أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيري حرزالله - حرية برائحة مرة















المزيد.....

حرية برائحة مرة


خيري حرزالله

الحوار المتمدن-العدد: 5443 - 2017 / 2 / 25 - 15:22
المحور: الادب والفن
    


رائحة اللوز المر. للكاتب قاسم توقيق

مفاتيح الرواية كثيرة. من بدايتها, يفاجئك قاسم توفيق بجملة افتتاحية لروايتة, رائحة اللوز المر, بمعنى. سأفعل ما لم يفعله احد من قبل و سسأل ما لم يسأل.
بلغة سلسة وبسيطة و عميقة في الأن معا. يسرد روايته " وهي لفنان تشكيلي" و هذا ما شدني إليها اكثر, بحكم انني فنان تشكيلي .

إن الكبت. الكبت, ثم الكبت و الحرمان, هما اكبر و اعتى, أصفاد, حرية الجسد. لأن حرية التفكير لا تكتمل إلا بحرية الجسد. و لأن للجسد على الأقل حاجاتة الجنسية, كما الطعام.تشعل الحروب من اجل اللذة العارمة, اللذة في الجنس والفن والرفاهية واللعب واشباع الرغبات, بين الدول و الافراد,
و من يبدأ في اشعال الحرب, دائما, يعطي تبريرات لا اساس لها من الصحة, إلا تلك اللذات المشتعلة. كيف سيكون شكل هذه الحرب إن كانت على احد اعضاءك, الذي يهبك احد قوى اللذات مقرونة بوهب الحياة لأخرين, نتيجة فعل الجنس. خلق جديد يهبونك السعادة . في الواقع تسائل حياتي و وجودي للذين لا يعرفون بأن نصفينا العلوي والسفلي كلاهما ساميين. فالعقل والفكر والاعضاء التناسلية مرتبطين ارتباط وثيق .فالعملية الجنسية هي حوار الطبيعة و نداؤها. هي صلاة و نداء على القادمين الى الحياة. تهبهم أياها تلك, اللذة,.
الذين ستحكمهم بدكتاتوريتها. نحن حقيقة لسنا احرار ولا توجد حرية كاملة, وحتى ان وجدت. فإنك بلا شك محكوم حتى من قبل ذاتك, جسدك, مشاعرك. أن تحاور نفسك, فتلك حكمة منك . اما ان تحاور عضوا من اعضاءك فتلك حكمة اكبر, و كأنك بذلك تحاور العالم كلة, الذي اجتمع فيك,
الواقع لأنه قد لا يوجد شيء إسمه انفصام في الشخصية. بل يوجد حوارات مع الذات. لأن للانسان اكثر من رأي وليس أكثرمن شخصية فإن تعددت اراءه, يعني ذلك أنه يفكر, وإن توقف عند رأي واحد, يعني انه ليس لديه انزياحات فكرية وهذا يعني انه مثل الحجرالذي لا يتزحزح و لا يفكر. الرواية. تطرح فكرة التوحد, الجزء الذي يعني الكل والكل الذي يعني الجزء, ووسعت الافق الى ابعد من ذلك. اقول, اسقاطا,هذا يعني أن العالم يحارب نفسه بنفسه, و يشعل رائحة الدم فيه, كبساطة رائحة اللوز من امرأة, تضمك الى صدرها. ان من لم يستمتع بالحياة بالتأكيد انه لم يعشها, أنه الحي الميت. رواية رائحة اللوز المر, رج لأسئلة الكائن الانساني الذاتية و الكونية معا, التي ليست لها اجابات. هو يريد ان يقاوم اللذة العارمة الموجودة فيه. ليكتشف إن مقاومة النفس اقسى من مقاومة الجبال. فكيف يتسنى له ذلك. ان من خطر له سؤال عضو من اعضاءه, لابد انه محملا بإرث ديني, باطني, ذلك الأرث الذي يردع الحرية الجنسية, ويسميها, فاحشة. وإلا لما خطر بباله مثل هذا السوأل. قد لا استغرب ان يحاور لص يده, على افعاله, التي قد تكون خارجة عن اردته و اصبحت السرقة عنده عادة, وليست حاجة. يقول الكاتب في ص 12 قد يكون هذا العضو واحدا من اهم تخلف الوطن العربي. و انا اثني على ذلك. إذ كيف لوطن ان يكون حرا ما لم يكن افراده احرارا, و كما يقال ان لم تحرر الاجساد لن تتحرر العقول. ويتابع انه اي العضو السبب في فقدان الانسانية قيمة عظيمة في الفن. و انا اختلف معه في هذة العبارة بالذات, إذ ان ممارسة الجنس هي بحد ذاتها عملا ابداعيا, لا بل بدأ الفن والابداع الانساني منها. ان الحرمان و الكبت الجنسي الذي يعيشه الانسان العربي, بالضرورة يوصل الى هذه النتيجة من التخلف. اعرف لماذا اشعر ان الكاتب قاسم توفيق قد خلط في هذه الرواية بين كلا من الواقع و الخيال الى جانب جزء ولو ضئيل من حياته الواقعية التي عاشها, مثل كل الروئيين, ولربما اتى هذا الهاجس لأنني اعرف الكاتب شخصيا. فالتابوهات الثلاثة الدين والسياسة والجنس اثرت في الروايات العالمية بشكل عام.يخلط قاسم توفيق الواقع بالخيال و الواقع المرير كأن يتطرق الى هزيمة العرب في حرب 67..يسرد قاسم توفيق رواية كمن يروي لك بصيغة الأنا كمن يروي روايته الشخصية فالمجتمعات. كالافراد تحمل صفات شخص واحد, ما يسمى, العقل الجمعي, كما هو معروف. ففي مثل هذا الواقع و مع هذا المجتمع.من يحرر سجيني وسجينات فكرة الشرف التي اخترعها مجتمع مغلق يعيش حياتين واحدة علنية واخرى سرية, نساءه ورجالة يعيشون رعب البكارة, قبل الزواج وبعده. وعندما يذهب احدهم او احداهن , الى الدول التي حررت نفسها من هذه الكذبة, يعش حياة الحرية عن كاملها, لا بل يعيش حياة ماجنة فاجرة حتى يأخذ ما حرم من شهوة حرم منها في جرعة واحدة. كان من الافضل لمجتمع الحرمان و الكبت, ان يعيش حياة واضحة كالشمس و تصالح مع النفس. لتحرر الاجساد السجينة, لينتبه و يتفرغ لأبداعات تثري الانسانية. وينطلق حرا في ابداعاتة وثقافته. التي تعنيان الكثير لأي مجتمع. و ان لا يستمر في سجن نفسه, حبيسا بين فخذية, كمن عقله هو عضوه التناسلي. يقول.الراوي في الرواية "قاسم توفيق" بعد ان مارس الجنس مع احداهن,وهو في سن المراهقة. "كأن صوت اللاوعي, صوت قيمة الحياء والشرف, والارث الديني, قد ارتفع عنده ساعتها", يقول لها. بعد ان صفعها, " ما هذا الذي تفعلينه, ارجعي الى بيتك و عيشي عمرك مثل باقي البنات اللواتي في عمرك. فالرواي هنا كان يأكد انه كان في حالة نزاع مع نفسه ورغباته, أي بينه و بين قيم مجتمعه, او بالاحرى مع سلطة مجتمع لا ترحم, والتي تأسره, كما يأسر ذلك المجتمع, بها, نفسه بنفسه, عن طريق مفاهيم وقيم قديمة بالية, تخلصت منها اغلب شعوب الارض. السؤال. متى نتحرر نحن العرب. قد لا يحررنا احد من المستعمرين الذين مازالوا يحتلونا و يستعمروننا. و قد عزز من قدرتهم, على احتلالنا, لأننا اصلا لسنا احرار, حتى من انفسنا, اسئلة فلسفية كثيرة تطرحها علينا الرواية. متى نرى ثورة حقيقة تحررنا منا, لنتحرر بعدها من اعداء الأمة, سجينة اجسادها. رواية سلسة تتعدى المألوف لتخترق الواقع العربي المعاش. رواية ثورة على القيم و المفاهيم التي يتمسك بها المجتمع العربي و تسجنه, و تتسبب في نكباتة التربوية. يلخص الكاتب روايته في جملة واحدة ويقول " عجيبة مسألة عدائنا الشديد للجنس رغم عبادتنا له. وهذه من اكبر التناقضات و الفصام التي تعيشه مجتمعاتنا.
سيدثر العرب ان هم لم يحررو اجسادهم, وعقولهم, ليجدوا لهم مكان في هذا العالم, السائر نحوى مستقبل انساني جديد, منفتح, يتطلع الى الحرية الفردية الكاملة.وبعد ان يكون قد اكتفى ذاتيا. من التجارب النسائية التي مرت عليه. و هدأت و التفت إليها نفسه. يقول (الراوي). إن في داخله كائنا أقوى و أقدر على الأندماج بالكائنات, و بالانكشاف على المرأة. والوصول الى اعماقها التي لن يصل لها أي عضو مهما كبر.....قلبه. ويقول ايضا.إن للحياة وجوها غير تلك التي تعذبنا.وجوها نحن كلنا بحاجة لأن نعرفها حتى نتصالح مع انفسنا.

خيري حرز الله - فنان تشكيلي - اردني



#خيري_حرزالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيري حرزالله - حرية برائحة مرة