أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هادي عباس حسين - شروق














المزيد.....

شروق


هادي عباس حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5443 - 2017 / 2 / 25 - 15:21
المحور: المجتمع المدني
    



انه يمضي بداخلي هذا الإحساس أجده هذه المرة عنيفا شديدا يحاول اقتلاعي من مكاني ليتركني أنسانا تنازل عن مبادئه وأيقن ان هنا شيئا سيتفجر او قنبلة موقوتة ستهز كياني , أبى ياسر هذا الرجل الذي تلمست فيه غموضا يظهر لي بأوقات متعددة فوجدته الإنسان الموظف والموظف المسؤول من خلال هويته , يوم قدمها لي قربتها من عيني التي لم أرى فيها شيئا حتى وانا استعمل نظارتي الطبية التي لم تعد تفيء للغرض في بادئ الأمر تمعنت بها لكني لم أراها بوضوح كامل لكني هززت براسي كأنني عرفت الجهة التي صدرت منها وكذلك لا اهتم من أين صدورها كل الذي فعلته ان انشر ملامح الدهشة والانبهار الذي لا مبرر له , تأكدت وبوضوح عندما شاركني في الرأي احد معارفي مضيفا على كلامي
_ والله لا اعرف ما نوعية عمله , يوما أراه مقاول بناء وآخر أعلامي واخر مسؤول في دائرة مهمة...
أجمعت قواي وتعدلت من جلستي واضفت
_ لا يهمني أي كان المهم انه إنسان جيد..
كنت أتمنى ان أقدم له خدمة جليلة من خلالها ان أوطد العلاقة التي بيننا ,وأحاول إرضائه بأي أسلوب كان حتى وجدت انه قد كلفني بالكتابة عن ابن عمه وولده الشهيدان وبالفعل تمكنت من تسطير موضوعا عنهما ونشرته في أحدى الصحف وازداد هذا الرجل لي احتراما وتقديرا منقطع النظير لحد أنني تشوقت الاستمرار في شد أواصر العلاقة فيما بيننا لذا طلبت ان يساعدني في حاجة لي وقتها رايته يطوي أوليات طلبي ودسها في جيبه قائلا
_ سأقدمها للمسؤول وتأخذ مجراها الاعتيادي ...
ابتسمت بوجهه وخجلت من تصرفاته التي كنت اشعر بها لأنه في كل يوم وأكثر الأوقات كان يدفع أجور جلستنا في المقهى التي لا تتعدى عن أجرة ثمن شاي واحد, قلت له حينها
_ اشكر مساعيك لكن اهتم بطلبي ..
كنت اقرأ في عينيه شيئا ما , شيئا يحرك في أعماقي بان هذا الرجل بين ثناياه قصصا رائعة من الممكن التوقف عندها , كل يوم يكون لقائي به ويتبلور حديثي معه لأنني وجدت فيه كل شيء أريد معرفته عن الشخصية العراقية في الوقت الحاضر مبتعدا منها وعن إشكالاتها الثانوية, للأيام صار لها معنى يوم جاء ومعه إنسانة وجدت فيها صفة واضحة للأعين انها ذات عينين جميلتين جدا ورائعتين لم يستطع هذا القلم وهذا الكاتب ان يصفهما او يتوقف عندهما ,انها تمثل لها الجمال وجلس عند نظراتها الجميلة وبصوت جميل نطقت
_ أنا فنانة ورسامة ...
كان هذا أول كلامها وانا احتفظ به ليتولد في ذهني صياغة أسئلة بالطريقة السريعة جدا , كانت تتسابق ويتخاصم كل سؤال مع سؤال آخر يتسارعن الى الأسطر ليجري القلم ليحقق ميلاد لقاء صحفي كنت تائه بين ثناياه وحائرا مع أجمل عيون وأحلى نظرات ,رغم وساعة المكان والفضاء الكبير شعرت باختناق يسيطر علي وانا استمع الى تفاصيل حياتها , كنت أعاتب زمني وألومه لماذا هكذا قسا على إنسانة رقيقة وذات براءة وعواطف وأحاسيس مرهفة , كاد القلم يسقط من يدي والعبارات تنتهي واقفة أمامها مذهولة وملامح الألم قد ظهرت على وجهي وانا أخاطبها
_ أعانك الله انك تسيرين ضد التيار ..
كانت تحاول ان تختصر من مسيرة حياتها الطويلة التي خلقت منها إنسانة تبحث عن ذاتها بكل حزم وجدارة تريد النجاح لتعوض عن فشلها في الزواج , انها لعلها تجربة فاشلة نتج عن الاختيار الخاطئ في نظري حتى وان كان ذلك الزوج غنيا وموفقا في حياته اليومية لكنه لم يوفق على المحافظة على إنسانة مثلها , يرتجف القلم بيدي وإحساس بالذهول وانا اردد مع نفسي
_ انه الحرام ان يقس عليها هذا الزمن ويتركها فريسة لحياة خطت أول خطاها للمجهول..
بالفعل انه غد مملوء بالأشواك وليس معبدا بالزهور فحكم الناس والمجتمع لا يرحم جميلة مثلها , أنا على يقين ان الجميع يتوددون إليها ويطلبون رضاها ويتأملون ان تعطيهم من كلماتها ولو بحروف قليلة, وصور الإعجاب أجدها تلتف حولها وهي ما أكدته صفحتها على ألنت بأنها تعشق التصوير والتقاطها مع اي كان , وهذه هي السلبية الأولى التي من الممكن ان تقع تحت تأثيرها اغلب النساء اللواتي يحلمن بالشهرة فقط والبحث عن شيء اكبر وأفضل وأحسن وسلما للصعود الى الأعلى ,الخوف تتمالكني وأحسست بطيف صورتها يغازل شباك غرفتي ليخاطب القمر بالكلام
_سبحانك ربي ما أجمل القمر ...
وكأنني أخاطب العيون التي بقت في مخيلتي منذ صباح اليوم وحتى هذه اللحظة من ليلة شتوية باردة ,, كان المنظر أسعدني وجعلني ابق ساكتا للحظات بل لدقائق ولربما لساعات كنت ابحث في ظلمتي عن قمر الليلة الفائت الذي ودعني بإرادته لكني اليوم كانت إرادتي ان اطلب منه ان لا يغيب وكيف يحدث هذا والكون يسير بما قدره الله سبحانه وتعالى من مسير , كلما وجدت صورة قمر الليلة تبتعد قليلا نهضت بتعب وأزحت الستائر عن نافذتي كأنني لا أريد لأول مرة ان أفارق هذا الضوء الساطع البهي ,لعل روحي تريد الصراخ وانا ألوم هذا القدر بان يتفاعل مع تلك العيون بشكل أجمل, الصمت أغلق على المكان بشكل جدي بينما عيني بدأت تبحث في فراغ الغرفة عن بقايا لذلك الضوء الذي أصبح ابسط من البسيط والذي اختفى بشكل تدريجي مثلما أعلن اليوم عن غروب حزين هل من الممكن ان يأتي بشروق جديد , نطقت بلسان عجز عن الدعاء لها على ظاهر الغيب
_ اللهم أحفظها من كل مكروه وسدد خطاها بالنجاح ..
أوشكت ان أتعثر بتلك الطاولة التي لم أتذكر كيف جعلتها تستقر بطريقي وانا أريد النهوض لأعيد ستائر شباكي الى حالتها الأولى حتى أتخلص من كلمات زوجتي كل يوم قائلة
_ لا ادري هل أنت تتخاصم مع الستائر ..كل يوم أعيد ترتيبها ..؟
لم انطق بكلمة بل يبقى بصري باحثا عن ضوء القمر مع شروق أول النهار ...



#هادي_عباس_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايام من عمري
- قصة قصيرة س2
- الكاتبة اخلاص هادي عباس بين فن الكتابة والمهمات
- درب العاشقات
- ايام زمان
- اجساد عند البئر
- الحسرات
- الناقوس
- الف كلمة من مذكرات مناضل ج1 وج2
- امال...يائسة
- السؤال
- تحيات للنيل العظبم
- االاعتراف الاخير
- غيث والحلم المنتظر
- عودة من ميدان التحرير
- مصر بوابة التحرير
- مطر الانتظار
- المنعطف
- يوم جميل
- مساء ذلك الخريف


المزيد.....




- مع مرور عام على الصراع في السودان.. الأمم المتحدة?في مصر تدع ...
- مؤسسات فلسطينية: عدد الأسرى في سجون الاحتلال يصل لـ9500
- أخيرا.. قضية تعذيب في أبو غريب أمام القضاء بالولايات المتحدة ...
- الأمم المتحدة تطالب الاحتلال بالتوقف عن المشاركة في عنف المس ...
- المجاعة تحكم قبضتها على الرضّع والأطفال في غزة
- ولايات أميركية تتحرك لحماية الأطفال على الإنترنت
- حماس: الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين ستبقى وصمة عار تطارد ...
- هيئة الأسرى: 78 معتقلة يواجهن الموت يوميا في سجن الدامون
- الأمم المتحدة تدعو القوات الإسرائيلية للتوقف عن المشاركة في ...
- التحالف الوطني للعمل الأهلي يطلق قافلة تحوي 2400 طن مساعدات ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هادي عباس حسين - شروق