أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وائل بورشاشن - وتعصف الأمطار، مرة أخرى، بالبُنى التحتية والعادات والسياسات التواصلية














المزيد.....

وتعصف الأمطار، مرة أخرى، بالبُنى التحتية والعادات والسياسات التواصلية


وائل بورشاشن

الحوار المتمدن-العدد: 5443 - 2017 / 2 / 26 - 17:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1

“اكتشف” الجميع مرة أخرى مدى هشاشة بُنانا التحتية، بعد يوم ماطر بمدينتي الرباط وسلا فاقت فيه مقاييس التساقطات المطرية مئة ميلمتر. وتحدث الجميع، مرة أخرى، عن "خصوصية قَدَر المغرب" فازدهار اقتصادنا تابع لتساقط الأمطار، و"انكشافُ عيب" بنانا التحتية مرتبط هو الآخر بها. والمشكل هنا ليس في الأمطار، بل في سياسة رد الفعل والانصياع للقدر بكل تواكل ورضوخ، دون إعداد عُدة واستعداد لإمكانية اختلال اليومي والمُعتاد.
لكن ليس هذا ما أبغي الحديث عنه اليوم، فمشكل البنية التحتية أَعوَصُ وأََعمَقُ من الانتقاد العابر دون أدوات تمكن من ربط المسؤولية بالمحاسبة.
ما أريد الحديث عنه هو ما بدا لي جليا وأنا متوقف لساعتين بمحطة طرامواي مدينة العرفان، منذ الواحدة وخمسين دقيقة بعد ظهر يومه الخميس 23 فبراير، وهو أن تفشي مشكل عدم الاهتمام وسياسة رد الفعل، لم يتوقف عند المغربي في حياته اليومية ومؤسساته الرسمية بل تعداه للشركات الخاصة وشركات التدبير المفوض. فبعد أزيد من ثلاثة أرباع الساعة لم يسمع ركاب الطرام إلا تنبيها واحدا بالتوقف، مُذَيلا باعتذار بارد. ولم نعرف، نحن ركاب الطرام، ما المشكل إلا بعد ساعة ونصف، صُدفَة بعد حديث جمع أحد مسؤولي المُراقبة براكب من الركاب!
هذا المشكل التواصلي، لا تقف أضراره عند تضييع مصالح مُرتادي الطرام بل تتعداه لإظهار أن الجانب الربحي هو الطاغي عند الشركة، دون تفكير في الخدمة التي يجب عليها أن تقدمها. فَمُرتادوا الطرام لمدة ساعتين التي بقيت فيها داخله، علما أنه بقي متوقفا لمدة تزيد عن الست ساعات، ظلوا يشترون تذاكر السفر ويُؤشرونها دون تنبيه من الشركة إلى أن هناك توقفا كليا لخدمات الطرام لمدة غير مُحددة.
هذا المشكل يُظهر غياب سياسة تواصلية للأزمة عند مسؤولي شركة الطرامواي، وبالتالي يُظهر غياب استعدادهم لإمكانية اختلال "اليومي"، وبالتالي غياب اهتمام بالإنسان المستفيد من هذه الخدمة ولو اختلت مصالحه بشكل كبير خصوصا وأن الأمر يتعلق بوسيلة النقل (الرسمية) بين مدينتي الرباط وسلا.
ولا يقف هذا الغياب في تواصل الأزمة عند شركة الطرامواي بل يتعداه، طبعا :)، للمكتب الوطني للسكك الحديدية.
ففي نفس اليوم، وبعد وصولي لمسكني بمدينة سلا بعد سبع ساعات من التأخر! ذهبت لمحطة قطار (سلا المدينة) في التاسعة وعشرين دقيقة مساء، متوقعا أن يكون هناك تأخير خارج عن إرادة المكتب الوطني للسكك الحديدية، وكذلك كان. وبينما أنا جالس في المقهى الموجود بنفس المحطة حضر القطار المتوجه لمدينة سيدي سليمان، والذي لا يأتي إلا مرة في كل ساعتين، وذهب دون تنبيه صوتي رغم أنه جاء متأخرا عن وقته بثلاث ساعات أي أنه وصل مع العاشرة والنصف رغم أنه القطار المُبرمج للساعة السابعة وعشرين دقيقة.
الشاهد عندي أن القطار فاتني بسبب غياب تنبيه صوتي، وعدم اشتغال لوحة مواقيت القطارات، وتأخراتها :)، فإذا لم يكن التواصل حاضرا حتى مع الموجودين داخل مبنى المحطة، فكيف يكون مع من هم خارجها من المُستفسرين عن مواقيت القطارات ونقل الأمتعة والتأخرات!؟

2

ذكرني هذا الغياب المؤسف للتواصل في هذين المثالين، بحديث مع عم لي عن مدى هشاشة حياتنا المعاصرة، قال فيه إنه كلما تقدم الإنسان وزاد ارتباطه بالتقنية والآلة كلما زادت قابليته للرجوع إلى بدائيته عند فقدانها، فالتقنية الآن عَصَبُ الحياة ويكفي أن يغيب الكهرباء لتتوقف هذه الحياة، على الأقل كما نعرفها الآن.
لكن ورغم كل ما قيل، يبقى لكل لحظة سَيئُهَا وجَمِيلُهَا، وتبقى لكل لحظة سيئة فَلَتَاتُها التي نقترب فيها من أنفسنا، وكانت فَلتَة ذلك اليوم المشهود، في جمال منظر اختزنته ذاكرتي اختزانا للسلاويين وهم يَقطَعُونَ قنطرة أبي رقراق مشيا على أقدامهم جماعات جماعات وأفواجا أفواجا، يسألون بعضهم البعض عن المشكل ويتواطؤون جميعا في تلويحهم برؤوسهم موافقة على أحاديث ضُعف البنية التحتية وسوء التدبير المفوض وجبرية القضاء والقدر..



#وائل_بورشاشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وائل بورشاشن - وتعصف الأمطار، مرة أخرى، بالبُنى التحتية والعادات والسياسات التواصلية