أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحنفي - ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟.....2















المزيد.....

ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟.....2


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1433 - 2006 / 1 / 17 - 08:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


2) فلماذا تراوح الحركة السياسية المغربية مكانها ؟

و لماذا تكون مرشحة باستمرار لخيانة الجماهير الشعبية الكادحة ؟

و ما هي الأسباب التي تقود إلى الخيانة ؟

و لماذا تتعرض البورجوازية الصغرى إلى الانقسامات الحادة ؟

و لماذا تبقى فصائلها مرشحة إلى الانقسامات التي تزيد من إضعافها، و من إبعادها عن الجماهير الشعبية الكادحة، في نفس الوقت ؟


فكون الحركة السياسية المغربية تراوح مكانها، يرجع إلى كون هذه الحركة المتكونة، في غالبيتها، من أحزاب ذات طبيعة بورجوازية صغرى، لم تحسم مع الممارسات البورجوازية الصغرى، و لم تعمل على تبني المطالب الجماهيرية الشعبية بإخلاص، و لم تتبن إيديولوجية الكادحين، و لم تعمل على صياغة برامج سياسية، تستجيب لحاجيات الجماهير الشعبية، و لطموحاتها الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، و لم تتخذ مواقف سياسية، في مستوى متطلبات كل مرحلة على حدة، حتى تنسج علاقات عضوية مع الجماهير الشعبية الكادحة، و طليعتها الطبقة العاملة، بل إن تلك الحركة، التي عولت عليها الجماهير الشعبية في مراحل تاريخية معينة، كانت تقوم بممارسات تجعل الجماهير الشعبية تفقد القدرة على إدراك ما يجري في الواقع، مما يستهدف استغلالها، و ضرب مصالحها، في نفس الوقت، و مما له علاقة بالتضليل المقصود الذي تقوم به الحركة السياسية، التي كانت الجماهير الشعبية الكادحة تراهن على قيادتها، في أفق تحقيق الحرية، و الديمقراطية، و العدالة الاجتماعية.

و تضليل الجماهير الشعبية الكادحة، طيلة الستينيات، و السبعينيات، والثمانينيات، و معظم التسعينيات من القرن العشرين، كان مجرد ترتيبات تهدف إلى الوصول إلى تحقيق الارتماء اللامشروط بين أحضان الطبقة الحاكمة، و التخلص، و بصفة نهائية، من الارتباط بالجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، أو حتى من ادعاء الارتباط بها. لأن الارتباط العضوي بالطبقة الحاكمة، يمكن من تحقيق التطلعات الطبقية، عن طريق التسلق الطبقي، و التموقع، و أمام أنظار العالم، إلى جانب الطبقة الحاكمة، و القيام بممارسات، في حق الشعب المغربي، لم تتجرأ الطبقة الحاكمة، نفسها، على القيام بها في مراحل تاريخية، من تاريخ المغرب الحديث، و المعاصر.

و هذه الحركة المتكونة، في غالبيتها، من أحزاب البورجوازية الصغرى، مرشحة، باستمرار، لخيانة الجماهير الشعبية الكادحة، التي راهنت عليها، للاعتبارات الآتية :

أ- عدم تبنيها لإيديولوجية الكادحين، التي ليست إلا الاشتراكية العلمية، حتى لا تتورط، في الانسلاخ، عن جلد البورجوازية الصغرى، الذي تلبسه تلك الأحزاب، و الذي يدفعها إلى الممارسة البورجوازية الصغرى المتمثلة في الانتهازية المتفشية في صفوف هذه الشريحة الاجتماعية.

ب- عدم بناء تنظيماتها على أساس ديمقراطي، حتى لا تكون القيادات الحزبية، معبرة فعلا عن إرادة الجماهير الشعبية الكادحة المنضوية في تلك الأحزاب، و من أجل أن تكون تلك القيادات في خدمة مصالح الجماهير الشعبية الكادحة.

و نظرا لغياب الديمقراطية، فإن القيادات الحزبية، تكون مفروضة، و بطرق ملتوية، و انتهازية، حتى تتمكن من توظيف العمل الحزبي، لتحقيق تطلعاتها الطبقية البورجوازية الصغرى.

ج- عدم بناء البرامج، و المواقف الحزبية، على أساس التحليل الملموس للواقع الملموس، لأن تحليلا من هذا النوع، و انطلاقا من توظيف القوانين العلمية للمنهج الاشتراكي العلمي، لا يمكن أن يوصل إلا إلى ضرورة أن تكون البرامج في مصلحة الجماهير الشعبية الكادحة، و لأن الشرائح البورجوازية المتحكمة في قيادة التنظيمات الحزبية، تعلم ذلك جيدا، فإنها تلجأ إلى محاربة المنهج الاشتراكي العلمي، و اعتماد مناهج توفيقية، و تلفيقية، و مضللة للجماهير الشعبية الكادحة، حتى تكون البرامج المعتمدة، و المواقف المتخذة، مضللة للجماهير الشعبية الكادحة، و لكنها مساعدة على تحقيق التطلعات الطبقية للبورجوازية الصغرى.

د- لجوءها إلى تحريف الممارسة الجماهيرية، النقابية، و الحقوقية، و الثقافية، عن طريق تسلطها على قيادات المنظمات الجماهيرية، و جعلها غير مبدئية، بصيرورتها بيروقراطية، أو تابعة لحزب معين، أو مجرد منظمات حزبية موازية، أو مجالات للإعداد، و الاستعداد، لتأسيس حزب معين، حتى تخدم تلك المنظمات مصالح البورجوازية، و مصالح أحزابها، في علاقتها بالطبقة الحاكمة، بصيرورتها في خدمتها، بدل النضال من أجل تحقيق الحرية، و الديمقراطية، و العدالة الاجتماعية، كما هو مفترض في الأحزاب التي تدعي اليسارية، و التقدمية، و النضال من اجل الديمقراطية.

ه- رفع وثيرة تعبئة الكادحين، لا من أجل فرض تحسين أوضاعها المادية، و المعنوية، و لا من أجل تحقيق الحرية، و الديمقراطية، و العدالة الاجتماعية، كما هو مفترض، بل من أجل إثبات: أن أحزاب البورجوازية الصغرى، بقيادة المنتمين إليها، للمنظمات الجماهيرية، تتحكم في العمل الجماهيري، و في الجماهير الشعبية الكادحة، حتى يكون لذلك وزن في العلاقة مع أجهزة الدولة، و مع الطبقة الحاكمة، و بعد ذلك فلتذهب الجماهير الشعبية الكادحة إلى الجحيم.

أما الأسباب التي تقود الحركة السياسية إلى خيانة الجماهير الشعبية الكادحة، فيمكن إجمالها في :

أ- كون الجماهير الشعبية الكادحة لا تجد ذاتها في برامج تلك الحركة التي تمارس التضليل، و التضبيب، على الكادحين من أجل جعلهم مطية لتحقيق التطلعات الطبقية.

ب- أن تلك الأحزاب السياسية، لا تخدم إلا مصالح، و تطلعات البورجوازية الصغرى، الساعية دوما، إلى التموقع الطبقي، إلى جانب البورجوازية الكبرى.

ج- التنكر جملة، و تفصيلا، لأيديولوجية الكادحين، و الانخراط في محاربتها، والعمل على استئصالها من صفوفهم، حتى ينصاع الكادحون لعملية التضليل تلك.

د- السعي الدؤوب، من أجل إعلان الوفاء، و الإخلاص للطبقة الحاكمة، كما تدل على ذلك الإشارات المرموزة، و الواضحة، التي نجدها في أدبيات كل حزب بورجوازي صغير على حدة.

ه- العمل على تهميش العناصر المناضلة، و المخلصة للكادحين، في المنظمات الجماهيرية، النقابية، و الحقوقية، و الثقافية، حتى لا يصيروا مصدر وعي للكادحين.

و- الحاجة البورجوازية الصغرى، إلى انخراط أحزابها، في النهج السياسي للطبقة الحاكمة، حتى يكون ذلك وسيلة ناجعة لتحقيق التطلعات الطبقية.

و البورجوازية الصغرى تتعرض باستمرار إلى الانقسامات، بسبب تعدد مشاربها الإيديولوجية، مما يجعلها تنزع إلى التشرذم، و الانزلاق نحو التقسيم المتواصل، بسبب الخيانات المتتالية للقيادات البورجوازية الصغرى، التي ترى نفسها، أولا، وقبل غيرها، من المنتمين إلى طبقتها، حتى تحتكر الاستفادة، و تحاول التموقع، قبل غيرها، إلى جانب البورجوازية التابعة.

و كنتيجة لذلك، فإن فصائلها، التي تتعدد بتعدد مشاربها الإيديولوجية المختلفة، تبقى بدورها مرشحة إلى الانقسام. و هو ما يجعلها عاجزة عن الارتباط بالجماهير الشعبية الكادحة، بسبب الضعف التنظيمي، و الإيديولوجي، و السياسي، الذي أصاب الأحزاب السياسية، و المنظمات الجماهيرية، و الجماهير الشعبية الكادحة، و هو وضع لم يفد إلا الطبقة الحاكمة في المغرب التي تعد المنتصر الأول و الأخير.

لكن الحركة السياسية المغربية، تعرف استثناء، يتمثل في الحركة الاشتراكية العلمية، التي بقيت وفية للجماهير الشعبية الكادحة، و طليعتها الطبقة العاملة. لكن هذه الحركة تعاني بدورها من الحصار المضروب عليها، من قبل أحزاب البورجوازية الصغرى، و من قبل الاحزابوسلامية، و من قبل الطبقة الحاكمة، مما يجعلها تراوح مكانها، بسبب ذلك الحصار.

و بذلك نصل إلى أن العوامل الذاتية، و الموضوعية، القائمة في المغرب، و بسبب طبيعة الطبقة الحاكمة، الاستبدادية، و نظرا لغياب ديمقراطية حقيقية، و شرعنة ديمقراطية الواجهة، لا يمكن أن تفرز إلا ضعف الحركة السياسية، التي صارت عاجزة عن الارتباط بالجماهير الشعبية الكادحة، التي صارت يائسة من العمل السياسي، و مرتبطة بالفكر المتخلف، الذي يسوقها إلى المجهول، بسبب انسياقها وراء الاحزابوسلامية، على أنها هي التي ستنقدها في الدنيا، و الآخرة، في نفس الوقت، معتقدة أنها هي الوجه الحقيقي ل"الإسلام"، مع أنها لا تتجاوز تحريف الدين الإسلامي، حتى يصير مجرد إيديولوجية بورجوازية صغرى.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- باب الانتهازية.....9
- باب الانتهازية.....8
- باب الانتهازية.....7
- باب الانتهازية.....6
- باب الانتهازية.....5
- باب الانتهازية.....4
- باب الانتهازية.....3
- باب الانتهازية.....2
- باب الانتهازية.....1
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...


المزيد.....




- وفاة قيادي بارز في الحركة الإسلامية بالمغرب.. من هو؟!
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحنفي - ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟.....2