أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايمان عبد الستار عطاالله - العيادة المسرحية














المزيد.....

العيادة المسرحية


ايمان عبد الستار عطاالله

الحوار المتمدن-العدد: 5441 - 2017 / 2 / 23 - 00:16
المحور: الادب والفن
    


العيادة المسرحية
ايمان الكبيسي
استمد المسرح دوره العلاجي من ما طرحه (ارسطو) من مصطلح التطهير الذي استغله (ليفي مورينو) في تفعيل دور المسرح للعلاج النفسي في تجربة (السايكودراما ) كونها وسيلة تسعى لاستنباط واستخراج المشاعر الكامنة في النفس لعلاج مشكلات الشخصية وامراضها النفسية بالقيام بادوار تمثيلية تتسم بالعفوية, وهو بهذا دخل في مفارقة مع ما جاء به اسلوب العلاج النفسي الفرويدي المعتمد على سلبية المريض في التداعي الحر, فالسايكودراما تتطلب نشاط المريض في عملية العلاج فهو" متحرك منهمك بفعل التمثيل الذي يعيشه في التعرف على ذاته او مشكلته" (1). لهذا كان لا بد من تفعيل هذا الاسلوب في البلدان العربية بعدما مرت به من ظروف وصراعات كان للعراق حصة الاسد منها وعلى مدى عقود كان اخرها الهجمة الشرسة للفكر الظلامي الداعشي واحتلاله لمناطق شاسعة من ارض الوطن وانتهاجه لسلوك ابعد ما يكون عن الانسانية والتمدن, فنتج عن هذه الظروف افرازات مجتمعية وسلوكيات سلبية متعددة تمثلت بتوالد مظاهر العنف والادمان وغيرها من الامراض النفسية التي كان ولا بد ان تستوقف العقلاء من المثقفين والاكاديميين للبحث والحيلولة دون تفشيها واستمرارها والعمل على معالجتها, فكان في مشروع (العيادة المسرحية) للدكتور (جبار خماط) خطوة سباقة في هذا المجال في استثماره للاداء التمثيلي كاسلوب علاجي للكثير من الحالات السلبية التي برزت في الاونة الاخيرة على السطح فالهدف من العلاج بالتمثيل هو (تحقيق التكامل الذاتي للفرد او الجماعة ...وعن طريق التنفيس يمكن التخلص من عوائق التوافق وتعلم السلوك السوي تلقائيا)(2) فقد وجد(د.جبار) ان السبيل في حل المشكلات يكمن في التفكير بسهولة حلها لا بتعقيدها وتضخيمها من خلال افتراض عالم رحب يمكن من خلاله حل المشكلات, جاء ذلك بعد ان شّخص بعض ما تعاني منه الشعوب العربية من مشكلات بوصفها اكثر الشعوب تصادماً ودموية, منها غياب ثقافة تقبل الراي والراي الاخر, وسيادة عقل السلطة على سلطة العقل, وكثرة المسارح وقلة زائريها وهذا يعود الى اسباب متعددة منها انحدار وعي بعض المتخصصين بالجانب المسرحي بدور المسرح المهم في توجه رسائل توعوية تثقيفية للمتلقي, او لانحدار مستوى بعض الاعمال المسرحية الجماهيرية عن المستوى المطلوب, وعدم تلبيتها لحاجة الشارع ومتطلباته, واضعا ً نصب عينيه الدور الحقيقي للفن بوصفه طاقة كبرى لتجديد الوعي وطرح الاسئلة التي توضح القيم والمقدس بشكل واضح وجديد, فالمسرح بوصفة احد مجالات الفنون اتسم على مر الزمان بوظيفة تنورية تعليمية تعتمد ايدولوجيات مختلفة حسب الزمان والمكان, كما سلط الضوء على وباء الطائفية الذي يصيب العقل بافكار ظلامية تحتاج الى عيادة طارئة لمعالجته, فقد بدا يحرق الاخضر واليابس بعد ان وصل الى المثقف والفنان المسرحي.
وقد تناول(د.جبار) في الجانب التطبيقي لتجربته علاج حالات الادمان التي تزايدت في المجتمع العراقي نتيجة سوء الاوضاع المعاشية والاحساس بالاحباط والفشل من خلال زياراته المتكرره في مستشفى ابن رشد التدريبي للطب النفسي من خلال تقيمه للمحاضرات واناطة ادوار تمثيلية الى المرضى المتواجدين في المشفى بعد تمارين خاصة هادفاً الى اعادة ايمان المرضى بشخصياتهم والنظر الى العالم بايجابية, متسلحا بذكاء وارادة لصناعة المحبة وسط تراكمات الكراهية والعنف, مستندا على نسبة هرمون السعادة(الدوبامين)التي تصل للدماغ في ما اذا كانت قليله فانها توصل الفرد الى اللذة والضبط والتوجيه , وان كانت كثيرة تؤدي به الى الادمان الذي من علاماته الارباك والتشويش في الفكر والعاطفة , وقد تلمس بعد زيارات متعددة وعلى لسان الاطباء وبعض المرضى بوادر نجاح تجربته بعد ان اشرك المدمنين في عمل مسرحي يفترض عرضه يوم الاربعاء الموافق (22/2/2017), من ان علامات التعافي بدت تظهر على بشرتهم وارادتهم وانضباط جهازهم العصبي , وغيرها من المخرجات التي تبشر بخير كثير والتي ما كانت لتحصل لولا الايمان بالتجربة وجدواها من قبل رائدها والذي انعكس ايجابيا على المرضى المعنيين بالتجربة.

المصادر:
(1) السندي, بدرخان: السايكودراما , مجلة افاق عربية , العددالعاشر, 1987, ص76.
(2) العيسوي, عبد الرحمن: اضطرابات الطفولة وعلاجها, دار الرتب الحجامية, القاهرة ,2000, ص366



#ايمان_عبد_الستار_عطاالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصطلح التطهير بين ارسطو وبريخت


المزيد.....




- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايمان عبد الستار عطاالله - العيادة المسرحية