أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - يعقوب زامل الربيعي - الصحافة العراقية بين عهدين...















المزيد.....

الصحافة العراقية بين عهدين...


يعقوب زامل الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 5446 - 2017 / 2 / 28 - 08:43
المحور: الصحافة والاعلام
    


القسم الثاني من عام 1920إلى 1930
.................
من سوء الطالع أن تفتتح بريطانيا عهد احتلالها للعراق منذ دخول قواتها البصرة، بجملة سياسات، حاولت من ورائها تغيير صورة الواقع السياسي والاجتماعي بما ينسجم ووسائل فرض الهيمنة الاستعمارية وتوطين حكمها العسكري على نتائج وتداعيات تباين احتلالين على العراق، كان الأول تركياً يدين بخلافة إسلامية عثمانية، أما الثاني فإنكليزياً مسيحياً. وبرغم ما خلفه الأول من ارث جائر ومتخلف مقيت في واقع المنظومة العراقية خاصة، إلا أنه ظل يحمل عنوانه الحسي، رغم تباين مواقف طوائف المؤسسة الدينية العراقية منه، مما دفع بريطانيا التي كانت تفتقر إلى المؤثر المقارن على واقع أخذ مسلكه المناهض لقوة احتلالها منذ اللحظات الأولى، إلى العمل المؤثر سلباً وذلك من خلاله لكتم صوت المعارضة العراقية المحتمل والمتمثل في مؤسستها الصحفية الحديثة وذلك بتعطيل الصحف الأهلية كلها، باستثناء جريدة (الزهور) لصاحبها محمد رشيد الصفار لكونها كانت موالية للحكومة ومؤيدة لسياسة المحتلين. كما يشير لذلك أكثر المحللين من بينهم روفائيل بطي في كتابه ( الصحافة في العراق ) ص39.
ولما كانت الحكومة البريطانية آنذاك تقع ضمن دائرة التجاذبات السياسية الحرة والدستورية للمجتمع البريطاني المُقر للمواثيق الديمقراطية الحديثة وقبول الرأي الآخر المتمثل بالصحافة، جانباً أساسياً من جوانبه العديدة، فقد شعرت بخطلان موقفها الذي اتخذته " استثناءً " لتتراجع عنه وفق مستجدات واقع السياسة بشكل يخدم مصداقيتها كحكومة ديمقراطية ليبرالية من جهة، كما سيكسب ود وتعاطف العراقيين وشعوب المنطقة والرأي العام البريطاني ازاء وجود قواتها في العراق من جهة ثانية، الأمر الذي يسهل من خلالهما مخططات الدولة العظمى ومصالح مؤسستها الاستعمارية من جهة أخرى. لذا بدأوا أولاً لتطوير نشراتهم الدعائية المطبوعة باللغتين العربية والانكليزية في جريدة باسم ( الأوقات البصرية ) التي صدرت في البصرة عام 1915على يد سليمان بك الزهير والتي حددت هويتها بكونها جريدة يومية سياسية أدبية مصورة، فكانت هيئة تحريرها مكونة من جنسيات متعددة كالإنكليز والهنود والعراقيين والايرانيين يتقدمهم الكاتب المحرر الانكليزي ( جون فيلبي) لتصدر بأربع لغات هي الانكليزية والعربية والتركية والفارسية، استمرت على الصدور مدة خمس سنوات متتالية بعد احتلال العراق عام 1917، بدأت في البصرة أولاً ثم اندمجت بعد احتلال بغداد وإعلان الهدنة بين الحلفاء والاتراك بـ ( الاوقات البغدادية ) ليتغير أسميهما معاً إلى جريدة ( أوقات ما بين النهرين) ثم إلى (الاوقات البغدادية) ثانية وذلك أوائل مايس من عام 1921.
لم يقف مسلسل مستجدات الواقع السياسي الجديد للحكومة البريطانية في العراق بحدود اصدار جريدة رسمية واحدة، بل تعداه في السعة إلى خلق تكتل صحفي موالي يتناسب وواقع متغيرات الحالة العراقية المتنامية تمثل في غالبيته بالسماح بإصدار صحف عدة في بغداد وفي بعض المحافظات الرئيسة.
الصوت الصحفي العراقي هو من لعب دور الداعية المؤثر والقائد لحركة النهضة العراقية الجديدة لتشكل فيما بعد قوى سياسية وطنية واضحة المعالم، كان منم أبرز قياديها من اصول اجتماعية وإدارية ومن المثقفين المتنورين وسياسي الطبقة الوسطى الوطنيين من الذين تأثروا وطنياً وفكرياً بمجريات الحدث الدولي والاقليمي ليشكلوا بمجموعهم عناوين بارزة لقيادة المرحلة الوطنية الأولى ونواة أحاسيس لمرحلة نضال سياسي ووطني وطبقي وبما أنجزوه للحركة الاجتماعية والثقافية في العراق في فترات لاحقة.
ولما كان هم الحديث في مبحثنا هذا، ينصب على واقع وتأثير الصحافة العراقية وكيف تم لها أن تصبح مؤسسة صحافية داخل إطار من التعايش المهني والوطني قبل السياسي والحزبي وطبيعة مقارباتها مع القضية الوطنية وطبيعة الاحتلال للفترة ما بين تموز 1922 أي بعد صدور قانون الجمعيات في العراق وانتهاءً بتأسيس البرلمان عام 1924 وما تلاها من أعوام قريبة تلك التي دشنت حياتها العلنية كما شكلت الحجر الأساس لمؤسسة صحفية عراقية بدأت متواضعة صغيرة لتغدو فيما بعد بحجم المؤسسات الصحفية العالمية، إن لم اقل أكثرها سعة وحجماً بعد احداث نيسان 2003. تمثلت هذه المؤسسة في بداية عهدها بأهم الصحافة الحزبية ألا وهي :
1ــ جريدة الاستقلال لصاحبها عبد الغفور البدري الذي كان أحد أعضاء الحزب الوطني والتي لعبت دوراً بارزاً في العركة السياسية التي خاضها الحزب الوطني العراقي آنذاك بعد تأسيسه في 2/آب/1922. أستمر صدور الصحيفة حتى عام 1930 ليستبدلها الحزب بجريدة ( صدى الاستقلال ) الصادرة في 15/أيلول/1930 والتي أعدها الحزب الوطني الجريدة الرسمية على أنها ما لبثت أن تعرضت للتعطيل بعد مرور شهر واحد على صدورها لتصدر بدلاً عنها جريدة ( صدى الوطن ) في 25 تشرين الثاني عام 1930 لصاحب امتيازها محمود رامز والتي سرعان ما تعطلت هي الأخرى، الأمر الذي اضطر الحزب بعدها إلى اصدار جريدة رابعة بأسم ( الثبات ) وذلك في 30/كانون الأول/1931 تعطلت إثر اعتزال الحزب الوطني الحياة السياسية في 20 نيسان 1934.
2 ــ ( النهضة العراقية ) لسان حال حزب النهضة الذي تأسس في 19/آب/1922والصادرة في 10 آب 1927. إلا أن الحزب ونتيجة تعرض جريدته كسواها من جرائد الاحزاب، أصدر عوضاً عنها جريدته ( صوت الحق ) لصاحب امتيازها مزاحم الباجة جي لفترة قصيرة تعطلت بعدها وذلك في 29 تشرين الثاني 1929.
وما دمنا بصدد صحافة هذين الحزبين لابد من إشارة مهمة وردت في كتاب فائق بطي (الموسوعة الصحفية العراقية) حيث يقول: لم يكن للحزب الوطني أو لحزب النهضة جريدة ناطقة بلسانهما إلا أن جريدة الرافدين لعبت دوراً قيادياً في مقاومة معاهدة التحالف بين بريطانيا والعراق، التي كان من المقرر أن تحل محل صك الانتداب المفروض على الشعب العراقي. وبعد موافقة مجلس الوزراء آنذاك باشر الاستعماريون في التمهيد لتجميع برلمان تأسيسي ليضفي الشرعية على صك العبودية الجديدة.
3 ــ جريدة ( العهد ): على إثر انعقاد المجلس التأسيسي ومصادقته على معاهدة 1922 برزت قضية الدستور ومشكلة الموصل لتشكل محور العمل الوطني. عندها تجمع مجموعة من المحامين ورجال القانون من الذين يشكلون الأغلبية من أعضاء حزب الأمة في بغداد ليأخذوا على عاتقهم صياغة مواد الدستور كما عمل الحزب على تعميق مفهوم الحياة البرلمانية والانتخابات في حين ناضل حزب الاستقلال في الموصل من أجل ضم الموصل إلى العراق من خلال حملات الاحتجاج وتقديم المذكرات في وقت كانت جريدة العهد الصادرة في 20 كانون الثاني 1925 وبداياتها (فتى العراق) تعملان بإصرار على نشر الوعي لإنجاح مسألة الضم.
4 ــ (الشعب) و (نداء الشعب) ففي أثناء افتتاح أول مجلس نيابي منتخب، ظهر حزب الشعب بزعامة ياسين الهاشمي كقوة فاعلة في الحياة السياسية العراقية، لتلعب جريدته المركزية المسماة (الشعب) دورها في تنشيط هذه القوة الفعلية كما كانت زاداً معنوياً في استمرار نضال الحزب من خلال تهيئة الجريدة البديل والمسماة (نداء الشعب) الصادرة 1926 لمديرها المسؤول المحامي حقي الجيبه جي، والتي توقفت في تموز 1927.
5 ــ ( الاخاء الوطني ) : لسان حال حزب الاخاء الوطني بزعامة رشيد الكيلاني وناجي السويدي ومحمد رضا الشبيبي. صدرت في 1931برئاسة كامل الجادرجي، لكنها أُغلقت بعد عام واحد.
6ــ ( البلاد ) : صاحبها روفائيل بطي. صدرت عام 1925 وأُغلقت عام 1930. كان حزب الاخاء الوطني يستفيدون من خدماتها.
إلى جانب (الجزيرة) التي تم حجبها عن الصدور نهائياً بعد سلسلة من عمليات الاغلاق، مقابل هذه العينة الوطنية التي ركزنا على اهم محاورها في عالم الصحافة العراقية، لابد من ذكر اعلام السلطة التي تؤيد سياسة المستعمرين البريطانيين في تواجدهم في العراق. من بين تلك الصحف نذكر أهمها:
1 ــ جريدة (العاصمة) : كانت لسان الحزب الحر الدستوري الذي تأسس في أيلول من العام 1922 والذي كان أسرع الاحزاب في اصدار صحيفته تلك بعد أن لعب المندوب السامي البريطاني دوره الهام في تأسيس هذا الحزب للوقوف بوجه المعارضة الوطنية. فنجح محمود النقيب أبن رئيس الوزراء عبد الرحمن النقيب مع ذوي القربى والاقطاعيين وبعض الأسر المعروفة بتأسيس الحزب واصدار الجريدة. إلا انه مع انتهاء عهد وزارة النقيب، توقفت الجريدة عن الصدور في 14/آب/1923.
2 ــ (اللواء ) و (التقدم ): في فترة وزارة عبد المحسن السعدون المتوالية، كانت غالبية الصحف تؤيد سياسة الحكومة وحزب (التقدم) أمثال جريدتي (العراق) و (العالم العربي) إلا أن أعضاء حزب التقدم ارتأوا أن تكون لحزب جريدة ناطقة بأسمه، عندها صدرت جريدة (اللواء) في 20/آيار/1928 لأيام معدودة لتصدر بعدها جريدة (التقدم) مدير تحريرها سلمان الشيخ داود، بديلاً عن (اللواء ).
على أن جريدة التقدم توقفت عن الصدور في 15/آيار/ 1929، أقدم بعدها عبد المحسن السعدون على الانتحار.
3 ــ (صدى العهد) و (الطريق): في 30/آذار/1930، شكل (نوري السعيد) وزارته الأولى معلناً رغبته على تحقيق معاهدة بريطانية عراقية على غرار المشروع الوطني المصري. فحلَ البرلمان وشكل حزب العهد لإسناد مشاريعه. ففي 7/آب/1930 أنشأ السعيد جريدته الرسمية (صدى العهد) بعد أن منح امتيازها لعبد الرحمن الحصان لتتخصص في الرد والتهجم على الصحف الوطنية المعارضة (حزبية ومستقلة) إلا أن حكومة ناجي شوكت عطلت (صدى العهد) وذلك في تشرين الثاني عام 1923 مما اضطر حزب العهد لإصدار جريدة (الطريق) بدلاً عنها في 6/آذار/1933. إلا أن تم تعطليها بأمر من حكومة حكمت سليمان في 23 تشرين الثاني عام 1936.
شهد العراق الحديث قبل سقوط الدولة العثمانية والعقود الثلاثة التي تلت الاحتلال البريطاني للعراق أجيالاً من حماة الكلمة والموقف الوطني الشريف من صحفيين مرموقين في عالم الصحافة الوطنية التي أنجبت العديد من الرموز السياسية أمثال: عبد الحسين الأزري ورزوق داوود والأب أنستاس ماري الكرملي وداود صليوا وإبراهيم صالح شكر وعد اللطيف أثنيان وإبراهيم حلمي العمر ومحمود رامز وعلي الشرقي ومحمد مهدي الجواهري ومعروف الرصافي والزهاوي وعبد الرزاق الحسني وعلي محمود الشيخ علي و الجادرجي، وعشرات من الاسماء العزيزة على الشعب العراقي وعلى تاريخ الصحافة الوطنية. وهنيئاً لكل موقف وطني ولكل قلم عفيف لا يهمه سوى قول الحق في الزمن الصعب.
.............



#يعقوب_زامل_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بابلو نيرودا.. قد عشت حقاً !
- نص رسالة الروائي عبدالستار ناصر لي...
- الحقيقة بين الواقع والمحتمل المتوقع..
- لستَ نديم المحفل ...
- وداع رائحة...
- حاول إذا !...
- البعد التاسع..
- طقوس ما بعد الوحشة! قصة قصيرة
- عمى الغزارة...
- ليكن البحر أنتَ...
- مبحث في تاريخ السلطة الرابعة...
- سفرٌ لرؤيا أخرى..
- زائر احتراق المراحل !..
- أنتظريني بِرِيق الحضن...
- - لمحات من تاريخ صناعة الحرف في العراق - الحلقة الثانية
- لقصوى الغاية...
- لمحات من تاريخ صناعة الحرف في العراق
- شيطان قصيدته !..
- ما يكفي لشغاف اللثمِ..
- في وداعك أنسي الحاج..


المزيد.....




- بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
- في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
- ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
- عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7 ...
- خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا ...
- وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17 ...
- الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل ...
- بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
- الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - يعقوب زامل الربيعي - الصحافة العراقية بين عهدين...