أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - من هم صناع الطائفيه















المزيد.....

من هم صناع الطائفيه


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 5448 - 2017 / 3 / 2 - 00:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من هم صناع الطائفيه
يبدو للوهله الأولى أن ما يحدث من صراع , وما يحدث من مأساة في عالمنا الأسلامي هو صراع مذهبي بحت , حتى أن ما يرافق هذا الصراع من جدل لا يعدو من تفسير ما يجري على أن الدين , والنص الديني على الخصوص هو المتهم الأول بألهام وتفجير هذا الصراع الطائفي المقيت, والمغذي له , ولكن الحقيقه هو غير ذلك , لا دفاعآ عن الدين , بل دفاعآ عن الحقيقه , ورفع الأقنعه عن الجهات المسؤوله عن هذه المآسي والويلات الأنسانيه مستغفله الكثير من الناس ممن تنطلي عليهم أحابيل الخدع والتمويه الفكري والسياسي.
لو أخذنا القارئ في رحله سريعه عبر التاريخ لرأينا أن أول من أسس للطائفيه هو السياسي الأموي , ومكيافيلي عصره معاويه بن أبي سفيان , حينما بدأ بأضطهاد من ينتمي لمدرسة الأمام علي , وكان أول ضحيا هذا التميز والأقصاء هو حجر بن عدي وأبنه , حيث خيروا بين الموت أو سب عليآ , فآثر الرجل الموت مقابل عدم التنازل عن أنتماءه , فكان الضحيه الأولى التي هزت العالم الأسلامي , وأستمر المسلسل العنصري في أضطهاد غير العرب , وتشريد وقتل كل مخالف , حتى أصبح سمة السياسه الأمويه , وطابع أتسم به كل خلفاء بني أميه مع توقف قصير لها في زمن عمر بن عبد العزيز . هذه السياسه الأمويه هي من وضعت اللبنه الأولى للطائفيه والتطرف في معاملة الأخر , وهو سر العلاقه الحميمه بين طائفي اليوم وعلى رأسهم الدواعش ومرشدهم الأول معاويه بن أبي سفيان , وأن ما نسمعه من بعضهم في دفاعاتهم المستميته عن يزيد بن معاويه وأيجاد المبررات في قتله للأمام الحسين لخير دليل على تواصلهم الفكري والعقائدي مع هذا الفكر الطائفي المتوحش . لم يختلف الأمر مع ملوك وأمراء الدوله العباسيه في أضطهاد مخالفيهم في المذهب , فنال مخالفيهم سوء العذاب على أيديهم , فقتلوا وشردوا الكثير , حتى ما نرى من توزيع لمراقد العلويين في كثير من البقاع والبلدان هو نتيجه لسياسة التشريد والأضطهاد لمخالفيهم بالرأي والمعتقد سواء للشيعه أو غيرهم , ولا يسعني في هذا المقال ذكر الكثير ممن لا يتسع له هذا المقام , وهذا يؤكد بما لا يقبل الشك أن هؤلاء السياسين تصرفوا كملوك لا كفقهاء ورجال دين في كلا الدولتين الأمويه والعباسيه , وياليت الأمر يقف عند هذا الحد فالدوله العثمانيه نسجت على نفس المنوال كسابقتها العباسيه بسياسه طائفيه مقيته جعلت من العراق ساحه لصراعها الطائفي مع ايران شملت به القسم الأعظم من العراقيين وخير ما أرخ لسياسة تركيا العثمانيه هو ما نقله الكاتب البريطاني لونكريك في كتابه الموسوم ( أربعة قرون من تاريخ العراق) كاشفآ فيه الخطه القذره للوالي العثماني لأجتثاث الشيعه من بغداد وذلك بأرسال عدد من الجنود بقدر أعداد الشيعه فيها وتحديد ساعه للصفر لكي ينقض كل جندي على من وكل بقتله ولكن الخطه باءت بالفشل . أن حكام هذه الدول الثلاثه التي حكمت العراق بسياسه طائفيه مقيته لم يحكموا العراق كفقهاء, بل حكموه كملوك وأمراء , سلوكهم أبعد ما يكون عن الدين ومبادئه السمحاء .
أما لو نظرنا للعصر الحيث , تشير كل التقارير بأن بريطانيا مارست أخبث وأقسى سياسه طائفيه أتجاه أبناء العراق وفق مبدأ( فرق تسد) وهي لعبه معروفه بل وعلامه مسجله لبريطانيا في سياستها الخارجيه أتجاه البلدان التي أحتلتها , وكانت المنفذه لهذه السياسه راعية السياسه البريطانيه المس بيل في بدايات القرن العشرين وهي من ساهمت بتشكيل أول حكومه عراقيه من لون مذهبي واحد مع شئ من التطعيم للعناصر الأخرى , وهي سياسه درجت عليها في تولية الأقليه على الأكثريه لتضمن اللجوء اليها عند مطالبة الشركاء الأخرين بحقوقهم المشروعه , والقارئ يعرف أن بريطانيا على قائمة الدول العلمانيه , بل هي من منظري العلمانيه بالعصر الحديث , وأن السياسين الذين أوكلوا الحكم لهم من أمثال نوري سعيد والملوك الثلاثه وغيرهم من رؤساء الوزراء والوزراء هم من الطائفه السنيه , ويستمر هذا المسلسل حتى في العهد الجمهوري لإول رئيس لمجلس الوزراء الزعيم بعد الكريم قاسم الى عبد السلام , مرورآ بعبد الرحمن , وأحمد حسن البكر حتى أخر رئيس وهو صدام حسين محسوبون على الهويه السنيه ومارسوا سياسه لا تخلوا من نفس طائفي الا استثناءآ واحدآ الا وهو الشهيد الزعيم عبد الكريم . السؤال الم يكن كل هؤلاء ممن مارسوا سلوكآ طائفيآ علمانيون , وأخيرآ وليس آخرآ , الم يكن حزب البعث الذي حكم العراق خمسه وثلاثون عامآ كان نظامآ علمانيآ لحد النخاع , بل ويتبجح بعلمانيته . أن الشعب العراقي لا زالت ذاكرته طريه بما فعل البعث العلماني من أعدامات جماعيه لعلماء الدين والمتدينين , ولكن من اللامعقول يتهم البعض علماء الدين بالطائفيه مع العلم أن الموروث الأدبي يحتفظ بالكثيرمن القصائد الشعريه التي حاربت الطائفيه , وكلنا يتذكر قصيدة الشيخ الدكتور الوائلي في أحد قصائده في ستينيات القرن العشرين عندما القى قصيدته في بغداد والتي ضمنها البيت الشعري ( والطائفيه اي داء فاتك نحن الدواء له ونحن الداء) . أما لو أنتقلنا لأحداث ما بعد عام 2003 لوجدنا رؤوس الفتنه الطائفيه سياسيون محليون يشير تاريخهم الى سوابق غير نظيفه , وأنتماءات مشبوه منها ما يرتبط بجهاز المخابرات الصدامي , وضباط الحرس الجمهوري السابق , وبعثيين كبار مضاف لهم شذاذ الآفاق من المجرمين وأرباب السوابق من أمثل عابري الحدود كالزرقاوي وأبو أيوب المصري وغيرهم من حثالات المجتمع . السؤال الذي يكرر نفسه هل هؤلاء يمثلون الدين , وهل تاريخهم يثبت تدينهم , ومن يقول أنهم يمثلون الدين فقد جانب الحقيقه وتجنى عليها , أنا أضع مقابل هؤلاء رموز التدين في المدرسه السنيه أمثال خالد المله والصميدعي وغيرهم الكثير , الذين رفعوا راية مكافحة الطائفيه في العراق , وكذلك الأمر في المدرسه الشيعيه كان هناك أية الله العظمى السيد السيستاني وغيره الكثير من الذين أستجابوا لفتوى الجهاد ورفعوا السلاح بوجه الطائفيين وقدموا الدماء والأرواح في حين لم نرى ظاهره أو مساهمه يشار لها بالبنان ممن يحسب نفسه على العلمانيه ووقف في وجه الأرهاب الداعشي الا أللهم القنابل الصوتيه في المظاهرات الصاخبه والتي عرضة البلد الى أحتزازات كفانا الله شرها , في وقت أحوج ما يكون البلد فيه الى الوحده والتضامن. أنا أتساءل هل هناك من ينكر دور المرجعيه الدينيه من دور في حفظ وحدة العراق , وأن أنصار المرجعيه هم من دفع داعش خارج حدود العراق , فالتاريخ سوف يشهد بأن المرجعيه الدينيه وعلى رأسها السيد السيستاني هي من حفظت وحدة العراق وهي من أبعدت شبح التهجير عن أكثريته ومن مختلف الطوائف , فكلنا رأى كيف مزق الدواعش ومن على شاشات التلفزيون جوازات سفر بلدانهم , وكيف أحرقوها لأنهم كانوا يخططون على بناء بلد بديل لهم يحكم بلون داعشي واحد ولا مكان لغيره , لكن المهم بالموضوع هو من يقف من وراء داعش , والأمر لا يحتاج تفكير ولا الى دليل, فداعش وعلى لسان هلري كلنتون أن أمريكا هي من صنعت داعش , والسؤال الم تكن أمريكا الدول العلمانيه الأولى بالعالم . خاتمة القول أن ما يجري من وقائع مؤلمه على بلدي وما تسيل من دماء من أبناء شعبي تتحمل وزره وجريرته العلمانيه المتطرفه ومن يقف وراءها.
أياد الزهيري



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسويه سياسيه أم أنبطاحيه
- تاجر الشر
- دماء أم ماء
- دولة أولاد الملحه
- قطار العبادي يواصل مسيرته
- الأختلاف نعمه أم نقمه
- المهمشون مشروع فوضى
- الزاد الثقافي ودوره في الخروج من الأزمه (الحلقه الأولى)
- من يخدم من
- وعادت حليمه
- السعوديه وحلم الوصول الى أعالي الفرات
- الجسور الثقافه والأقتصاد
- الساسه الكرد ومزاد التنازلات
- العراق بين الأنكشاريه والوهابيه
- مجرد رأي فقط
- أعادة تأسيس دوله
- بين المواطن والوطن
- دول العبور


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - من هم صناع الطائفيه