أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم المهندس - القومية العربية والشيوعية العمالية : تناقضات ايدلوجية ام تحديات واقعية ؟؟؟؟؟















المزيد.....


القومية العربية والشيوعية العمالية : تناقضات ايدلوجية ام تحديات واقعية ؟؟؟؟؟


هيثم المهندس
(Haitham Al Muhands)


الحوار المتمدن-العدد: 5440 - 2017 / 2 / 22 - 09:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القومية العربية والشيوعية العمالية : تناقضات ايدلوجية ام تحديات واقعية ؟؟؟؟؟
طُرِح هذا الحوار من قبل صديقين يحمل كل منهما وجهة نظر مختلفة عن الثاني من ناحية تناولهما موضوع الحركة القومية العربية والحركة الشيوعية . وبسبب مستوى الوضوح في رؤية كل منهما والثراء المعلوماتي الذي يحتويه الحوار اضافة الى الاهمية الكبيرة لموضوع الحوار ناهيك عن رقي الاسلوب المتبع والممتع من كليهما ارتأيت ان انشر هذا الحوار على صفحة الحوار المتمدن الغراء بعد ان استحصلت موافقة كلا الطرفين على ذلك .وانا انشر هذا الحوار دون اية اضافة او نقصان . وقمت فقط بحذف عبارات التقدير والاحترام المتبادلة بين الطرفين لكونها شخصية ولا تخص موضوع الحوار . وانا من اختار العنوان لهذا الحوار ( وليس اي منهما) ,والذي استنتجته من قرائتي له . ............... هبثم المهندس
ابو علياء : ان مقولة ماركس وانجلس الواردة في البيان الشيوعي في القرن التاسع عشر هي مقولة موضوعية وصحيحة في المانيا خصوصا واوربا عموما وهي تعكس موقف الكنيسة ورجالها من الصراع المحتدم بين الطبقات الاجتماعية في تلك البلدان وانحيازها الى الطبقات المالكة لوسائل الانتاج والمصطفة الى جانب النظم السياسية الحاكمة انذاك وهي بطبيعتها نظم برجوازية متداخلة مع بقايا النظم الاقطاعية والملكية المستبدة وضد الطبقات الكادحة والفقراء عموما . اضافة الى ان الدين في تلك البلدان لم يكن يشكل جزءا من تاريخها وشخصيتها القومية . في الوطن العربي وعلى وجه الخصوص فالدين الاسلامي ( والى حد ما الدين المسيحي والدين اليهودي ) هو احد اركان الشخصية العروبية الى جانب اللغة والتاريخ متداخلا معهما . فالجزء الأكبر من التاريخ العربي هو الاسلام بأحداثه وابطاله والدين الاسلامي بكتابه المقدس ( القرآن ) هو كنز اللغة العربية نحوا وصرفا وادبا وحكمة وتشريعا .... الخ وبهذا يتضح ان الدين واللغة والتاريخ هي مكونات الشخصية العربية منذ القرن السادس الميلادي وحتى الان . ولذلك فمن التعسف العلمي ان نعمم مقولة ( الدين افيون الشعوب ) على الدين الاسلامي ونقع في مطب الغربة والعزلة عن مجتمعنا العربي الاسلامي مما يفقدنا جانبا من قدرتنا على التفاعل معه وقيادته نحو التقدم الاجتماعي والعدالة والحرية . ومع تراجع الدولة الدينية في العصر الحديث وقيام الدولة المدنية عوضا عنها في اغلب البلدان التي تعتنق شعوبها الاسلام ومع تراجع الاحزاب المذهبية الاسلامية وفضيحتها وانكشاف صلاتها وتعاونها مع الدوائر الامبريالية ومع ارتباط النشاط الاقتصادي البرجوازي في البلدان التي تعتنق الاسلام بالاقتصادات الامبريالية وتبعيتها لها , يصبح من السهل والمعقول والموضوعي تحييد عنصر الدين بتلاوينه المذهبية والطائفية لمنتسبي الاحزاب الثورية المعاصرة وفصله عن النشاط السياسي القائم على مبادىء الاستقلال الوطني والتقدم الاجتماعي والحريات العامة والعدالة .
سمير عادل : الدين هو تأوهات المخلوق المظطهد وسعادته المتخيلة، ونقد الدين هو نقد الوادي من الدموع المليء بالزهور الخيالية، والذي يمثل الدين الهالة الضوئية التي تحيط به. ان نقد الدين يقتطف هذه الورود الخيالية التي يراها المُضطهَد في الاغلال او السلاسل التي تكبله. ولكن لا يفعل النقد ذلك ليحرم الانسان من سعادته برؤيته الزهور الخيالية، وانما يفعل ذلك ليٌمَكَنْ الانسان من التخلص من الاغلال التي تكبله حتى يستطيع الحركة بحرية ليقتطف الزهور الحقيقية. كارل ماركس " مساهمة في نقد فلسفة الحق لهيغل". اننا نعي جيدا بأن "الاسلام" هو جزء من هوية القومية العربية، وان ميشيل عفلق اكد على هذه المسألة عنما قال ان العروبة والاسلام وحدتان لا تنفصمان" في سبيل البعث". ان الانظمة القومية العربية الحاكمة تستخدم الاسلام كايدلوجية لتضليل المجتمع والجماهير العاملة والكادحة اسوة بالكنيسة القروسطية. كما هو الحال في اليهودية في دولة اسرائيل. ان نقد الدين هو اساس اي نقد كما يقول ماركس..
ابو علياء : لكم دينكم ولي ديني .
سمير عادل : ليس لنا دين وحتى الشيوعيىة ليست دين ولا نقبل ان تكون دين
ابو علياء : لم اقصد المحتوى الديني للنص بل قصدت ان لك رأيا ولي رأيا آخر , اما ان تكون الشيوعية ليست دين ,فهي عقيدة يؤمن بها الشيوعيون كما هو الاسلام عقيدة يؤمن بها المسلمون , ويختلف الشيوعيون عن المسلمين بأنهم يؤمنون بالماركسية بينما يؤمن المسلمون بالله . ولذلك كل انسان بحاجة الى الأيمان ويبقى الخلاف على ما يؤمن به الانسان ومرة ثانية ( لكم دينكم ولي دين ) ولاتزعل .
سمير عادل : عزيزي ابو علياء.. لا ازعل ابدا واتشوق دائما الى سماع الاراء المخالفة. ان الفرق بين الشيوعية كعقيدة وبين الدين واقصد اي دين، فالدين لا يقبل النقد بينما الشيوعية تقبل النقد واساس الشيوعية هي النقد واذا جردتها من النقد فلا يبقى فيها اي شيء. ارجو اذا كان لديك الوقت ان تقرا مقالي "العلمانية بين الطبقات وتياراتها السياسية" وهناك تفصيل اكثر عن القومية العربية والدين. مع تقديري . رابط المقال هو:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=485811
ابو علياء : عزيزي , اسعدني الاطلاع على مقالتك الموسومة ( العلمانية بين الطبقات وتياراتها السياسية ) فوجدت فيه ثراء معلوماتك عن الحركة القومية العربية في كونها قومية الجسد روحية الاسلام , واذا كان تعريفك للعلمانية ( فصل الدين عن الدولة ) فقط فهل كانت دولة البعث في العراق لغاية 1979 دولة دينية ام علمانية ؟؟ هل كان البعث حركة سياسية علمانية ام حركة دينية كما هم الاخوان المسلمين وحزب الدعوة .. الخ ؟؟ وهل العلمانية تعني الغاء الحرية الدينية للمجتمع كما حصل في الاتحاد السوفيتي الشيوعي ؟؟ وانتهى الى الى مانعرفه جميعا عن مصير الشيوعية فيه . .
ان الخطأ الواضح في مقالتك موضوعة الحوار , انك تستخدم مقاييس ( غير عربية ) ( مقاييس اوربية ) لتحليل وفهم الواقع العربي المجزأ سياسيا والمتخلف والتابع اقتصاديا وسياسيا للدوائر المبريالية والمستعمر ( بفتح الميم ) من قبل الامبريالية الاوربية والذي يختلف جذريا في بنينه الحضارية ودرجة تطوره عن الواقع الاوربي , وهذا الخطأ هو الذي ادى الى انكفاء الاحزاب الشيوعية العربية وعدم قدرتها على انتاج او تحقيق اي انتصار او نظام مهما كان شكله او محتواه ( عدا محاولة الحزب الشيوعي العراقي سنوات 1958 =1962 ) التي اغرق فيها الشعب العراقي بالدماء بمذبحة الموصل في آذار 59 ومجزرة كركوك في تموز 59 .
وحضرتك وانت تقرأ وتنقل نصوص اضافية من عفلق ( القومي العربي ا لمتشبع بروح الاسلام ) بهدف نقده وادانته مستخدما في ذلك فهما ماركسيا ( كما اسلفت ) وعندما تنتهي من نقدك له فأنك تسدي له خدمة جليلة ببعث افكاره الصحيحة التي حاول التحالف الامبريالي الرجعي والحزب الشيوعي العراقي تشويهها والتعتيم عليها بغية اجتثاثها من ذاكرة الفكر السياسي العربي الثوري والتقدمي , وانت تنقل ( وانت تنقل ) من كتاب في سبيل البعث لعفلق توكيده ( بأنه لا يمكن الفصل بين العروبة والاسلام , الاسلام هو الهزة الحيوية التي تحرك كامن القوى في الامة العربية , الاسلام هو تجدد العروبة وتكاملها , فملحمة الاسلام لا تنفصل عن مسرحها الطبييعي وهو ارض العرب وعن ابطالها والعاملين عليها وهم كل العرب . .
الحقيقة الباهرة التي لاينكرها الا مكابر هي اذن , ان اختيار العرب لتبليغ رسالة الاسلام كان بسبب مزايا وفضائل اساسية فيهم . فالاسلام اذن كان حركة عربية وكان معناه تجدد العروبة وتكاملها . ان العرب ينفردون من دون سائر الامم بهذه الخاصية , ان يقظتهم القومية اقترنت برسالة دينية او بالاحرى كانت هذه الرسالة مفصحة عن تلك اليقظة القومية , وما دام الارتباط وثيقا بين العروبة والاسلام فلا مجال للخوف من ان يشتط العرب في قوميتهم انها لن تبلغ عصبية البغي والاستعمار اي بعبارة اخرى ان العروبة التي جاءت في الفكر القومي لعفلق لم تفصل نفسها عن الاسلام .
اين هو الخطأ ( استاذ سمير ) في فكر عفلق الذي استعرضته انت بأمانة ؟ لقد تصرف عفلق بحسه العروبي واستقرأ الواقع العربي السياسي والاجتماعي والاقتصادي والنفسي دون ان يقع في المتاهات الفكرية الاخرى التي عاصرته سواء الليبرالية او الدينية او الاممية الشيوعية . كان عفلق امينا على عروبته وأمته رغم انه كان مسيحي الدين . وكثيرا ما الصقت عنوة ( عنوة ) بقصد من قبل التيارات الاسلامية ( الطائفية ) الصفة العلمانية بالنظام البعثي الحاكم في العراق .............. الخ لتبريرهجماتها الدعائية والسياسية ضده . هل استطاع احد ما نفي علمانية الدولة التي انشأها البعث 1968 = 1979 . اما وجود نص دستوري في الدستور المؤقت ( دين الدولة الرسمي هو الاسلام ) فهو تحصيل حاصل للواقع الاجتماعي العراقي الذي يتكون في اغلبيته الوطنية من 95% من المسلمين منهم 80% من العرب المسلمين .
ان قومية الدين =حسب عفلق = هي النقيض التاريخي لقومية الاستعمار الذي هيمن على الوطن العربي وعلى صعيد السلطة السياسية جسدت القومية العربية نموذج عفلق للفكر العروبي الذي لاتنفصم عراه عن الاسلام . , وعندما تعتقد حضرتك أنك تدين عفلق في هذا النص فأنك ترفعه ( ترفع عفلق ) الى مرتبة الحقيقة التي احسها بعفوية عروبته رغم انه غير مسلم بل مسيحي . واخيرا استاذ سمير نأتي الى ( ان ضعف التيار القومي العروبي على الصعيد الفكري والسياسي امام التيارات الفكرية والسياسية الاخرى وخاصة التيار الماركسي والتيارات الديمقراطية الليبرالية القادمة من الغرب دفعته للبحث عن مادة اخرى ...... ...... تماسكا ) . ان الحديث عن ضعف التيار القومي العروبي هو مجانبة مفضوحة للواقع الذي عاشه الوطن العربي خلال النصف الاول من القرن العشرين .
ان ثورة ( انقلاب ) 23 تموز يوليو 1952 في مصر والثورة الجزائرية العظمى ( تشرين ثاني 1954 ) ضد الاحتلال الفرنسي الاستيطاني للجزائر وثورة ( انقلاب ) 14 تموز 1958 في العراق والتي اطاحت بالنظام الملكي واعلنت الجمهورية العراقية وثورة ( انقلاب ) العقيد السلال في ايلول 1962 ضد حكم الامام البدر الرجعي وثورة ( انقلاب ) 8 شباط 1963 في العراق التي اطاحت بقاسم والشيوعيين وثورة ( انقلاب ) 8 آذار 1963 في سوريا والتي اطاحت بحكم الانفصال عن الجمهورية العربية المتحدة وثورة الجنوب العربي ضد الاحتلال البريطاني وثورة ( انقلاب ) 17 تموز 1968 وثورة العقيد القذافي 1969 في ليبيا التي اطاحت بالنظام الملكي السنوسي والمقاومة الفلسطينية الباسلة التي انجرت 1967 ولا زالت مستمرة
ان هذه الثورات و( الانقلابات ) وما ترتب عليها من تغيرات عميقة في البنية الحضارية العربية هي تعبيرات وتجليات عن حركة القومية العربية ( حركة التحرر الوطني العربية ) التي نالت استحسان ودعم الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي وقوى التحرر الوطني في اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية , فأين كانت التيارات الفكرية والسياسية الاخرى وخاصة التيار الماركسي والتيارات الديمقراطية والليبرالية القادمة من الغرب ؟؟ ان الحديث عن ضعف التيار القومي العربي يعكس ضعف الذاكرة لديك استاذ سامر وليس ضعف التيار القومي العربي . ولو تتبعنا نشاط ومواقف وسياسات الاحزاب الشيوعية العربية منذ بداية النصف الثاني من القرن العشرين ( الاحزاب الشيوعية ) المبتلاة بالتبعية للحزب الشيوعي السوفيتي والمصابة بالتحجر الفكري والتقليد الببغاوي للآيدولوجيين السوفيت والتي لم تستطع تحليل وفهم الواقع العربي ومعرفة مشاكله الحقيقية وتشخيص التحديات الحضارية التي تواجهه , الاحزاب الشيوعية العربية التي شكلت صدى بائس للسياسة الخارجية للحزب الشيوعي السوفيتي , والتي عارضت النضال الشعبي العربي ضد الاحتلالين الفرنسي والبريطاني لسوريا والعراق عندما تحالف الاتحاد السوفيتي مع دول الحلفاء في الحرب العالمية الثانية واعترفت بتقسيم فلسطين وبالكيان الصهيوني انسجاما مع اعتراف الاتحاد السوفيتي بالكيان الصهيوني . اما الحزب الشيوعي المصري فقد تبخر حالما كشف عبد الناصر عن توجههه القومي العروبي والاشتراكي . وفي الجزائر ظل الشيوعيون الجزائريون اعضاء في الحزب الشيوعي الفرنسي عندما كانت فرنسا تحتل الجزائر استيطانيا وهكذا دواليك , وبقدر تعلق الامر بالحزب الشيوعي العراقي الذي كان احد اعضاء جبهة الاتحاد الوطني ( آذار 1957 ) الى جانب احزاب البعث والاستقلال والوطني الديمقراطي والذي مثلت القاعدة الشعبية لحركة الضباط الاحرار التي اطاحت بالنظام الملكي واعلنت الجمهورية في العراق, هذ الحزب الذي نكث بعهوده مع رفاق الامس وباشر التنكيل بهم ومارس الاستئثار يالسلطة مستغلا الطبيعة العسكرية للزعيم قاسم وميوله الفردية وحاول القضاء عليهم وتصفيتهم والانفراد بالسلطة . هذا الحزب استخدم تكتيكات غبية وخطوا ت استراتيجية خاطئة افضت به ان يصطف الى جانب القوى الرجعية والى جانب الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 وشارك في انشاء مجلس الحكم لصاحبه الامريكي بريمر ووقع على دستور 2005 الذي قسم الشعب العراقي الى مكونات طائفية وقومية وشارك بلا خجل بتصفية المثقفين العراقيين جسديا ( اطباء ومهندسين وضباط وخبراء وطيارين .... الخ . هذا الحزب منزوع الثورية والوطنية والذي يتمتع قياديوه بالرواتب التقاعدية لقاء جهادهم ضد النظام ( الدكتاتوري ) العراقي .
سمير عادل : قبل كل شيء يجب ان نقييم الحركات والتيارات السياسية وشخصياتها وقادتها من الواقع الذي يعبرون عنه. اننا لا نستطيع ان نقييم اية حركة او شخصياتها من خلال خلفياتهم الدينية. اي بعبارة اخرى ان ميشيل عفلق لانه من خلفية مسيحية فيجب ان نحصره في هذا الخلفية ونحكم عليه. ان هذا المنطق ليس صحيح في اي مذهب تحليلي بل يصح فقط في اسقاطات ذاتية ولوي عنق الوقائع كي نثبت حقانية ما نصبو اليه. واذا طبقنا هذا المنطق، فماذا نقول عن كارل ماركس الذي قدم من خلفية يهودية ونشر مقاله "حول المسألة اليهودية" الذي ينقد الحركات البرجوازية التي تتبنى اظطهاد اليهود، وماذا نقول عن لينين عندما ينتق "البوند" عندما يطلبون تنظيم البروليتاريا اليهودية ويطالبون بالحكم الذاتي في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي، هل نقول عن لينين انه معادي للسامية لانه من خلفية مسيحية. ان ميشيل عفلق هو احد منظري الحركة القومية العربية واراد ان ينقذ الحركة من المتاهة الايدلوجية وفصلها عن القومية الغربية التي جاءت بالاستعمار. فمن جهة اراد تبني القومية من الغرب ومن جهة اخرى اراد ان يفصل تلك القومية عن قومية الاستعمار. فلذلك ربط بين القومية والاسلام. لا يمكن تناول القومية العربية دون تناول الاسلام. حتى داعش واخوان الملسمين وحزب الدعوة هم رد على فشل مشروع القومية العربية. في العالم العربي تتداخل القومية والاسلام وحتى في ايران تتداخل القومية الفارسية بالاسلام. يجب ان نتناول ميشل عفلق وقسطنين زريق والياس فرح والعديد من منهم من خلال تنظيراتهم حول القومية العربية ، وليس من خلال خلفياتهم المسيحية. وبالمناسبة ان فطاحل منظري القومية العربية هم من الخلفيات المسيحية. اما الحديث عن ا الاحزاب الشيوعية التقليدية التي تفضلت بها، فهي احزاب قومية اصلاحية. لم تكن اي من هذه الاحزاب هي شيوعية بمعنى ماركس ولينين. ان الشيوعية ليس معاداة الامبريالية وليس معاداة الاستعمار وليس الدعوة الى الصناعات الوطنية والاستقلال الوطني. ان شيوعية ماركس تعني القضاء على العمل المأجور والاستغلال. ان الطريق الى هذا العالم الخالي من الظلم واللامساواة هو توحيد وتنظيم وقيادة الطبقة العاملة للقيام بتورتها وهدم العالم الرأسمالي. ان نضالنا ضد الاحتلال الامريكي للعراق يأتي في السياق الذي تحدثت عنه. وهكذا نضالنا ضد الامبريالية ومشاريعها الاقتصادية ولقد تحدث لينين بالتفصيل عن هذه المسأةل في كتابه "الامبريالية اعلى مراحل الراسمالية" بالنسبة للحزب الشيوعي العراقي ليست مشكلته الاحتلال، لان برنامجه السياسي هو برنامج اصلاحي ليبرالي ولذلك اختير حميد مجيد موسى عضو في مجلس الحكم الذي قاده بريمر وصنف نفسه تحت الخانة الشيعية. وهناك حديث سياسي ونظري طويل حول هذا الموضوع. اني تفق معك حول ان حزب البعث كان علمانيا بين ١٩٦٨١٩٧٩ وتحدثت عن هذا بالتفصيل في المقال المشار اليه "العلمانية بين الطبقات وتياراتها السياسية" ولا اريد ان اكرر ما قلته في المقال. اما ان ذاكرتي ضعيفة لا ادري بماذا ارد. على العموم ان النقد بالنسبة لنا كشيوعيين ماركس-لينين للحركة القومية العربية ليست من زاوية اخلاقية، بل من خلال الكشف عن الاسس الحقيقية لهذه الحركة وتسليح القادة الشيوعيين بالتحليل النقدي لفضح هذه الحركة ونسف اسسها الفكرية والسياسية. حول الااتحاد السوفيتي، فلدينا تصور مختلف جذريا عنه عن باقي الاحزاب الشيوعية التقليدية، اقرا كتاب "التجربة السوفيتية -منصور حكمت" على موقعنا "الحزب الشيوعي العمالي العراقي" بالنسبة للحري الدينية مكفولة كما مكفول حرية الالحاد لكن الدولة لا تنفقع على بناء الجوامع والمساجد ولا تدفع رواتب للملالي وتفرض ضرائب عالية على تلك المؤسسات الدينية. لم تكن هناك حرية في الاتحاد السوفيتي، وكانت دولة قومية واقصادها هو راسمالية الدولة ولم تكن اشتراكية ابدا وكان لينين يعي بذلك لكنه مات وحرمت الحركة الشيوعية والطبقة العاملة الروسية من فكره وابداعه. هناك ايضا حديث طويل في هذا المضمار وليس هنا الفرصة لتناوله ..

ابو علياء : مساء الخير , الشرق مهبط الاديان , ليس ثمة دين ظهر خارج الوطن العربي وليس هناك تجارب حضارية اقدم وانضج من التجارب الحضارية التي شهدها الوطن العربي سواء في وادي الرافدين او في وادي النيل . وشخصية النبي والمعبد والمسجد والكتب المقدسة بدأ من صحف ابراهيم الى قرآن محمد بن عبد الله مرورا بتوراة موسى وانجيل عيسى هي معطيات حضارية اصيلة في حياة الاقوام التي سكنت هذه المنطقة من العالم بدا من السومريين الى العرب في شبه الجزيرة العربية وسهول اليمن والعراق والشام ومصر. فالدين على تعدد تجاربه وانبياءه وكتبه المقدسة لم يأتينا من منطقة اخرى من العالم كما هو في اوربا وسهوب اسيا وروسيا وغيرها من مناطق العالم المأهولة . الدين معطى حضاري خاص بسكان الوطن العربي , ولأنه شديد التأثير في حياة الناس فقد استطاع ان ينتقل الى بقاع العالم الاخرى ليترك في حضارتها آثارا عمرانية وفنية وفلسفية .... الخ من الآثار . هذه المقدمة الموجزة جدا تلقي الضوء على مقولة ( عفلق ) بان نهضة العرب القومية اقترنت برسالة دينية . وعندما كتب هذه المقولة لم يكن يريد ( ان ينقذ الحركة القومية العربية من المتاهة الآيدولوجية وفصلها عن القومية الغربية التي جاءت بالأستعمار ).( كما تفضلت ) لم يكن يقرر مبدأ سياسي آني متغير , بل كان يقرر حقيقة تاريخية حضارية اصيلة في حياة العرب كأمة . ولذلك ف ( عفلق ) لم ( يربط بين القومية والاسلام بصورة متعسفة ) عفلق لم يربط وانما انار الرابطة بين القومية والاسلام ( بوصفه مناضل و مختص أكاديميا بالتاريخ العربي ) امام الاجيال العربية الصاعدة والمناضلة من اجل وحدتها القومية وحريتها من الهيمنة الاستعمارية ( سواء كانت عثمانية او غربية ) على اساس العدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية , ولاأجدني محتاجا ان احدثك عن المبادىء الاخلافية والانسانية للدين الاسلامي فأنا لست بواعظ ,ولست انت بحاجة الى ذلك , في الفوضى الفكرية والسياسية التي شهدها الوطن العربي بين التيارات الأممية غير القومية ( التيار الأممي الشيوعي المرتبط بالأتحاد السوفيتي والتيار الديني الذي يريد العودة بالعرب الى الخلافة ا العثمانية والتيار اللبرالي والديمقراطي المحلي الذي كان اما امتداد للأستعمار الغربي او رد فعل عفوي بسيط مقلد للنظم الديمقراطية الغربية ) ظهر عفلق ورفاقه منذ بداية الاربعينات ليبشروا بأفكار البعث الاولى وليظهروا على الساحة السياسية كمناضلين قوميين عرب في قضية فلسطين وثورة مايس 1941 ضد الاحتلال البريطاني في العراق والنضال الوطني السوري ضد الاحتلال الفرنسي , وخلال 7 سنوات فقط استطاع البعث ان يبلور شخصيته السياسية والفكرية بعقد مؤتمره التأسيسي الاول ويقف ندا لند امام الاحزاب الشيوعية العربية التي سبقته بالتأسيس ( بين 10 الى 20 سنة ) متكئة على النظرية الماركسية اللينينية والتجربة الاشتراكيةالحية للأتحاد السوفيتي . ويتجاوز الاحزاب والحركات السياسية والفكرية للقوى القطرية الليبرالية والديمقراطية التي نشأت كتقليد عفوي لمثيلاتها في البلدان الاستعمارية وحتىى الاحزاب القومية العربية العفوية كحزب الاستقلال في العراق , ولذلك فكل ما تتوهمه حضرتك عن ( عفلق ) عن انقاذه الفكرة القومية العربية والحركة القومية العربية في القرن العشرين بربطها بالدين الاسلامي اعتبره من جانبي فضيله من فضائله المتعددة عليها . وكما قررت حضرتك بصورة صحيحة (لايمكن تناول القومية العربية دون تناول الاسلام ), ولكنك جانبت الحقيقة بقولك ( حتى داعش والاخوان المسلمين وحزب الدعوة ,,,, تتداخل القومية والاسلام وحتى في ايران تتداخل القومية الفارسية بالأسلام ) . ان داعش ليست حركة قومية عربية , انها حركة طائفية متخلفة استقطبت بعض الطائفيين السنة العرب والكثير من المرتزقة في العالم بتمويل سعودي وخليجي ولا ننسى انها الوريث الشرعي للقاعدة التي خلقتها الولايات المتحدة في افغانستان ابان الاحتلال السوفيتي لها , اما الاخوان المسلمين فيعتبرون القومية العربية كفر والحاد وانها سبقت الاسلام وجبها الاسلام . وحزب الدعوة هو الاخر حزب طائفي ( شيعي ) نشأ وترعرع في اوساط مرجعية النجف وبلاط شاه ايران في ستينات القرن العشرين . ولا صلة للقومية الفارسية بالدين الاسلامي فهي تدين بالزرادشتية الثنوية الوثنية ( عبادة النار ) التي اطاح بها الدين الاسلامي . .
ان فشل الحركة القومية العربية ( المؤقت ) يعود الى جملة من الظروف الموضوعية والذاتية , يأتي في مقدمتها الاخفاقات والاخطاء الستراتيجية التي ارتكبها من تصدوا لقيادتها في المشرق العربي وليبيا واليمن وميولهم الفردية في ممارسة السلطة وتوجههاتهم القطرية الانانية والهوة التي تفصلهم عن الناس والقوى السياسية المحلية , والتآمر الرجعي والامبريالي الصهيوني والشعوبي ( الذي مثله الاحتلال الامريكي للعراق). .......................................... اما تشخيصك للأحزاب الشيوعية العربية بأنها ( احزاب قومية اصلاحية .... لم تكن شيوعية بمعنى ماركس ولينين ) فلم يكن مفاجئة لي او للكثير من المهتمين بالشأن السياسي بل كان اكتشاف متأخر ,وابسط مثال على ذلك اصطفاف الحزب الشيوعي العراقي الى جانب الاحتلال الامريكي والقوى السياسية الرجعية الطائفية والسيد علاوي صاحب الوفاق الوطني ......... في ستينات القرن العشرين عندما كنا نقرأ الادبيات الماركسية اللنينية ( التي وفرتها دار التقدم في موسكو بأسعار زهيدة ) كنا نشخص الهوة الكبيرة بين تفكير وسلوك الحزب الشيرعي العراقي و بين التطبيق الروسي اللينيني لأفكار ماركس , وتخبط ذلك الحزب في سياسات خاطئة من قبيل قادته في نهاية الامر الى كارثة ثورة ( انقلاب ) شباط 1963 .
اما علمانية البعث التي اعترفت حضرتك بها بقولك ( اني اتفق معك حول ان حزب البعث كان علمانيا .... ) فأنه يسرني لأنك اعترفت بأن العلمانية لا تتطلب ولا تستلزم ولا تفترض الألحاد . كما تقرر الماركسية ( ان الدين افيون الشعوب ) فالبعثيون العلمانيون فكرا وسلوكا والمتحدرين من اصول دينية مختلفة ( سعدون حمادي من كربلاء وطارق عزيز من الموصل وجعفر حمودي من بغداد ) لم يكونوا ملحدين , كانوا مؤمنين بالله كل بطريقته الخاصة ولكنهم احتفظوا بأيمانهم لأنفسهم وقدموا انتمائهم القومي العروبي ومصلحة امتهم العربية على منحدراتهم الدينية والمذهبية ....................................
.



#هيثم_المهندس (هاشتاغ)       Haitham_Al_Muhands#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول رد كاظ الاسدي على مقال سمير عادل المعنون ( ما وراء اعتصا ...
- حقوق الاسرى في الاسلام بين وقائع اليوم والوقائع التاريخية ( ...
- حقوق الاسرى في الاسلام بين وقائع اليوم والوقائع التاريخية ( ...
- حقوق الاسرى في الاسلام بين وقائع اليوم والوقائع التاريخية ( ...
- حقوق الاسرى في الاسلام بين وقائع اليوم والوقائع التاريخية ( ...
- انها مهمتنا نحن العلمانيين واليساريين
- الانتخابات واليسار العراقي
- معا لمناهضة التمييز ضد المرأة في يومها العالمي
- لماذا علينا العمل على قانونية الاجهاض؟
- في الرد على فؤاد النمري : راية مقاومة بالية أم فكر متهرء
- الزواج المبكر انتهاك لحقوق الاطفال


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم المهندس - القومية العربية والشيوعية العمالية : تناقضات ايدلوجية ام تحديات واقعية ؟؟؟؟؟