أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - كنعان تنهض من أعماق التاريخ في- قصة عشق كنعانية -















المزيد.....



كنعان تنهض من أعماق التاريخ في- قصة عشق كنعانية -


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5441 - 2017 / 2 / 23 - 00:15
المحور: الادب والفن
    


في روايته الملحمية " قصة عشق كنعانية " الصادرة عن دار الفارابي في بيروت 2009 ، يستنهض صبحي فحماوي الحضارة الكنعانية ما قبل التاريخ ، ليعيد إحياءها لتجوب فضاء العالم بعد أن غيبتها التوراة اليهودية لتقدمها كحضارة اسرائيلية تخص بني اسرائيل ( يعقوب ) وحدهم . جاعلة من الكنعانيين والفلسطينيين بشكل خاص أعداء لهم ، بناء على وعد قطعه الإله ( يهوه ) لهم بمنحهم الأرض الكنعانية .
يقتحم صبحي مجاهل التاريخ القديم ليتوجه بالحضارة الكنعانية التي سادت لقرون عدة ، مقدمة واحدة من أهم حضارات الشرق القديم ، إلى جانب الحضارات الفرعونية والسومرية والبابلية وغيرها . مستلهما واقع ذلك الزمن ، ممثلا بآلهته وملوكه الكثر، حيث كان كبير الآلهة الكنعانية ( إل ) أو( إيل ) والذي تحول إلى أحد الأسماء الكثيرة التي اتخذها يهوة ، ليقول أنه إله الآلهة كلها وأنه الإله الوحيد ، رغم اعترافه بوجود آلههة أخرى ووجود شعوب تعبد هذه الآلهة ، حتى أن بني اسرائيل أنفسهم كانوا يتخلون كثيرا عن عبادة يهوة ويتبعون عبادة الآلهة الكنعانية وكان الملك سليمان أشهر هؤلاء. وما ( إيل ) إلا من "خلق الإلهة الأولى الأم ( يم ) خالقة الكون التي شقت الهيولى البدئية إلى نصفين لترفع نصفا إلى أعلى تجعل منه سماء وتجعل من النصف الثاني أرضا ، ولتعمد الكون بخلق الربة شمس نهارا وبالقمر والنجوم المتلألئة ليلا ، ثم خلقت ابنها الأول ( إل ) وبينما هو نائم سحبت أحد أضلاعه وخلقت منه امرأة أسمتها عشيرة ، جعلت منها زوجة له " وبهذا يكون الخلق الأول قد جاء من آلهة ، وهذا يتفق مع ترجمة بعض المخطوطات الأوجاريتية في السبعينيات من القرن الماضي ولصق أجزائها ببعض فيما بعد ليسهل فهمها.
ينجب الإله ( إيل ) الإله الأوحد للكون، من زوجته عشيرة آلهة مساعدة كثر، تذكر بعض المصادر الأثرية،أنهم سبعون إلها ، يأتي في مقدمتهم الإله (بعل) إله الخصب والمطروالأرض، ، والإله (موت) إله القحط والموت والجفاف والعالم الأسفل ، والإلهة العذراء عناة إلهة الخير والمحبة . وعشتروت ( عشتار) ربة الحب والحرب . وفي الأساطير البابلية الاولى تكون ألوهية عشتار مطلقة كإلهة للكون والمسؤولة عن كل شيء .
يقيم صبحي بناء روايته على ثلاثة خطوط درامية أساسية :
الخط الأول ، ويتمثل في حب دانيال ابن ملك غزة العال بالتبني لإيزابيل ابنة ملك بيتسان ومن ثم حبه لفرح ابنة ملك أورسالم .
الخط الثاني ، ويتمثل في حشد الملوك الذي يقوم به ملك غزة لمحاربة الملك الكبير ملك أوغاريت الذي تحول عن عبادة إيل إلى عبادة البعل .
الخط الثالث ، ويتمثل في صراع الإله بعل مع موت على الحياة ، فالأول يريد إحياءها ونموها كإله للخصب والثاني يريد أن يدمرها ، كإله للموت والدماروالقحط . وهنا يمكن الإشارة إلى أن الشيطان أو إله الشر لم يبدأ ظهوره في العقيدة الزرادشتية ( الفارسية ) حسب ما رأى بعض الباحثين ومنهم فراس السواح . وهذا ما يتضح في ترجمة بعض مخطوطات أوجاريت مؤخرا . وهناك صراع بعل مع جدته يم حيث يقوم بإقصائها عن عرش الكون وتنصيب إيل مكانها .
وهناك وقائع اجتماعية واقتصادية وطقسية وأسطورية ( كقصة أهل الكهف وطوفان شوح ) ترفد هذه الخطوط إضافة إلى ظهور الآلهة والإلهات كعناة ، التي تظهر أكثر من مرة في الرواية .
********
الخط الأول :
يقع دانيال ابن الملك العال ملك غزة في حب إيزابيل ابنة ملك بيتسان كما أسلفنا. يقع هذا الحب خلال تجارة دانيال بالخمور بين الممالك الكنعانية . حيث يحكم كل مدينة ملك ، وبلغ عدد الملوك الكنعانيين الذين يرد ذكر عددهم في الرواية 2450 ملكا0 وحين يقابل أباه الملك ليطلب له يد ايزابيل من أبيها الملك حزرائيل تقع المصيبة التي لم يتوقعها أحد، والتي يبني عليها صبحي أهم الخطوط الدرامية التشويقية في بناء روايته . فإيزابيل ليست إلا أختا لدانيال من أمه ولا تتيح له الشريعة الإيلية الزواج منها كونها محرمة عليه ! ويشرع الملك الأب في سرد القصة لدانيال التي كان يجهلها تماما .
" في الحقيقة أن والدتك هي زوجة حزرائيل ملك بيت سان .. وإن زوجتي رفقة هي ليست أمك ، ولكن بسمة زوجة حزرائيل هي أمك . كانت والدتك بسمة قد وصلت إلى شواطئنا جسدا هامدا . فهمنا بعد ذلك أنها قادمة من بحر إيجة . ضمن سفينة حربية مصرية متجهة إلى بلادنا . وأن السفينة قد أغرقت عند شاطىء غزة . في مناوشات لم نفهم تفاصيلها . وفهمنا بعد ذلك أن زوجها هو إيجي المولد ويدعى أخيل . كان قد عاد إلى بلاد أجداده الكنعانيين ضمن موجات إعادة الإنتشارفي المنطقة وانفتاح بلاد الكنعانيين على كل بلاد بحر كنعان الكبير . حمل رجالي جسد امرأة شقراء بعيدا عن الموج ، فلاحظوا أن بطنها المنتفخ قد طفح من ماء البحر . وبخبرة الغطاسين المهرة اسعفوها على رمال الشاطئ واخرجوا الماء من بطنها ،فعادت روحها من جديد "
ويتابع الملك سرد القصة لابنه المتبنى :
" كانت المرأة صبية وجميلة وعيناها زرقاوان مثل عينيك . تركتها تعيش في قصري هذا . عرفنا فيما بعد أنها كانت حاملا من زوجها المتوفى . بعد سبعة أشهر ولدتك ، فكنت غلاما بهيا ، فربتك وتابعتك الجواري ،وخدمتك الخادمات ، ورقصت بك الأمات ،وحماك خصيان القصر من العثرات . كانت المرأة على خلق عظيم . أعجبت بها ورغبت في الزواج منها . لتصبح ولدا لنا ، إذ لم تنجب زوجتي رفقة غير البنات السبع .لم تمانع بسمة في الزواج مني ،ولكن رفقة عارضت ورفضت زواجي من أصله . عاشت أمك في قصرنا معزوزة مكرمة .. ولدى الإجتماع الملكي الذي عقد في تلك المرة في قصري ، والذي حضره كل ملوك الكنعانيين ، من جزيرة أرواد مرورا بأوغاريت وغزة ، بالإضافة إلى ولي عهد فرعون طيبة ، وحتى بعليل الكنعاني ،ملك أمازيغ المغرب . وكان الملك حزرائيل وقتها ملك بيتسان أحد أقطاب ذلك الإجتماع ، فتعرف على بسمة ،وكانت خدومة له ، فطلب منها أن يضاجعها ، فرفضت الصبية الجميلة بحزم وتعففت باكية . ازداد إعجاب حزرائيل بها ، إذ أن زوجته كانت قد توفيت في لحظات الولادة تاركة له طفلا وليدا يدعى (حاتوئيل )"
ويتابع الملك سرد القصة :
" قال لي الملك حزرائيل يومها : إن حاتوئيل ابن الشهرين لا تكفيه الجواري ، بل يحتاج إلى أم تربيه . فما كان منه إلا أن طلب يدها مني . أشارت بالموافقة بعد أن أدركت أن ليس لها في هذا البيت خبز وخمر وستر.. وكان أن حصل بيننا اتفاق سري هو أن تترك أمك الصغير دانيال بينما تذهب هي إلى عريسها الجديد دون ولد ، وليس هذا فحسب ، بل كان من أهم شروط الزواج إخفاء علاقتك بأمك ،واعتبارك ولدا لنا أنا ورفقة ، فتعيش معنا لتكون وليا للعهد "
يفجر صبحي بهذا المدخل في بداية روايته بؤرة درامية مثيرة لا يمكن الفكاك منها لأي قارئ يحب الأدب . ولا شك أن القارئ سيلهث خلف الصفحات ليعرف كيف سيتم اللقاء بين من غدت محبوبته أخته ،ومن يفترض أن تكون حماته غدت أمه ، ومن يفترض أن يكون حماه ، غدا زوج أمه . وأنا بدوري سأتبع لؤم الراوي ولن أقول لكم كيف كان اللقاء وسأتركه إلى حينه .
*******
الخط الثاني :
المتمثل في حشد الملوك لمواجهة الملك الكبير ملك اوغاريت . الذي تخلى عن عبادة إيل وراح يعبد الإله بعل .. وشرع في حشد الملوك وشن الحروب على الممالك الكنعانية التي تعبد الإله إيل . فهو كما جاء في رسائل الملك العال ملك غزة إلى الملوك الكنعانيين :
" .. إن الملك الكبير في اوغاريت قد انقلب على ديننا / وختلنا في مستقبلنا / إنه يشرب حتى يسكر/ ويكفر بإيل وعشيرة / ويتخذ سرية من نساء عشتار/وبدل أن يحمي جماعته /ثارت ثائرته / وهاجم جيشه كل من حوله/ حتى القريتيين المؤمنين مثله ببعل إلها / إذ انقضت جيوشه فسرقوا حنطتهم وخمرهم / وأنزلوا الخراب حيثما حلوا/ وفتحوا بيت اللعنات / وخرجوا عن المعتقد /وكالشبل الشبعان يقتل الجداء / قتل شعوب القريات ( القرى ) /ودحرج الرؤوس كالجلاجيل / والأيدي تطايرت كالجراد / وكالمجانين جمعوا الأيدي المقطوعة في ساحة الهيكل بالأكوام /وقريات كثيرة غرقت بالدم /وحقولها خربت / إنه يفرح بتدمير الآخرين / ويحتل سهل عزرائيل وجبال الجليل /ويوزع بقايا الغنائم على المنفذين لجرائمه الشنيعة / لقد حطموا هياكل إل وزوجته عشيرة / وسرقوا جواهرها لتنعم بها سريته ، ونهبوا آلاف الجرار من خمورها / لينعم بها الكبير وحاشيته ثم الجنود /"
نص الرسالة هذا وغيره يحملها الأمير دانيال إلى ملوك حبرون ( الخليل ) واورسالم ( يبوس / القدس ) وريحا ( أريحا ) وبيتسان ( بيسان ) وعكا وغيرها!
يطمح الملك الكبير في الخلود ككلجامش في الملحمة السومرية والزواج من الربة العذراء عناة ، يخاطبها بعد اختفائها على اثر ظهور له :
" أين اختفيت يا محبوبتي الغالية ؟/ اسمحي لي ببعض الوقت معك / فأنا أحبك وأريد أن أتزوجك / أريد بك أن أحمل صفات بعل / فأحمي نفسي من الخضوع لحكم الزمن /أريد الخلود والبقاء بلا موت /أريد أن أحيا ملكا إلى الأبد / لا يشق لي غبار/ ولا تسحب مني عصا الطاعة / أريد أن أمتلك الكون بيدي هاتين / أن أمسك الشمس والقمر كل بيد / فأنا لا ينقصني كملك سوى أن أعيش إلى الأبد /"
الخط الثالث :
موت عدو الحياة يلاحق بعل أينما حل . بعل مانح الحياة ومخصب الأرض ومانح الثماروالغلال وراعي تلقيح المواشي والأغنام وعاشق عشتار حيث ينام معها سبع ليال متتاليات .." وغزة مكلومة بحزن كئيب ،نظرا لغياب الرب بعل عنهم . إذ تذوي أوراق حقولهم ،وتتقزم محاصيلهم ، وتنتشر إشاعة مفادها أن الرب موت يحاصر أخاه الرب بعل ويضعفه ويحاول قتله وإرساله إلى سابع طبقة جحيم تحت الأرض،فيقاومون جحيم موت وذلك باللجوء إلى البحر في الصيف ليصطادوا السمك "
موت ينفث الجراد في وجه دانيال ومرافقيه وهم في طريقهم لتبليغ رسائل الملك العال للملوك : "وأما الرعب الذي فاجأ مسيرتهم فهو جراد متطاير ينفثه الرب موت في الفضاء المكفهر تحت شمسها الصحراوية ، فيكاد ظله أن يحجب الشمس عن مسيرته ، فتراه يتقافز ويصطدم بكل شيء حتى بوجه دانيال ،فيكاد يعمي العيون "
وموت ينشر الطاعون ويبيد البشر والحيوانات وفي صراعه مع بعل يتوعد بان يجعله " عنزة في شدقه / وضأنا في فكه / ليزيله من الوجود/ هو وجميع تابعيه "
في الفصل الذي يحمل عنوان ( موت ) ثمة تناص وتحوير واستعارات لجمل أو مقاطع من نصوص تراثية مختلفة منها ما هو توراتي حيث يسقط صبحي شخصية يهوة على موت فيبدوالمتحدث وكأنه يهوه وليس موت . فهو يتحدث "عن أرض وهبت لقومه ،وأنهم سيرثون الكنعانيين ،وأن كل مكان تدوسه بطون أقدامهم سيكون لهم ،ولن يقف انسان في وجوههم ، وسيخربون جميع الأماكن التي لا تخضع لهم ، ويردمون آبار مياههم ،ويحرقون غاباتهم ،ويخلعون الشجر المثمر من حقولهم ،ويأكلون شعوبهم الذين سيدفعهم موت إليهم ، دون أن تشفق عيونهم عليهم " ويعلن موت مؤكدا " كل من ذهب وراء بعل الكنعاني أبيده/ وأمحو اسمه من هذا المكان / أنا أبيد أطفالهم ونساءهم وحميرهم وأذلهم أمامكم"(1)
يلجأ الكاتب أيضا إلى نصوص تاريخية أوجاريتية كنعانية وغيرها فيوظف مقتطفات منها في متن النص كما هو( واضعا إياه بين أقواس صغيرة ) أو يحور فيه أو يستوحي منه. وهذا من حقه بالتأكيد خاصة وأن روايته تستند إلى تراث المنطقة الموغل في القدم . فنص الصراع بين بعل وموت مثلا موجود في التراث الأوجاريتي ، حتى تعابير التناطح والترافس موجودة كما هي وهذا ما يعطي مصداقية لتاريخية النص الأدبي كونه يطمح في التعبير عن عالم قديم ثبت وجوده التاريخي كما ثبتت معتقداته ، التي أثرت إلى حد كبير في المعتقدات اللاحقة ، بدءا من العقيدة اليهودية .
يتأجج الصراع بين بعل وموت . " يتلاحم العدوان ، فطورا ترجح كفة بعل / وطورا ترجح كفة موت / يتناطحان كعجول البرية / جولة لبعل وجولة لموت / كأفعتين تلدغ كل منهما الأخرى/ حينا يغلب موت ، وحينا يغلب بعل ، يترافسان كما تترافس الخيل / مرة يقع موت ومرة يقع بعل ."
في هذا النص القليل جدا من التحوير . فصبحي يستخدم كلمة ( العدوان ) بينما في النص الأصلي ترجمت (البطلان ). وفي النص الاصلي " كأفعى يلدغ أحدهما الآخر ) وثمة احتمال أن تكون الترجمة التي رجع صبحي إليها غير الترجمة التي رجعت إليها (2). ما هو مهم أنه لم يجرتغيير للنص التراثي . وفي دردشة معي عن الرواية قال صبحي أنه استند إلى نصوص تراثية قديمة ووظف بعضها أو استوحى منه ضمن قصة متخيلة ، حين تحدثت إليه عن قصة اللاوي الذي قطع جسد سريته إلى اثنتي عشرة قطعة، وهي قصة توراتية ترد في سفر القضاة /19، أورد صبحي شيئا منها في الرواية على لسان حكواتي يبوسي ، تذكرنا بتقطيع ست لجسد أخيه أوزوريس (في الميثولوجيا المصرية) إلى اثنتين وأربعين قطعة وتوزيعها على أقاليم مصر حتى لا تعثر أخته إيزيس عليه . ومع ذلك تعثر عليه وتعيد إحياءه بجمع أشلائه وتتزوج منه لتنجب حورس .
" يدخل بعل في صراع طويل مع موت . ينهك بعل ، فيبتلعه موت في أغواره ، يهبط في هاوية شدقية ، فتخرج النساء بالعويل والبكاء ،وتقشعر أبدان شجر الزيتون ، فيتجلد ويصاب بالجفاف،ويذوي شجر الكروم ، ويشح عطاء الماء، ويصير رأس الحمار بمائة شاقل "
تهب الربة عناة لنجدة بعل فتسعى إلى الربة الجدة يم في خضم أمواج البحار ،وتلتقي بها عند منابع الأنهار ،وتركض وسط مجرى المياه العظمى ، وفي قمم الجبال تصل إلى مقام إل صاحب الدهور ،وتجوب من أقاصي الأرض إلى أدانيها . تصل إلى أبهى الحقول القريبة من مقر الموتى. لن تسمح له بالقول :
" إن العلي القدير بعل قد مات / الأمير سيد الأرض لن يموت /ترفع صوتها إلى إل رحمن وتسأله قائلة / أيعجبك هذا التدمير / إنهم ينزلون ابنك بعل عن عرشه / ويقعدونه في الهاوية / ويعفرون جبهته بالتراب ، ويمرغونه فيه / ويمزقون جلده بالحجارة / وبموسى حادة يقطعون جديلته سبع قطع / ويجرحون وجهه وذقنه سبعين مرة "
تبكي عناة بعل بكلمات وردود فعل مؤثرة " صارخة في جنبات مقابر الموتى / بيديها تغطي عناة خديها/ وبأظافرها تخدش بشرتها /وبموسى حاد تقطع ضفيرتها /وبحجر مسنن تجرح ذقنها سبع مرات /ومثل تربة بستان تحرث ذراعيها وصدرها / ومثل أرض واد تضرب ظهرها سبع مرات "
تستنجد بربة الفجر بدرية " بدرية يا ربة الفجر رقي واحملي إلي أخي بعل " تنطلق بدرية "إلى حيث يقف إل ،وتسقط عند قدميه ،وتسجد فتحييه قائلة : سيموت بعل يا مولاي ، سيهلك الأمير سيد الأرض" لم تنجح عناة وبدرية في سعيهما .. "فتمضي سبع سنين عجاف وموت يتحكم في رقاب العباد "
يتم أنقاذ بعل أخيرا على يد الإلهة شمس" حيث تسلط عليه أشعتها الحارقة فينكسر بصره /ويغمض عينية اتقاء لأشعتها / ويضطرب قلبه ويرتعد بين ضلوعه / ويتهاوى أمام الأمير الأعلى بعل / وتظفر به في نهاية المطاف / فتشده بطرف ثوبه / وبحربة نيرانها تطعنه / فيخر مغشيا عليه /وعلى وجه الأرض ترميه / لتأكل الطيور لحمه / وتنهش جوارح السماء بقايا جثته / "
*****
يسير صبحي بهذه الخطوط الثلاثة مع روافدها بشكل متواز صعودا إلى النهاية محاولا قدر الإمكان أن لا يغلب خط على آخر . أول محطة للأمير دانيال في موكبه المهيب بعد انطلاقه من غزة تكون في حبرون ( الخليل ) حيث يلتقي الملك ( خليل الرحمن ) ويسلمه رسالة الملك العال . يوافق على نص الرسالة قائلا " صحيح اننا نؤمن ببعل ربا للخصب والنماء والحرية في بلاد كنعان ، ولكننا نؤمن أولا بأن إل هو الإله الأوحد الأحد للكون كله . لقد سمعنا كثيرا مما قيل ، وديننا لا يسمح بالعودة إلى وعر الغاب ، والفوضى في الخصب والنكاح حسب الإنفتاح الذي يراه الرب بعل "
بعد استراحة دامت ليومين شملت التنزه في كروم حبرون وأكل العنب الحبروني وشواء اللحوم ، انطلق موكب دانيال محملا بالهدايا إلى ملك يبوس ( القدس ) التي تحول اسمها إلى (اورسالم ) بعد أن بنى الملك الكنعاني (سالم) سورا عظيما حولها وبنى فيها هيكلا عظيما أيضا من سبعة طوابق تيمنا بالسموات السبع .!
يصف الكاتب ساحة المدينة بالقول " في أطراف الساحة العامة التي تتفرع منها طرقات المدينة تقف تماثيل متباعدة بأطوال مختلفة للأرباب عشيرة وبعل وعناة . وفي زاوية معتمة بعيدة يقبع تمثال مخيف للرب موت . وتنهض في وسط الساحة صخرة المذبح المقدسة أمام تمثال إل العظيم المنحوت من حجر أبيض ضخم ،ويتعاظم خلفهما هيكل اورسالم الكنعاني ، الذي لم يبن مثل معماره الحجري في البلاد ،والمبطنة جدرانه من الداخل بخشب الأرز ، بطول حوالي مائة ذراع ،وعرض يقدر بمئة ذراع ،وارتفاع خمس وثلاثين ذراعا . والذي تمكن رؤية قمة طابقه السابع من كل قمم جبال فلسطين وموآب وعمون وجلعاد وعجلون .
وكأن الكاتب يريد أن يقول لنا هنا أن هذا هو الهيكل الذي ادعى بنو إسرائيل أنه هيكل سليمان !
ثمة حديث مطول عن أحياء القدس ووصف معالمها والحركة التجارية فيها وصناعتها وعملتها ، بحيث تبدو مدينة تعج وتنبض بالحياة .
يقدم الكاتب لنا الملك سالم حين يقف ليلقي خطابا في المحتشدين إيذانا بتدشين حفر نفق يجرمياه عذبه إلى المدينة من نبع جيحون الدافق !
يرد ذكر بنو اسرائيل كعبيرو في نهاية خطاب الملك سالم " وسنحمي حقول اليبوسيين ورعاتنا المنتشرين في الجبال من اعتداءات العبيرو، رعاة الأغنام المتسللين ببطء إلى ديارنا، ينتجعون الكلأ والماء في أراضينا ،ولا يتورعون عن السطو على ممتلكات الآخرين ! "
عند وصول دانيال إلى المدينة يضحي بسبعة جداء سمان على صخرة الهيكل ، ويخبر كاهن الهيكل ( جبريل ) برغبته في مقابلة الملك . يستقبله الملك ببالغ الإحترام ويمسح جبينه بزيت الزيتون.
بعد الإنتهاء من لقاء الملك يصحب الكاهن جبريل دانيال في جولة لمشاهدة معالم الهيكل والتجول في الأسواق.. إلى أن ينتهي به عبر شارع مضاء بالمشاعل إلى مصطبة الحكواتي
حيث تروى القصص القديمة من التاريخ بمرافقة زمار وطبال . يستمع دانيال مع المستمعين من الحكواتي ( بعليل ) إلى قصة الراعي اللاوي وسريته التي اغتصبها البنيامينيون ليلا بكامله ، فما كان من سيدها وزوجها إلا أن قطعها إلى اثنتي عشرة قطعة ووزعها على جبال يرعى فيها جماعة داود ، في محاولة منه لاستدرار الثأر لشرفه.
تطرقنا لهذه القصة التوراتية دون أن نخوض في تفاصيلها . تروى القصة مع القليل من الإضافات ودون عرض ردة الفعل التي قام بها بنو اسرائيل حيث شنوا حربا على بني بنيامين أودت بحياة عشرات الآلاف حسب التوراة .
من أهم ما حدث مع دانيال في أورسالم هو أن الرب إيل أرزقه حبا جديدا عوضه عن حبه الذي تبين أنه كان حبا لأخته ، فما أن وقعت عيناه على الأميرة فرح ابنة الملك سالم ، حتى
وقع في حبها . بدت الأميرة فائقة الجمال وهي تشرف على الجواري والخصيان والخادمات لترتيب مائدة العشاء الملكية ، فدهش بجمالها " ولم يستطع أن يمنع نفسه من إطالة النظرة الأولى ليشاهد خديها اللامعين الرقيقين الأبيضين وعينيها الزرقاوين الواسعتين ، اللتين ذكرتاه باتساع بحيرات بيت سان النقية ، وعندما لاحظته الأميرة فرح ، قابلته بابتسامة حيية من عينيها المنسوبتين إلى لؤلؤتين زرقاوين ، فاخترقت قلبه بسهم لم يعرف كيف يتقيه ، فخجل من التحديق فيها !"
*****
غادر دانيال اورسالم على أمل أن يعود يوما مع الملك العال خاطبا للأميرة فرح . وانطلق إلى ريحا ( أريحا ) ليسلم ملكها رسالة ، ثم يكمل طريقه إلى بيتسان حيث اللقاء المنتظر بينه وبين إيزابيل التي غدت أخته بعد أن كانت محبوبته وأختها حورية التي ينتظر أن تزف إلى ملك عكا الذي فقد زوجته وأسرته في حريق التهم القصر ، وما لا يقل أهمية لقاء أمه التي لم يقابلها من قبل .
بعد أن رحبت إيزابيل بالحبيب دانيال في القصر الملكي .. هرعت لتهتف إلى أمها " أمي أمي لقد جاء خطيبي دانيال ، أنا أحبه يا أمي ، فلتخرجي لا ستقباله والترحيب به ، إنه في انتظار أبي وفي انتظارك في صدر القاعة "
" جلس دانيال مترقبا قدوم بسمة الأم التي لم يرها من قبل ، متأملا تمثال الرب سان على مدخل القصر "
" تقدمت الملكة فرحة لتقابل الخطيب فشاهدت شابا عمليقا يقف أمامها بشعر منسدل طويل يتضاءل على قمة رأسه . ووجهه يذكرها بوجه زوجها الراحل أخيل . اختلطت عليها الأمور . وبدأت تتشكل في ناظريها صور ضبابية "
وبعد أن قدمت ايزابيل دانيال إلى أمها على أنه ابن الملك العال ملك غزة وأنه جاء ليطلب يدها . بدا دانيال مترددا وما لبث أن هتف بالحقيقة :
" في الحقيقة انا اسمي دانيال بن أخيل . ومنذ عدة أيام فقط اكتشفت أن ايزابيل التي أحبها هي من أقرب الناس إلي "
” بدأت الأحداث تتفاعل في مخيلة بسمة مستعيدة الأحداث .. وما لبثت أن غامت الدنيا في وجهها قبل أن تخطو خطوة باتجاه ولدها الحبيب ،وقبل أن ترتمي في أحضانه ، انهارت ، وسقطت على الأرض مغشيا عليها"
" لم تفهم ايزابيل ماذا حصل ، إذ انشغلت مع دانيال بإسعاف أمها ،وطلبت من جاريتها أن تشممها عطورا منعشة "
" بعد أن أفاقت الأم وشاهدته أمامها وتأكدت أنها لا تحلم احتضنته باكية وهي متهالكة على سريرها . وحدقوا الثلاثة إلى بعضهم البعض دون أن ينبس أحدهم بكلمة "
****
لا شك أننا وصلنا إلى الذروة الأهم دراميا في الرواية وهي ذروة القصة التي قام عليها البناء الروائي وكان حاملا لكل وقائعها ، التي لعب عليها الروائي بنجاح . وما يأتي بعد ذلك هو استكمالا للخطوط الرافدة االتي بثها الكاتب في الرواية وتتلخص في :
هزيمة موت أمام شمس وعودة بعل إلى الحياة . هزيمة الملك الكبيرمضروبا بالحجارة بعد أن ثارت عليه معظم الممالك واتحدت ضده ، ومن ثم موته ليتولى ولي عهده نقمد حكم اوغاريت .
وزواج حورية أخت ايزابيل من يائيل ملك عكا بحضور دانيال والعديد من الملوك . وثمة قصص عن التجارة وصناعة السفن في جبيل، إضافة إلى أساطيرعن طوفان شوح وأهل الكهف وليالي سمر وجنس،ومعابد وهياكل وتقديم أضحيات للآلهة. حيث حشد صبحي الكثير من الأحداث في الرواية لتغدو كنزا للتراث الكنعاني في 240 صفحة .
لم نتطرق حتى الآن للبناء الفني الذي اختاره صبحي لروايته . فالمسألة ليست بالسهولة التي سردنا أهم الوقائع بها .
*******
البناء الفني في الرواية :
أقام صبحي معماره على مخطوط أثري كنعاني عثر عليه أبنه عمر في كهف. وما جرى هو أن عمر شرع في قراءة المخطوط . والقارئ يتابع المخطوط حسب قراءة عمر له ، وتعليقاته في نهاية كل فصل ، ليذكرنا أننا نتابع المخطوط كما يقرأه عمر . كما أن صبحي أهدى المخطوط إلى ولده عمر قائلا :
"إلى ولدي عمر ، الذي اكتشف كهف عناة المتوج بالكنعانيات نافرات النهود كقطوف عنب النبيذ الناضجة "
قصة المخطوطات هذه اتبعها يوسف زيدان في (عزازيل) متأثرا (بإسم الوردة ) للإيطالي امبرتوايكو،واتبعه غيرهما بالتأكيد ، وها هو صبحي يسير على الطريق نفسه بغض النظر إن اطلع على الروايتين أو غيرهما أوحتى لم يطلع.
يستهل صبحي روايته بقصة بحث عمر عن الآثار وشغفه بها بعد "أن درس التاريخ والأحفورات في جامعة حيفا" وكيف ظهرت له الربة عناة وتحاور معها. وكيف عثر على المخطوط تحت بلاطة في مغارة " غائرة في أعماق التاريخ السحيق متوجة بتمثال محفور على رأس واجهتها الأمامية ، للنصف العلوي من امرأة جميلة تبرز ثدييها النافرين ،وعلى جانبي كتفيها قطوف كرمة "
لقد تم العثور على المخطوط بإلهام من الربة عناة التي ظهرت له " سأقدم لك يا عمر مخطوطات كنت قد دفنتها تحت الصخر ، مثبتتة تحت هذا الضريح الأيمن داخل عتمة المغارة
ويشرع عمر في الحفر إلى أن يعثر على بلاطة يستعين بعتلة لرفعها ، ليجد أسفلها جرارا تحتوي على مخطوطات كتبت على قماش الكتان . وما مخطوط الرواية إلا أحدها . حيث يشرع في قراءته لتعلمه في الجامعة اللغة التي كتب بها وهي أقرب إلى العربية .
أول ما قرأه عمر في المخطوط هو قصة الخلق التي تطرقنا إليها في بداية المقال .. يليه فصل ملحمي آخر عن الإله بعل وهيام الربة عشتار به " رأت الوحش المتحفز في بعل / أبصرت القوي الآتي من قلب الغابات / أعجبت به البغي المقدسة / فقعدت له على الشاطىء / تتمنى ان يخصبها / فشقت ثوبها نصفين / وألبسته واحدا منهما/ لتكسي عريه / فكشفت عن فتنتها وأبانت أسرار الجسد فرآها بعل وانجذب إليها /فألهبت مشاعره / ثم راودته عن نفسه / وقامت بدور المرأة اللعوب البغي المقدسة / فانقض عليها/ وبالقبلات دغدغ مفاتن جسدها / نام بعل مع عشتار/ سبع ليال متواصلات /
وكي يعطي الكاتب مصداقية تاريخية لنصوص المخطوط ، كتب ملاحظة هامشية في نهاية الفصل الأول على لسان عمر ، تشير إلى أن (دائرة الآثار الكنعانية الفنيقية الفلسطينية ) "تمعنت في المخطوطات وتأكدت من صحة الوثائق التي اكتشفها ، فقامت بطباعتها في كتاب تاركة بعض سطور وخرابيش كتبتها على هامش المخطوطات . ولكنها عدلت بعض الكلمات ، فصارت مثلا كلمة ( إل علي ) تكتب ( العلي ) و( إل قدير تكتب القدير) مع العلم أن إل هو إله الكنعانيين الأوحد آن ذاك ،والذي اتضح فيما بعد ليصبح ألل ، ثم اكتمل بكلمة الله "
هذه الهوامش التي تشير إلى دائرة الآثار وردت في أكثر من صفحة في الرواية كالإشارة إلى أسطر ممحية من المخطوط لتقادمه ، رغم أن الواقع قد لا يحوي دائرة آثار تحت الإسم الذي أوردناه . ثم إن ذلك قد لا يتفق فنيا مع متابعة القاريء لمخطوط يقرأه عمر حسب ما عثر عليه . فالهوامش تشير إلى أزمان لا حقة وليس إلى زمن قراءة المخطوط ، عكس التعليقات التي يضيفها عمر في نهاية كل فصل والتي تتفق مع زمن القراءة .
******
لا شك أن صبحي كان يبحث عن فضاء تاريخي للإنسان الفلسطيني وقضيته بعد أن جهدت الحركة الصهيونية لطمس تاريخه وهويته حين ادعت أن هذه الأرض التي منحها يهوة لليهود
من قبل هي أرض بلا شعب متجاهلة الحروب التي خاضتها اسرائيل مع الفلسطينيين والعرب في التاريخ الحديث ومتجاهلة الكثير من الحروب التي خاضها بنو اسرائيل مع الفلسطينيين والكنعانيين من شعوب المنطقة في التاريخ القديم ، حيث أباد يوشع بن نون قرابة ثلاثين مملكة كنعانية حسب ما تذكر التوراة ، بما فيها أريحا التي أباد جميع سكانها ودوابها ومواشيها عدا العاهرة راحاب .
يورد صبحي في مقدمة روايته عبارة لكيث وايتلام مؤلف كتاب ( اختلاق اسرائيل ) يقول فيها : " يحتاج التاريخ الفلسطيني أيضا إلى أن يخلق لنفسه فضاء حتى يتمكن من انتاج روايته الخاصة للماضي ، وبهذا يساعد في استعادة اصوات السكان الأصليين التي تم اسكاتها في خضم اختلاق اسرائيل القديمة " وهي ( العبارة ) ما يختتم بها عمر تعقيبه في نهاية الرواية
وهذا ما جهد صبحي للقيام به ، باذلا كل طاقته لإحياء هذا التراث العظيم وإعادته إلى النور ، ليقف في مواجهة الزيف الآخر الذي صار فضاء لعالم لم يكن .
لقد قدم صبحي عملا ملحميا ممتعا ، لم يسبقه إليه أحد ، القى فيه الضوء على عوالم كانت شبه مجهولة في تراثنا ، وما أحوجنا إلى ترجمة هذا العمل لأكثر من لغة ، للتعريف بحضارتنا القديمة التي طمست , ولم يعد أحد يتذكرها .
م. ش.
( 1) تثنية 11/24 و25 و 12/2و3 و صموئيل أول 17/ 44
(2) مجلة الموقف الادبي العدد 292 آب 1995



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية العقل الديني بين المحلل والمحرم في الجنس والحب !شاهي ...
- مآسي الدين ومذاهب التدين في أوروبا ! شاهينيات 1308
- كابوس ما بعد الأصيل !
- عقل الإنسان من عقل الخالق! شاهينيات 1306
- * لغة الخالق أم اللغات وليست من لغات البشرية!
- يا لكثرة لصوص الإنترنت !
- * في طاقة الخالق ! شاهينيات 1303
- الدوجمائية في العقل العربي! شاهينيات 1302
- * أبانا الذي في كل مكان ليتقدس اسمك العظيم جلّ جلالك !
- * الخالق العظيم ليس إلهاً وأكبر من أن تعبّرعنه لغة أوأن تحيط ...
- شاهينيات 1298 في الخلق والخالق
- - وداعا يا زكرين -سيرة بلدة فلسطينية 1948.
- شاهينيات1297
- كتابة على قبري.. عذرا صديقاتي وأصدقائي
- شاهينيات صعبة في الخلق والخالق!
- شاهينيات 1289
- مقولات شاهينية!
- الفصل( 36) في رواية - أديب في الجنة - بعد إجراء بعض التعديلا ...
- في الوجود والخلق والخالق.
- قالوا في رواية - أديب في الجنة -


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - كنعان تنهض من أعماق التاريخ في- قصة عشق كنعانية -