكيه ثانوية 398 مدرسه اوليه 4 مدارس لاهوتيه وفى ايران 108 مدرسه وفى سوريا 95 مدرسه وفى مصر 200 مدرسه وكان للفتره التاليه للحرب العالميه الثانيه طابعها الخاص للاستراتيجيه الامريكيه الثقافيه تجاه بلدان المنطقه فظهرت عده برامج تعليميه موجهه وخطيره فى مقدمتها اتفاقات فولبرايت للتبادل الثقافى التعليمى التى عقدت مع تركيا وإيران فى عام 1949 ولم تمضى فتره طويله حتى كانت معظم دول الشرق الاوسط تشترك فى البرنامج . وبعد توقيع اتفاقات كامب ديفيد دشنت اسرائيل الاهتمام الثقافى بمصر اعطته ابعاده الرسميه ففى الوثيقه الاولى لمؤتمر كامب ديفيد جاء فى الديباجه " ان السلام يتعزز بعلاقة السلامه بالتعاون مع الدول التى تتمتع بعلاقات طبيعيه ويلاحظ ان ذكر العلاقات الطبيعيه جاء على نحو عام مجمل وفى متن معاهده السلام الموقعه فى مارس 1979 يرد النص التالى " يتفق الطرفان على ان العلاقات الطبيعيه التى ستقوم بيننا ستتضمن الاعتراف الكامل والعلاقات الدبلوماسيه والاقتصادية والثقافية " وهنا يؤكد النص الزام الطرف المصرى باعتبار الاعلاقات الطبيعيه على مستوى العلاقات الدبلوماسيه ففى الملحف رقم 3 للمعاهده يرد فى البند الرابع النص التالى " ويعمل الطرفان على تشجيع التفاهم المتبادل والتسامح ويمتنع كل طرف عن الدعايه المعاديه للطرف الاخر " وهنا تنتقل الطلبات الاسرائيليه الى التحديد الدقيق فالمطلوب الاول تشجيع تغيير مفاهيم الناس فى مصر فى عباره التفاهم المتبادل والتسامح والمطلوب الثانى هو منع عمليات التحصين الفكرى لمفاهيم المجتمع فى عباره " يمتنع كل طرف عن الدعايه المعاديه للطرف الاخر " وفى الاتفاقية الثقافيه المعقودة فى 8/5/1980 يرد فى البند الثانى " يسعى الطرفان الى فهم افضل لحضارة وثقافة كل طرف من خلال تبادل المطبوعات الثقافيه والبحثية والعلمية وتبادل المنتجات الثقافيه والاثريه وتبادل الاعمال الفنيه وتشجيع اقامه المعارض العلميه والتكنولوجية وتتابعت بعد هذه الاتفاقيات كافه اشكال التطبيع العلمى والثقافى وكافه ادوات اختراق العقل المصرى
المظله الامريكيه للاختراق الثقافى الاسرائيلى داخل مصر
للولايات المتحدة ركائز عديدة للاختراق الثقافى داخل مصر والمنطقة العربية تعمل على تحقيق وظيفتين الاولى الاختراق الثقافى المنظم ومحاوله فهم المجتمع المصرى وتفاصيل عملياته الثقافيه والسياسية والاجتماعية وتصديرها الى واشنطن حيث ال CIA المخابرات المركزيه الامريكيه بهدف اعاده برمجتها فى اساليب وطرق التحكم بالعقل والمجتمع المصرى والوظيفة الثانيه خدمه ألاستراتيجيه الاسرائيليه فى خلال ممارسه قناة ربط بين الجهات الثقافيه المصريه والأخرى الاسرائيليه المعروفه والتى يخشى المصريين التعامل معها مباشره
ولان الجهات الامريكيه التى تمثل بؤرا صديدية فى جسد المتجمع المصرى جهات عديدة لا حصر لها فأننا سنتتبع هنا خريطة لأكثر هذا الاسماء المشهورة وأكثرها خطرا والتى تمثل قناة ربط فى خدمه ألاستراتيجيه الاسرائيليه
1- الجامعه الامريكيه بالقاهره وبيروت
2- مؤسسه راند الامريكيه
3- المركز الثقافى الامريكى
4- مركز البحوث الامريكى بشارع قصرالدوباره بالقاهره
5- مؤسسه فورد فونديشن
6- هيئه المعونه الامريكيه
7- معهد ماساشوستس وفرعه بالقاهره معهد ال MIT بمنبى جامعه القاهره
8- مؤسسه روكفلر للابحاث
9- مؤسسه كارنيجى
10- معهد المشروع الامريكى
11- معهد التربيه الدوليه والمتخصص فى منح السلام
12- معهد بروكنجر
13- الاكاديميه الدوليه لبحوث السلام
14- مركز الدراسات الاستراتيجيه والدوليه بجامعه جوج تاون
15- مشروع ترابط الجامعات المصريه والامريكيه ومقره المجلس الاعلى للجامعات بجامعه القاهره وميزانيته السنويه 27 مليون دولا مقدمه من الهيئات التابعه للمخابرات الامريكيه
شبكه مترابطه
تعمل كل هذه الجهات كقناه ربط لتحقيق الاستراتيجيه الاسرائيليه فى اختراق العقل المصرى والعربى فهى تترابط منخلال اجهزه المخابرات الامريكيه والاسرائيليه بالمراكز البحثيه الاسرائيليه التاليه لتكون مجتمعه شبكون منسقه الادوار وخطيره الاهداف مثل
1- معهد موريس فولك للبحوث الاقتصاديه انشئ عام 1954 ثم اصبح منذ عام 1964 خاضعا لاشراف الجامعه العبريه ومؤسسه فولك فى بنسلفانيا بالولايات المتحده وتهتم ابحاثه على قضايا المجتمع والاقتصاد فى اسرائيل
2- مؤسسه يوزنانسكى للاستثمار نشأت عام 1972 اهتمت بدعم نشاط المؤسسات البحثيه الاسرائيليه ماليا خاصه فى البحوث التى تجرى حول الشعب الفلسطينى يعد معهد ترمان من اكثر المؤسسات اعتمادا على اموال هذه المؤسسه
3- معهد هارى س- ترومان للبحوث من اجل تقدم السلام انشئ عام 1969 وتهدف ابحاثه الى دراسه الجوانب الاجتماعيه والتاريخيه لدول العالم الثالث ويضم معهد ترومان ثلاث وحدات اساسيه هى :
ا - وحده بحوث افريقيا اشهر ابحاثها ( الثقافه السياسيه فى مالى – الاقتصاد السياسى فى الدول المتخلفه فى شرق افريقيا – الاسلام فى السياسات الافريقيه الماضى والحاضر – الادب الشعبى فى غانا وكينيا )
ب- وحده الشرق الاوسط اهم ابحاثها ( الاتجاهات الايديولوجيه والفكريه للعراق تحت حكم البعث – تاريخ العلاقات بين اليهود والعرب فى فلسطين منذ بدايه الاستيطان الصهيونى – الشيوعيون والشيعه – الدروز فى اسرائيل – تعليم النساء فى الدول العربيه – ظهور الاسلام كعنصر من عناصر الصراع العربى الاسرائيلى – صوره اسرائيل فى وسائل الاعلام المصريه قبل وبعد مبادره السلام – الفكر السياسى لانور السادات – مشكله الشخصيه القوميه المصريه – المشاكل الاجتماعيه فى مصر المعاصره )
ج- وحده بحوث آسيا تدور هذه الوحده حول الواقع الاجتماعى والسياسى لبلدان اسيا الصين واليابان
4- مركز شيلواح ويتبع هذا المركز جامعه تل ابيب وهو واسع النشاط ومن ابرز ابحاثه تلك التى تنصرف الى حركه المقاومه الفلسطينيه والحركات الاسلاميه المعاصره ونماذج تلك الابحاث ( النساء فى المجتمعات الاسلاميه –الثقافه فى التاريخ الاسلامى – ايران – الاخوان المسلمين والاتجاهات الراديكاليه –الاسلام وظهور الاتجاه العربى قبل ثوره 1952 –تحول الاقتصاد المصرى الى الليبراليه –مؤسسه التعليم العالى فى مصر – تطور النظام التعليمى فى مصر – النقابات فى مصر فى ظل السادات – هبوط الناصريه – ظهور الاتجاه القومى فى مصر )
5- مؤسسه فان لير بالقدس تم انشاؤها لدعم الخدمات الاكاديميه للمجتمع الصهيونى
قنوات للربط
للجهات السابقه تتعاون مع العديد من مراكز الابحاث السياسيه والاقتصادية والعديد من الجامعات المصريه والخاصة مثل ( كليات الاداب والزراعه والتجاره والحقوق والاقتصاد والإعلام ) فى اغلب جامعات مصر بل والأطرف ان تلك الجهات وخاصه مؤسسه فورد فونديشن استطاعت تجنيد اقسام بالكامل داخل كليات معينه بجامعه القاهره لحسابها ولحساب مشروعاتها البحثيه لدرجه صرفت اهتمام تلك الكليات عن وظيفتها الاصليه وهى التعليم والبحث العلمى لخدمه المجتمع واصبح شاغلها الشاغل هو البحث فى البحوث المشتركه والممولة من مؤسسات مثل فورد فونديشن وظهرت لاول مره بالجامعات المصريه وظيفه ( مقاول الابحاث ) وهو استاذ يأخذ من المؤسسات الامريكيه السابقه تمويل بحث مشترك ( وصلت فى بحث للعلوم السياسيه داخل جامعه القاهره عام 1980 الى 650 الف دولار حصل عليهم الاستاذ المقاول ) يقتطع الجزء الاكبر من التمويل لنفسه ويوزع الباقى على فريق البحث الذى يكون عاده من المعيدين والمدرسين المساعدين والباحثين الصغار وهكذا تم اختراق الجامعه من رأسها ولم تكتف الجهات الامريكيه السابقه بالجامعات المصريه الرئيسيه بل امتد نشاطها الى الجامعات الاقليميه خاصة اسيوط والزقازيق وعلى سبيل المثال قامت كليه الاداب جامعه الزقازيق فى 30/11/ 1985حتى 30/11/1987 بالاشتراك مع جامعه جورج تاون فى اجراء مسح شامل لاثنتى عشره قريه بمحافظه الشرقيه للتعريف على مقومات التنمية والوقوف على مدى تأثير الهجره والبطالة والموارد الماديه والبشرية على المشروعات الاساسيه تلك فقط بعض نماذج من ما اسميناه المظله الامريكيه للتجسس
الاستشارات الاجنبيه تعد احدث الوسائل للتغلغل تستخدمها ألاستراتيجيه الامريكيه والاسرائيليه ولأنها وسيله هامه تهدف الى استنزاف اموال الوطن وتصدير الوطن الى خارجه وتثير الارقام تنامى عقود الاستشارات الاجنبيه والمكاتب الاستشارية
نماذج لعمليات التطبيع الثقافى بين عامى 77/88
يقول بن جوريون فى كتابه ( اسرائيل تاريخ شخصى ) " انه يندر ان تجد أكاديميا او سياسيا اسرائيليا لم يتعلم على ايدى الموساد "
تفتيت الجسد بعد دراسته للسيطرة عليه واستغلاله اقتصاديا وثقافيا وسياسيا ثم ربطه بعجله التبعية المحكمه التى تبدأ دورانها فى تل ابيب وواشنطن معا كله يأتى ليمثل بعض مما ينتظره العقل العربى ( من مثقفين وأحزاب ومؤسسات بحث ونقابات وغيره )
ما هى تفاصيل السيناريو العام الذى انتهجته اسرائيل تجاه المجتمع المصرى بعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد على ساحة التجسس العقلى
كيف تطورت تكتيكات التجسس العقلى الصهيونى فى مصر لتتجاوز حدود اللقاءات والندوات والبحوث المشتركه الى التواجد المؤسسى الثابت والنموذج الحى له هنا " المركز الاكاديمى الاسرائيلى بالقاهرة "
اذا كان هذا هو حاله التجسس العقلى الصهيونى على مصر كمدخل للمنطقة العربية فما السبيل الى الموجهه
سيناريو التجسس بعد كامب ديفيد ( النموذج المصرى )
اتسع التطبيع بين اسرائيل والحكومة المصريه ليشمل مجالات الحياة كافه تجاره نقل سياحة الخ حتى وصل اليهودى الامريكى ليونارد بايندر الذى عمل مستشارا لجولدا مائير ابان حرب اكتوبر 1973 وشارك فى حرب 1948 مقاتلا ضد العرب هو استاذ زائر فى الجامعات الامريكيه فى مصر وأستاذ للعلوم السياسيه فى جامعه شيكاغو تمثل دوره فى قيامة بدراسة التيارات الاسلاميه فى مصر وقامت المخابرات الاسرائيليه بتمويل عدد من ابحاثه التى قام بها بداية الثمانينات من خلال المركز الثقافى الامريكى دار حول احتمالات الثوره الاسلاميه فى مصر وتأثير ذلك على الصراع العربى الاسرائيلى
دارت عدد من المؤتمرات لعلماء الطب النفسى فى اطار عمليه توصيف مصر لاسرائيل بين اطباء النفس الصهيونيين والمصريين اولهم فى فندق وترجيت فى واشنطون فى الفترة بين 20 الى 25 /1/1985 تحت عنوان المعوقات النفسيه فى المفاوضات الدوليه تطبيقا على الصراع المصرى الاسرائيلى حضر من الجانب المصرى د/ محمد شعلان رئيس قسم الطب النفسى بجامعه الازهر ود/ عبد العظيم رمضان ود/ عادل صادق - تحسين بشير – ومثل من الجانب الاسرائيلى عدد لا بأس منه من الباحثين والعسكريين اهمهم الجنرال هارون ياريف
الجوله الثانيه من مؤتمرات الحوار النفسى تم فى لوزان فى سويسرا كان تحت عنوان الاعتداء على الانسان والقسوه عليه والصلح كيف يكون فى النهايه ولقد مثل الجانب المصرى تحسين بشير – د/ محمد شعلان د/ عاجل صادق ومن الجانب الامريكى حضر سبعه من علماء الطب النفسى ومن اسرائيل ستة من علماء الطب النفسى المشتغلين بالموساد
الجوله الثالثه عقدت فى الاسكندريه بمصر وتعد اخطر المؤتمرات التى حدثت حيث ضم الجانب الاسرائيلى خمسه اعضاء يتقدمهم شلوموا غازيت الرئيس السابق للاستخبارات العسكريه الاسرائيليه ورئيس جامعه بن جوريون حاليا ود/ روفائيل موريس ود/ جبرائيل كوهين استاذ التاريخ بجامعه تل ابيب اما الجانب المصرى فقد مثله د/ محمد شعلان د/ عبد العظيم رمضان – لطفى فطيم – صلاح العقاد – عادل صادق وكانت القضايا المطروحة الانسحاب الاسرائيلى من مستعمره ياميت واوفيرا
واستمرارا للتطبيع والحوار قام انيس منصور باستقبال د/ حاييم جرودون فى فندق الكونتيننتال فى القاهره واتفق على اجراء لقاءات مباشره بين الشباب المصرى والاسرائيلى وفتح المناقشات المباشره بينهم دون وسيط ومتابعه سلوكهم ازاء بعضهم البعض استمرت الندوه اربع جلسات متواصله اخرجها بعد ذلك الكاتب الاسرائيلى غازيت فى كتاب له بالانجليزيه تحت عنوان " البحث عن مسئوليه التعليم من اجل السلام "
التجسس المؤسسى ( المركز الاكاديمى الاسرائيلى بالقاهره )
بعد كامب ديفيد وبإيعاز وإلحاح من مناحم بيجن اسس المركز الاكاديمى الاسرائيلى بالقاهره ليمثل اخطر مظاهر الاختراق الصهيونيه للعقل المصرى – فى المرحله التاليه لزياره القدس اذا انه يقدم كاطار مؤسسى للتجسس متجاوزا بهذا اشكال الجمود الثقافى والبحوث المشتركه التى كانت تجرى بشكل غير منتظم ووفق امزجه الباحثين فى اسرائيل ومصر – ان المركز الاكاديمى بهذا اضحى ارقى صور التغلغل ولم يكن غريبا والامر كذلك ان تكتشف فى خلال عامى 1985 و1986 ثلاث شبكات تجسس مكونه من عدد من الامريكيين والاسرائيليين واليهود المصريين
ومما يؤكد هذا الدور التجسسى مجرد القاء نظره متآنيه على الابحاث السياسيه والاجتماعيه التى يقوم بها المركز منذ انشأه تبرز لنا وبوضوح عمق الخطر الذى يمثله كآداه متقدمه للمخابرات الاسرائيليه فالمركز مثلا بحث فى الاصول العرقيه للمجتمع المصرى وبحث كيفيه تفتيت مصر طائفيا وغيره من الموضوعات الخطيره ولمزيد من الايضاح لتفاصيل وتطور المركز عبر قياداته :
أ‌- اول رئيس للمركز شمعون شامير حيث عين رئيسا للمركز لمده ثلاث سنوات حيث انتهى عمله اكتوبر 1984 ويعد من كبار المتخصصين فى الدراسات الشرقيه بصفه عامه ومصر خاصه وتميزت دراساته فى جمع المعلومات من خلال اجهزه الاعلام المصريه الصحف المجلات وانتهت رئاسته بالمركز عمل سفيرا لاسرائيل بعد ذلك بالقاهره
ب‌- غبرائيل فاربورغ تولى رئاسه المركز فى اكتوبر1984 ويعد ابرز الخبراء الاسرائيليين فى مجالات شئون الشرق الاوسط وبالتحديد مصر له تاريخ معروف فى مجال جمع المعلومات للمخابرات الاسرائيليه
ت‌- آشير عوفاديا المدير الثالث للمركز والذى يعد من كبار خبراء الاثار وشديد الاهتمام بالفت المعمارى
نماذج من محاولات التطبيع – اولا فى مجال الاثار
لانه ليس للاختراق الاسرائيلى للعقل المصرى حدود فانه امتد للاثار خاصه بعد قول بيجين امام السادات فى 1979 قولته الشهيره بان اجداده هم من بنوا الاهمرات واكتفى السادات بابتسامته الباهته المعروفه وبعد عده سنوات اقيل رئيس هيئه الاثار د/ احمد قدرى من قبل وزير الثقافه ورئيس الوزراء واعلت قدرى بعدها ان جزءا من آزمته الاخيره ترجع الى رفضه المستمر التعاون مع البعثات الاسرائيليه الآثريه التى طلبت المجئ الى مصر وكشفه لاعمال النهب التى قامت بها اسرائيل للاثار المصريه
فى مجال الفيزياء
تمتد عمليات التطبيع العقلى لمتد الى قسم الفيزياء بكليه العلوم جامعه القاهره فبعد عده جولات بحثيه بهذا القسم مع الاسرائيليين خلال اعوام 83 حتى عام 87 تأتى جوله اخرى من البحوث المشتركه حيث قام فى يناير1987 البروفيسور الاسرائيلى هارى ليبكين وزوجته التى تعمل بمعهد وايزمان الوطيد الصله بالموساد وعمليات وبحوث مفاعل ديمونه وصناعه الاسلحه النوويه الاسرائيليه بزياره للقسم واشتمل برنامج الزياره عده ندوات عن التعاون المشترك والتطور العلمى الاسرائيلى وبعد عودته لاسرائيل كشفت الزياره عن هدفها فضلا عن تعمده التحقير من قدر علماء مصر والاستخفاف بهم واتهامه شباب العلماء المصريي بالبحث عن المال بدول الخليج المتخلفه وتخلفهم العقلى
فى المجال السينمائى
امتد التطبيع السينمائى الى سوق الفديو والافلام المعروضه فى دور العرض مباشره كانت معظمها من انتاج واخراج صهيونى وعلى سبيل المثال فى سوق الفديو اشتهرت شركات اعوم 86 و87 اصبحتا تتعاملان مع شركات التوزيع الصهيونيه وعلى رأسها شركه كانون الاسرائيليه ومحاوله شراء دار سينما كريم بوسط القاهره – نماذج من الافلام الصهيونيه المعروفه التى عرضت لقاءالجبابره اخرج مناحم جولات - لعنه الماس – انتقام العملاق الاسود – انتقام النينجا
انتد التطبيع الى الصحافه ولعل اشهر فرسان التطبيه الثقافى والصحفى مع اليهود والذين يحتفظون بتاريخ حافل من العلاقات مع الصهاينه الصحفى المصرى انيس منصور والذى يعد نموذجا فريدا للانسان القادر على التحول من الضد الى الضد فى زمن قياسى ولعل زيارات انيس منصور للكيان الصهيونى وكتاباته عنها اصبحت من الكثره والتفاهه بحيث يصعب حصرها فقد نشير الى الطرائف المرتبطة بتلك الزيارات والتى تؤكد انه قد نشبت أزمة بين انيس منصور وصلاح منتصر ( رئيس تحرير اكتوبر والذى خلف انيس منصور فى منصبه ) فى يناير 1988 عندما ارتفعت فاتورة التليفون الدولى الخاص بانيس منصور الى 450 جنيه والتى كانت موجهه فى مجملها الى اصدقائه من قاده اسرائيل
محاولات التطبيع مع الشباب المصرى
محاولات اغراء الشباب المصرى للذهاب الى اسرائبل والحصول على شهادات علميه من كلياتها وجامعاتها كثيره منها تجربه الطالب المصرى محمود فوزى 28سنه من ريف الجيزه خرج حاملا شهاداته بيده لكن رأسه كان مملوءا بأوهام الصلح مع العدو فقرر الذهاب للدراسه الى اسرائيل وكانت البداية عام 1984 ومن تجربه السنوات الثلاث التى قضاها روى بعض الاهانات التى تجرعها فى اسرائيل لمجرد انه عربى ومصريا خاصة انه اول طالب مصرى يدرس فى اسرائيل فقد حصل فى يوليو 1987 على دبلوم مدرسه فايبرج بمعهد وايزمان للعلوم يروى كيف اوقعته الشرطه فى القدس القديمه وطلبت ابراز تحقيق الشخصيه لم يصدق البوليس انه مصرى والقوا تحقيق الشخصيه على الارض
نماذج للتطبيع السياحى عام 1987 و1988
فاذا علمنا ان سدس سكان اسرائيل قد زاروا مصر 580 الف اسرائيليا زاروها من 1980 حتى عام 1988 فأن علامات استفهام كثيره سوف تثار هل كانت اهدافهم بريئه تماما وبغرض السياحة فقط يحكى الكتاب عن كيفيه تورط السياح الاسرائيليين فى مصر فى عده قضايا اهمها القبض على عدد من شبكات الدعاره يديرها اسرائيليين وعاهرات اسرائيليات فى السيويس والاسماعيليه واجرى قضايا ترويج عملات مزوره ايضا
يكشف كتاب حديث صادر فى تل ابيب عام 1987 تحت عنوان ( العلاقات الاقتصاديه بين اسرائيل ومصر فى مجالات الزراعه والسياحه وتجاره النفط 1980/1982 لمؤلفه اليهودى ميتال يورام الخبيرالاقتصادى المعروف والذى يعطينا كثير من الاسرار والمعلومات عن تطور العلاقات السياحيه بين مصر واسرائيل وكيف ان العديد من القوانين والقرارات الجمهوريه التى صدرت عام 1979 جاءت فى اغلبها لتتمشى مع مطالب الطرف الاسرائيلى ومطالب التطبيع بوجه عام حيث يكشف مؤلفه انه فى 10 مارس 1981 كانت الدوله المصريه تسيطر على كل النشاط السياسى من خلال وزاره السياحه وفى ذلك التاريخ أنشئت الهيئة العامه للتنشيط السياحى بالقرار الجمهورى 134 لسنه 1981 فقات الهيئة بإلغاء سيطرة وزاره السياحة على القطاع السياحى وهو ما فتح الباب امام المغامرين الاسرائيليين والأوربيين حتى وصل عدد السياح لمولد ابو حصيره اليهودى فقط ما يقدر 15 الف سائح سنويا
اساليب المقاومه الرسميه والشعبيه لعمليات التطبيع
حيث اخذت اشكالا متنوعة من اساليب المقاومه نماذج منها
الحوادث الفردية فالشعور الوطنى المعادى للصهيونية موجود حتى فى الخمارات ودور اللهو ومثال على ذلك تحرر محضر فى يوم 20/12/1987 حدثت معركة طاحنه بين شاب مصرى يدعى محمد على السودانى يعمل ميكانيكى يحمل يطاقه رقم 19673 اجا دقهليه وبين وفد سياحى اسرائيلى داخل احد ملاهى الهرم وقيدت الواقعه برقم 1819 قسم شرطه الهرم ونموذج اخر مساء الاربعاء 16/12/1987 وقع شجار بين محمد سمير طه العامل بسويس شاليه بحى المهندسين وبين احد اعضاء وفد سياحى اسرائيلى كان يتناول الغذاء بالمطعم ثم تطور هذا الشجار بين محمد سمير طه وكامل الوفد الصهيونى نتج عنه اصابه اغلب الوفد بإصابات بالغه وجاءت المشاجرة كنتيجة لأهانه اعضاء الوفد للشاب المصرى بالفاظ خارجه
مقاومه التطبيع فى النقابات المهنيه
نقابه المهندسين ثامت نقابه المهندسين فى 4/2/1988 باستصدار ميثاق مهنى جديد من خلال انعقاد الجمعيات العموميه لشعب نقابه المهندسين ينص على مقاطعه اسرائيل مهنيا وفنيا واقتصاديا وبرفض كافه المبادرات الحكوميه المصريه لدعم التطبيع
نقابه الفنانين اصدر الفنانون المصريين بيان حول الفيلم الصهيونى فوق القمه يوم 29/1/1987 لانه يمثل اعتداء جديا على قرار الجمعيه العموميه بمقاومه التطبيع ومقاومة كافه اشكال التعامل الثقافى والفنى مع الصهاينة
نقابه المحامين
تبنت نقابه المحامين عده قضايا هامه مثل قضيه دير السلطان والدفاع عنها من خلال لجنه الدفاع عن الحريات كما تبنت قضيه الفلسطينيين المبعدين عن فلسطين والهاربين من السجون الاسرائيليه وتسللهم عبر الحدود المصريه قبضت السلطات المصريه عليهم اثناء تسللهم للحدود السودانيه وطالبت السفارة الاسرائيليه بهم
نظمت نقابه المحامين ندوات وملتقيات ضد التطبيع محرقه العلم الصهيونى فى كل لقاء
ابتدعت نقابه المحامين اساليب جديدة مثل رفع الدعاوى المدنيه المطالبه بطرد السفير الاسرائيلى بالقاهرة
وإلغاء مولد ابو حصيره الغاء جبانة اليهود بدمنهور وفقا لقانون الجبانات الصادر فى عام 1966 الذى ينص بان الجبانات تفقد صفتها اذا لم تستخدم لمده عشر سنوات
نقابه الصحفيين على نفس الخط ترفض نقابه الصحفيين اى تعاون واى تطبيع مع الصهاينة وفق قراراتها فأنها قدمت للتأديب كل من قام بالسفر لاسرائيل والتعاون معها كما قامت نقابه الاطباء ايضا بانسحابها من المؤتمر العلمى الخاص بالمضادات الحيوية الذى اشتركت فيه اكثر من 60 دوله وسبب انسحابها قيام المشرف على المؤتمر د محمد صبور بدعوة اسرائيل دون علم احد من النقابه او حتى رئيسه وهو عميد كليه طب عين شمس رفضت اجهزه الامن بعد ذلك نشر اعلان مدفوع الاجر من النقابه لتوضيح اسباب الانسحاب
مقاومه التطبيع اثناء الانتفاضة الفلسطينيه
كانت ابرز صور مقاومه التطبيع ما حدث بعد الفترة من 9/12/1987 وهى الفترة التى واكبت احداث الانتفاضة الفلسطينيه ضد عمليات الاستيطان حيث اشتعلت المظاهرات والاستنكارات وحرق الاعلام الاسرائيليه بجميع الجامعات المصريه والنقابات وغيرها وحدثت اشتباكات واسعة مع قوات الامن المركزى وطالبت لجنه الحريات بنقابه المحامين بقطع العلاقات الاسرائيليه وطرد السفير كما عقدت احزاب المعارضه المصريه مؤتمرا شعبيا للتضامن مع الانتفاضة الفلسطينيه
وكنموذج ايضا لما حدث اشكال التطبيع العقلى ما حدث بجامعه طنطا خلال الفترة من 10/11/1988 و 12/11/1988 حيث عقد اجتماع لرابطه رؤساء جامعات حوض البحر المتوسط بمصر وزار رؤساء الجامعات جامعه طنطا وقاموا بجولة للمحلة الكبرى وجامعه الاسكندريه والمتاحف والآثار المصريه بالقاهرة والدلتا شارك فى الاجتماع رئيس جامعه حيفا المعروف بصهيونيته وعدائه الشديد للعرب والمسلمين سألت العديد من الصحف وفتها رؤساء وأستاذه الجامعات المصريه والدكتور عبد الاحد جمال الدين الذين استقبلوا رئيس الجامعه الصهيونيه اليس فى ذلك مخالفه لقرارات مؤتمرات ونوادى هيئات التدريس التى ترفض اى نوع من انواع التطبيع مع المؤسسات الصهيونيه وقد بلغ الضيف الصهيونى فى صفاقته ووقاحته ان طلب زيارة مسجد السيد البدوى ولم تصرح له اجهزه الامن بالزياره خوفا من اكتشاف الجماهير لشخصيه الزائر واعتدائها عليه وقد اصدرت الحركة الشعبيه لمواجهه الصهيونيه بالغربية بيانا أدانت فيه موقف رئيس جامعه طنطا من الزيارة وما ترتب عليها من محاولات الاختراق الصهيونى للعقل العربى
الفصل الخامس شهيدا وصف مصر بالعبرى
قراءا جديدة فى حيثيات الحكم على الشهيد سليمان خاطر وجميل عبد القادر ياسين كضحايا للاختراق
صدر يوم 28 ديسمبر 1985 حكما بالإشغال الشاقة المؤبدة 25 عاما على الجندى المصرى سليمان محمد عبد الحميد خاطر المتهم بقتل سبعه اسرائيليين وجرح اثنين يوم 5 اكتوبر1985 فى رأس بركه على الحدود المصريه الاسرائيليه
يعد سليمان خاطر من وجهه نظرنا ضحية لعمليات التغلغل الثقافى والسياحى الاسرائيلى والتى سبق رصدها بالتفصيل اى انه ضحية عمليات وصف مصر بالعبرى
لم يكن سليمان خاطر هو اخر الذين يرفعون بنادقهم فى وجه بنى اسرائيل سواء بحسن نيه او مع سبق الاصرار والترصد كما قالت حيثيات الحكم الصادر من القضاء العسكرى المصرى لان جوهر ما فعله سليمان خاطر وما دفعه بجنون الى اغراق رأس بركه بدماء بنى اسرائيل لم يتغير كثيرا عن حاله صبيه دير ياسين عام 1948 حين اشرقت عليهم شمس الصباح وقد اغرق بيجن شوارع قريتهم يدماء شيوخها ونسائها الجوهر واحد ارض اغتصبت ودماء اريقت ومقدسات تحولت تدريجيا الى بارات
حوكم سليمان خاطر قرار جمهورى بتحويل محاكمته للمحكمة العسكريه العليا برغم انه احد جنود الامن المركزى التابع للداخلية وليس للجيش طبقا لاتفاقات كامب ديفيد والوحيد الذى رحب بحكم القضاء المصرى هى اذاعه اورشليم
بعيدا عن حيثيات الحكم وأقوال الدفاع والادعاء وبين صعود الاسرائيلين السبعه للتبه التى تعلو البحر ب700 متر وبها اجهزه عسكريه للاتصالات والشفرات وغيرها فانه يثار عده تساؤلات هامه جدا تثير علامات الاستفهام وتظل بلا اجابه واضحة
اهم هذه الاسئله لماذا اصر الاسرائيليون السبعه على الصعود الى التبه التى يقف عليها سليمان خاطر وقت الغروب وهل من باب السياحة والاستحمام كما قالت حيثيات الحكم هو الصعود ليلا الى سطح هضبة تتواجد فيها الزواحف والحشرات والذئاب والظلام الدامس والا يعكس ذلك فى اضعف الاحتمالات اهدافا سياسية وتجسسيه خطيره ادركها الجندى سليمان بفطرته وإخلاصه الوطنى
لماذا تعمدت حيثيات الحكم اغفال احد اهم الطعون المقدمه والذى دفع بها محامى المتهم بقوله ان القضية قد خلت من وجود دعوى قانونيه مقدمه ضد المتهم من قبل اسر الاسرائيليين السبعه او من الحكومة الاسرائيليه وان الادعاء والدفاع والاتهام تكفل به المصريون فقط فلماذا الا يعنى ذلك من وجهه النظر القانونيه البحثيه خلال جسيما فى موضوعيه الحكم
تكررت عبارات حضروا بقصد اللعب واللهو وحضروا اى الاسرائيلين بقصد السياحة والاستحمام نسأل ماذا تعنى هذه الكلمات عندما تترجم الى ممارسات يوميه الا تعمى خرقا ولو اخلاقيا لاتفاقيات كامب ديفيد ونسال كيف يطلب من جندى 25 عاما ريفى الاخلاق يحمل مصحفا فى يد وفى الاخرى بندقي هالا يستفز بهذه الممارسات والسؤال الاهم لماذا لم ترد العبارات الحقيقيه لهذا الكلمات فى حيثيات الحكم لماذا لم تذكر الحيثيات انهم قد اتوا ليستحموا عرايا ويمارسوا الجنس علنا وبلا حياء امام جنود الامن المركزى وهذا هو المقصود الحقيقى بكلمات اللهو والاستحمام واللعب والهدف الرئيسى عمليات التجسس من خلال اغراء جنود الامن المركزى والتقاط صورا تذكاريه وهم عرايا مثلما ورد بأقوال التحقيقات مع سليمان خاطر مع زميله الجندى عطية
وبالنهاية نشرت الاذاعه والتلفزيون المصرى خبر انتحار سليمان خاطر بسجنه (بهدف تدمير صوره البطل )
الشهيد الثانى / جميل عبد القادر ياسين
بطل هذه السطور هو ابن المفكر الفلسطينى الكبير عبد القادرياسين شهيدا حيا كل جرمه هومحاوله التفكير والتخطيط لاغتيال السفير الاسرائيلى بالقاهرة عام 1986 ( موشى ساسون )
تعد اسره عبد القادر ياسين اسرع عربيه مهجره تهجيرا قسريا فالأب نظرا لعدائه للصهيونية ودفاعه عن فلسطين فتم ترحيله خارج مصر عقب كامب ديفيد فذهب الى لبنان وظلت زوجته المصريه فى القاهره حلميه الزيتون وأبتيهما اما الابن جميل عبد القادر تعرض لمثيليه مباحثية هدفها نفيه خارج البلاد كان روابطها اصدقائه محمد حسين – وايهاب الحيله عملاء المباحث
يقول جميل عبد القادر كنت ارتب للسفر الى لبنان لكى اقاتل عبر لبنان الا ان محمد حسين وايهاب الحيله زملائى بالعهد ( يلاحظ ان محضر مباحث امن الدوله المؤرخ فى 18/3/1986 المرفق بأوراق التحقيق قد قال بالحرف الواحد ان الطالبين المذكورين من المصادر الاساسيه للمباحث بالجامعة ) اقنعانى باصطحابى الى مقر السفارة الاسرائيليه وجلسنا فى حديقة الاورمان وفوجئت بهما يطلبان منى رسما كروكيا من الذاكره للسفارة الاسرائيليه الى امامنا فرسمت ( يلاحظ ان هذا هو الدليل الوحيد الذى قدمته المباحث للنيابة عند التحقيق مع جميل )
اقنعاه اصدقائه عملاء المباحث ان يقاتل فى مصر ضد السفارة الاسرائبليه بديلا من ذهابه الى لبنان قائلا له محمد حسين انع يعرف تاجر سلاح فى القليوبيه سيدبر لنا الاسلحه وقال له الاخر ايهاب الحيله انع يعرف واحدا يعمل بالسفارة الاسرائيليه بإمكانه مساعدتنا وبعدها بعده ايان فوجئ جميل بقوات امن الدوله تحاصر منزله واعتقاله
كانت كل تهمته الحلم باغتيال السفير الاسرائيلى تم نفيه الى بغداد
الخاتمه المواجهه
نعتقد ان حجم الاختراق الاسرائيلى للعقل العربى الذى تم حتى الان لا يزال محصورا فى نطاق النموذج المصرى من ناحية وفى نطاق التعاون غير المباشر عربيا مع المؤسسات البحثيه الامريكيه من ناحية اخرى لذلك فان تصورات المواجهه لابد ان نعرف الحقائق اولا والعمل على دعم عربى منظم ومبرمج لضرب ومحاصره الاختراق الصهيونى الثقافى فى مصر ومقاطعه عربيه واسعة لمؤسسات البحث العلمى الغربيه التى تتعامل مع الصهيونيين تحت ستائر خفيه وخلق مؤسسات عربيه بديله ومؤسسات بحث علمى على المستوى القومى وان تتبنى الجامعه العربية سياسيا المقاطعه المنظمه للمؤسسات البحثيه الغربيه التى تتعامل مع الاسرائيليين وان تقاطع مؤتمراتهم وتقف بحزم ضد نشاط هذه الهيئات
الدعوة الى مقاطعه الاساتذه والهيئات البحثيه الغربيه التى تتعامل عن قصد وبوعى مع الجهات البحثيه الاسرائيليه والغربية وهذه النماذج معروفه ومنشوره بعده مصادر منها كتاب اختراق العقل المصرى – مجله الاهرا الاقتصادى صحيفة الشعب
ضرورة خلق مؤسسات عربيه بديله ترعى النشاط البحثى العلمى والثقافى العربى المشترك وتعمل على جذب الاساتذه والجهات البحثيه العربية والمصرية الذين تورطوا فى ابحاث مع الاسرائيلين بدافع غياب البديل العربى
الدعوة الى عقد مؤتمر عربى يعقد بشكل دورى سنويا لمواجهه الاعتداء الصهيونى للعقل العربى وتدارس اساليب المواجهه



#محمد_شوقى_السيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث عن الذات ( ملخص كتاب حقيقة السادات )
- الثبات الانفعالى والطريق الى السعاده الحقيقيه
- سياسة احتواء التدمير -زرع ايقونة الدمار - احتواء العالم الاس ...
- عصر تأصيل الفساد - ايام من عصر الطاغية حسنى مبارك
- الناصريين وكهف الستينات والخروج من الكهف
- معادلة ثورة يوليو ( جيش لة دولة )
- الأساطير المؤسسة للسياسية الاخوانية ( ثوابت واساطير الفكر ال ...
- خطأ الفريق السيسى بين الشرعية والمشروعية
- جماعة الاخوان ومحاولة احتواء الناصريين الكترونيا
- لماذا يكرة الناصريين والوطنيين انور السادات
- بناء جيش تخطى المليون جندى - من عبقريات سعد الدين الشاذلى .
- ثوابت انجازات جمال عبد الناصر بالخمسينات والستينات بتواريخ ا ...
- عروض امريكا واسرئيل بتسليم سيناء لجمال عبد الناصر مقابل سلام ...
- لا تثق باحد يكرة الكتب ولا يقرأ -فالقراءة تسمو بالاحساس والر ...
- رسالة من جمال عبد الناصر لمنتقدية الاخوان .ابدأ انتقدنى
- يمنون عليك أن أسلموا . رسالة الى تجار الاسلام
- التحدى فى قلب الخطر التحدى الاقتصادى بعد يونيو
- ثقافة الناصريين حتى تصبح ناصرييا - الناصريين هم الاوسع والاع ...
- عبقرية حب مصر – جمال حمدان والفكر القومى الناصرى اقطاب الاست ...
- العبقرى المنسى جمال حمدان العبقرية الاستراتيجية الفريدة وتنب ...


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمد شوقى السيد - وصف مصر بالعبرى – تفاصيل الاختراق الاسرائيلى للعقل المصرى د/ رفعت سيد احمد