هال ما يعانيه الأقباط في مصر هو تطهير عرقي ام تهجير ممنهج

جاك ساموئيل

الحوار المتمدن-العدد: 5443 - 2017 / 2 / 26 - 21:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

هل ما يعانيه الأقباط في مصر هو تطهير عرقي
أم تهجير ممنهج
هل ما يعانيه أقباط مصر هو جزء من مخطط يحاك له دوليا أم هي سياسة متبعة ممنهجة من قبل أصوليين و متطرفين إسلاميين فشيطان التطرف يقتل ويذبح ويغتصب كل يوم من الأقباط وبتجاهل الإعلام الوطني المصري و المؤسسات الأمنية التي تتفرج وتشاهد ما يحصل لهؤلاء وكانها غير معنية بما يحصل لهم من تنكيل و ذبح إلا إذا كانت الحكومات المتعاقبة متواطئة في تلك الإرتكابات ، فإذا ما اضطلعنا على تاريخ الأقباط في مصر فإن معاناتهم لا تبدأ في العصر الحديث فحسب بل منذ بداية عصر الخلفاء الراشدين مرورا بالعهد الاموي إلى العباسي و الذي تمثل بداية هذا الاضطهاد في فرض الجزية على سكان مصر الأصليين ومصطلح أهل الذمة على أقباط مصر .
فكان الاضطهاد زمن العباسيين يتمثل بهدم الكنائس في عهد الوالي العباسي سليمان بن علي حيث يذكر المقريزي : (( و هدمت الكنائس المحدثة في مصر فهدمت كنيسة مريم المجاورة لأبي شنودة بمصر وهدمت كنائس محارس قسطنطين فبذل النصارى لسليمان بن علي أمير مصر في تركها خمسين ألف دينار فأبى )) و هكذا استمرت فرض الضرائب الباهظة على أهل الذمة من الأقباط ، وبعد ان تطور الظلم في عهد المامون اشتعلت ثورة جامحة عامت جميع المصريين و عجز الجند العباسيين عن إخمادها فأرسل لهم المامون قائد الإفشيين بجيش جرار استطاع هزيمة الثوار و من وقع منهم في الاسر و امر المأمون بقتله وسبي نسائه و اولاده وبيعه رقيقا ، أما الخليفة المتوكل العباسي المشهور بتعصبه انتهج أفظع سياسة في التحقير والإذلال تمثلت في إرغام أهل الذمة على ارتداء زي معين و منعهم من ممارسة حقهم في ركوب الخيل والسير في طريقة معينة و طردهم من وظائفهم و يقول المقريزي في هذا الشأن (( أمر المتوكل على الله في سنة خمس وثلاثين و مائتين اهل الذمة بلبس الطيالسة العسلية و شد الزنانير و ركوب السروج بالركب الخشب و عمل كرتين في مؤخر السرج و عمل رقعتين على لباس رجالهم تخالفان لون الثوب أما النساء تلبس أزرارا عسليا و منعهم من لباس المناطق )) و هدم كنائس النصارى وبيع اليهود و فرض ضريبة العشر على منازلهم و بأخذ العشر من منازلهم والزامهم بوضع صور وتماثيل للشياطين على أبواب بيوتهم و منعهم من التوظيف ومن التعليم العام و نهى أن يستعان بهم في أعمال السلطان ولا يعلمهم مسلم و حرمهم من شعائرهم الدينية ونهى ان يظهروا في شعانينهم صليبا و أن لا يشعلوا في الطريق نارا و أمر بهدم قبورهم و امر بتسوية قبورهم مع الأرض و جعل ذلك قانونا عاما في أرجاء الدولة العباسية ..
قال المقريزى فى سنة 695 ميلاديه وفى عهد البابا الاسكنروس
فى ايامه امر عبد العزيز بن مروان فامر باحصاء الرهبان فاحصو واخذت منهم الجزيه عن كل راهب دينار ولما ولى مصر عبد الله بن عبد الملك بن مروان ... اشتد على النصارى واقتدى به قره بن شريك وانزل بالاقباط شدائد لم يبتلو قبلها بمثلها فأنتفض عليه عامة الحوف الشرقى من القبط فحاربهم المسلمون وقتلو منهم عده وافره فى سنة سبعمائه
واشتد ايضا اسامه بن زيد التنوخى على النصارى واوقع بهم وأخذ اموالهم ووسم ايدى الرهبان بحلقه حديد فيها اسم الراهب وديره وتاريخه وكل من وجده بغير وشم قطع يده وكتب الى الاعمال بان من وجد من النصارى وليس معه منشور ان يؤخذ منه عشرة دنانير ثم كبس اليارات وقبض على عده من الرهبان من غير وشم ..... فضرب اعناق بعضهم وضرب باقيهم حتى ماتوا تحت الضرب ثم هدمت الكنائس وكسرت الصلبان ومحيت التماثيل وكانت كثيره والخليفه يومئذ يزيد بن عبد الملك... فلما قام هشام بن عبد الملك فى الخلافه كتب الى مصر بان يجرى النصارى على عوائدهم وما بايديهم من العهد فقدم حنظله بن صفوان اميرا على مصر فى ولايته الثانيه فتشدد على النصارى وزاد فى الخراج واحصى الناس والبهائم وجعل على كل نصرانى وشما صورة اسد وتتبعهم فمن وجده بغير وشم قطع يده .
ما روي هنا مجرد سرد مقتضب ومختصر من تاريخ أقباط مصر لا وبل لحال المسيحيين أيضا في الشام والعراق زمن الاحتلال الاموي والعباسي و خصوصا بعد الغزو العربي الإسلامي ، هناك الكثير من المراجع التي تؤكد بنصوصها الاضطهاد الذي لا قاه الأقباط الذميين ومنها كتاب أحكام اهل الذمة في الإسلام ونصوص ابن تيمية شيخ الإسلام وكتاب الخراج للقاضي أبي يوسف يعقوب بن ابراهيم صاحب الإمام ابن حنيفة وكتاب خالد ابن الوليد سيف الله المسلول عدا عن الفتاوى والاجتهادات التي يتحفنا بها السلفيون بحق أهل الكتاب فهم لم يستطيعوا الخروج من خيمة البداوة والالتحاق بالركب الحضاري والنسق الإنساني بل ظلوا في قوقعة مظلمة يجبرون الآخرين على البقاء فيها المراد هنا من هذا السرد هي مقاربة بسيطة للأفعال والممارسات التي تمارس كل يوم بحق الأقباط بالنصوص والفتاوى التي تصدر ما بين الفينة والاخرى من قبل أعداء النور والشمس والمعرفة فهناك فتاوى لا يقبلها عقل ولا دين ولا منطق لا وبل يخرجون إلى المنابر ويجاهرون بخناجرهم وسيوفهم بأنهم موفدون من الله لهداية الناس إلى الإسلام فعن ماذا يتحدث هؤلاء الم يروا العالم من حولهم كيف تحول إلى كتلة نار جراء جنونهم الفكري وساديتهم الموروثة فأي ثقافة يعتنقها هؤلاء بتهجيرهم لأبناء الأرض و أي خدمة يقدمونها للصهيونية و لأعداء الأوطان ....

جاك ساموئيل .. سوريا
لكم فائق التقدير والاحترام

#جاك_ساموئيل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات