أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - حسن الهويدي - تدمر في الذاكرة في الطريق إلى تدمر.. تدمر في الذاكرة في الطريق إلى تدمر..















المزيد.....

تدمر في الذاكرة في الطريق إلى تدمر.. تدمر في الذاكرة في الطريق إلى تدمر..


حسن الهويدي

الحوار المتمدن-العدد: 1433 - 2006 / 1 / 17 - 07:40
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


مشاهد من التعذيب في سجون التحقيق

بعد ساعات من التعذيب والشتم والوعيد باغتصابي، شعرت بضربة قويه على الرأس وبعدها لا ادري ماذا حصل، فعندما استقيظت.. مددت يدي إلى مؤخرتي ظنا مني أن اباهارون قد فعلها.
ولكن المكان الذي أنا فيه مظلم الى درجة أني لا أرى أي شيئ، الصمت والهدوء يخيمان على المكان...
سبقتني أصوات أبواب تفتح... لتصبح قريبة مني، قبل أن يتاح لي مجرد التفكير: أين أنا؟، صوت احدهم يعلو صارخا طالع أوسوّي أكل يا ابن الشرموطة، وصوت الكبل مسموع يجلد به من يخرج وهكذا إلى أن فتح باب زنزانتي التي أدركت أنها خالية فلا احد سواي فيها...
- طالع أواعي الأكل يا أبن الشرموطة..
* حاضر سيدي
وصب لي في الإناء الأول شايا والأخر بيضة واحدة مسلوقة..، وطلبت منه اخرج إلى دورات المياه، فقال لي أمرك يا ابن القحبة اطلع ولكن قبل ذلك مد يدك، مددت يدي، وضربني بالكبل الذي يحمله إلى إن تورمت يدي، وقال:
- روح على غوط أمك، ثم اعد ألك للعشرة تكون خارج دورات المياه مفهوم ولاك يا عرصة.
* مفهوم سيدي.
- واحد..اثنان..ثلاثة...لم أجيب ودخلت إلى دورة المياه، وحاولت أن أفك أزرار بنطا لي، لم استطع، حيث بدأت يداي تؤلماني وتنتفخان شيئا فشيئا، انتزعت الأزرار عنوة رغم الألم الذي يتنازعني، أخرجت قضيبي لأتبول ولكني لم استطع حيث شاهدته متورما نتيجة لصعقه بالكهرباء، حاولت ولم استطع رغم الصراخ الذي كان يصدر مني نتيجة الألم المرافق لقطرات البول التي كانت تخرج ببطء شديد، شو يا ابن القحبة ما خلصت.. ثم نادى علي ًبصوت عا ل اخرج يا ابن القحبة أحسن ما أطلّعك بالقوة... خرجت وانهال علي ضربا بسوطه على كافة أنحاء جسدي ويداي تحاولان تصديا لتلك الضربات دون جدوى، دخلت إلى زنزاتي وادخل الذي برفقتة لي الطعام إلى داخل الزنزانة وأغلق الباب، مددت يدي أتوجس المكان الذي وضع فتة الطعام الى إن عثرت باللمس على الإناء الأول، وضعته على فمي وشممت منه رائحة كالبول القديم ولكن كنت بحاجة لأن اشرب وشربت الشاي الذي كنت اظنه يدفعني الى التبول أو يساعدني على ذلك، وجدت الإناء الثاني التي توجد فيه البيضة واكلتها بدون تقشير ولكنها كانت سيئة المذاق، أو أنها فاسدة. إنه طعام عسكري يجلبونه لنا من القطعات العسكرية العاملة في مدينة دير الزور، شربت وأكلت وجلست وبعد انتهيت جلست على الأرض التي لا يوجد فيها لا بطانية ولا"عازل" إنها خالية من كل شيء عدا جسدي الذي سوف يفترش الأرض، وبقيت على هذه الحال الى إن أدركني النعاس ونمت رغم برودة الطقس، ولا ادري كم من الوقت استغرق ذلك عندما صحوت على صوت مؤذن ينادي الله اكبر...
اقتربت من باب الزنزانة، بصيص ضوء بدا لي، ونظرت بجهد لأتبين انه ضوء مصباح كهربائي.
فكّرت في أن أحدد موقعي، ولكن سرعان ما خطر ببالي أن أبا هارون الذي توعدني بالاغتصاب، قد يفعلها كما طلب منه أن يفعلها مع المرآة التي كانت في اليوم الأول، ولكنها امرأة وأنا رجل، هكذا خطر ببالي هل من المعقول؟؟ أنها مغرية أكثر مني للرجل، عودوه على الفعل المشين وانتهاك حرمات الناس، هؤلاء الناس ليست لديهم ضوابط أخلاقية ولا احترام للإنسان ويمكنهم فعل أي شيء، ووصلت في النهاية الى أنه إن فعلها بي فسوف انتحر...
فتح الباب وفزعت حيث إنني لم اشعر بقدوم احد الى المكان، اخرج يا بن القحبة ووجهك باتجاه الحائط، فعلت ذلك ثم قيد لي يدي وعصب عيني، وطلب مني المسير، جسدي يرتجف بردا وخوفا..، قال لي: ترتجف يا ابن العرصى بعد شوية ادفيك وأخليك ساخن مثل قوط أمك... وسار بي الى المكان الذي يقصده وطلب مني الركوع أرضا ، ركعت وكل من يمر من حولي يرفسني بقوة على ظهري او على خاصرتي أو على ما تيسر لهم الا ان احدهم شاط رأسي بقوة وكأنه يضرب كرة قدم، ما سبب لي ألما شديدا، حاولت التماسك كي اعي ما يحصل لي من بعدها، وكل ذلك على حساب اعصابي المشدودة والمتوترة والافكار التي كانت تشدني الى الانتحار فيما لو تعرضت لأكثر من ذلك..
امسكني احدهم من شعر رأسي وجرني بقوة اوقف... وقفت وسرت معه الى مكانه الذي يقصده وارتطم رأسي بشيء قاس مما جعل أن ما في برامج الاطفال والنجوم التي تدور حقيقة.
وقال لي اجلس يابن القحبة الى ان يأتي دورك بالإعدام. شعرت كأن صوته كان بعيدا... جلست ومثانتي تكاد تنفجر...
يتبع..


مشاهد من التعذيب في سجون التحقيق
حسن الهويدي
بعد ساعات من التعذيب والشتم والوعيد باغتصابي، شعرت بضربة قويه على الرأس وبعدها لا ادري ماذا حصل، فعندما استقيظت.. مددت يدي إلى مؤخرتي ظنا مني أن اباهارون قد فعلها.
ولكن المكان الذي أنا فيه مظلم الى درجة أني لا أرى أي شيئ، الصمت والهدوء يخيمان على المكان...
سبقتني أصوات أبواب تفتح... لتصبح قريبة مني، قبل أن يتاح لي مجرد التفكير: أين أنا؟، صوت احدهم يعلو صارخا طالع أوسوّي أكل يا ابن الشرموطة، وصوت الكبل مسموع يجلد به من يخرج وهكذا إلى أن فتح باب زنزانتي التي أدركت أنها خالية فلا احد سواي فيها...
- طالع أواعي الأكل يا أبن الشرموطة..
* حاضر سيدي
وصب لي في الإناء الأول شايا والأخر بيضة واحدة مسلوقة..، وطلبت منه اخرج إلى دورات المياه، فقال لي أمرك يا ابن القحبة اطلع ولكن قبل ذلك مد يدك، مددت يدي، وضربني بالكبل الذي يحمله إلى إن تورمت يدي، وقال:
- روح على غوط أمك، ثم اعد ألك للعشرة تكون خارج دورات المياه مفهوم ولاك يا عرصة.
* مفهوم سيدي.
- واحد..اثنان..ثلاثة...لم أجيب ودخلت إلى دورة المياه، وحاولت أن أفك أزرار بنطا لي، لم استطع، حيث بدأت يداي تؤلماني وتنتفخان شيئا فشيئا، انتزعت الأزرار عنوة رغم الألم الذي يتنازعني، أخرجت قضيبي لأتبول ولكني لم استطع حيث شاهدته متورما نتيجة لصعقه بالكهرباء، حاولت ولم استطع رغم الصراخ الذي كان يصدر مني نتيجة الألم المرافق لقطرات البول التي كانت تخرج ببطء شديد، شو يا ابن القحبة ما خلصت.. ثم نادى علي ًبصوت عا ل اخرج يا ابن القحبة أحسن ما أطلّعك بالقوة... خرجت وانهال علي ضربا بسوطه على كافة أنحاء جسدي ويداي تحاولان تصديا لتلك الضربات دون جدوى، دخلت إلى زنزاتي وادخل الذي برفقتة لي الطعام إلى داخل الزنزانة وأغلق الباب، مددت يدي أتوجس المكان الذي وضع فتة الطعام الى إن عثرت باللمس على الإناء الأول، وضعته على فمي وشممت منه رائحة كالبول القديم ولكن كنت بحاجة لأن اشرب وشربت الشاي الذي كنت اظنه يدفعني الى التبول أو يساعدني على ذلك، وجدت الإناء الثاني التي توجد فيه البيضة واكلتها بدون تقشير ولكنها كانت سيئة المذاق، أو أنها فاسدة. إنه طعام عسكري يجلبونه لنا من القطعات العسكرية العاملة في مدينة دير الزور، شربت وأكلت وجلست وبعد انتهيت جلست على الأرض التي لا يوجد فيها لا بطانية ولا"عازل" إنها خالية من كل شيء عدا جسدي الذي سوف يفترش الأرض، وبقيت على هذه الحال الى إن أدركني النعاس ونمت رغم برودة الطقس، ولا ادري كم من الوقت استغرق ذلك عندما صحوت على صوت مؤذن ينادي الله اكبر...
اقتربت من باب الزنزانة، بصيص ضوء بدا لي، ونظرت بجهد لأتبين انه ضوء مصباح كهربائي.
فكّرت في أن أحدد موقعي، ولكن سرعان ما خطر ببالي أن أبا هارون الذي توعدني بالاغتصاب، قد يفعلها كما طلب منه أن يفعلها مع المرآة التي كانت في اليوم الأول، ولكنها امرأة وأنا رجل، هكذا خطر ببالي هل من المعقول؟؟ أنها مغرية أكثر مني للرجل، عودوه على الفعل المشين وانتهاك حرمات الناس، هؤلاء الناس ليست لديهم ضوابط أخلاقية ولا احترام للإنسان ويمكنهم فعل أي شيء، ووصلت في النهاية الى أنه إن فعلها بي فسوف انتحر...
فتح الباب وفزعت حيث إنني لم اشعر بقدوم احد الى المكان، اخرج يا بن القحبة ووجهك باتجاه الحائط، فعلت ذلك ثم قيد لي يدي وعصب عيني، وطلب مني المسير، جسدي يرتجف بردا وخوفا..، قال لي: ترتجف يا ابن العرصى بعد شوية ادفيك وأخليك ساخن مثل قوط أمك... وسار بي الى المكان الذي يقصده وطلب مني الركوع أرضا ، ركعت وكل من يمر من حولي يرفسني بقوة على ظهري او على خاصرتي أو على ما تيسر لهم الا ان احدهم شاط رأسي بقوة وكأنه يضرب كرة قدم، ما سبب لي ألما شديدا، حاولت التماسك كي اعي ما يحصل لي من بعدها، وكل ذلك على حساب اعصابي المشدودة والمتوترة والافكار التي كانت تشدني الى الانتحار فيما لو تعرضت لأكثر من ذلك..
امسكني احدهم من شعر رأسي وجرني بقوة اوقف... وقفت وسرت معه الى مكانه الذي يقصده وارتطم رأسي بشيء قاس مما جعل أن ما في برامج الاطفال والنجوم التي تدور حقيقة.
وقال لي اجلس يابن القحبة الى ان يأتي دورك بالإعدام. شعرت كأن صوته كان بعيدا... جلست ومثانتي تكاد تنفجر...
يتبع..



#حسن_الهويدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق الى تدمر...مشاهد من التعذيب في سجون التحقيق2:
- تدمر في الذاكرة ..الطريق إلى تدمر مشاهد من التعذيب في سجون ا ...
- الطريق الى تدمر...مشاهد من التعذيب في سجون التحقيق
- تدمر في الذاكرة12في الطريق الى تدمرشهادات عن التعذيب1
- تدمر في الذاكرة -10- (ضحايا تشابه الأسماء)
- تدمر في الذاكرة (9) محاكم استثنائية
- الإعلام السوري طنة ورنة ومدارات:
- في مؤتمره القادم هل يعتذر حزب البعث للشعب السوري
- تدمر في الذاكرة8 ليلةمن2000يوم وليلة
- تدمرفي الذاكرة(6): شبح عون المخيف 1989
- تدمر في الذاكرة(5) طبابة متميزة
- تدمر في الذاكرة(4) طبابة متميزة
- تدمر في الذاكرة (4): الثمن الباهظ
- تدمر في الذاكرة3...حمامات الدم الساخن
- العيد في سجن تدمر
- الكرد والمغمورون في سوريا
- فوبيا المؤامرة


المزيد.....




- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...
- مسؤول أممي لبي بي سي: -المجاعة في غزة قد ترقى إلى جريمة حرب- ...
- الأونروا تدعو لرفع القيود عن وصول المساعدات إلى شمال غزة
- الأمم المتحدة: هناك مؤشرات وأدلة واضحة تثبت استخدام إسرائيل ...
- نادي الأسير: الاحتلال يستخدم أدوات تنكيلية بحق المعتقلين
- رفح.. RT ترصد أوضاع النازحين عقب الغارات
- ميدل إيست آي: يجب توثيق تعذيب الفلسطينيين من أجل محاسبة الاح ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - حسن الهويدي - تدمر في الذاكرة في الطريق إلى تدمر.. تدمر في الذاكرة في الطريق إلى تدمر..