أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مجدي جورج - الحوار المنتظر بين الأقباط والدولة















المزيد.....

الحوار المنتظر بين الأقباط والدولة


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 1433 - 2006 / 1 / 17 - 08:24
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


تواترت الإنباء في الفترة الأخيرة حول قيام الدولة باستضافة بعض الشخصيات القبطية وفتح حوار معها وذلك حول وضع الأقباط ومشاكلهم في مصر وهنا لي عدة ملاحظات حول الحوار المنتظر بين الأقباط والدولة :
الطرف الاول للحوار" الحكومة"
وهنا سيتركز حديثنا على الطرف الأول لهذا الحوار وهو الحكومة المصرية حيث تبرز عدة أسئلة هامة لابد من الحصول على إجابات عليها وهذه الأسئلة خاصة بالمسائل الإجرائية والشكلية لهذا الحوار المرتقب وتتركز في :
1 هل هذا الحوار هدفه التعرف على مشاكل الأقباط ام إن هذه المشاكل معروفة للقاصي والداني في مصر وهناك الكثير من المستشارين في الدولة الذين يدركون حجم وإبعاد المشكلة أكثر من الأقباط أنفسهم مثل د. مصطفى الفقى وأسامة الباز وغيرهم إذا لإخلاف على برنامج الحوار والذي يتمثل في المشكلة القبطية المعروفة للجميع .
2 وإذا كانت المشكلة معروفة فهل هدف الحوار المرتقب هو التعرف على الوسائل الملائمة لحل المشكلة القبطية وإيجاد الآليات والتوقيتات الملائمة لإصدار التشريعات الملائمة لحل هذه المشكلة ام إن هدف الحوار المماطلة من جانب الدولة ومحاولة إيجاد وسيلة من الدولة لبث الفرقة بين الأقباط بعضهم البعض بتقريب هذا وإبعاد ذاك ؟
3 مع من يتم الحوار من طرف الحكومة هل مع رجال المخابرات ام مع رجال القانون ام رجال من السلطة التشريعية ؟ وهل يتم الحوار مع إطراف تملك القدرة على تنفيذ ما تصل إليه هذه المفاوضات من توصيات وقرارات ام أنها إطراف ليست لها هذه المقدرة على ذلك وستكون جلسات الحوار ماهى إلا مكلمة تسمح لبعض الأقباط بالتنفيس وإخراج ما بداخلهم دون التوصل لنتائج ايجابية على ارض الواقع ؟
4 هل هذا الحوار مفتوح بمعنى عدم تحديد سقف زمني له ام يجب تحديد فترة زمنية محددة لمثل هذا الحوار أو مثل هذه المفاوضات ؟ خصوصا إننا كمصريين نعرف إن قتل اى موضوع في مصر يتم عن طريق تكوين لجنة تنبثق عنها لجان وهلم جرا إلى إن تموت القضية لذا لابد إن تحدد فترة زمنية محددة .
5 أين يتم هذا الحوار ؟ فإجراء هذا الحوار في مصر لن يحل اى مشكلة بل ستكون المسالة ليست مفاوضات ولا يحزنون بل مسالة أملاءات وأوامر مفروضة على الأقباط ليس أكثر, لذا يجب التدقيق في اختيار مكان المفاوضات وليكن في مكان محايد في أوروبا حتى تكون هناك إطراف دولية شاهدة ومتابعة لهذه المفاوضات ومتابعة للالتزامات التي تلتزم بها الإطراف المتفاوضة.
وكلنا رأينا إن المسالة السودانية لم تحل إلا بمفاوضات جادة في ميشاكوس بكينيا ولم تجرى في السودان ومشكلة إقليم أتشيه الاندونيسي لم تحل إلا بمفاوضات تمت في هلسنكي بفنلندا وحتى بدايات الحل للمشكلة الفلسطينية لم تجرى في إسرائيل بل جرت في أوسلو .
ثانيا الطرف الثاني للحوار "الأقباط"
نركز حديثنا هنا على الطرف الثاني من المشكلة وهم الأقباط والمنظمات القبطية العاملة في الخارج ولابد هنا من التذكير بعدة أمور هامة :
1 إن الحوار المرتقب بين الأقباط والدولة تبرز فيه إشكالية هامة إلا وهى انه لا يجب إن يقتصر فقط على أقباط الخارج بل يجب إن تكون هناك صيغة لإدماج أقباط الداخل في هذه المفاوضات فرغم إن أقباط الخارج بحكم معيشتهم في دول المهجر يدركون ويعرفون ما يحتاجه الأقباط في الداخل من تشريعات وقوانين كي يعيشوا حالة مواطنة كاملة كالتي يعيشها المغترب القبطي في مهجره إلا إن هذا لا يمنع إن هناك الكثير من أقباط الداخل من هو مسيس وواعي بمشاكل الأقباط أكثر من الكثيرين من أقباط المهجر والمستعدين لتحمل كل تبعات دفاعهم عن القضية القبطية ونخص منهم المهندس يوسف سيدهم ود.كمال فريد وغيرهم كثيرين .
2 إن الدولة في سعيها لهذا الحوار لا يهمها في حقيقة الأمر أراء وكتابات أقباط الداخل بل كل ما تخشاه هو أقباط المهجر الذين تمكنوا من إيصال أصواتهم إلى الكثير من مراكز صنع القرار في العالم اجمع وفضحوا ممارسات هذه الحكومة حيث تمكنوا من نقل مشكلتهم إلى الكثير من وسائل الإعلام العالمية التي بدأت تناقش وتهتم بمشكلة الأقباط بينما أقباط الداخل تستطيع الدولة السيطرة عليهم بالكثير من الوسائل مثل :
* هناك الكثير من الياهوذات الأقباط الذين يحللوا ويباركوا اى خطوة تقوم بها الدولة ضد بني جلدتهم القبط وتحاول الدولة إكساب هؤلاء الياهوذات مصداقية كبيرة في أعين عموم الأقباط .
* وسائل الإيلام والضغط الكثيرة التي تملكها الدولة والتي تستطيع إظهارها كما أظهرتها بتقاعسها عن حماية الأقباط في الكثير من الأماكن وتركت الغوغاء يعتدون عليهم بمباركة الأمن كما في الكشح وفى غيرها .
* الإعلام الذي تملكه الدولة والذي يفوق إعلام جوزيف جوبلز في المانيا الهتلرية والذي يغسل مخ الاقياط طوال الوقت ويصور لهم انه ليس في الإمكان أفضل من الكائن وإنهم أفضل أقلية على مستوى العالم بل كما كتبت إحدى الباحثات المسلمات التي قالت إن الأقباط أقلية مدللة .
3 لابد من الاتفاق على إلية واضحة لاختيار من يصلح من الأقباط ليتحدث أو يتفاوض باسمهم
فلا يعقل إن تختار الدولة لنا من يتحدث باسمنا معها .
ولا يعقل إن تقتصر أسماء المتفاوضين على من يملكون قنوات اتصال مع الدولة سواء من خلال أشخاص قريبين من السلطة أو من خلال من يملكون علاقات عمل وتجارة مع الدولة .
ولا يعقل أخيرا إن تقتصر أسماء المفاوضين على رؤساء وأعضاء المنظمات القبطية العاملة في الخارج لأنه مع احترامنا لكل هذه المنظمات ولأعضائها هناك الكثير من الأقباط الذين يملكون الكثير من الكفاءات ولكنهم خارج إطار هذه المنظمات .
4 إذا لابد من وجود إلية واضحة لهذا الاختيار ولابد من توسيع مجال الاختيار وإنا هنا أدرك إن هناك الكثيرين غيري الذين يستطيعون إن يدلوا بدولهم في هذه النقطة ويقترحون لنا إلية مناسبة لاختيار من يمثلنا ولكنني أقدم لكم إحدى هذه الآليات وهى تتمثل في عقد اجتماع موسع يشارك فيه الجميع ويتقدم في هذا الاجتماع من يرى في نفسه الكفاءة للتفاوض أو التحدث باسم الأقباط يتقدم مترشحا هو وغيره وعلى المجتمعون التصويت والاختيار بين المرشحين .
وإذا لم يكن من الممكن عقد هذا الاجتماع فيمكن الاستعاضة عنه بتنظيم هذا الاجتماع عن طريق الانترنت أو اى وسيلة من وسائل التكنولوجيا الحديثة وطرح الأسماء المرشحة والاختيار عن طريق الانترنت .
وهذه الاجتماع قد تكون له عدة مزايا في حالة انعقاده مثل :
* انه يمكن إن يكون كجمعية تأسيسية لاتحاد قبطي عالمي .
* يمكن إن يجذب هذا المؤتمر الكثير من الأقباط في الخارج الغير منضمين إلى اى منظمة قبطية والغير مسيسين والغير مدركين لحجم المشكلة الأقباط وتداعياتها وهذا سيزيد من الكوادر القبطية الذين سيكونوا زخرا لهذه المنظمات القبطية عند الحاجة إلى اى تحرك جماهيري مثل المظاهرات والاعتصامات التي تنظمها هذه المنظمات .
*إن هذا الاجتماع سيتيح لعموم الأقباط إن تمارس حقها لأول مرة وبطريقة صحيحة في اختيار من يتحدث باسمهم حتى لا يفرض اى احد نفسه على الأقباط وعلى القضية القبطية دون إن يملك الكفاءة والمصداقية لهذا الأمر .
5 حقيقة هامة لابد من النظر لها بعين الاعتبار وهو إن الأقباط لن يكونوا أبدا نسخة طبق الأصل من بعضهم البعض فمنهم من يرى انه لا حل لمشكلة الأقباط إلا بالتفاوض ومنهم من هو ضد هذا التوجه على طول الخط وهناك من يرى انه لا حل إلا بالضغوط الدولية وهناك من يعارضها ويرفضها ولذا لابد من سيادة مبدأ الاحترام المتبادل بين الجميع وعدم سريان سياسة الإقصاء والتخوين بيننا وبين بعض لأننا سنلتزم بما يتفق عليه الاجتماع ولان العمل سيكون جماعي وفق برنامج متفق عليه من الجميع .
الاختلاف في وجهات النظر لم ولن يقتصر على الأقباط فقط بل هذا الأمر أصاب معظم حركات التحرر في العالم ولكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح وسيربح من يريد الحرية والتحرر لشعبه وسيكتشف الآخرين أخطائهم واقرب مثال على ذلك هو حركة التحرر في جنوب السودان بقيادة جون جارانج التي لم تكن تواجه فقط حكومة جبهة الإنقاذ الاستقصائية بقيادة البشير ولكن كانت تواجه أيضا مليشيات جنوبية من أبناء الجنوب المهمشين التي نجحت جبهة الإنقاذ في استقطابهم ليحاربوا في صفوفها ضد أبناء جلدتهم الجنوبيين و لكن إصرار جون جارانج على توجهه جعله ينتصر ويضع اللبنة الأولى في طريق الحرية لأبناء الجنوب والآن أدركت هذه المليشيات خطئها وتحاول العودة للمشاركة في الحكومة الجنوبية بقيادة الفريق سيلفا كير بعد إن اكتشفت خطا توجهاتها .
لذا علينا كأقباط إلا نكفر ونقصى بعضنا البعض مع التحذير فى الوقت نفسه من خطا التوجهات .
فقديما تعلمنا إن السياسة هي فن الممكن .
وان والعمل السياسي مطلوب فيه الحنكة والدبلوماسية وليس الحب والكراهية .
والعمل السياسي مطلوب فيه أيضا المناورة والمحاورة وليس المقاطعة والإقصاء .
العمل السياسي مثل مباراة ملاكمة تستطيع إن تهزم خصمك بالضربة القاضية ولكنك تستطيع أيضا إن تهزمه بالنقاط فلنكن كما قال المسيح ودعاء كالحمام ولكن حكماء كالحيات .



#مجدي_جورج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحرك المصرى الاخير والازمة السورية
- العمل القبطى العام فى الخارج والياهوذات
- عنتريات عمرو موسى
- مأسأة اللاجئين السودانيين
- ربيع القاهرة وربيع الاقباط
- هل تصبح مارى بلاق دميان هى روزا باركس الاقباط ؟
- الذمية والجزية
- فى مسالة خطف الفتيات القبطيات
- حالة حوار
- سقوط الرموز الكبيرة فى الانتخابات المصرية واسبابها
- التاريخ والاثار القبطية والقرار الجمهورى الجديد
- الانفصال التام او الموت الزؤام
- لهذه الأسباب يجب حظر جماعة الإخوان المسلمون
- ملاحظات هامة على الجولة الثانية من الانتخابات فى مصر
- الحصاد
- نداء الى الشرفاء فى المنيا
- الاخوان المسلمون والخضة ورؤساء تحرير الصحف القومية
- الرشاوى الانتخابية فى مصر
- ليس دفاعا عن البابا ولكن عن مصر
- الحزب الوطنى يحذر من التصويت على اساس الاسلام هو الحل


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب
- هـل انتهى حق الشعوب في تقرير مصيرها بمجرد خروج الاستعمار ؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مجدي جورج - الحوار المنتظر بين الأقباط والدولة